|
Re: الحُـــــــــب بين الرُســــــــل والرســـــــــائل (Re: انور الطيب)
|
وقبل أن نذهب بعيدا مع الرسل والرسائل نجد أن مفهوم الحب نفسه مفهوما يُرفع ويُوضع حسب مقام المحب ومما لا أنساه أبدا وأنا طفل صغير أن أحد كبارنا قال قصيدة أو كما يعتقد هو ولا أدري هل الأبيات لصديقنا أم هي منسوبة لشخص آخر ولكنها قصيدة عامية طريفة أذكر منها هذه الأبيات
" يوم لا قيتك جنب البير لابسة عقد من حرير حبيت حمار أبوك الأغبش " ورغم بساطة هذه الكلمات وربما يصنفها البعض خارج الخيمة الشعرية إلا أنها تحمل كثيرا من المعاني والدلالات ، ونلاحظ أن بئية الشاعر موصوفة تماما ولا تحتاج إلى درس إضافي ، فالبئر والحمار شعاران ضروريان للزراعة وللزراعة في المناطق المتاخمة للنيل أو التي تبعد قليلا عنه مما يعني صعوبة الري بالأحواض أو بالطلمبات كما أن الحمار شعار كل الزراعيين في السودان فهو وسيلة طال استخدامها وإساءة استخدامها أيضا وكل من تختلف معه يصفك بألحمار رغم أن هذا الحمار شاهدته بأم عيني يحمل السكارى إلى بيوتهم ولم تغيب عنه الجغرافيا في دهاليز الحلفاية أو أي قرية أخرى كما أن الحبيب هنا تجاوز المحبوب إلى حمار أهل المحبوب مما يدل على صدقه في هذه المحبة كما أن للحمار قيمة لا تضاهيها قيمة عند هذا المحب ، كما أن الحمار الأغبش قد تفسر بأكثر من طريق يا فتي إما أن الغبش لونه الذي تستطيع به تصنيفه ضمن الحمير الريفية الفاخرة أو ربماأنه حمار يهنأ بمكان وسيع في البيت بتمرغ فيه كما يشاء ...... وهذا المحب إلى الآن لم تظهر وسيلته أو رسوله ربما يكون الحمار الأغبش كان رسولا ولكن لا أدري كيف .....
|
|
|
|
|
|