محجوب السودان (حنبنيهو) د.عبدالعزيز بن جار الله الجار الله شعراء اليوميات لهم مذاق خاص لأنهم يغوصون في التفاصيل الدقيقة ويسجلون الحالات اليومية. ودائماً تكون مشاعرهم صادقة وتجسد واقع الحال. هذا الأسبوع أجرت محطة العربية الفضائية لقاء مع الشاعر السوداني محجوب شريف, الذي ارتبط شعره بالقصائد الغنائية الوطنية وصياغتها خليطا ما بين اللغة العربية والسودانية المحكية القريبة للفصيح ويطعمها باللهجة السودانية ذات الرمزية المحلية كتعبير سياسي ووطني .. وكما يقال كان متورطاً بالهم السياسي منذ نعومة أظفاره .. هذا (النيلي) والإفريقي الشرقي نسبة إلى مشرق إفريقيا والمسكون بالعروبة وروح النضال كان يطرب الآخرين من خلف السجن وقد تعاقبه الحكومات في تلك الفترة على إيذائه وسجنه وغربته داخل وطنه .. عندما طلب منه مذيع محطة "العربية" أن يلقي قصيدة اختار قصيدة (حنبنيهو يوماتي) واعتقدت حينها أنه لا المذيع ولا المشاهد غير السوداني يصل إلى أبعاد هذه القصيدة أو يستوعبها إذا أغرق الشاعر القصيدة بالمحلية لكن إلقاء الشاعر محجوب فسر لنا بعض كلماتها فعندما كنت أسمعها بصوت وردي لم أفهم: يوماتي، حدادي، مدادي، ما بنبنيهو، فرادي، بالفيهو، بيهو.
لم أدرك جمال الكلمة رغم عذوبة صوت محمد وردي والإيقاع السوداني لكن لمست إحساس الشاعر وهو ينثر أحزانه على الفضائيات العربية للوطن العربي الكبير وهو يحلم ببناء وطنه السودان المهدد من الأمم المتحدة والأطلسي والحروب الداخلية والثالوث القاتل: الجهل والفقر والمرض. قصيدة (حنبنيهو) وإن كانت مباشرة في خطابها وعباراتها إلا أن مذاقها عذب ورقيق في مناجاة الأوطان ودفء المشاعر تجاه الأرض والإنسان.
والوطن العربي يحتاج إلى بناة معماريين لإعادة هندسة الأوطان لتتساوى مع المجتمعات الصناعية والمتحضرة ودول الإنتاج بدلاً من الإغراق في قضايا محلية لا تقود إلا إلى التخلف والتبعية للآخر. والقصيدة كتبتها كما جاءت بصوت الشاعر لفظاً وإحساساً وبالطريقة السودانية في كتابة القصائد الشعبية:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة