|
|
 كتر خيركم .. حدثونا قليلاً عن الوضع الداخلى !..
|
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
شكراً للحكومة ، وللاعلام الرسمى على كل التوضيحات العلى التغطية المباشرة لما يحدث فى غزة .. ولكن لماذا تتعبون ارواحكم الطاهرة فى حدث لا يحتاج الى شروحات حكومية ؟..
ايتها الارواح الطاهرة ، الخالدة فى مقاعد السلطة وعلى منضدة البرلمان ،لا داعى للرهق ..فنحن نعلم ( مدى حرصكم وكيفية حرصكم على تبصير الناس بالازمات).. فقد كفانا الله شر متابعة مثل هذه الاحداث عبر الوسيط الاعلامى الحكومى .. وجزا الله العولمة خيراً ن فهى التى تنقل الصورة والتعليق ..
الشعب يمكن ان يتظاهر ، والقادة العرب يمكن ان يجتمعوا ويدينوا القصف .. وما يشاهده رئيس اى دولة عربية ، وما يعرفه عن الاحداث فى غزة ليس اكثر مما يعرفه محمد احمد فى بادية الكبابيش..
وهذه الانتصارات لحقوق الشعب الفلسطينى ، وبهذه الطريقة ، لن تكتب كانجازات للحكومة ، ولمؤيديها ولحكامنا من ذوى الارواح الطاهرة ..
إن الاعلام الرسمى والتصريحات الحكومية الرسمية تعطي للمتلقى انطباع بان هناك قوم يناضلون، اويجاهدون من اجل نصرة شعب غزة .. وان هناك قوم تم استثناؤهم من الاتهام الفلسطينى الذى يقول بوضوح ان جميع الحكومات العربية متخازلة ومتآمرة عليه .. فاذا كان الناطقون الرسميون واعلامهم المدلل قد رصد اية استثناءات فى هذا الصدد نرجو ان يتفضل بابرازها حتى نتشرف بتوشيح المناضلين والمجاهدين بهالات التبجيل والتعظيم !..
إن ازمة غزة لم تبدأ امس الاول مع القصف الاسرائيلى على القطاع.. وهى ليست ازمة تقتيل واجتياح عسكرى وتهديم للبنى التحتية فقط ، ان غزة تعانى الحصار ، التجويع ، انعدام الوقود، ولا مدارس ، ولادواء .. منذ متى؟ .. إن هذه الضجة الكبرى ليست إلا تطوير لعبارات الشجب والادانة ،ولن يخرج مؤتمر القمة العربى إلا بالمزيد من عبارات الشجب والادانة ..
المواطن العادى لايحتاج الى من يشرح له مايحدث فى غزة .. فهذا امر تكفلت به العولمة ( الحميدة) !..
وعلى الحكومة الا ترهق روحها الطاهرة بالانغماس فى الشرح والتعليق على عذابات الشعب الفلسطينى .. و( شكراً) للاعلام الرسمى و للموقف الرسمى على (مواقفه القومية من ازمة اهالى القطاع) ..
شكراً لهم على التوضيح واستجلاء حقائق هذا الشأن الشائن .. لكن ـ دام فضلكم ـ عودوا بنا الى الفضاء السودانى وما فيه من ازمات ..
بين ظهرانينا ازمة لاتقل باى حال من ازمة الضفة والقطاع، ومن المتوقع ان تستفحل ويلحق بنا ما لحق بارض الرافدين .. فماذا انتم فاعلون هنا ؟ ..
هل يتفضل علينا الاعلام الرسمى ، والناطقين الرسميين بتوضيحات عن واجب الحكومة وإعلامها الرسمى هنا؟..
وهل من الممكن ان تتفضلوا على هذا الشعب بحقائق ما يجرى داخلياً ، وكيفية التعامل الرسمى مع قصف ( القرار ) المرتقب؟..
تحدثت بعض القوى الحزبية عن ضرورة الالتقاء واتخاذ موقف بشأن الازمة وتطوراتها ،والاحابة على سؤال : (ماذا نحن فاعلون)؟ ..ذاك السؤال الذى اطلقه المهدى قبل ثلاث ايام ، ثم طواه الاعلام الرسمى ، وطمرته احداث غزة ..
مهما تكاثفت الاحداث فى غزة ، ومهما كانت نتائج مؤتمر القمة الذى دعيت له القيادات العربية رصيفاتها من القيادات العربية .. كل هذا لن يلغى العودة الى ( الجذور )!..
عودوا ــ دام فضلكم ــ الى الجذور .. الى اوضاعنا الداخلية .. فنحن قوم ( منقطع بنا، فحدثونا أحاديث نتجمل بها)!..
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبد الله الشيخ
خضر حسين خليل
فتحي الصديق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست