آخر المحطة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-12-2011, 09:56 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر المحطة (Re: هشام آدم)

    الفصل السادس

    الحياة سلسلة من الفرضيّات المعقدّة والاختيارات، ولم يكن أمام جلال هاشم؛ إلاّ أن يختار العودة إلى السودان، بعد اغتراب طويل. ربما لم يكن يملك الإرادة الحُرة للاختيار، ولكنه قرر أن يُقنع نفسه بأنه اختار العودة. ترسخت لديه قناعة، لم يعرف منابعها، أن السودان ليس الخيار المناسب له، ولكنه عاد. عرف أنه لن يتمكن من إنجاز شيء يستحق الذكر في بلده، فهي لم تعد البلد التي تحفل بمبدعيها، وتلقي لهم بالًا. كل شيء في هذه البلاد، يدفعه دفعًا للتفكير بالاغتراب، أو الإنزواء إلى الداخل. ظلّ يضمر من الداخل إلى الخارج، كفقاعة صابون جميلة وهشّة، تعلم أنها لابد أن تموت عند ملامستها لسطحِ ما، قبل أن تدرك لِم وُلدت أو تكوّنت أصلًا.

    لم يكن على وفاق كامل مع اختياراته المتاحة؛ فجميعها كانت حتمية ومُلزمة، ووجوده في الكلاكلة أشعره بأنه اختار الانتحار الطَّوعي. هنا، في الكلاكلة، لابد أن تصادفكَ قصة أو علاقة غريبة، حتى أن نمط الحياة لم يكن سهلًا بالنسبة إليه. كل شيء، هنا، لا يأتي بالطريقة السهلة، أو قد لا يأتي على الإطلاق. شعر بأنه كائن غريب، وأحس بالوحدة التي بدأت تتسلل إلى روحه، شيئًا فشيئًا، كبكتيريا طفيلية تقتات على دمه.

    عندما صرّح بملاحظاته تلك لأحد أقاربه، أكّد له بأن الكثيرين يتعاملون معه باحترام يتوافق مع مكانته الأدبية، كأول فرد في العائلة يمتلك موهبة الكتابة الإبداعية، وأن الآخرين يحاولون إظهار الإجلال له، ولما أنجزه في الآونة الأخيرة؛ حيث كانت أنباء حفل توقيع روايته، وإشادة النقاد المصريين بها، تأتيهم من القاهرة عبر وسائل الإعلام. لم يكن ذلك ليُقلّص من إحساسه بالإنزعاج والقلق حيال حياته ووضعه العائلي، غير أنه فضّل أن يُبدي بعض الارتياح، تظاهرًا منه بالامتنان والعرفان؛ رغم أنه يعلم، يقينًا، أن أحدًا منهم لم يقرأ روايته بعد، ولن يطلبوا منه ذلك على الإطلاق.

    كانت شاهيناز حسب الرسول قد فتحت نافذة في قلبه، وتركتها مفتوحة على مصراعيها، ولم يكن شيء يوخز قلبه بقدر ما كانت ذكراها تفعل ذلك. ظلّت سوسة الندم تنخر في عظام وعيه، كيف أنه أضاعها من بين يديه. تملكه إحساس قوي بأنها فتاة لا يُمكن تعويضها بأخرى، وأنها ستظل علامة فارقة في حياته، تحول بينه وبين التفكير في خيارات بديلة لها، واعتبر ذلك كفّارة له، علّها تهبه الاطمئنان والراحة، ولكن دون جدوى.

    الناس هنا متجهّمون، أو هكذا يبدون له، ولكنهم، في مواقف بعينها، يُظهرون قدرًا من الود واللطف، يندر أن تجد مثله عند غيرهم. أدرك هذه الحقيقة عندما وقع جدار هزيل في بيت صلاح كُنّة الجالوصي في ليلة مطيرة؛ فاستضافه بعض سُكان الحي وأسرته في منازلهم، وأعلنوا النفير؛ حيث أرسلوا أبنائهم الشبّان للعمل في إقامة الجدار، وأعمال تصريف مياه الأمطار من داخل المنزل. تطلّب الأمر خمسة أيام بلياليها، ساهم فيها الجميع بما يقدرون عليه: قام بعضهم بشراء الطوب، والبعض الآخر تعهّد بجلب الرمل الأحمر، والبعض الآخر بالعدة والأدوات؛ حتى أنّ الشيخ (صِدِّيق الأمين) صاحب المغلق اليتيم في الحي، والذي لم يكن أحد يحبه، وينعتونه باللص الجشع، تكفّل بجوالين من الأسمنت.

    حتى بعد إقامة الجدار المنهار، وعودة صلاح كُنّة وأسرته إلى منزلهم، الذي كان نصفه قد أصبح من اللبن الهش ونصفه الآخر من الطوب الأحمر، ظلّت نسوة الحي يمددنهم بالطعام على مدار يومين كاملين. إنها الكلاكلة؛ مدينة المفارقات والعجائب!

    (ود الجيران) هنا، بطل جُل قصص وحكايات فتيات الحي السرية؛ فهو بطل أول قبلة سريّة لأيّ فتاة، وأول قصة حب مراهقة، وأول من يقيس استدارة ثديها، وحتى أنه قد يكون أول من يفض بكارتها. لاحظ أنه يندر أن تكون هنالك فتاة، في الكلاكلة، لم تكن لها علاقة ما، مع ابن الجيران، وسمع قصصًا كثيرة عنهن، كان فيها ابن الجيران هو بطلًا خفيًا، لا يأتي ذكره إلاّ في أحاديث الفتيات الخاصة. لاحظ، أيضًا، أن تلك العلاقات، غالبًا ما، تنتهي بمجرّد أن تتخطى الفتاة أعتاب سن المراهقة، أو بالتحاقها بالجامعة. أدرك أن ذلك نوع من العلاقات الاضطرارية الطارئة التي لابد منها. تقيس، بواسطتها، الفتاة أنوثتها، ومدى رغبة الذكور بها، وغالبًا لا تكون حجةً يمكن محاكمة الفتاة بها لاحقًا.

    ذلك المساء شاهد شابًا وفتاة، في بداية عقدهما الثاني، يقفان إلى جوار عمود إضاءة مطفأ، وبدا أنهما عاشقان مغرمان. تحدثا لبعض الوقت، ثم توجها إلى جهة أكثر إعتامًا، ولم يكن في مقدوره رؤية ما يجري؛ غير أنهما عادا سريعًا، وتفرّقا قبل أن يصلا إليه، وكأنهما لا يعرفان بعضيهما. كانت الفتاة ترتدي سفنجة منزلية، وتلف حول جسمها ثوبًا لم يستطع تحديد لونه، ولكنها كانت تجعلها تبدو مثيرة للغاية. مضت الفتاة في طريقها دون أن تلتفت إلى الوراء، ثم دخلت منزلًا منزويًا في نهاية الحي. ضحك في سرّه، وقال: "كُوَيِّس طَهَ شَرِيف مَا كَان هِنَا وشَاف الحَصَل؛ كَان حَيْكَابِس البِت رَجَاله حَسَنَه!"

    يتذكر تلك البطولات المراهقة التي كان صديقه، طه شريف، يقصّها عليه بنبرة متحسِّرة،.كيف أنه كان يضرب فتيات الحيّ، عندما يشاهد إحداهن واقفةً مع شخص ما، في وضعية مريبة، وملاحقته لمن يشك بأمرها حتى يعرف أين ذهبت، ومن أين أتت. كان حادثًا غريبًا ذلك الذي قصّه عليه عندما كان عائدًا من اللَّفة، قبيل غروب الشمس، ووجد شابًا وفتاة يسيران على مهل في منطقة بعيدة من نطاق سلطته. شكّ بهما، وظل يراقبهما خلسةً، حتى رآهما يدخلان، بتوجّس، بيتًا مهجورًا؛ فانتظر قليلًا قبل أن يداهمها. عندها فرّ الشاب هاربًا، وبقيت الفتاة، ترجوه، في خوف، ألا يشيع ما رآه، فوافق شطر أن تمكّنه من نفسها؛ ففعلت.

    ظلّ على الدوام يتساءل عن سرّ علاقته الحميمة بطه شريف، الذي لا يلتقي معه في شيء، غير صلة القرابة التي لم يكن بإمكانهما التنصّل منها. حتى أنه لم يكن يكترث لصلات القربى، ولا يراها سببًا في عقد صداقات قوية كتلك التي تربطه بصديقه اللدود طه شريف. خمّن إنه من المرجّح أن علاقتهما اكتسبت خصوصيتها من هذا التناقض، ولم يشأ أن يُخضع تلك العلاقة في امتحان من أيّ نوع.

    يتحدّث الناس هنا عن (عماد الدين مُراد)، البَصَاوليّ الوسيم، الذي كان قد شغل قلوب الفتيات والفتيان على حدّ سواء. وبينما يحكي البعض، بثقة مفرطة، عن مثليته الجنسية التي تعززها قصص غريبة ومثيرة، يحكي البعض الآخر، عنه، قصصًا تنم عن فحولة لا يعتريها الشك. عماد الدين مراد: وسيم القسمات، أمرد، ناعم الشعر، طويل القامة، أبيض البشرة، واسع العينين، يميل إلى النحول، ليّن الأطراف، نظيف على الدوام؛ حتى أن الفتيات كُنّ يشعر بالغيرة والخجل أمام نظافته المفرطة. كانت نظافته مضرب الأمثال، ويُقال أن بعض الفتيات إذا أردن أن يُبالغن في وصف شيء جميل ونظيف يُرددن عبارة: "بَرِي، أنْظَف مِن عِمَاد مُرَاد يَا يُمّه!" يمتاز بكتف عريضة، وحواجب متناسقة، وربما كان أشهر شخصيات الكلاكلة شرق، وحي البصاولة بالتحديد، وكان يُعرف بعماد السُّوري لشبهه الشديد بهم.

    حكا البعض عنه قصصًا تتناول مثليته، وكيف أنه كان محبوبًا عند طبقة رجال الأعمال، الذين يأتونه بعربات فارهة كل يوم أربعاء، فيقودونه معهم، ولا يعود إلاّ مساء الجمعة. وحكوا عن علاقته بشخص يُقال له (وليد دفع الله)، وكيف أنه كان يهيم به حبًا، حتى أنه قتل نفسه، بتقطيع وريده، عندما عرف بأمر زواجه من فتاة ريفية، تربطه معها صلة قربى بعيدة. قيل أنه كان يذهب مع بعض رجال الأعمال إلى فيللهم في الأحياء الراقية: العمارات، الرياض، الصافية، المنشيّة، كافوري؛ حيث يتبادلونه بينهم، بمائة ألف جنيه للساعة الواحدة. ويقول البعض إنه أوّل مثلي سوداني أشاع عادة الجنس المثلي الجماعي.

    كانت الحفلات الراقصة التي يُقيمها عماد مراد في بيته الفخم، في حِلَّة البصاولة، في رأس السنة، تستقطب عددًا كبيرًا من رجال الأعمال، والتجار، وبعض لاعبي كرة القدم، وأفراد من الفرقة الموسيقية الرسمية للتلفزيون القومي، وحتى بعض رجال الحكومة. وكانت له علاقات طيّبة، ووثيقة، بالعديد من الفتيات الحبشيات والسودانيات اللواتي يعملن في مجال الدعارة في الأماكن الراقية، وكذلك بعض الفنانات الشعبيات اللواتي يُغنين في حفلات الزفاف المصغرّة، والمناسبات الأسرية الخاصة على نطاق ضيّق.

