بورتفوليو (2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 02:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2006, 10:02 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتفوليو (2) (Re: هشام آدم)

    _____________


    - أول يوم في قلب العاصمة القومية -



    في أول رحلة من نوعها للتعرف على معالم العاصمة القومية عن قرب ، وبعد موافقة مجلس الشيوخ العائلي ، اتفق الجميع على تفويض (عماد) لمرافقتي في هذه الرحلة للتعرف على شوارع العاصمة القومية الرئيسية ، ومعالمها الأساسية ، ومواقف المركبات العامة وخطوط سيرها ، وما ذلك إلا خطوة أولى تمهيداً لإطلاق سراحي. ولأنني كنت أتوق لهذه الرحلة فلم يكن لدي أدنى اعتراض على هوية المرافق ، طالما أنني سوف أتمتع أخيراً بمشاهدة ما لم يتح لي مشاهدته لدى قدومي لأول مرة.



    منذ الوهلة الأولى تعرفت على مبدأ أساسي غاية في الأهم يجب عليك التقيد به قبل أن تنوي الخروج لقضاء حاجة من حوائجك خارج نطاق المنطقة التي تقيم فيها. والقاعدة الأساسية تقضي بأن تحمل ملابسك النظيفة التي تريد الذهاب بها في حقيبة يدوية وتكتفي بارتداء ملابس اعتيادية في طريقك إلى حاجتك ، ولك أن تبدل ملابسك في أي منطقة بعد الوصول. لأنك إن أسرفت في التأنق والتطيب فسوف لن تصل إلى (شارع الزلط) إلا وأنت كما نمت بالأمس ، رث الثياب أشعث الرأس ومن يراك سوف لن يخمن أنك قضيت ساعة في الاستحمام ومثلها في التطيب والتأنق. الغبار الذي سوف يهبه لك مالكو السيارات الخاصة والعامة لن يجعلوا لك فسحة من الوقت لتنعم بمتعة النظافة لمدة طويلة ، فلا ترهق نفسك كثيراً.



    وصلت إلى الخرطوم (استاد الخرطوم الدولي) وللوهلة الأولى أحسست أنني قد قطعت المسافة من الكلاكلة الوحدة إلى استاد الخرطوم سيراً على الأقدام ، فقد كنت متعباً إلى حد أنني أصبحت أجري بعض التمرينات الخفيفة أمرّن فيها قدماي على السير (من باب تجديد الدماء فقط).



    الغبار كان هو العامل المشترك بين ما تركته هناك ، وما أراه هنا أمامي. الهيئة الرثة ، الشفاه اليابسة بفعل العطش ، الجباه الغارقة بالعرق ، الأعين المصابة بالرمد. هكذا كانت الوجوه من حولي ، ورغم أني لم أكن لافترض في نفسي ذات الشيء ، فقد كنت كذلك فعلاً. لم أصدق في البداية عندما وجدت (زير) ماء في وسط هذه المعمعة ، تطفو على وجه مائه مكعبات الثلج الباااااردة. فقلت في سري ( لله دركم أهل النيل ، أطول نهر في العالم قاطبة) فاقتربت وشربت من الماء حتى ارتويت تماماً .. وبكل هدوء تركت الكوب وانصرفت لحال سبيلي ، لأجد أحدهم متعلقاً ببنطالي بطريقة مثيرة للإزعاج. في البدء ظننته متسولاً .. فبدأت أشرح له أنني لا أملك مالاً لأعطيه ، غير أنه كان يتكلم بلهجة لم أكن أدرك تفاصيلها ، ولكنها في المجمل كلمات تطالبني بالنقود (بطريقة آمرة) .. ظننت أن متسولي السودان – كغيرهم – يختلفون عن بقية متسولي العالم. وأن هذه هي طريقتهم في التسول .. فأصريت على موقفي وبأنني لا أملك ما أعطيه إياه. ولم يزل ذلك الطفل الذي لم يتجاوز الثامنة متشبثاً ببنطالي حتى خفت أن ينزلق في يديه فتطالني فضيحة كبرى في قلب العاصمة القومية. عندها – أي عندما بدأ القلق يتجاوز حده – صرخت ( عماد .. عماد ) فهرع إلي ليجدني بتلك الحالة ، فانفجر ضاحكاً وأخبرني بأن هذا الطفل لا يتسول ولكنه يطالب بحقه في ما شربته من مائه. توقفت كثيراً عند كلمة (مائه) فالماء ماء الله ، ونحن في بلد لا يعطش فيه بشر ولا بهيمة ، أو هكذا يفترض به أن يكون. عرفت فيما بعد أن أولئك الأطفال ( أعانهم الله ) يتخذون من بيع الماء مصدر رزق شريف يعيشون منه ، رغم قلّة مدخولهم من ذلك.





    بدأت أعتاد على الاستياء شيئاً فشيئاً ، حتى أصبحت أرى أن الاستياء هو الوضعية الافتراضية في حياة الخرطوميين حتى !! في الشارع السوداني ، ترى أنك مثل (الشدة ) المنفردة مختلفاً عن الجميع ، وكأنهم يعرفون أنك غريب عن هذه البلاد. لم تعتريك (الغباش) بعد ، وما تزال محتفظاً بالنظافة الناصعة التي ليست هي العلامة المحببة دائماً. وعانيت ما عانيت من مناداتي (بالحنوكش) و (بالسحسوة) و (ود الراحات) و (ود السعودية) و (المغترب) من أناس لا يعرفونني حتى !!! تذكرت أطفال السعودية الذين كانوا (يزفوننا) هاتفين (يا سوداني .. يا زول .. يا عبد) فلم يزل تلك اللعنة تطاردني حتى في بلدي !!!



    في الجامعة ، أنت مجرد (شهادة عربية) ، في البيت وفي الحي أنت (ود السعودية) وفي السعودية أنت (عبد) … ومن يسمع إلى كلماتهم يشعر أنهم كارهين لكل ما لم علاقة بالسعودية أو بمبدأ الاغتراب ، بينما تعج الطرقات المؤدية إلى السفارة السعودية صباحاً بالآلاف من الراغبين بالهروب من جحيم السودان إلى كيف (الكدنشة) و (التفاح).



    وصمة العار التي لا تفارق صاحبها أبداً … ولكن ما زال السؤال معلقاً ( هل كان ذنبي؟)





                  

العنوان الكاتب Date
بورتفوليو (2) هشام آدم03-22-06, 12:38 PM
  Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-22-06, 12:42 PM
    Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-22-06, 12:48 PM
      Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-22-06, 12:53 PM
        Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-23-06, 06:48 AM
          Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-25-06, 10:02 AM
  Re: بورتفوليو (2) Mohammed Elhaj03-26-06, 04:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de