|
Re: نقد هل سيخلف نقد؟ (Re: محمد النذير الوراق)
|
**سكرتيران لستِّين عامَاً!! تسنَّم رئاسةَ تنظيم الحزب الشيوعي بعد تأسيسه في العام 1946م؛ حين كان يُعْرَف باسم «الحركة السودانية للتحرُّر الوطني» حتى عام 1956م، عبد الوهاب زين العابدين (1946ـ1947)م، ثم عوض عبد الرازق بين أعوام (1947ـ1949)م ثم عبد الخالق محجوب 1949م.اتجه الحزب إلى تكوين الجبهات المختلفة مع التنظيمات الأخرى، فأعاد تنظيم قواه باسم «الجبهة المعادية للاستعمار» أثناء أول انتخابات برلمانية جَرَت في البلاد تحت قانون الحكم الذاتي عام 1953م والتي أسفرت عن فوزه بمقعد واحد احتلَّه حسن الطاهر زروق الذي تولى بعد ذلك رئاسة تحرير صحيفة (الميدان)؛ صحيفة الحزب الشيوعي فور تأسيسها في سبتمبر 1954م. وفي عام 1955م حاول الحزب بناء الجبهة الاستقلالية، ثم حاول مرة أخرى، في العام التالي، أن يكوِّن جبهةً تجمَعه ببعض القوى الإقليمية في الجبهة الوطنية الديمقراطية.عَقَد الحزب أول مؤتمراته العامة في العام 1947م، والثاني في العام 1949م، والثالث في 1958م، والرابع في 1967م، عقب انتخابات مايو 1965م التي أحرز فيها الحزب أحد عشر مقعداً برلمانياً من بينها مقعد واحد شغلته فاطمة أحمد إبراهيم عضو اللجنة المركزية للحزب كأول امرأة تُنتخب إلى البرلمان في الشرق الأوسط.قامت بعد ذلك حملة مناوِئة الحزب الشيوعي بدعاوى الإلحاد ومناهضة الإسلام اشتركت فيها أحزاب الأمة والاتحاديون وجبهة الميثاق الإسلامي انتهت بحَلِّ الحزب وحَظْر نشاطه وطَرْد نوَّابه من البرلمان في 24 نوفمبر 1965م. ولتفادي قرار الحظر عمد الحزب إلى تغيير اسمه إلى «الحزب الاشتراكي» وفاز بمقعد واحد في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في انتخابات 1968م.أدَّى الاختلاف في الموقف من الانقلاب العسكري الذي نفَّذه الضبَّاط الأحرار في مايو 1969م بقيادة جعفر محمد نميري إلى أعظم اضطراب في تاريخ الحزب بعد قرار حَلِّه؛ فقد أدَّى التباين إلى انقسامٍ داخليٍّ حادٍّ للآراء، حيث أيَّد بعض قادة الحزب (حركة الجيش الثورية) معوِّلين على تقدُّميتها ومعاداتها للطائفية. وتم تعيين عدد من رموز هذه المجموعة وزراء في حكومة الانقلاب، وساندت هذه المجموعة دعوة نميري ورغبته بأن يحلَّ الحزبُ نفسَه. أما التيار الآخر الذي قاده السكرتير العام للحزب عبد الخالق محجوب فقد تمسَّك مبدئياً بتحفُّظه على الانقلابات العسكرية، ورَفَضَ فكرة حَلّ الحزب، ودعا إلى مواصلة السعي لبناء جبهة وطنية ديمقراطية يشارك فيها الحزب محتفظاً باستقلاليته.بتصاعد حدَّة التوتر بين الحزب والسلطة؛ قام نميري بطرد الوزراء الشيوعيين من الوزارة في 16 نوفمبر 1970م، وفي فبراير 1971م أعلن النميرى عن عزمه على تحطيم الحزب الشيوعي، وأتْبَعَ إعلانَه بحَلّ تنظيمات الطلاب والشباب والنساء التي يسيطر عليها الشيوعيون. في 19 يوليو 1971م نفَّذ الضباط الشيوعيون انقلاباً عسكرياً مضادَّاً، واعتَقَلوا النميري، وأعلنوا السودانَ جمهوريةً ديمقراطية. إلا أن عدم اكتمال التحضير الجيد، والدَّوْر المصري الليبي المضادّ، أدَّيَا مجتمعَيْن إلى فشل الانقلاب، واعتُقِل قادة الحزب، وأُعْدِم منهم عبد الخالق محجوب، جوزيف قرنق، والشفيع أحمد الشيخ، والضبَّاط الشيوعيون الذين نفَّذوا الانقلاب. وبعد أسابيع قليلة من إعدام عبد الخالق محجوب؛ اختار الحزب محمد إبراهيم نُقُدْ سكرتيراً عامَّاً له في سبتمبر 1971م.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نقد هل سيخلف نقد؟ (Re: محمد النذير الوراق)
|
Quote: (يجب أن يُعْقَد كطقس سياسيٍّ اجتماعيّ، وأن يَطْوِي صفحة السِّجَال حول تجميع الحزب وبقائه، أما أكثر من ذلك، فربما سيخلِّف حَمِيَّةً قد تؤدِّي إلى شيء من الشَّطَط، وقد يفكِّر الناس في التغيير كشكل من أشكال السباق المحموم نحو الوراثة). |
ممممممممممم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نقد هل سيخلف نقد؟ (Re: طلعت الطيب)
|
الاخ محمد النذير عند مراجعتى لما كتبت اعلاه لاحظت اننى ارتكبت الخطأ الشائع واخطأت فى كتابة اسمك فعفوا. فى اعتقادى ان الحزب الشيوعى يكون قدّم انجازا ديمقراطيا عظيما فى هذه المرحلة السياسية المهمة ، لو فعل شيئا واحدا فقط وهو ركل مبدأ المركزية الديمقراطية والالقاء به فى (مزبلة التاريخ) واستبداله بهيكل ادارى يستند على مبدأ التمثيل الديمقراطى المعروف. اهتمام المنظمات والافراد الان فى كل العالم هو تحسين الشروط والاجراءات الخاصة بالحوار الجماعى. هذا الانجاز وحده كفيل بتصحيح كثير من الاشياء على المستويين القريب والبعيد نتمنى لهم التوفيق فى مؤتمرهم الخامس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نقد هل سيخلف نقد؟ (Re: محمد النذير الوراق)
|
الأخ طلعت تحياتى
Quote: هل سيضع المؤتمر العام الخامس نهاية للاخطاء التى حدثت فى الاربعة عقود الماضية: - مثل ضمان توفير آلية تعطى مؤسسات الحزب الحق فى الضغط على القيادة من اجل عقد المؤتمر العام؟ وذلك حتى لا تترك مسالة اساسية كهذه مجرد تقديرات ذاتية لقيادة الحزب ! - فى ظل مبدأ خضوع الهيئات الدنيا للعليا الذى تكرسه المركزية الديمقراطية ، هل ستوضع الضمانات لعدم انفراد القيادة بقرارات لا تحظى بتأييد غالبية اعضاء الحزب مثل قرار دخول المجلس الوطنى الانقاذى وغيرها؟ - طريقة انتخاب القيادة ، هل سيتم ترشيح القيادة الجديدة من قبل القيادة الحالية وهو الامر المعهود ، وهو ما حدث فى المؤتمر الرابع كما لاحظت الاستاذة سعاد؟ واذا لم يحدث ذلك بطريقة مباشرة، فهل سيتم التحايل عليه بطرق غير مباشرة؟
|
