|
|
|
 Re: الى المنادين بفتح معبر رفح .. اليكم هذه الوصلة !! (Re: القلب النابض)
|
السياسة الصهيونية الأمنية تجاه مصر/ ا د عاطف عدوان
التاريخ: 2008-11-04 21:40:09
في محاضرة ألقاها آفي ديختر وزير الأمن الداخلي الصهيوني في أبحاث الأمن القومي الصهيوني في الرابع من سبتمبر أيلول2008 استعرض فيها السياسات الأمنية الصهيونية تجاه سبع دول عربية وعلى رأسها مصر، وكانت هذه المحاضرة من اخطر المحاضرات وأكثرها تسليطا للضوء على السياسات الإسرائيلية الحالية تجاه هذه الدول.
ويمكن من خلالها فهم مجريات كثير من الإحداث والسياسات التي تمر بها المنطقة والتي يعيشها الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص . ويفسر المواقف والسياسات المصرية تجاه القضية الفلسطينية ودور مصر في حصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وإصرار النظام المصري على عدم السماح للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بتحقيق أي إنجاز في فتح معبر رفح او رفع الحصار عن غزة على الرغم من أنها الحكومة الشرعية . وقد بدا ديختر محاضرته منوها لحالة السلام الشامل الذي تنعم به كلا من مصر وإسرائيل والى ان البلدين يعيشان علاقات أكثر من طبيعية . وقد وضع ديختر في هذه المحاضرة محددات السياسة الإسرائيلية تجاه مصر وذكر أنها تتمثل في الآتي :
· ان إسرائيل تسعى لتوطيد العلاقة مع الرئيس المصري شخصيا وكذلك النخبة الحاكمة للحزب الديمقراطي والنخب الحاكمة في مصر سواء النخب الاقتصادية او الثقافية وعلى وجه الخصوص طبقة رجال الإعمال .
· تسعى إسرائيل لعلاقة أقوى مع النخب الإعلامية نظرا لأهمية هذه النخبة ووسائلها في تشكيل الرأي العام وبلورة اتجاهاته .
· إن هذه الإستراتيجية حتى تصل إلى أهدافها تحتاج إلى توطيد العلاقات الاسرائيلية بشخصيات من وزن خاص مثل جمال مبارك نجل الرئيس حسني مبارك وعمر سليمان وزير المخابرات المصري لأنهما كما يقول ديختر أقوى الشخصيات التي لها حضور واسع داخل مصر وخارجها، وفي حالة موت الرئيس مبارك الرئيس المسن هما من سيتولى السلطة .
· استخدام هذه العلاقة وهذه الجبهة لخدمة المصالح الأمنية الإسرائيلية ضد حركات المقاومة في قطاع غزة وحصار حركة حماس التي تمثل عدوا استراتيجيا لإسرائيل .
وقد أكد ديختر وزير الأمن الداخلي ان إسرائيل تتخوف من حدوث سيناريوهات ثلاثة في مصر وتعمل هي والولايات المتحدة جنبا الى جنب لتفادي الوصول إليها او وقوعها وهذه السيناريوهات هي :
1. سيطرة حركة الإخوان المسلمين على السلطة من خلال انقلاب يحدث نتيجة لفشل الأجهزة الأمنية المصرية في إيقاف تدهور مفاجئ وغير متوقع مرتبط بتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية .
2. حدوث إنقلاب عسكري من قبل الجيش المصري ، ورغم أن ديختر يستبعد هذا السيناريو مع ذلك فهو يتوقع انه في حالة تفاقم الأوضاع في مصر بسرعة فقد يغري ذلك بعض القيادات الشابة والضباط الصغار لركوب الموجة والاستيلاء على السلطة من خلال إنقلاب.
3. عجز خليفة مبارك في حالة موته عن إدارة أمور مصر وحل أزماتها الداخلية التي وصفها بالبنيوية فتجر موجات من الفوضى مما يجر البلاد إلى البحث عن خيار أفضل وهو إجراء انتخابات حرة بإشراف دولي.