    لم يكن ليفوّت شيئًا، على الإطلاق، في حفلات رأس السنة، فيهتم بأدق التفاصيل: الإضاءة، مستوى التكييف، المشروبات الغازية، المأكولات الخفيفة، جهاز الدي جي، الفيديو، كاميرا التصوير الرقمية، جهاز الشاورما، الجاتوهات، المكسّرات، أوراق المناديل المعطّرة، علب السجائر، البنقو، الشاش، العَرقي، الكاندوم، وحتى زجاجات الوسكي والجِن التي تأتيه كهدايا من أصدقائه الأثرياء. كان يهمه أن يجد كل ضيف ما يريده، وما يشتيهه في بيته. ورغم كل ما سمعه عن هذه الشخصية المثيرة للجدل، إلاّ أن أحدًا لم يستطع أن يُحدد له موقع منزله، واكتفوا بأنه في حي البصاولة. قيل له إن مومسات الكلاكلة شرق والقُطْعِيّة بكينه بحرقة بالغة، ونُحنَه كما لم ينحنَّ أحدًا من قبل، وبالغ أحدهم إذ قال: "يَازُول، أُسْبُوع كَامِل اللَّفه وُسُوق تَلاتَه دِيل مَا فِيْهَا شَرْمُوطَه حَايْمَه!"

    في الكلاكلة القبّة، منزل واحد به ست أخوات جميلات، كلهن يُمارسن الدعارة باحترافية. تتقاضى كل واحدة منهن خمسمائة ألف جنيه عن الليلة الواحدة. كانت كُبراهن متزوجة حديثًا، وزوجها يعلم بأمرها وأمر أخواتها، ورغم ذلك لم يكن يجرؤ على فعل شيء. قال البعض إنها حملت منه سفاحًا، ولم يجد بُدًا من الزواج بها، ولكن وفق شروطها هي. وقال آخرون إنهن أردن فقط استقطاب رجل، أيّ رجل، ليسكن معهن في المنزل؛ قطعًا لألسنة سُكان الحي من الثرثارين والمتطفلين. وبينما كان ينظر البعض إلى (عوض صليحة) على أنه رجل محظوظ، يسكن في منزل الحسناوات؛ حيث بإمكانه أن يُضاجع أيّ فتاة يُريد، كان الأغلبية ينظرون إليه باحتقار لا تُخطئه العين.

    رآه جلال هاشم، ربما مرّة أو مرّتين، مساءً، في شارع 15 المتفرّع من محطة الكبري، عائدًا من عمله في شركة شامبيون، حاملًا أكياسًا من الفاكهة: جوافة، موز، برتقال. يمشي مُطأطئ الرأس، لا يكاد يرد سلامًا على أحد. بدا أنه كان مهمومًا أو خجلًا من أمر ما، وسمع أحدهم من مكان قريب يقول، فيما يشبه الهمس: "البِرْكَبَنّوا النِسْوَان بِتْكُون دِي حَالتُه" فرثى لحاله. كان عوض صليحة قد غدا مضرب الأمثال في الخنوع والانكسار، فكثيرًا ما كان يسمع بعض شباب الكلاكلة القبّة يقولون: "قَالُوا لَيْك عَنِّي عَوَض صَلِيْحَه وَلاَّ شُنو؟" عندما يتعلق الأمر بالديوثية والغيرة على المحارم.

    عم (جمال عبد الحي) من شخصيات حي وَدْ عَمَارة المطل على شارع شرق مباشرةً، تجاوز الخمسين من عمره بصعوبة. مُتهالك القوام، أصلع إلاّ من بعض الشعرات البيضاء المنتشرة في أجزاء متفرّقة من مؤخرة رأسه، شديد الإسمرار، يُحب أن يُنجز أشياءه، دائمًا، بسرعة، لا يُحب الراحة والكسل، لا تكاد تراه في لحظة استرخاء. الشيء الوحيد الذي يُنجزه بتمهّل اضطراري، معاشرته لزوجته الثرثارة المتسلّطة.

    يعمل في دُكان بائس، مثله تمامًا، ولا يكاد يربح منه شيئًا. لا يتعامل مع تجارته بجدّية كبيرة؛ بل يأخذها من باب التسلية، وتقضية الوقت، وفي كثير من الأحيان، يلجأ إلى الدُكان هربًا من لسان زوجته، وشبقها الذي لا يفتر ولا ينضب.

