عبد الكريم الكابلى ..... والصوت المستعار

Quote: «بحة» سيدة الغناء العربي تطل من أميركا المذيع الأميركي: افتحوا آذانكم وقلوبكم واستمعوا لصوت أم كلثوم واشنطن: طلحة جبريل منذ أزيد من ثلاثة عقود انتهت رحلة الفنانة أم كلثوم مع حياة حافلة. لكن صوت «سيدة الطرب» ما يزال مثار دهشة وأعجاب في كثير من أرجاء العالم. ذلك المساء قال المذيع الأميركي «واوووو يا له من صوت». كان ذلك الصوت هو صوت أم كلثوم، وهي تشدو بأبيات محمد أقبال من تلحين رياض السنباطي: فإني محب كما عهدت.. ولكن حبك شيء عجب أشاهد فيك الجمال البديع.. فيأخذني عند ذاك الطرب ساعة كاملة خصصتها محطة «ناشونال ببليك راديو» (إن.بي.آر) وهي إذاعة النخبة في أميركا، لتتحدث عن «صوت مصر».. أم كلثوم. اللافت أن الاستماع لصوت سيدة الطرب لم يعد يقتصر على العرب الأميركيين أو أولئك الوافدين، بل إن الأميركيين الشباب أيضاً يسمعونها. وسبب ذلك ان هؤلاء الشباب يقبلون حالياً وفي عدة مدن اميركية على تدخين النارجيلة «الشيشة»، وأمست معظم المقاهي التي تقدم النارجيلة تشنف آذان روادها بصوت ام كلثوم. يقول محمد، مصري يعمل نادلاً في مقهى بفرجينيا «ليس نحن الذين نختار «صوت الست»، بل هؤلاء الشباب الاميركي الذين يأتون لتدخين النارجيلة يطلبون منا بث أغاني أم كلثوم». تلك الأمسية قال المذيع في «ناشونال ببليك راديو» قبل أن ينساب الصوت عبر الأثير «افتحوا آذانكم وقلوبكم... واستمعوا لصوت مصر». واستعرض المذيع حياة ام كلثوم منذ نشأتها البائسة وحتى رحيلها. قال إن أم كلثوم ولدت في قرية «منسية» من قرى دلتا مصر من الأب إبراهيم السيد البلتاجي امام مسجد القرية، والام فاطمة المليجي. وكان ذلك في عام 1904، وانتقلت الى القاهرة عام 1923 لتنطلق في رحاب الفن حتى بلغت ذرى المجد، الى أن أغمضت عينيها بسبب متاعب في الكلى في فبراير (شباط) عام 1975. ولاحظ المذيع أن ام كلثوم لم تكن «صوت مصر»، بل غنت كذلك لشعراء من الوطن العربي. مثل الأمير عبد الله الفيصل من السعودية، وجورج جرداق من لبنان والهادي آدم من السودان وبيرم التونسي من تونس. وكانت الباحثة وخبيرة الموسيقى آرثر فرجينا دانييل تحدثت في البرنامج عن خصائص صوت ام كلثوم، وقالت إن لديها طبقة صوت فريدة ومتميزة، واستعملت المفردة العربية «بحة». وقالت أيضاً إن صوت ام كلثوم «صوت قوي يصعد من العمق الى أعلى، ومن أعلى الى أسفل». وشرحت فرجينا دانيل قائلة «صوتها يلبي تماماً رغبات الناس في العالم العربي، عندما يريدون الاستماع الى موسيقى وكلمات جميلة.. وهي كانت تغني للناس العاديين وللطبقات الراقية كذلك». وترى الباحثة أن «العصر الذهبي لسيدة الغناء العربي بدأ في الاربعينات، عندما لحن لها زكريا أحمد قصائد بيرم التونسي، واستطاعت بتلك الاغاني تغيير قواعد التذوق في عالم الغناء، وكان ذلك بمثابة قطيعة مع أغاني الثلاثينات الكلاسيكية. وعلى الرغم من أن ام كلثوم انتقلت بعدها الى أداء اغاني، من شعر أحمد شوقي والموسيقار الشاب أيامئذٍ رياض السنباطي، فإن الجمهور تقبل برحابة هذا التحول. ما هي أفضل أغاني أم كلثوم؟ «هذا سؤال صعب جدا» كما قال المذيع، لكنه أشار إلى أن كثيرين يضعون في المقدمة أربع أغاني وهي: «الأطلال و«هذه ليلتي» و«غداً القاك» و«الف ليلة وليلة». ثم ختم البرنامج بصوت ام كلثوم وهي تشدو بهذه الابيات: يا حبيبي كل شيء بقضاء... ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا... ذات يوم بعدما عز اللقاء فإذا أنكر خل خله... وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كل إلى غايته... لا تقل شئنا وقل لي الحظ شاء