|
هل هناك دعاية سوداء منظمة في بعض أجهزتنا الإعلامية ؟
|
عزالدين للدعاي قيرتور كُتب في: 2008-12-14 [email protected]
عزيزي القارئ أعود مرة إلى ما تحدثنا عنه في مقال الأمس ، فمقال الأمس دافعت فيه عما أراه راياً لم يرد تلفزيوننا القومي إتاحة الفرصة له وإلا كان في الأستوديو متخصصون يتحدثون عن الشخصية السودانية أو على الأقل يفتح باب الحوار لما يطرح. لكن يبدو أن العقلية القديمة الراسخة في الشوارع الخرطومية دخلت إستوديو البث المباشر خاصة والمعتمد الهمام الفاتح عزالدين يقوم بتشخيص الداء العضال في إنسان كل من ولايات الجنوب (العشرة) وولايات دارفور (الثلاثة) والوسط (الثلاثة).. وسعادة معتمد أمدرمان قال بأن إنسان الجنوب لا يعمل وهنا أستغرب لماذا غشنا وخدعنا بعض علمائنا الأجلاء عندما كتبوا عن وجود قبائل تمارس الزراعة في الجنوب... أو أن الزراعة عند الفاتح عز الدين ليست عملاًً. ونفس الصفة الصقها سعادة المعتمد الذي يسبق اسمه بلقب (الدكتور) دائماً ولا أعرف هل يحمل شهادة الدكتوراة في إحدى التخصصات أم أنه طبيب كما تعودنا في السودان منادات الاطباء بالدكتور فبرز ونبغ حتى رأت قيادتنا بأنه أحق بمعتمدية امدرمان... المهم لقد قال سعادته بأن إنسان الوسط لا يعمل وأنا استغرب جداً فقد تجولت في كل من سنار ومدني والمناقل والكاملين ومن رايتهم وعرفتهم وجدتهم يعملون بكد وجد ، ولن أحدثكم عن مشروع الجزيرة فيبدو أن سعادة المعتمد يحمل فكر حزبه كاملاً فتحدث بإعتبار ما كان. وأما عن أهل دارفور الذين قال عنهم المعتمد بأن الرجل لا يعمل فلا استطيع الدفاع عنهم فقد يكون المعتمد أكثر علماً ودراية بهم أكثر مما اعلم فليس المتخصص مثل المتطلع فانا لم أعشِ في دارفور من قبل حتى اترافع عنهم بـ(عِلم) وفير... لكن اصابني بحيرة ما بعدها حيرة كيف تكون دارفور أكبر إقليم به ثروة حيوانية بالسودان ورجاله لا يعملون؟ أيعتبر السيد المعتمد الإعتناء بالثروة الحيوانية التي تدخل ثمنها الخزينة المركزية نوعاً من الترف ؟ وعفواً فقد ذهبت بعيداً ولم اتناول ماذا اقصد بعقلية الشارع القديمة التي دخلت التلفزيون التي يحمل لقب (القومي)... إنها عقلية الألقاب الموجودة في نفوس أمثال الفاتح عزالدين... وهذه الألقاب هي: ود البلد - حلبي - عب. وود البلد سادتي هم أمثال الفاتح عز الدين وتلفزيون السودان فلهم الحق في إلصاق اي الصفات القبيحة بكل من (الحلب) ـ الحلب طبعاً جمع حلبي يطلقه السوداني على كل من كان لونه يميل إلى البياض وهو لقب لا يرضاه هؤلاء لأنه يحمل تحقيراً بهم- والعبيد.. والعبيد برضو مفردها (عب) في العامية السودانية... إن الدكتور الفاتح عزالدين ليس جاهلاً بما يتفوه به خاصة وهو يتحدث في جهاز خطير جداً هو التلفزيون يستطيع الأعمى سماعه كما يستطيع المبصر نفس الشئ. ومقارنة بما كتبته إحدى الصحف قبل اشهر مضت عن إحدى القبائل التي ثارت في ولاية القضارف عندما قيل بأن تلك القبيلة ليست سودانية ، أيكون تلفزيون السودان قد روج لدعاية سوداء عن كسل دون دليل ليس ضد قبيلة واحدة فقط بل ضد كل القبائل التي تقطن وسط السودان وجنوبه وفي دارفور؟. إن السيد الدكتور الفاتح عز الدين ينفع أن يكون مديراً لشركة دعاية وإعلان تستطيع إشانة سمعة اي جهة مهما كانت معقدة التشكيل.
|
|
|
|
|
|