في ذلك الزمان البعيد الذي تظهر فيه الشمس مرةً كل يوم بعد أن نكون قد أستمتعنا بيوم وضيوفٍ من أقاصي القري المتناثره حولنا وأولئك النسوه من الجارات اللائي لايبارحن زوجات أبي الأربع، كانت الشمس لاتغيب حتي يدركها المغيب . عكس شمس هذا الزمان التي تحمر خدودها منذ الساعه الرابعه فتنهار في آفاقها البعيده .
اليوم كان الأثنين حيث سوق حلتنا الشهير ، وأن من جماليات الأقدار أن يصادف هذا اليوم مرور قطار المشترك الذي يدخل حلتنا من دار صباح حاملاً أناساً وبضائع وصحف وخطابات يكون بعض راسليها في أقصي الشرق فيقطع قطار تلك الأيام بها السهوب والفيافي فيعطيها طعم التاريخ وعبق الحياه فالذين ينقطعون في دار صباح من أبناء قريتي كثيراً ما تنقطع معهم أخبارهم وأحوالهم مع صخب المصانع وسمومها بعد أن تكون قد أعمت أعينهم أقطان التريكووغيرها .
سوق الأثنين يبدأ بليلةٍ الاحد ، وبالرغم من أن لواري كثيرةًتحمل البضائع في تلك الليله وأولئك التجار الذين يغامرون بأموالهم من بقاع نائيه ، إلا أن دخول عربة( كوليه ) الذي يحمل إلي التبون تجار أبو بطيخ والمجلد والميرم ، أن لعربة كوليه وقعها وصوتها الخاص في وجدان أهل التبون ، فهو من السائقين المهره منتصف السبعينات ، فكان علينا معشر المغامرين الصغارنرقب نوراً (وبهار ) هذا اللوري الذي يعلو ضوؤه ثم يخبو فيظهر جهات الكماين بعد أن يكون كوليه قد عشق _ بتشديد الشاء _ عشرات المرات أنغاماً مختلفةً ، قال أحد زعارة الحي إن كوليه لابد أنه يشاغل ويضاجع في كل الأحوال النعاس في أعين بنات الحله ، فتلك النغمات من سيارته لم تكن بريئه ..... نواصل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة