|
Re: في أربعينيته الشاعر الراحل مولانا الطيب العباسي ..روحه ما بين أرواح الزهور !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الشاعر الراحل مولانا الطيب العباسي ..روحه ما بين أرواح الزهور !!
كلما قرأت إحدى قصائد الشاعر الفذ الراحل المقيم الطيب العباسي أستعيد ذكريات بعض الأمسيات التي كان يروي لنا فيها قصة ومناسبة كل قصيدة نتناولها..والحقيقة أن الشاعر الكبير كان يفتح شوارع وأزقة نحو القصيدة ككيان ليسهل الدخول منها وإليها، لكن يصعب الخروج منها. فالشهية للإستماع إليه تسرق الذاكرة ، وتجبرها على الالتصاق بالنص الذي كان يلقي. وباحترافية كبيرة، وأسلوب شاعري جميل ، ينتقل بنا خلسة عبر أحداث شهد تها القصائد لا من واقعها أنشأت القصائد مع استحضار لشخصيات وشخوص مناسباتها ، يرسم لنا الصور لتساعد على التخيل ، إلى أيام اخترقت جسد الشاعر ، وكان له الحسم في تكوينه الشاعري ، فرحل عنا ليرتمي مستسلما في أحضان الشعر للمرة الأخيرة وهل يغادر الدنيا إلى مثواه الأخير ،ما كان أن يلتفت إلى الوراء إلا حين يجتر الذكريات .. منذ أن نشب وحتى ساخ خلق ليتيه منذ ذلك اليوم ، وسط غابة من القصائد الجميلة. أوكان شاعراً يهمس بالكلمة همساً، ويخاطب الروح والذوق، ويستمد سلطته من إبداعه الصموت، وتأملاته، أو من السكسنة التي كان يجدها في محلده في " الجيلي " في "قصائده تحس أنك تتجول في روضِ مليء بالقرنفل والخيزران، يعطي مساحة هامة لقصيدته في استغلاله للفضاء البصري فيصور الحالة التي يراها كمشهد في نوتة موسيقية هي خياله وذاكرته كتابة وبالخط اليدوي، عندمت كان قاضياً للمحكمة العليا بالمديريات الجنوبية الثلاث كان يقول هنا عشقت نبات الخيزران والقرنفلات، لميله إلى استغلال شاعرية المكان، بعد أن استنفد الشعرُ سحر الإلقاء وهذا ما كنا نحسه.[/B]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في أربعينيته الشاعر الراحل مولانا الطيب العباسي ..روحه ما بين أرواح الزهور !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
سأحكي قصتي مع هذا الرجل العظيم
حوار أجريته سابقاً مع الراحل المقيم..
وروح ماكنت لأتعرف عليها لولا الشاعر الأستاذ كامل عبد الماجد..
جاءني في صحيفة (السوداني) التي كنت أعمل بها قبل صحيفتي الحالية (الأخبار) بصحبة كامل
كان رجلاً ودوداً بحق.. سأروي القصة ... للتأريخ..
وسيكون حواري معه هنا قريباً..
له الرحمة بقدر ما أعطي شعبه وامته..
لم أجد بعد أن أضعت هاتفي ما أعزي به أبنائه ومعارفه وأصدقائه...
أرجو أن يقبلوا عزائي المتأخر هذا
وسنكون حضوراً بأمر الله في الاربعينية...
غلامابي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في أربعينيته الشاعر الراحل مولانا الطيب العباسي ..روحه ما بين أرواح الزهور !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
Quote: شاعر (فتاتي) الطيب العباسي في حواره مع (السوداني)أنا برىء من تزوير ديوان والدي
أجراه: محمد غلامابي
لم يمنعه كونه قاضياً في قيادة مظاهرة ضد الحكم العسكري النوفمبري عندما كان قاضياً مقيماً بمدينة كوستي، مانحاً بذلك المثال في الالتزام الواعي والصارم لحق شعبه في الحرية والانعتاق، لكنه بالمقابل كان شخصاً رقيق الوجدان، عالي الحس.. كتب قصيدته ذائعة الصيت (ذات الفراء ـ أو فتاتي) التي تغنى بها الفنان الطيب عبد الله في فتاة قبطية رآها بالقاهرة في لحظة فارغة وهو يرد الاساءة بنص غاية في الروعة والجمال، نقدِّمه إليكم في هذا الحوار.. الشاعر الطيب محمد سعيد العباسي. سألته هل الشعر يورّث؟ فرد: الي حد ما يمكن أ ن تقول ذلك، فقد سلكت طريق الوالد رغم ان كثيراً من أشقائي يكتبون الشعر كأخي ضياء الدين، ومحمد شريف، وهما مميزان في كتابة الشعر، أما بقية إخواني وهم كثر لم يرثوا شيئاً، وبالمناسبة فإنني متابع لكتابات إبني أسعد، وهو كاتب مجيد دون أن تكون شهادتي فيه مجروحة. الأستاذ كامل عبد الماجد يضيف : الشعر في وجدان وروح الأستاذ العباسي اباً عن جد، فوالده هو الشاعر الضخم محمد سعيد بن الاستاذ محمد شريف نور الدائم الشاعر الصوفي، وأستاذ الامام محمد أحمد المهدي. ماذا تبقي في الذاكرة من حياة الوالد؟ وجدت في مكتبة الوالد أمهات الكتب العربية في الشعر والادب والتأريخ، وقد غرس فينا حب القراءة والتعلم، وكان والدي عليه الرحمة معروفاً بحبه لمصر وكراهيته للإنجليز، لهذا بعد إكمال تعليمي الابتدائي أرسلني الي القاهرة وبها تلقيت تعليمي الثانوي بحلوان الثانوية، ثم درست الحقوق بجامعة القاهرة، ووالدي كان مهاب الشخصية، نخشي الجلوس معه الا بأدب جم وإحترام عميق، بل إن إخوتي كانوا يجلسون أمامه علي الارض، لشخصيته ومكانته فهو خليفة والده الاستاذ محمد شريف أستاذ المهدي الكبير، وقد قويت صلتي به وأنا قاضٍ مقيم بمروي عندما زارني هناك في العام 1960م، وأستمع الي بعض أشعاري خاصة قصيدتي التي كتبتها في حلوان، وانا طالب في الثانوية والتي يقول مطلعها: دمع كمنهل الغيوث الهامية ** أخلي فؤادي من دماء فواديه وعندما وصلت البيت: فأستقبلتني كما يستقبل ** الاعراب في البيداء صوب الغادية قال لي (انا ماكنت بقدر أقول زي شعرك في السن دي). علي ذكر الوالد فقد إتهمك الدكتور أحمد عبد الله سامي في كتابه(الشاعر السوداني محمد سعيد العباسي) بأنك خالفت الامانة الفكرية، عندما قمت بإعادة طباعة ديوان والدك في العام 1961م، وذلك بتعديل بعض العناوين، وحذف بعض الابيات ماردك؟ أقول ولذات الامانة التأريخية التي قال بها د. أحمد أنني عندما عدت من مصر تركت شأن الديوان لابن عمي مصطفي عبد الله، وقد قامت الرقابة المصرية التي كانت تعادي الملكية آنذاك بحذف تلك الابيات، وعدلت في عناوين بعض القصائد التي ورد فيها ذكر الملك فاروق، كما في قصيدة (آمال السودان في مليك الوادي) وعدلتها الي (ذكريات)، فهل تري لي يد في ذلك؟! هل إستحقت مليط الشعر الذي كتبه فيها الوالد؟ انا لم ارَ مليط، ولكن في إعتقادي انها تستحق ذلك وبجدارة ومطلعها غاية في الروعة حياك مليط صوب العارض الغادي ** وجاد واديك ذا الجنات من وادي قلت انك لم تر مليط، اين عشت طفولتك؟ أنا ولدت بقرية جدي الشيخ أحمد الطيب (أمّرحي)، ونشأت في كنف جدتي لأمي (بلتنا بت أمحمد ود عمر)، وفي الجيلي شمال الخرطوم حفظت أجزاء من القرءان، بخلوة عمي الشيخ محي الدين ود أبو قرين، ثم الكتاب قضيتها بين الجيلي والخرطوم، والابتدائي وقتها بالكلية الاهلية بالخرطوم. سيرتك تقول أنك طفت جميع جهات السودان تعمل في القضاء؟ أنا عدت الي السودان في العام1953م، وكان خريجو الحقوق بمصر يخضعون الي إمتحان معادلة قبل ممارسة المحاماة، فعملت بالتدريس أولاً ثم مديراً لمكتب الشيخ علي عبد الرحمن عندما كان وزيراً للعدل، وفي هذه الفترة قرأت المقررات القانونية وهي سبعة كتب إنجليزية ضخمة، ثم إجتزت بعد ذلك إمتحانات المعاينة، وعملت بعدها بمكتب رشيد نايل المحامي كمتدرب، ثم التحقت بالقضاء في ياناير من العام 1957م، ثم تدرجت في السلك القضائي، حتي وصلت الي قاضي محكمة عليا، بعدها هاجرت الي الامارات وعملت في وظيفة مستشار قانوني بأبوظبي، ثم مستشاراً قانونياً للمجلس الاستشاري الوطني، وقضيت بأبوظبي (17) عاماً ثم عدت الي السودان في العام1996م. هل الوطن كان حاضراً بالقاهرة؟ وبشدة، فعندما كنا طلاباً في الثانوي بحلوان كان عدد السودانيين حوالي(40) كان من بينهم الصديق شيخ صادق عبد الله عبد الماجد، والاستاذ محمد زيادة محمد المحامي، وآخرون لا تسعفني بهم الذاكرة الآن، شاركنا في كل المظاهرات ضد الانجليز، وقد أعتقل البوليس الكثيرين، وقضينا أسابيع في السجون، وعندما الغي النحاس باشا سنة 1951م اتفاقية عام 1936، نشب صراع عنيف بين الشعب المصري وجنود الانجليز، وكنت وقتها طالباً في كلية الحقوق، فكتبت قصيدتي (أخي في شمال الوادي)، أذيعت في إذاعة ركن السودان، يقول مطلعها: أخي في مصر فتاة الكفاح ** وام الحضارة بين الامم إذا ما طوتك غيوم الزمان ** طوتني دياجيرها والظلم *في كوستي قدت مظاهرة ضد عبود؟ الثورة كانت قد إندلعت في كافة أرجاء السودان في العام1964م، وكنت حينها أعمل قاضياً مقيماً بكوستي، وحدث إجتماع ضخم جداً حضره عدد ضخم من الناس، وقاضيان احدهما جزئي، والثاني عامل قضائي، تحدثت في ذلك الاجتماع، وناديت بسقوط النظام، فأنتخبني الجميع رئيساً للجنة القومية لمناهضة النظام. الم تكن تخشي النظام وانت تعمل فيه؟ كنت كغيري من أبناء شعبنا نبحث عن التغيير، ولم أكن اهتم لوظيفتي ولا أضع إعتباراً لمصيري الشخصي، لهذا كتبت في اليوم التالي مذكرة وجهتها الي الحاكم العسكري في كوستي بإسم اللجنة القومية، وقدت المظاهرة من وسط المدينة الي معسكرات الجيش في الطرف الشرقي للمدينة، ونحن نهتف بسقوط نظام عبود. ثم تجولت في كافة أرجاء السودان؟ نعم، عملت في مروي قاضياً مقيماً، وكذلك في جوبا، وفي غرب السودان عملت لفترتين، الاولي قاضياً مقيماً بالابيض عام1961م، والثانية جئت الابيض رئيساً لمحكمة إستئناف غرب السودان، وغرب السودان كان وقتها يتكون من أربع مديريات هي شمال وجنوب كردفان، وشمال وجنوب دارفور، ثم عملت قاضياً مقيماً أيضاً بمدينة النهود في العام 1962م. كيف تسنّي لقاضٍ كتابة الشعر؟ الشعر موهبة، يهبها الله لمن شاء من عباده، ولايتأتي لكل أديب وعالم بالادب كتابة الشعر، فقد كان عميد الادب العربي طه حسين لايستطيع كتابة الشعر، ولكي يكون الشاعر شاعراً فحلاً عليه تنمية تلك الموهبة بحفظ الكثير من الاشعار من العهد الجاهلي وحتي الشعر الحديث. لكن رغم ذلك لك أكثر من ديوان شعري وعرفت بأغنية(يافتاتي)؟ هذه القصيدة كتبتها وأنا طالب في كلية الحقوق بالقاهرة، ففي ليلة شتوية بميدان الجيزة رأيت تلك الفتاة، وهي ترتدي فراءً أبيض جميلاً، وعلي صدرها الصليب، فقد كانت قبطية، فأرسلت اليها قبلة علي الهواء، فثارت وأرغت وأزبدت قالت لي (إخرص يابربري يا أسود، مد رجليك علي أد لحافك)، فقلت فيها: يافتاتي ما للهوي بلد ** كل قلب في الحب يبترد الي أن يقول الأن السواد يغمرني ** ليس لي فيه يافتاة يد أغريب؟ إن تعلمي فأنا ** لي ديار فيها ولي بلد وقد سميت القصيدة ذات الفراء وسماها الفنان الطيب عبد الله يافتاتي. هل كانت فتاة القاهرة إذن الملهمة في الشعر لاحقاً؟ أنا مقل في الشعر، ولا أقوله الا إذا كانت هناك مناسبة تستدعي وأحس بأنه شعر يستحق أن يقرأه ويسمعه الناس، وأنا شعري لا أكتبه ليتغني به الفنانون لانه في الغالب شعر فصيح، ولهذا لم يتغنَّ لي سوي الطيب عبد الله، والفنان عبد المنعم حسيب بـ(ياظبية الثغر الحبيب). مناسبات كتبت فيها شعراً؟ رثيت والدي العباسي، وزوجتي الاولي سلمي محمد شريف يعقوب التي توفيت في العام 1970م، بقصيدة (فقيدتي) والتي أعتبرها من أعظم القصائد التي قلتها في حياتي، فقد توفيت وهي حبلي في شهرها السابع جئت خصيصاً لأجلها من جوبا لكن كانت يد القدر أسرع. بكائي عليك العمر يا أم أسعدا ولو كان لي رأى لكنت لك الفدا لي منها من الابناء أسماء، أبو الحسن، أسعد، الزبير الذي توفي في العام 2001م، هويدا، العباسي، مجاهد. لكنك تزوجت بعدها؟ زوجتي الثانية نفيسة البشير محمد الشيخ هي بنت عم المرحومة، وصدقني لم أرها، أرسلت الي في جوبا لترعى أبنائي، وأنجبت منها يعقوب، ورندا، وتعيش الاسرتان في علاقات من الود والتصافي الي يومنا هذا. ماذا تعمل الآن؟ أدير مكتباً للمحاماة بأبي حمامة، وأتعاطي الشعر، فبخلاف ديوانيّ (مختارات من شعر العباسي)، و(العباسات) لديّ تحت الطبع (ديوان الطيب العباسي).
| |
|
|
|
|
|
|
| |