لا يمكن القول أن الاخطاء يمكن تفاديها كليةً ولكن، الأخطاء نتعلم منها كى لا تتكرر... وإلى عودة لمناقشة بقية تساؤلاتك البراق النذير الوراق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نقد هل سيخلف نقد؟ (Re: محمد النذير الوراق)
|
وفى الرد على سؤالك حول المركزية الديمقراطية فإليك ما أورده الخاتم نفسه والذى تفضلت برفعه هنا:
Quote: فاستبعاد قيام قيادة مركزية للجبهة الديمقراطية قد جعل القوى الديمقراطية تتحوّل الى جسد بلا رأس ، بكل ما يعنيه ذلك من احباط وبوار. فقد نشأت تنظيمات مختلفة للجبهة الديمقراطية ، وسط فئات اجتماعية مختلفة ، وفى مناطق مختلفة من البلاد، ولكن انعدام القيادة الواحدة منع هذه التنظيمات من رؤية نفسها كجزء من بناء وطنى شامل ، ورؤية برامجها كجزء من فعالية وطنية عامة ، ترمى الى تغيير المجتمع. وفى كل اللحظات الحاسمة كان الجسد اقل كثيرا من مجموع اجزائه ، لان تلك الاجزاء ، بدلا من ان تتفاعل وتتكامل ، وتوحد افعالها واهدافها وارادتها ، ظلت اسيرة للتشرزم والغربة بل والتناقض والتصادم فى بعض الاحيان. |
هذا الجزء من حديث الخاتم ينطبق على أى تنظيم، وهو يوضح عجز بدائل أخرى خلاف المركزية يمكن أن تساهم فى تماسك التنظيم. أتفق معك على أن المركزية الديمقراطية بها كثير من العيوب ولكن، هل لديك أطروحة بديلة متكاملة يمكن أن تخرج الناس من هنات المركزية الديمقراطية؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نقد هل سيخلف نقد؟ (Re: محمد النذير الوراق)
|
الاخ البراق اليك والقارىء نقد المرحوم الخاتم كاملا حول المركزية الديمقراطية:
Quote: المركزية الديمقراطية ...داء الحزب العضال : العوامل التى عددناها ، والتى اعاقت نمو الحزب ، ذات طابع خارجى ، برانى . اى انها تختص اساسا بعلاقة الحزب بالمجتمع ، او الطبقات او الفئات المختلفة . ولكن ثمة عقبة ذاتية ، داخل الحزب الشيوعى ذاته ، تعيق نموه وتحبط تطوّره . وهى تتمثل فى المبدأ التنظيمى الذى يحكم حياته الداخلية والمسمى - المركزية الديمقراطية -..فسيادة هذا المبدأ التنظيمى هى المسؤولة عن عقم حياة الحزب الداخلية ، وضيقه بالرأى ، وتبرمه باستقلال الفرد ونمو شخصيته المستقلة ، وتوخيه للطاعة المطلقة فى كوادره واعتبارها شرطا اساسيا للترقى الحزبى . وهى المسؤولة عن ظهور الشيخوخة المبكرة فى هيئات الحزب القيادية. وعلى كثرة ما قيل فى هذا المبدأ من مدائح ، وما دبج فى الدفاع عنه من مقالات وكتب ، فان الحجج التى تسنده لا تخرج عن اثنين: ١- ضمان وحدة الحزب والوقوف فى وجه اية محاولات تكتلية وسحقها فى مهدها . ٢- اقامة نظام طاعة حديدى يزعم انه يرتفع بفعالية الحزب الى الدرجة القسوى. واذا افترضنا ان مبدأ المركزية الديمقراطية يؤدى بالفعل الى تحقيق هذين الهدفين، فانه يحققهما فى راينا ، بثمن فادح يملى علينا الاقلاع عن تبنى هذا المبدأ . ولو سلمنا جدلا بان المركزية المطلقة كان لها ما يبررها فى بداية القرن فى بلد مثل روسيا ، فانها