    له علاقة سرّية مُريبة بشاب يُقال له (طارق برنسيس)، لا تحبه زوجته كثيرًا، وتكره أن ترى زوجها يتعامل معه. كان طارق برنسيس يزوره، أحيانًا، في دُكانه، أو في حديقة منزله الخارجية، وبطريقة بها الكثير من السرّية والتكتّم، يدسُّ في جيبه مبلغًا من المال، يكفي لشراء قطعة من البنقو، الذي يشتهر به الآخر. يحلف جمال عبد الحي لزوجته أن علاقته مع طارق برنسيس لا تتعدى إطار الوفاء التقليدي لوالده المتوفى، والذي كان في يوم ما، صديقه الشخصي.

    يتناول جمال عبد الحي سيجارة البنقو في الخفاء من زوجته، ثم يعود إليها بعد أن يشتري لها ما يُلهيها عن الانتباه لحالته المنتشية. "حَسِّي عَلِيْك الله دِي مَرَه يِقَابْلُوهَا بَي رَاس فَاضِي؟ جِنّهَا نِقَّه ونَيْك!" قالها مرّة لطارق برنسيس، وهو يدفن شوشاوة البنقو في الرمل، استعدادًا للعودة إلى منزله. نادرةٌ هي اللحظات التي يتعاطى فيها جمال عبد الحي سيجارته منفردًا؛ إذ لا يعرف تقنيات لفّ السيجارة؛ فيترك تلك المهمة الصعبة لصديقه السرّي الخبير بهذه المسائل.

    عندما اجتمع أهالي الحي، وأبدوا رغبتهم في بناء زاوية في ميدان غير مُستغَل، قبل حلول شهر رمضان؛ كان أول من أبدى حماسةً للمشروع، وعندما بدءوا في الإنشاء، أظهر كثيرًا من تلك الحماسة؛ بالإضافة إلى التفاني في العمل، وظل كذلك حتى انتهى البناء. فعل ذلك، في بادئ الأمر، بدافع إيماني محض، ولكنه وجدها حجة جيّدة يراوغ بها من زوجته ليلًا، مًنهكًا من العمل طوال النهار. عندما بلغ البناء حدّ القاعدة الأساسية، استغلها رجال الحي في الجلوس عليها وتبادل الأحاديث السامرة؛ منذ غروب الشمس وحتى وقت متأخر من الليل، وكانت لهم الزاوية، عند ذلك الحدّ، كنادٍ ليلي، تتم في مناقشة قضايا الحي وأخباره المتفرِّقة، والأوضاع السياسية للبلاد، وشكواهم المختلفة من أبنائهم، والمعضلات التربوية التي يعانون منها، وحتى الشؤون الكروية.

    قرر الجميع أن يكون جمال عبد الحي مؤذنًا للزاوية الجديدة، ولم يعترض على ذلك؛ بل وافق في حبور متواضع. وأصبح العم جمال السُطلجي، مؤذن الزاوية! وظلّت علاقته بطارق برنسيس محفوفة بالسرّية، ربما أكثر من ذي قبل. علّقوا لافتة في الجهة الشمالية للزاوية، كتبوا عليها (مسجد عثمان بن عفّان – تأسس في: 16 يوليه 2011)

    يقول جلال هاشم: "الكَلاكْلَه كَرِش قِرِش" منتبهًا لمجمل المفارقات التي تزخر بها الكلاكلة، ولكنه توقف مؤخرًا عن عدّ المفارقات، عندما وجد نفسه أمام مشكلاته الخاصة، التي كانت تبدو مُستعصية بالنسبة إليه. حاول، مع كل ذلك، أن يُظهر بعض الاحترام للكلاكلة التي ظلّت تبهره في كل مرّة، ولم ينس يومًا، أنها تلك المدينة التي لا تتغيّر أبدًا.
                  

العنوان الكاتب Date
آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 09:31 AM
  Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 09:47 AM
    Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 10:19 AM
      Re: آخر المحطة عصام دهب11-03-11, 11:20 AM
        Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 05:17 PM
          Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:16 AM
            Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:26 AM
              Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:56 AM
                Re: آخر المحطة الرفاعي عبدالعاطي حجر11-12-11, 08:03 PM
                  Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:10 PM
                    Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:27 PM
                      Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:35 PM
                        Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:47 PM
                          Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de