ثم يعقب ديختر قائلا : إنه في كل الأحوال فأن عيون إسرائيل والولايات المتحدة ترصد وتراقب بل وتتدخل من أجل كبح جماح حدوث هذه السيناريوهات لأنها ستكون كارثية بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة والغرب ، لان عودة مصر للمواجهة مع إسرائيل هو خط احمر لن تسمح إسرائيل بحدوثه . وحتى تصمن إسرائيل عدم حدوث تغير في الواقع في مصر، فقد أقامت نظام للرقابة والرصد والإنذار بالتعاون مع الولايات المتحدة والنظام المصري ذاته يقوم هذا النظام بجمع وتحليل المعلومات وتقييمها ووضعها تحت تصرف القيادات في واشنطن والقدس وحتى القاهرة كما يقول .
كما قامت إسرائيل في هذا السياق بعمل شراكة مهمة وفاعلة مع أقوى الأجهزة المختصة بحماية الأمن الداخلي وهما مباحث أمن الدولة ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات . كما كشف عن موضوع غاية في الخطورة وهو ان الولايات المتحدة تحتفظ بقوة تدخل سريع من المارينز في النقاط الحساسة في القاهرة وهي منطقة جاردن سيتي والجيزة ومصر الجديدة بإمكانها الانتشار لردع أي تطور غير مرغوب فيه خلال ساعات والسيطرة على مراكز عصب الحياة في القاهرة ، كما ترابط قطع بحرية وطائرات أمريكية بصفة دائمة في قواعد مصرية في مناطق القاهرة والغردقة والسويس .
وقد قررت إسرائيل منذ مدة تصعيد وتيرة نشاط وتواجد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في مصر وخاصة تلك التي تسهر على أمن الدولة والنظام وترصد التطورات الظاهرة والباطنة في مصر .
وحتى تضمن إسرائيل مدة أطول لبقاء النظام المصري وتزيد مناعته أمام تقلب الظروف السياسية والاقتصادية وغيرها فقد نصحت إسرائيل الولايات المتحدة أن تبقي حجم الدعم الأمريكي لمصر على ما هو عليه على الرغم من اعتراف ديختر بان الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في مصر غير قابلة للحل وقد فشل النظام المصري حتى الآن في مواجهتها . وأكد ان الولايات المتحدة وإسرائيل تعمل بقوة على إسناد حملة جمال مبارك للفوز بتأييد الشارع المصري كي يكون اكسر قبولا من والده .
إن فحوى هذه المحاضرة يكشف عن عمق التأثير الإسرائيلي في مستويات النظام المصري الحاكم في مصر وخاصة في النخب الأمنية والسياسية والاقتصادية والإعلامية بل والثقافية . وهذا التغلغل يفسر موقف النظام من حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تعدها إسرائيل من اخطر الأعداء على أمنها بل على وجودها برمته.ويفسر كذلك تشدد النظام المصري في أبقاء الحصار على غزة وإغلاق معبر رفح فالجهات التي تتحكم في إغلاق او فتح معبر رفح تقع تحت التأثير المباشر لإسرائيل وهي تقوم بالإصرار على إغلاق المعبر تحت مبررات غير صحيحة ولا مقبولة . بل وتفسر المواقف المتصلبة التي يصرح بها بعض السياسيين المصريين وبالذات أجمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري فهو بمواقفه المتشددة يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد فهو بذلك يرضي رؤساءه وحلفائه في الداخل والخارج ، كما يفسر الهجمات الإعلامية المنسقة التي شنها الإعلام المصري أكثر من مرة على حركة حماس ورموزها وسياساتها ، وكذلك الدفاع المستميت عن حركة فتح ورئيسها أبو مازن الذي يعد أكثر من تنازل وفرط في القضية الفلسطينية ، وقام ويقوم حاليا بقمع المقاومة الفلسطينية .
من هنا فان الحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر والورقة المصرية التي راعت وجهات نظر حركة فتح وأبو مازن دون مراعاة حقيقة للاطراف الاخرى الفاعلة على الساحة الفلسطينية قد لا تفلح في راب الصدع الفلسطيني على الرغم من أن الرئيس المصري والوزير عمر سليمان قد ذكرا مرارا إن مصر تقف على مسافة واحدة من الفصائل الفلسطينية إلا أن الأقوال تتنافى مع واقع الأمور والسياسات المتبعة,فنجاح الحوار يتطلب حيادية مطلقة وهذا ما لا تستطيعه مصر في هذه المرحلة .
| |
 
|
|
|
|
|
| |
معاذ منصور
القلب النابض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست