كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
عن الشيء وضده
|
- تمهيد وإضاءة -
الأشياء .....
هذا العالم متولد عن حركة الأضداد ، ولكل شيء ضد له تدور بينهما حوارات حركية تفاعلية هي التي تعطي الشيء كينونته وحيويته. البحث عن الأصل هو الهاجس الذي يدفعني لمثل هذه الكتابة. كيف تولدت الأشياء ، وكيف تولدت أضدادها؟ وأيهما كان أسبق للوجود؟ وهل وجود الشيء هو من ولد الضد؟ وما هو الشيء وما هو الضد أصلاً؟ فعندما نقول الخير والشر ، فأيهما الشيء وأيهما ضده ؟
هل هو مبحث فلسفي أو ضرورة معرفية للوقوف على أصول الأشياء؟ ربما كان الاثنان معاً. عموماً تظل المعرفة هي جنة الباحث عن الحقيقة وظل الشجرة الممتد إلى سنوات من الزمن القصير بالحسابات الإلهية. نركض تحته حتى نصل إلى منتهاه أو حتى نموت شهداء الحقيقة.
لماذا علينا أن نعرف الأشياء وأضدادها؟ لأن المعرفة بالشيء يولد المعرفة السلوكية الصحيحة به. ولأن معرفة الشيء تزيد الوعي وزيادة الوعي تجعلنا نهذب مواقفنا تجاه الشيء وضده. عندما نتكلم عن الحب والكراهية ، فإننا يجب علينا أن نعرف لماذا نحب ولماذا نكره. كما علينا أن نعرف أن الأشياء هي من خلق الإنسان وليست من خلق القوى الطبيعية. الحب صنعة إنسانية ، كذلك الكرهية. الخير نزعة بشرية نخلقها بأنفسها ولا نولد عليها وكذلك الشر. هي إنما فهارس ذاتية ننتقي منها - حسب حراكنا الاجتماعي - ما يتناسب معطيات شخصياتنا التي ارتضيناها لأنفسنا.
- المبحث الأول -
( الحب والكراهية ) الحب هل هو نزعة إنسانية أم حوجة أم شعور عرضي؟ أين هو مستودع هذه المجردة (الحب) ؟ هل هو القلب أم العقل أم الروح؟ لماذا نحب؟ هل نحتاج للحب؟ والأهم من كل ذلك ما هو الحب؟ هل توجد الكراهية كضرورة حتمية للحب أم أن وجدهما منفصلين أمر عرضي ومحض صدفة؟ متى نكره؟ كيف نكره - أي ما هي ميكانيكية الكراهية - ؟ إلى أي حد نكره؟ وهل في احتكاكنا الاجتماعي ننزع إلى تصنيف الآخرين تحت قائمة ( حب / كراهية ) أم أنها تأتي هكذا صدفة أو بطريقة تلقائية؟ هل يمكن أن توجد الكراهية بعد مرحلة من الحب ؟ هل العكس صحيح؟
دعوة للإجابة على هذه الأسئلة ...... والدعوة مفتوحة للجميع
|
|
|
|
|
|
|
|
|