|
Re: مناسب الان للقراءة و النقاش: شروط إعادة بناء الوطنية د. برهان غليون (Re: Adil Osman)
|
سلام عادل و كل سنة وانت طيب
بديهي انى لا اتبنى كل ما طرحه الكاتب، لكن ارى في اثارته للاسئلة حول احد الوجوه المهمة للازمة القائمة شئ ايجابي للغاية. اعتقد انك لسبب ما ركزت قراءتك في المقال على "الغرب" و دوره السابق والحالى، كلمة "الغرب" هكذا دون تعريف مبهمة وحمالة اوجه رغم اعتقادى ان د.غليون له تعريف لهذا "الغرب" قد نتفق مع معظمه. لا اعتقد ان د.غليون فعل كما قلت انت وتلوم الغرب على كل شئ ، بل حاول رؤية الاشياء في ارتباطاتها و تشابكها مع بعض، اتفق مع في ضرورة عدم اعطاء احد عوامل او جوانب الازمة اكثر من قدره ايا كانت دوافعنا. تحميل "الغرب" وحده مسئولية ما دار و ما يدور خطا كبير، لكن القول انه ليس "الغرب" دور و لا مسئولية خطا اكبر و يعنى التعامى عن واقع معاش و قد يقود لكوارث اكبر. دور "الغرب" لا يقتصر فقط على المنطقة التى تحدث عنها د.غليون بل اصبح عالمى و بشكل شبه مطلق و تراه في اسيا امريكا الجنوبية افريقيا بشكل سافر او مستتر بتدخلات مباشرة من دول "غربية" او عبر وسائل و طرق اخرى. يا عادل القلق والمعارضة للدور الكبير والمخيف لدور هذا "الغرب" له وجود حتى داخل "الغرب" نفسه وامامك حركات مقاومة العولمة او معارضة حرب العراق كنماذج.
لعل في هذا الجزء من المقال اجابة على ملاحظاتك و "سامك"
Quote: لا فائدة من تغيير السياسات الغربية، سواء أحصل تحت تأثير استخدام القوة والمقاومة أو الحوار، إذا لم يحصل بموازاتها عمل ثقافي واسع يهدف إلى تحرير الشعوب من الخوف والاستلاب والنظرة الدونية للذات وإعادة ثقتها بنفسها وتعميق وعيها المدني والتاريخي، وضمان مشاركتها الفعالة في عملية التنمية والبناء |
الاهم بالنسبة لى في مقال د.غليون كانت النقاط التالية ويمكنك تطبيقها مباشرة على الحالة السودانية:
- الفراغ السياسي: غياب أي مشروع للعمل الجمعي، وطنياً كان أم إقليمياً، يضع القواعد والمبادئ الضرورية للسلام والاستقرار والتعاون والتبادل والإثراء المتبادل والإبداع والتجديد الضروري لاستمرار المدنية وتطور الحضارة الإنسانية. - الفراغ الفكري السياسي هو الذي يفسر بقاء النظم المفتقرة لأي مبدأ أو قانون سوى حفظ مصالح القائمين عليها وتعظيمها. وهو الذي يشكل التربة الأخصب لنمو الفساد وتفاقمه في ظل غياب أي مشروع سياسي، بل غياب الشروط التي تمكن من بناء مشروع سياسي على درجة من الشرعية والنجاعة والإقناع، تعطيه الصدقية وإمكانية التحقيق
- وهذا يتيح لكل أصحاب المشاريع الشخصية والفئوية الصغيرة أن يجدوا مجالاً فسيحاً لمغامراتهم الأكثر غرابة ولا معقولية. المشاريع الجزئية ما تحت الوطنية وما فوق الوطنية تنمو وتزدهر مع غياب المشروع العمومي (الوطني).
- و كنتيجة لهذا فالمستبدون الطغاة والانتهازيون والطامحون، من علمانيين وإسلاميين، يستثمرون الفراغ القائم كما يستثمرون سياسات العدوان الخارجية ليخضعوا الشعب لمشاريعهم الخاصة، أو ليجعلوا من هذه المشاريع البديل الوحيد عن الفوضى، أي ليسدوا الفراغ.
- ملامح مخرج : الانكفاء على المشاريع الوطنية، والعمل على بلورة استراتيجيات تهدف إلى إعادة بناء ما تهاوى منها، على أمل تحويلها إلى وطنيات مستقرة وفاعلة، هو الملجأ الوحيد للقوى الديمقراطية اليوم، في انتظار فرص أفضل للعودة إلى استراتيجيات أكثر طموحاً في إطار إطلاق ديناميكية الحداثة العميقة
- اسئلة تواجه هذا المخرج: 1- على أي أساس يمكن إعادة بناء هذه الوطنيات المحطمة؟ 2- أي ديمقراطية وأي تسوية وطنية يمكن تصورهما للتغلب على الجراحات وتجاوز التصدعات؟ 3- كيف يتم جمع الكسور الطائفية والمذهبية والاجتماعية والإثنية في بوتقة واحدة؟ طبعا توجد اسئلة اخرى
تستدعي إعادة بناء الوطنية: - تحرير الفرد من الإمعية وغياب الهوية والذاتية، وتأكيد استقلال المجتمع عن سيطرة القوى الخارجية، وسيادته تجاه جميع القوى وشبكات المصالح الخاصة المحلية، وتوسيع دائر ة مشاركة الأفراد في بناء نظام قائم على احترام مبادئ الحق والعدل والقانون... التي لا يمكن قيام رابطة سياسية من دونها وهو ما يجمع تحت اسم نظام الديمقراطي
- مشروع الديمقراطية لا يولد في الفراغ القيمي والسياسي والاستراتيجي. فهي جزء من مشروع تحديث شامل - إطلاق عملية التحديث العميقة، والتي توقفت، هي المشروع التاريخي الوحيد الممكن في الواقع، وليس هناك أي مشروع آخر. وهذا يحتاج إلى شروط داخلية وخارجية لا تزال بعيدة عن التحقق
- مفهوم الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعوب واحترام القانون وإتباع طريق التعاون والتفاوض في حل الخلافات، أي اعتبار الشعوب شعوباً بالمعنى الكامل للكلمة، لا سكاناً يخضعون للوصاية، لا تهدف السياسات الدولية إلا إلى احتواء حركتهم بوصفهم مصدر أخطار كبيرة ومستمرة. ولا يبدو في الأفق أمل في تغيير سريع لهذه السياسات؛ لأن المصالح الآنية تعمي المستفيدين منها داخل العالم العربي وخارجه.
- عادة بناء المجتمعات على أسس الوطنية الجامعة، فيستدعي تغيير المناخ الثقافي والنفسي في المنطقة، ووضع حد لانتشار الطاعون الأسود والرهان الوحيد على العنف. وهذا هو عمل المثقفين والحركات المدنية. لكن سيبقى أي تغيير هشاً وقابلاً للتراجع إذا لم تنشأ الظروف التي تسمح بتزامن التحولات الفكرية والتحولات الجيواستراتيجية
- لا فائدة من تغيير السياسات الغربية، سواء أحصل تحت تأثير استخدام القوة والمقاومة أو الحوار، إذا لم يحصل بموازاتها عمل ثقافي واسع يهدف إلى تحرير الشعوب من الخوف والاستلاب والنظرة الدونية للذات وإعادة ثقتها بنفسها وتعميق وعيها المدني والتاريخي، وضمان مشاركتها الفعالة في عملية التنمية والبناء
كما ذكرت ان المهم هو اعادة القراءة و التساؤل حول ما يدور على المستوى الكبير (macro) بدل عن الانغماس الدائم في تفاصيل اليومى/الاحداث.
|
|
|
|
|
|
|
|
|