حاليا قد فقدت اى مبرر تاريخى. ويبدو لنا ان الذى فكر فى الجمع بين المركزية والديمقراطية قد اتخذ الاولى كنقطة انطلاق واضاف اليها الثانية كمسوغ لقبولها ليس غير . وذلك لسبب بسيط وهو ان الديمقراطية تحتوى على مركزيتها الخاصة . فخضوع الاقلية لرأى الاغلبية مبدأ ديمقراطى معروف ، يضمن وحدة المنظمة المعنية ويجسد ارادتها . يضاف اليه مبدأ التمثيل الذى يؤدى نفس المهمة على المستويات الاعلى فالاعلى . وتكمل البناء الديمقراطى وترتقى بالفعالية الحزبية ، مبادىء اخرى صاغتها الافكار السياسية عبر القرون. مثل التوزيع الافقى للسلطة الحزبية، التخصص ، الاعتبارات الفئوية والجغرافية ، العرقية والقومية، المؤتمرات المنتظمة الصحافة الحزبية ..الخ . وبما تشيعه الديمقراطية الحزبية من رضى عام وسط الحزب وهيئاته ، فانها ترفع فعاليته الى الحد الاقصى . وهكذا فان وحدة الحزب وفعاليته يمكن ضمانها باعتماد الديمقراطية وحدها كمبدأ تنظيمى. ان ممارسات الاحزاب الشيوعية تشهد ان الديمقراطية قد تمت التضحية بها على الدوام لصالح مخدومتها المبجلة : المركزية المطلقة . فعلى مستوى الحزب ، صارت القيادات العليا تفرض هيمنتها الكلية على كل عضويتها وتحتفظ لنفسها بسلطات تظل تتسع باستمرار، وتتطور فى اثناء ذلك آليات تنظيمية تسحق كل نزعة مستقلة. وعلى مستوى الطبقة العاملة، وبفضل نفس المبدأ ، تحولت المؤسسات التى انشاتها لخدمتها الى مؤسسات سيدة ، ومتعالية عليها . وعلى مستوى المجتمع ككل ، صارت السياسات البيروقراطية متنزلة من سماوات السلطة اوامر الهية لا تقبل الاخذ او الرد. ان المركزية الديمقراطية هى مبدا الحماية المطلقة للقيادة فى مواجهة قاعدتها . فعندما تصل القيادة الى مراكزها السماوية عن طريق اليات المركزية الديمقراطية فان شيئا اقل من زلزال لن يزيحها من اماكنها . هذا مع الاعتبار الكافى لكون ممثليها كافراد يمكن ان يزيحوا عن طريق الموت او العجز الكلى ، او التآمر. أن النغمة السائدة حاليا هي إرجاع كل الشرور العظيمة و الجرائم المرعبة التي أرتكبت اثناء عقود التجربة الإشتراكية التي سقطت، إرجاعها إلى الستالينية دون توضيح حقيقة أن الستالينية نفسها هي الإبنة الشرعية للمركزية الديمقراطية. عن طريق مبدأ الطغيان القيادي هذا، صعد جوزيف ستالين إلى سكرتارية اللجنة المركزية. لم يكن في مقدور مؤسس الحزب نفسه، فلاديمير إليتش لينين أن يزيحه من موقعه ذاك رغم محاولاته المستميتة و(تآمره) مع مجموعة تروتسكي، و تحضيره لقضية شيوعي جورجيا الذين إضطهدهم ستالين، لتفجيرها داخل المؤتمر، لم يفلح في ذلك لأنه كان بسبب المرض قد فقد السلطة الحزبية، و عندما حدث ذلك فأن العبقرية السياسية و النفوذ المعنوي الهائل لم تعد تجدي فتيلا. و هذا اسطع مثال على أن المركزية الديمقراطية هي مبدأ الحماية المطلقة للقيادة في مواجهة قاعدتها بالذات.
وحتى لا نتهم بالتحامل على المركزية الديمقراطية ، دعونا ناخذها فى صورتها المثالية ، ونفترض ان التنظيم القائم على اساسها قد طبق تطبيقا كاملا .فهيئاته من القاعدة الى القمة منتخبة ، ويسود فيها مبدأ خضوع الاقلية لرأى الاغلبية ، وتخضع الهيئات الدنيا للعليا ، وتعقد مؤتمرات الحزب بصورة منتظمة ، وتقرر برامجه ولوائحه فى هذه المؤتمرات ، وتصدر مجلاته الداخلية تحمل آراء مختلفة ومتصارعة لاعضائه ، وتصدر مجلاته وصحفه الجماهيرية لتحمل تصوراته الموحدة الى الشعب. هل ينتفى حينها طغيان القيادة واستئثارها بصلاحيات شبه مطلقة؟ اعتقد ان الاجابة بالنفى . وذلك لسبب محدد هو ان اجراءات انتخاب اللجنة المركزية ، وكل الهيئات القيادية التابعة لها هى اجراءات غير ديمقراطية. فاللجنة المركزية السابقة ، او مكتبها السياسى بالاحرى ، هى التى تقدم قائمة الترشيحات الى اللجنة المركزية الجديدة. وما دامت هذه القائمة هى القائمة الوحيدة فانها ستفوز فى جميع الحالات . وفى ضوء القانون اللائحى الذى يمنع التكتل والاتصالات الجانبية، فانه من المستحيل عمليا تبلور اية مجموعة ، بمعزل عن المجموعة القائدة ، تستطيع ان تقدم قائمة بديلة. ويبقى من حق الافراد اذا احتملوا الهمهمات الساخرة والنظرات القاسية ، ان يتقدموا بترشيحات فردية ، حظها من النجاح يكاد يكون صفرا. ولكن حتى اذا فازت فانها لا تؤثر على تركيبة القيادة . ولا يبقى امام المعارضين للترشيحات الجديدة سوى الامتناع عن التصويت وهو حق العاجز، الذى لا يقدم ولا يؤخر، وبمجرد انتخاب اللجنة المركزية فان هيئات الحزب القيادية كلها يكون امرها قد حسم . واللجنة المركزية ، والمكتب السياسى، والهيئات المحيطة بهما ، هى التى تحدد سياسات الحزب ، ومواقفه العملية ، وهى التى تحكمه حكما صارما. ويتم التركيز دائما على ان اجازة البرنامج السياسى هى الامر الاهم . وان العضوية عندما تجيز ذلك البرنامج فانما ترسم للقيادة اتجاهها ، وتحدد لها دورها . وهذا صحيح نظريا . ولكن عمومية البرنامج نفسه ، تسمح بسياسات وتفسيرات متعددة، وربما متناقضة. ولذلك لا يمكن الاحتجاج به . وما يقال عن الوحدة حول البرنامج ، يقال لصحة اكبر حول وحدة الايديولوجية . وعندما تستند القيادة الى مبدأ خضوع الهيئات الدنيا الى الهيئات العليا فانها ستتمكن من فرض رأيها على مجموع الحزب حتى اذا كانت كل الهيئات الدنيا تعارض هذا الرأى . واذا كان هذا المبدأ هاما لفعالية اى تنظيم سياسى فان الضمانات الكفيلة بعدم طغيان القيادة لم توضع مطلقا. وغالبا ما لا تخضع الوثائق التى يخرج بها المؤتمر لحوار جدى قبل المؤتمر او اثناء انعقاده. فوثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية على سبيل المثال تمت قراءتها على الاعضاء اثناء المؤتمر الرابع ، وهى كتاب . وتمت تعبئة الحزب حولها بعد انفضاض المؤتمر واستمرت التعبئة لاكثر من عام. نخلص الى ان الحزب القائم على المركزية الديمقراطية كما اثبتت تجارب الاحزاب الشيوعية دون استثناء، هو حزب غير ديمقراطى . واذا كانت ثمة ديمقراطية داخله ، فهى من نصيب القيادة وحدها ، فى حين تتجه المركزية الى اخضاع القاعدة وتأديب المارقين. ان المبادرة فى مثل هذا الحزب تأتى دوما من القيادة وحدها . ويصبح التلقى والتنفيذ هو القدر الذى لا مفر منه بالنسبة للقاعدة. فالمركزية المطلقة هى الاداة الفعالة