الاخ هشام سلامات
بالمناسبة ,,, في نقطة صغيرة جداً , تائهة في أمر نسخ القرآن ... بالنسبة لنسخ القرآن ,,, تذكر عزيزي ,,, أن الخطاط الذي كتب القرآن ,, هو مؤمن من الطراز الممتاز ,,, أي أنه بهذا العمل ينشد الأجر من الله أولاً ,, ويعلم يقين العلم أنه إذا حرّف حرف واحد فقط ,,, فسيكون مصيره العذاب بالدنيا والآخر ,,, وهذه النقطة ,,, لا تنساها على الإطلاق أما بالنسبة لنسخ القرآن سأقول لك عن خبراتي الشخصية في كتابة الخط العربي , فهذه هي الخطوط العربية الأساسية ( الرقعة , النسخ , الفارسي , الديواني , والثلث , الكوفي ) , وما تبقى من جميع أنواع الخط العربي , هو تحريف أو تغير في هذه الإصول , فيما ما عدا الخط ( الحر ) وقد ظهر حديثاً ...
من واقع هذه الخبرة التي كنت أعمل بها لأكثر من عشرة سنوات , وأحتكاكي بالخطاطين في السودان وخارجه يسعدني أن أقول لك ( أن النص الوحيد الذي يُنقل أو يُنسخ , بالعين المجرده - أي تنظر لمخطوط ثم تنقل منه - هو القرآن ) وما عدا ذلك , فالنسخ يكون سماعياً ,,, أي أن الخطاط يجلس ويكتب , ويقوم أحداً ما بإملاءه ,,, أما القرآن - فلا - فالخطاط يضع نص مكتوب من قبل أما عينه ,,, ثم ينسخ منه ,,, ولو كان حافظاً لكتاب الله ... وذلك لسبب بسيط جداً ,,, إن أعتمد على الإملاء السماعية ,,, فهو سيخطأ ,,, مما يعني أن طفل في الثالثة من العمر سيكتشف هذا الخطأ ,, وهو يعني العذاب في الآخرة على أبسط تقدير ,,, وأما في الدنيا تمزيق أو حرق مخطوطه ,,, وطرده من الخدمة
أما بما أوردتم عن التنقيط والتشكيل وغيره فالعادة في هذه المهنة ,,,, أن ترسم الحروف أولاً ,, ثم تنقط ,,, ويضع التشكيل عليها ,,, وأخيراً تُضاف لها حليات الخط العربي , أو جمالياته قبل ذلك كله تجهز الزخرفة الخارجية للصفحة المنسوخة ... أو المكتوبة
والنقطة المهمة هنا أن الزخرفة ,,, والكتابة عمل مضني ,,,, ويحتاج لتركيز شديد جداً ,,, والخطاط بطبيعة الحال لن يجازف بإرتكاب أخطاء ,,, لأن ذلك يعني أعادة الصفحة برمتها - أضيف ,,, في ذاك الزمان لم يكن هنالك ما يُعالج به الحبر ,, فإذا أخطأ الرجل تمزق الورقة - التي لا تتوفر بسهولة من الأصل .
وأما مرحلة تنقيط الحرف العربي ... يا عزيزي هذا التنقيط مرة بمراحل متعددة , أولها أن الفاء كانت تترك بلا نقاط ,,, أما القاف ,, فتوضع نقطة في أسفلها ,,,, وهذه المسألة كانت تتم في وجود حافظ للقرآن ,,, موثوق بذاكرته ,,, هذا بالنسبة للنسخة الأولى ,,, وما بعد ذلك في هو النسخ الحريص جداً وبالعين المجردة ولو لاحظت عزيزي ,,, ستجد أن الكتاب الوحيد الذي يتعب الناس في كتابته هو القرآن ,,, وأعتقد أن سبب مخالفة رسم القرآن لرسم الإملائي العادي , هذه النقطة تحديداً ,, أي أن الناسخ أو الخطاط يظل متيقظاً دائماً , والله أعلم
وهذه المداخلة ,,, من واقع أن طعنك في رسم القرآن , ونسخه ,,, وهو طعن في تراث فن كامل قامت عليه الحضارة الإسلامية برمتها أخيراً خذ أي مصحف أو صورة له ,,, من النظرة الاولى ستكتشف الجهد الذي بذل من اجل نسخ هذا القرآن ,,, وأنا اتحدث لك من واقع علاقتي بمهنة ,,, يكتسب الإنسان العيش من ورائها أما الكتابة عند العرب هل يمكن أن توضح كيف حافظ العرب على المعلقات السبع ,, من قبل الإسلام ... أو الكتب التي كانت يقرأها ورقة بن النوفل ( الذي يُقال أنه من علم الرسول ( ص ) , أنه هو من ألف القرآن .. الخ ) ,,, فإذا لم تكن باللغة العربية ,,, فذلك يعني أنه كان يجيد لغة أخرى ,,, والمعلوم أن محمد ( ص ) لم يكن يتحدث غير العربية ,,, وهناك من يقول أنه كان يقرأ ويكتب ,,,, كيف ذلك لا أدري ...؟؟؟
تحياتي
|
|