ثم جاء بشري الفاضل فانتشل القصة من الرتابة والتكرارية !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2006, 05:18 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم جاء بشري الفاضل فانتشل القصة من الرتابة والتكرارية ! (Re: Agab Alfaya)

    وفي قصة ( الغازات ) يواصل بشرى الفاضل أسلوبه المفضل في السخرية والتهكم ، ليس بغرض إثارة الضحك من أجل الضحك ، وإنما الضحك على ما يبكى ، عملا بقول المثل " شر البلية ما يضحك " فهو يحول مآسي شخصياته إلى كوميديا ، حيث تدخل المأساة . كما يقول بشرى . إلى أقليم الكوميديا فيضحك الناس في الظاهر ويدونون ابتساماتهم المؤقتة ويختزنون أحزانهم في ذاكرتهم الجمعية الدائمة ، فالغرض البلاغي عنده من السخرية والتهكم هو التحريض على الرفض والاحتجاج .

    وتحويل المأساة إلى كوميديا أسلوب معروف في الآداب الحديثة لا سيما في أدب العبث واللا معقول . ويعرف بالتراجيوكومدي أو المأسمالهوي وأحيانا يعرف بالكوميديا السوداء .
    وتدور أحداث قصة ( الغازات ) داخل باص مكتظ بالركاب يعمل في أحد خطوط المواصلات بالأحياء الشعبية في مدينة كبيرة . وبفعل الازدحام والحر الشديد والعرق والغبار وتصاعد السموم وبفعل الضغوط النفسية ، يرتبك الركاب داخل الباص وتلتصق أعضاؤهم بعضها ببعض . وعند وصول الباص إلى آخر محطة يجد الركاب أنفسهم قد تحولوا إلى غازات تتبخر عبر الأبواب والشبابيك ، ثم ما تلبث أن تبرد وتستحيل إلى مسوخ مشوهة .

    الكمساري حاول أن ينزل فوجد نفسه قد تحول إلى سحابة ثم مرت عليه نسمة باردة فاستحال إلى سلحفاة ، رجلاه كرجلي ضفدعة . عبد المنعم اشتعل غازه نارا وتلاشى في الهواء . الراوي استحال إلى دخان أسود ما لبث الدخان أن برد وجمد واستحال إلى قرد أو خنزير ، لا يدري . بيد أنه تحسس جسمه فلم يجد ذيلا . محمود المخمور كان يدخن سيجارة ساعة تلبك فأختلط دخان سجائره بدخان جسده وهبت سموم فلفحته إلى مخزن فتلقفه صاحب المخزن وعبأه في علب بنسون صنعت خصيصا للسودان . صاح الدرويش مدد ا فهتف هاتف ، أن أصعد فصعد تحرسه العناية حتى فني في حب المعبود .

    خرج دخان السائق محتارا فوجد سحابة صيف فامتطاها بلا جواز سفر فعدت به وسافر . طالبات الجامعة الخمس استحال دخانهن إلى سعالي وعند وصولهن إلى الحرم الجامعي انقضت عليهن جماعات متوحشة بهراوات غليظة على رؤوسهن مشفوعة بكافة التعاويذ من الشياطين والسفلة . وعند انقطاع التيار الكهربائي توقفت ماكينات المصنع فوقعت ( دخاناية ) سعد خلال فوهة المدخنة وارتطمت بالبلاط ثم استحالت إلى ضفدعة تعيسة ، فداس عليها عامل بفعل غليظ فماتت غير مأسوف على الانسان الكامن فيها .

    قاسم الشرطي ، تدحرج من السلم وانزلق على الأسفلت ثم هبت النسمة الباردة فجمد الدخان وتحول إلى قنبلة مسيلة للدموع . أما عطا الموظف الغلبان فقد حط دخانه بمستشفى للأمراض العصبية وعاد إلى حالته الأولى رجلا كما كان ، فجن جنونه وأصبح وجوده مشروعا في ذلك المستشفى حتى فارق الحياة ذات مرة تحت ضربات أحد الغرباء في محاولة الامساك به عندما حاول الهرب من المستشفى .

    وهكذا بهذه النهاية الكوميدية السوداء تنتهي القصة . وما أروع وصف الكاتب للمصير الذي آل إليه كل من ركاب الباص . وأنت تتابع هذه المصائر المأسملهوية للركاب لا تدرى أتبكي أم تضحك ؟ ولكن لا تلبث أن تنفلت منك بين الفينة والأخرى ضحكة مكتومة تنتهي بابتسامة باهتة .

    ولعل القاص أحس بقتامة المصير السوداوي للركاب فحاول أن يختم نهاية القصة بكلمات متفائلة ، حيث يقول في ختام القصة : " .. في ذلك اليوم بكت السحب فوق طلل تلك المدينة بكاء الأطفال ومع ذلك فإن سائل الحياة وماءها يجرى وفوق ذلك فإن النيل بنيل .. فهل من عاصم من التيارات ومن ملجم لهديرها ؟ هيهات ا " .

    على أن هذه الخاتمة قد تبدو تقريرية ومفتعلة وفيها خروج على بنية القصـة . ويا حبذا لو كان القاص قد وضع خاتمة القصة مباشرة بعد فراغه من وصف المصير الذي استحال إليه الركاب دون أية زيادة . هذا إضافة إلى أن الاسهاب في وصف حالة ( عطا ) بعد دخوله مستشفى الأمراض العقلية قد جعل ايقاع القصة يبطئ بعض الشئ وبالتالي يتأخر الوصول إلى نهاية القصة في الوقت المناسب .

    غير أن ذلك لا يقلل بأية حال من أهمية ونجاح هذه القصة المدهشة والمشحونة بالاستعارات والتشبيهات الطريفة والمبتكرة والتي تظهر مقدرة القاص في تطويع اللغة وتسخيرها لخدمة الدلالة العامة للقصة .

    ولا يخفى تأثر أسلوب بشرى الفاضل في هذه القصة ، بأساليب أدباء العبث واللا معقول لا سيما فرانز كافكا ويوجين يونسكو . فاستحالة الركاب في القصة إلى مسوخ مشوهة . تذكرنا بقصة ( المسخ ) للكاتب التشيكي كافكا والتي تحكى قصة ذلك الشاب ، جريجوري سامبا ، الذي استيقظ ذات صباح فوجد نفسه قد تحول إلى خنفساء أو حشرة كبيرة . كما تذكرنا أيضا بمسرحية ( الخرتيت ) للأديب الفرنسي ذي الأصل الروماني ، يوجين يونسكو ، حيث تحول الموظف المثالي ، بسبب الروتين إلى خرتيت أو وحيد قرن .

    يتبع ..،
                  

العنوان الكاتب Date
ثم جاء بشري الفاضل فانتشل القصة من الرتابة والتكرارية ! Agab Alfaya04-10-06, 03:39 AM
  Re: ثم جاء بشري الفاضل فانتشل القصة من الرتابة والتكرارية ! Agab Alfaya04-10-06, 04:48 AM
  Re: ثم جاء بشري الفاضل فانتشل القصة من الرتابة والتكرارية ! Agab Alfaya04-10-06, 05:18 AM
  Re: ثم جاء بشري الفاضل فانتشل القصة من الرتابة والتكرارية ! Agab Alfaya04-10-06, 05:22 AM
  Re: ثم جاء بشري الفاضل فانتشل القصة من الرتابة والتكرارية ! Agab Alfaya04-10-06, 05:32 AM
  Re: ثم جاء بشري الفاضل فانتشل القصة من الرتابة والتكرارية ! Agab Alfaya04-10-06, 05:34 AM
  Re: ثم جاء بشري الفاضل فانتشل القصة من الرتابة والتكرارية ! Agab Alfaya04-10-06, 05:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de