آخر المحطة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2011, 09:47 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر المحطة (Re: هشام آدم)

    الفصل الثاني

    إنها الساعة العاشرة وعشر دقائق صباحًا على ساعته الاسكواتش، ولكنها كانت تلفح العابرين بأشعتها الحارقة، ضاربةً بعرض الحائط كل منطق جغرافي. قال لبعض أصدقائه ذات يوم: "وَاحْدَة مِنْ مَآسِي السُّودَانيين إنَهُم لِقُوا نَفْسَهُم، دُون إرَادتهُم، في بُقعَة مَدَارِيَّة مُتْعَامِدا مَع الشَّمِس. يِمْكِن دَا السَّبَب الخَلَّا أَسْلافَنَا يَعْبُدوا الشَّمِس زَمَان." شمس السودان ليست كشمس أيّ دولة أخرى، كأنها شمس مخصصة للسودانيين فقط. شمس يبدأ مفعولها السحري الحارق منذ الساعات الأولى لكل صباح، حتى في فصل الشتاء تكون الشمس عديمة الرحمة.

    تتغلغل أشعتها الحارقة بين المسامات، وتحقن فيتامين (د) في الأوردة مباشرةً، وتترك بصماتها على الجلود المتيبسّة، فتعرف الناس من بشرتهم المغبرّة، المصابة بالأشف، وكأنهم جنود أنهوا للتو مناورة عسكرية في رابعة النهار، ولكنها كانت الساعة العاشرة وعشر دقائق على ساعته الاسكواتش.

    وقتها كان باعة الثلج قد أخرجوا ألواح الثلج المستطيلة، وغطوها بغرائر متسخة، وباعة الخضار فرشوا خضرواتهم على الأرض بعد أن دهنوها بالزيت، ورشوّها برذاذ الماء لتعطي اللمعان المطلوب، وبدأ الحدادون عملهم اليومي؛ فتطايرت شرارات اللحام في المكان، وتعالت أصوات طرقاتهم على الحديد، وبائعات الشاي فرشن أدواتهن في أمكانهن المخصصة، واندفع صوت (محمود عبد العزيز)، الجهوري، مُغنيًا من بعض أجهزة التسجيل الخاصة بصوالين الحلاقة، ومحلات السعوط:

    "أرْحَمِيني يَا مَشَاعِر
    يَا مَوَاقِف يَا ظُنُون
    مَا كَفَاكْ الشِّلْتِي مِنِّي
    عُمْرِي كُلْهُ قَضِيْتُهُ خُوْف"

    كان بالإمكان، مع قليل من التركيز، سماع أنين الطعمية الحميم في الزيت المغلي على الصاج بوضوح بِكري لا يُخطئه الجائعون، وتعالت أصوات بائعي المرطبات، والماء البارد: "بَرِّد .. بَرِّد" وأصوات محركات المركبات العامة، ومحركات الركشات المزعجة، وأبواق المركبات الخاصة، وأخذت عوادم السيارات تملأ خياشيم العابرين بروائح الجازولين المحترق، وأعينهم بالدخان المسوّد الكثيف، حتى المتسولون اتخذوا مواقعهم المألوفة. كل شيء بدأ يأخذ وضعيته الصباحية المعتادة.

    كانت تلك هي المرة الأولى التي يجلس فيها، منفردًا، على إحدى سلالم محلات (الكلاكلة شرق) التجارية. لم يكن صعبًا عليه، في ذلك المكان، إيجاد قطعة كرتونية ليضعها تحته، حتى لا يتسخ بنطاله، فالمكان يعج بالصناديق الكرتونية التي يُلقيها الباعة، من محلاتهم، على قارعة الطريق، وكان ذلك بديلًا جيدًا ومهذبًا، بالنسبة إليه، عوضًا عن افتراش الصحيفة، وأسر في نفسه أنه لا بأس من الاستفادة، أحيانًا، من فوضى الآخرين.

    لم يكن الجلوس على الأرصفة، ومراقبة المارة، أو قراءة الصحيفة هناك تستهويه، ولكنه، ذلك اليوم، كان في انتظار طه شريف (صديقه الحميم)، الذي تأخر عشر دقائق عن موعده. لم يجد شيئًا آخر يفعله سوى تدخين سجارته، ونفث دخانها في وجه الأتربة المتصاعدة في المكان. لوهلةً ما، أحس بأنه في غرفة لاختبار التلوث، ولم تكن الرؤية، بسبب الأتربة والدخان الكثيف المتصاعد من فرندات وأفنية المطاعم، واضحة بما يكفي، وكان كل شيء يبدو، بالنسبة إليه، قديمًا وبائسًا وموحيًا بالكآبة، ومحرضًا على الاستياء.

    الوقت، هنا، مسألة تقريبية لا أكثر، تمامًا كما يُمكنك وصف شخص رأيته، بصورة عابرة، قبل عدة سنوات في محطة القطار؛ هذا يعتمد على مدى قوة ذاكرتك، أو توقعك المسبق بأن تُسأل عنه لاحقًا! لا أحد، هنا، يأتي في الوقت المحدد؛ فالجميع يعلمون أن الساعة العاشرة لا تعني، بالضرورة، العاشرة تمامًا؛ فالوقت، هنا، مسألة تقريبية لا أكثر، ورغم ذلك فالسودانيون هم أكثر الشعوب افتقارًا لخصلة الصبر، وأكثرهم بغضًا للانتظار.

    الاستياء والازدراء هما السمتان الأكثر بروزًا في ملامحه، حتى أنه عندما مرّت شاحنة بضائع عملاقة، وأثارت ورائها عاصفة ترابية؛ لم تتغيّر ملامحه كثيرًا، واكتفى بإعادة تصفيف شعره الأملس بيده بكل هدوء. دائمًا ما يُسرّ في نفسه: "الكَلَاكْلَة مَا بِتْحِبَ لِيْهَا زُول، ومَعْ كِدَا أَهَلَا بِيمُوتُوا فيها مُوت! دِي مَا بَلَد نَضَافَة، أَخِير الزُّول مَا يِحَاوِل يَبْقَى نَضِيْف في البَلَد دِي، لأَنّو مَا بِيلْحَق يِسْتَمْتِع بِالنَّضَافَة لِوَكِت طَوِيل!"

    في الجانب الآخر من الشارع، وقفت فتاة سمراء نحيلة بعض الشيء، وهي تحاول إيقاف ركشةٍ ما. بدا عليها الانزعاج، وهي ترمق ساعتها اليدوية البخيسة بين الفينة والأخرى، وضجيج المكان والعابرين لا يوحي بأن أحدهم يتعاطف مع محنتها الخفية. حتى هو نفسه لم يكترث لها، واعتبرها جزءًا من لوحة المكان المثيرة للاشمئزاز والاستياء. خمّن أن استياءها ذلك منح ملامحها قبحًا إضافيًا؛ إذ بدا له أنها لم تكن بحاجة إلى العبوس لإبداء الاستياء؛ فقسمات وجهها كفيلة بذلك تمامًا؛ فهي مُعبرة عن الاستياء بصورة طبيعية.

    ربما كانت الصدفة المحضة هي التي دفعت بركشةٍ، كُتب عليها من الخلف عبارة (ابتسامة حبيبي تكفي)، للتوقف أمام الفتاة المتجهمة مباشرةً، ولكنها استقلت الركشة دون أن تقرأ ما كُتب عليها، ودون أن تبتسم؛ فكانت كأنها لعبة قدرية ساخرة إلى الحد المثير للضحك والدهشة.

    ثمة شابان أمردان يتغزلان بفتاة بدت عليها ملامح التسامح الجنسي، ترتدي عباءة سوداء ضيقة ومثيرة، مطرزة، بنقوش من الترتر الفضي اللامع، على الأطراف، ونقش عليها، من الخلف، رسمة عقرب تنتهي ذيلها عند مؤخرتها المنتصبة باكتناز كطبليّ قرع بلدي مكتملي الاستواء. كان واضحًا، من تبرّجها وزينتها ومشيتها، أنها ليست سوى إحدى مومسات الكلاكلة شرق اللواتي يظهرن في آخر المحطة لاصطياد الشبان، ومع هذا فإنها لم تلق لهما بالًا، وانطلقت متهاديةً في طريقها ناحية كشكٍ لبيع كروت الشحن، وإكسسوارات الهواتف المحمولة.

    في جانبٍ ما، كانت ثمّة سيّدة تنهال على ابنها بالضرب لأنه سكب الفول المطبوخ من إنائه دون قصد. رجل يُصلح سفنجته التي انقطعت فجأة، وهو يحاول عبور الطريق. بدين يتهادى على مهل كبرميل قطران، غير مكترث ببدانته وأطرافه المترهلة. فتاة منشغلة بحديث، يبدو جادًا ومصيريًا، عبر هاتفها المحمول، غير آبهة بنظرات وهمسات البعض، ممن وقفوا لمغازلتها بلطف. أطفال أشقياء يلاحقون عربة كارو تحمل شحنة من البحص والرمل الأحمر، يقودها رجل حاد الملامح. سيدة مزدرّية تحرّك جريدةً أمام وجهها دفعًا للغبار، أو جلبًا للبرودة في انتظار شيء ما. شاب مجعّد الشعر يلوك علكًا، وهو يرمي بنظراته الاشتهائية على بعض المراهقات، من طالبات الثانوية، العابرات أمامه. عربة فارهة تقف، فجأة، أمام فتاة حسناء، نظيفة، لا تتوانى في الركوب فورًا؛ حتى دون التحقق من هوية السائق. رجل طاعن في السن، بائس المنظر، متسخ الثياب، يمشي، بتثاقل يُوحي بالقرف، هائمًا على وجهه، ويصطدم في كل مرة بأحد المارة. شاب يعبر بين الأفواج، بكل مرونة، بدراجته الهوائية، حاملًا أنبوبة غاز. كـلـب عجوز يعبر الطريق بعد تردد لم يدم طويلًا، وكأنه يختبر سلامة الطريق. مشاحنة بين بضعة رجال حول أمر سخيف وتـافـه، وسيدة، يبدو أنها زوجة أحدهم، تراقب من بعيد في انتظار ما ستنتهي إليه المشاجرة.

    كل شيء، رغم حركته الدائمة، وضجيجه المستمر، يبدو عاديًا ورتيبًا بالنسبة إليه، وكأن هؤلاء البشر ليسوا سوى روبوتات مُبرمجة آليًا لفعل ذات الأشياء كل يوم. إنها الكلاكلة شرق؛ حيث كل شيء ممكن، وخارق للاعتيادية.

    في مكان ما، قريب، يقفز أحدهم من حافلة ركاب كانت على وشك التوقف، ليُردد بنبرة عالية ومميزة: "عَرَبي ... عَرَبي ... عَرَبي" فيبدأ الناس بملاحقة الحافلة؛ حتى قبل أن تتوقف تمامًا، بينما وقفت سيّدة أربعينية، تحمل بيديها أكياسًا ثقيلة غامقة اللون، لتسأل الكُمساري: "بِالغَابَة ولاَّ بِالحُرِيَّة؟" ليُجيبها بنصف اهتمام: "بِالغَابِة يَا خَالَة!"

    الرجال هم الأوفر حظًا في مثل هذه المواقف، ولم يعد الكثير منهم يترك مقعده لسيدة أو فتاة، أو حتى يتنحى لها جانبًا لتصعد إلى المركبة أولًا، تلك خصلة أثرية قديمة، يتذكرها البعض بكثير من الشجن والسخط على ما آل إليه الحال. "الحُكُومَة هِي السَّبَب!" هكذا برر البعض، بينما رأى آخرون في ذلك سذاجة مفرطة تستحق السخرية.

    "الكَلاكْلَة مَدِينَة مَا بِتتغَيَّر!" هكذا كان يقول؛ لاسيما بعد عودته من اغتراب دام ثلاثة عشر عامًا؛ منذ أواخر التسعينيات، وعاد ليجدها، كما هي، لم تتغيّر إلاّ بقدر ما كان يكفي لأن يشعر بأنها ليست جزءًا من الكون المتغيّر على الدوام. خمّن أن الكلاكلة لا يعنيها تسارع العالم المجنون خارجها، وأنها تراهن على أن تكون أول بقعة، في هذا الكون، لا تستفزها الرغبة في التغيّر أو الحركة المليميترية، ولا تسري عليها قوانين الفيزياء الطبيعية. الشيء الوحيد الذي يتغيّر في هذا المكان هم الناس.

