|
حيـوان منـوى
|
سـافر..
عشـرات الأميال.. لا زاد لا ماء لا كسـاء.
وقـد أتعبه الترحال، وهـد سـاعده التجديف فى النهـر اللا متناهى..
حل بأرض بيوضـة، أوته، وأطعمته، وسهرت على صحته، ووفرت له كل الحمايـة من عاديات الزمن من حر وبرد وإرتطام بأجسـام قوية وصلبـة., ولما لم تجد ما تقدمه له، أطعمته كيانها ووجودهـا وفنيت فيه.. حتى قوى عوده، وصار قادرا على مواصلـة رحلته، فودعته.
ولما خرج من دارهـا، لم يقدر على السيـر فى الأرض الغريبـة، فظهرت له من جديد، وقالت له أنا أمك الأن، فلا تخف.. وقدمت له ثديين ليرضعمها ويطعم ويشبـع لبنـا.. حتى قوى عوده، وصار قادرا على مواصلـة رحلته مـرة أخـرى.
فودعته مـرة ثانيـة..
ولكنه أيضـا لم يقدر المسيـر طويلاً، كأنما محكوم عليه الإرتداد الى هـذا الكيان المبهم، والعماء المطلق المستعصى على السبـر والإحاطـة، فعاد اليها، فاحتضنتـه، وقالت له أنا زوجتك الأن.
فلما سعـد بقربهـا، وشبـع من حضنهـا كزوجـة، و رعايتها كأم، وحضنهـا القديم، وتوهم أنه شيئـا مـا..
تنحى جانبـا، وقال:
البويضـة كعبـة، ولها سلبيـات كثيـرة.
الشيـخ فرح ود تكتوك ســألوه: جنسك شنـو؟ قال جنسى المنى.. لولا قـدرة الغنى، عفنـا ما بندنى.
|
|
|
|
|
|