لخلق قاعدة سلبية ، عديمة الارادة ، مغتربة داخل حزبها الذى جاء ليجتث الاغتراب من المجتمع ، وممزقة لا تدرى ماذا تفعل - ولا نعدو الحق اذا قلنا ان العلاقة بين القيادة والقاعدة دائما مأزومة ومريضة. فالقيادة دائما تنزل رؤيتها فى شكل توجيهات ، وتتوقع من القاعدة ان ترفع لها الشواهد والبراهين التى تؤكد لها صحّة تلك التوجيهات وتقمع وتحجب ما عداها . وان القاعدة تنتظر راى -الحزب - فى كل صغيرة وكبيرة ، معتقدة ان الحزب هو هيئاته القيادية. وبين هذه وتلك ، يوجد الجهاز الحزبى المتخصص فى تنزيل التوجيهات ورفع التأكيدات. وبالتدريج ، وبفعل هذه الالية ، وبفعل الدوافع والنوازع الانسانية ، البالغة التعقيد ، وبفعل تأثيرات السلطة الحزبية ، او السلطات السياسية اذا وجدت ، يتحول رأى الحزب وتوجيهاته الى اوامر اتوقراطية غير قابلة للمراجعة. وتتحول تاكيدات القاعدة الى مديح وثناء وتأليه وعبادة . فعبادة الفرد ليست سوى عبادة القيادة. وليست سوى الثمرة السامة للمركزية الديمقراطية. واذا كانت تخلق على مستوى القيادة ، طغاة قساة القلوب، مثل ستالين وشاوشيسكو، او تسمح لهم بالصعود ، فانها على مستوى القواعد تخلق جيشا كاملا من المداحين، والكذابين ، وماسحى الجوخ والمزيفين والمزيفين والمزيفين. وهؤلاء هم الذين سيحتلون تدريجيا اهم الوظائف الحزبية ، ويفرضون سيطرتهم الكاملة على جهازالحزب ، ويسخرونه فى عمليات القمع القاسية ، وعمليات الافتراء الخبيثة والتى يوجهونها ضد اشرف وانظف العناصر الحزبية هذه العناصر التى تستفزهم استفزازا لا يحتمل بمحض نبلها واستقامتها وصدقها واستماتتها فى الدفاع عن القضية النبيلة التى انشأ الحزب اساسا من اجلها. وهنا يصبح الحزب مريضا مرضا لا شفاء منه ، مغتربا عن ذاته ، وعن رسالته ، وعن مجتمعه. وبدلا عن ان يكون منفذا للمجتمع يتحول الى خطر ماحق يتهدده . انه يغرق بالكامل فى مرحلة انحطاطه ولن يشفى الا باستئصال تام لاورامه الخبيثة. ويمكن للحزب ان يقاوم هذه الاتجاهات التى اشرنا اليها ، من جهة التعبير عن نفسها بالكامل ، ما دام فى صفوف المعارضة، ولكنه لا يستطيع مقاومتها مطلقا اذا استولى على السلطة . وتجربة الاحزاب الشيوعية فيما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكى خير شاهد على ذلك . فالظاهرة الستالينية هى القاعدة وليست الاستثناء فى جميع هذه التجارب. وبانتقال الحزب الى السلطة ينتقل مبدا المركزية ليشمل المجتمع ككل . وتنتقل ظواهرها السالبة من حيزها الحزبى المحدود الى الحيز الوطنى العام . كما انها تصبح اكثر تفاقما وعمقا وعقما ايضا. ان منع تكوين الاقلية ، ومأساة الرأى الاخر ،ومصادرة الديمقراطية ، وانشاء بنية سايكولوجية متينة لدى عضو الحزب تخشى الاختلاف والاستقلال والتميّز خشيتها للمرض ، هى ظواهر كفيلة باحباط وسحق تطور اى حزب او منظمة . ولا غرو ، فذلك يمثل الالغاء العملى لفاعلية قانون التناقض الماركسى والذى هو القوّة الدافعة لكل تطوّر. فهذا القانون القائم على وحدة وصراع الاضداد قد ابطل فعله داخل الحزب بالتركيز وحيد الجانب - المرضى احيانا - على الوحدة على حساب الصراع. وانه لمن المفارقات الاليمة فى تاريخ الفكر السياسى والتنظيمى ان يبادر الداعون الى نظرية ما ، والمؤمنون بصحّتها وصوابها ، الى الغاء جوهرها حينما يشرعون فى تطبيقها . خاصة وان تلك النظرية تصر على وحدة الفكر والتطبيق، وتعتقد ان حقيقتها لا تتكشّف الاّ فى وحدتها . للاسف الشديد فان هذا هو بالضبط ما حدث بل ان اكثر ما يثير القيادات الحزبية ويفجّر غضبها هو القدح فى مبدأالمركزية الديمقراطية الذى ادى الى كل هذه النتائج السالبة . ولا يحدث هذا الا لان هذا المبدأ يتعلق بالسلطة الحزبية وبحماية المواقع القيادية. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نقد هل سيخلف نقد؟ (Re: محمد النذير الوراق)
|
الأخ طلعت المركزية الديمقراطية يمكن أن تجد من ينتقدها فى كتاب كامل، والمرحوم الخاتم كانت له من الإمكانيات ما يجعله ينجح فى إدارة تنظيمه بدون المركزية الديمقراطية، وأن يجترح وينظّر لوسائل بديلة للحفاظ على حزبه ولكن للأسف تنظيم حق أيضاً أصابته لعنة الإنقسامات المتعددة بسبب حدة الإختلاف فى الرأى بين الخصوم داخله. ليس هنا للنقاش حول هذا، ومساهمة الأستاذ والمفكر الخاتم حول الموضوع تشمل العديد من الملاحظات الدقيقة، ولكن يظل البديل الناجح هو مأربنا، ونقد فكرة ما، إذا لم يرتبط ببديل يصبح نقداً ناقصاًً، ودونك الديمقراطية التى تنتقد كل يوم بسبب عجزها فى كثير من الاحيان عن تلبية الكثير من متطلبات المجتمعات، فهى ليست عصا موسى ولكنها أفضل البدائل، ونفس الأمر ينطبق على المركزية الديمقراطية داخل الحزب الشيوعى. ملاحظة أخيرة: هناك العديد من الأحزاب السودانية مشكلتها الرئيسة فى إدارة القضايا هى ديمقراطيتها الشاملة، التى تجعل منها أشبه بملعب وسط حى شعبى، يدخله ويخرج منه كل الناس وبشتى الأصناف دون أن ينقصوا أو يزيدوا من مساحته أو شكله... البراق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نقد هل سيخلف نقد؟ (Re: محمد النذير الوراق)
|
عزيزى البراق تحياتى دعنا نقتنع اولا بعدم جدوى المركزية الديمقراطية ثم بعد ذلك ناتى لانقسامات حركة حق . انقسامات حركة حق لا تعزى الى توفر الديمقراطية اطلاقا فى الحركة وقد كتبت ورقة كاملة حول تجربة حق اسعى الى تقديمها فى مؤتمر الحركة القادم بعد التوحيد انشاء الله. الافكار الاساسية لتلك الورقة قمت بمناقشتها فى هذا المنبر وهى تتعلق بالموروث الثقافى الوصائى الابوى فى المجتمع السودانى وعدم الالتزام بكلمتين اساسيتين هما الشفافية والمؤسسية. وهى كلمات انتشرت ويلوكها الناس ولكن العديد من هؤلاء لا يستوعبون معناها ودلائلها العميقة فى التفكير والسلوك. نحن نعلم ان هناك من يروج لمفهوم مفاده ان قيام تنظيم حق على الديمقراطية هو المسؤول عما حدث للحركة، هذا الكلام يقال ولكن بشكل غير مباشر لان من يقوله لا يمتلك الشجاعة على المباشرة لضعف الحجة، ولكن اذا عرف السبب بطل العجب والسبب هو حرص من يتفوه بذلك على الابقاء على الاشكال التنظيمية البائدة فى السودان والدفاع عنها مثل المركزية الديمقراطية وغيرها اذ لا يزال البعض يعتقد ان الحفاظ على وحدة اية اتنظيم سياسى لا تتم الاّ بفرض شكل من اشكال الوصاية سواء اكانت ايديولوجية مثل المركزية او دينية مثل الجمع بين القيادتين الدينية والسياسية كما فى الاحزاب الطائفية.. لا اتفق معك يا اخ البراق فى ان هناك تنظيم سودانى واحد قائم الان (من التنظيمات القديمة القائمة قبل انقلاب الجبهة الاسلامية) ، قائم على الديمقراطية . اعطينى مثال لتنظيم واحد!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|