    شهدت الكلاكلة في حقبة ما، نزوح آلاف الجنوبيين إليها، عندما سقط الجدار الجغرافي الذي كان يفصلها عن حي مانديلا وحي مايو القديم، بعد التوسع الكبير الذي شهدته الكلاكلة في السنوات السبع الأخيرة، في الوقت الذي انشغل فيه كثير من المحس والحلفاويين وبعض الأعراب، من سُكان الكلاكلة الأصليين، بالهجرة إلى الخليج، أو السعي المحموم وراء الحصول على لجوء سياسي مُلفق في إحدى الدول الأوربية.

    وُلدت أجيال جديدة، ومات الكثيرون ممن عمّروا المكان سابقًا، وتبدلت الخارطة الجينية للكلاكلة، فلم يعد يعرف فيها إلاّ القلّة التي بقيت، وبعضًا من أقاربه الذين استوطنوا المكان منذ حقبة بعيدة؛ عندما كانت الكلاكلة، كالمنفى، على أطراف العاصمة القومية، وكان يُعتبر الذهاب إليها مجازفة غير مدروسة العواقب؛ إذ كان الكثيرون يتعاملون معها على أنها قرية ريفية، يحتاج الذهاب إليها استعدادات طويلة مُبكرة، كاستعدادات السفر. كُتب على الكلاكلة أن تكون من أحياء شماليّ الخرطوم؛ هكذا خططت الحكومة، ولكنها أبت إلاّ أن تكون مدينة قائمة بذاتها.

    نهضت بعض البيوت الخرسانية المسلحة، على استحياء، في أرجاء متفرقة من الكلاكلة، بينما كانت البيوت المبنية بالطوب الأحمر هي الأكثر هيمنة على المدينة، بالإضافة إلى بعض البيوت الجالوصية البائسة. ثمة شارع أسفلتي جديد، يبدو أنه تم إنشاؤه قريبًا، يربط بين أحياء الشَّجَرَة والصَّحَافَات وجَبْرَة وبين حي الكَلاكْلَة الوِحْدَة والدِّخينَات والشِّقيلاب وأُم عُشر. لم يشهد مولد هذا الشارع الحيوي، والذي سُمّي، فيما بعد، بشارع شَرِق، الذي ينتهي، بالنسبة إليه، عند تقاطع حي الكلاكلة الوحدة مع حي الإسكان العشوائي؛ حيث السوق ومحطة المواصلات الرئيسة.

    شعر بانتعاش سوق اللفّة الشهير، بعد أن كان مُجرد محطة للمركبات العامة، التي تربط بين العاصمة القومية والكلاكلات، وكان يعتبره البعض نقطة استراحة بين العاصمة وبين (جبل أولياء) جنوبًا. قال في نفسه: "تَلاطَاشَر سَنَة كَافْيَة جِدًا عَشَان مَا تُقُوم ثَوْرَة في بَلَد بِحَالا، لَكِن الظَّاهِر مَا كَافْيَة عَشَان الكَلاكْلَة تِتغَيَّر!" ولكن اللفّة، الآن، أصبحت تنافس سوق ليبيا، وسَعَد قِشْرَا، وأصبحت عالماً آخراً قائماً بذاته، لم يلتفت إليه أحد. كل شيء يُمكن أن يحدث في اللفّة دون أن تعلم به الحكومة، وربما بعلمها كذلك، وكأنها مدينة خارجة على القانون. بإمكانك أن ترى لوحة بانورامية للسودان والقبائل السودانية، بمجرد وقوفك في اللفة، أو أحد محلاتها التجارية، وتستمتع بالتنوع الذي سوف تراه في سحن البشر، ولهجاتهم ولكناتهم.

    شوارع الكلاكلة الترابية توحي لك بأنك في مدينة تاريخية، لا تسكنها سوى أشباح الأسلاف، ولعنتاهم المقدسة. تنظر إلى البيوت الجالوصية، وتلك المبنية من الطوب الأحمر المحروق؛ فيُخيّل إليك أنها بيوت أقوام أخذهم الوباء في أزمنة سحيقة، ولا يكون في إمكانك الجزم بأن بيوتًا كهذه قد تكون مأهولة بالسُكان!

    مؤخرًا أخذ سُكان الكلاكلة بالاهتمام بالزراعة؛ لاسيما أمام بيوتهم، ما أعطى المكان لفحة حيوية، يُعززها مرور الكلاب باحثة عن وحلٍ ما، تمرّغ فيه أجسادها من حرارة الشمس الحارقة، ونهيق بعض الحمير المنهكة، وتلك التي تنتصب أعضاؤها الذكرية، وهي تأكل برسيمها النضر في ملل وضجر باديين، مثيرةً، بذلك، غيرة الرجال وحياء النساء.

    كلاب الكلاكلة تنام نهارًا، وتعمل ليلًا، فليس لها شيء تفعله سوى النباح طوال الليل، إما في وجه اللصوص والغرباء أو في وجه بعضها البعض، وهي تحاول رسم حدود سيطرتها. كان يقول دائمًا: "الكَلاكْلَة مَدِينَة الكِلاب وَالنَّاس!" إذ يُلاحق البشرُ الكلاب نهارًا، وتلاحقهم الكلاب ليلًا. يعرف الكلاب، هنا، متى يُمكنها النباح في وجه البشر، ومتى يجب ألاّ تفعل، كأن الأمر متفق عليه مُسبقًا.

    في الماضي كان شباب الكلاكلة يجتمعون عند إطارات السيارات المستعملة المغروسة على الأرض في زاوية ما من الحي، ولكنهم الآن تركوا تلك العادة، وانصرفوا إلى لعب البلي ستيشن، والبلياردو ، وشرب الشيشة في المقاهي العامة، وربما ازدادت فتيات الكلاكلة جاذبية وسحراً؛ لاسيما بعد انفتاحهم على القنوات الفضائية، وتعرفهم على عوالم نسائية أخرى لم يكنّ على دراية بيها فيما مضى.

    أصبح من الطبيعي أن تسمع أغنيات عمرو دياب أو نانسي عجرم كنغمات لهواتف الشباب المحمولة، ولم تكن تلك ظاهرة بادية قبل عشر سنوات. أثرت القنوات الفضائية على توجيه ميول كثير من الشباب، حتى أن معايير الجمال التي كانت تتنافس حولها الفتيات اختلفت، فلم تعد السمرة أمراً محبباً كم في السابق، وبدأت مستحضرات التجميل، وكريمات تفتيح البشرة: فير آند لفلي، وكيللي تنتشر في الأسواق والصيدليات، حتى أن حبوب تكبير الأرداف والأثداء وجدت رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة.

    أصبح من المعتاد، الآن، أن ترى، في شوارع الكلاكلة وأسواقها العامة، فتاةً بوجه أبيض، ويدين سمراوين، أو فتاة نحيلة منتصبة الأرداف! ولم يكن لذلك، بالنسبة إليه، إلاّ دلالة واحدة، وهي أن ثقافة الإغراء عرفت طريقها إلى المرأة السودانية، وكان ذلك سبباً في تقاعد مومسات الكلاكلة القديمات، اللواتي لم يكن أهلاً لمنافسة جيل الإنترنت، والقنوات الفضائية؛ هذا الجيل الذي يمتاز بالجرأة، ويتقن لغة الجسد.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 11-03-2011, 10:10 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 09:31 AM
  Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 09:47 AM
    Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 10:19 AM
      Re: آخر المحطة عصام دهب11-03-11, 11:20 AM
        Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 05:17 PM
          Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:16 AM
            Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:26 AM
              Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:56 AM
                Re: آخر المحطة الرفاعي عبدالعاطي حجر11-12-11, 08:03 PM
                  Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:10 PM
                    Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:27 PM
                      Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:35 PM
                        Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:47 PM
                          Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de