كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: في الإندبندنت البريطانية جوان هاري لأوباما :سيدي الرئيس المنتخب: هذا كان الجزء الأسهل (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
فعلها باراك أوباما وفعلها الأمريكيون ليلقنوا الديمقراطيات الغربية درسا!!
فوز أوباما: أمريكا تجدد شبابها!!
كتب عمر عبدالرزاق من البيبي سي الآتي:
فعلها باراك أوباما وفعلها الأمريكيون ليلقنوا الديمقراطيات الغربية درسا ويفتحوا فصلا جديدا في تاريخ بلادهم. فبعد مئة وخمسة وأربعين عاما من إصدار الرئيس إبراهام لنكولن قرار تحرير العبيد وإلغاء الرق في أمريكا، يصل إلى البيت الأبيض أول رئيس أسود. يتذكر الأمريكيون في هذه الليلة ما قاله الرئيس الأسبق بيل كلينتون " لا يوجد ما هو خطأ في أمريكا لا يمكن إصلاحه بما هو صواب في أمريكا". قبل الانتخابات ورغم استطلاعات الرأي التي كانت تشير إلى تقدم أوباما، كان كثيرون يتخفون من "عنصرية كامنة" يمكن أن تكشف عن وجهها فقط وقت الاقتراع. الأمريكيون أثبتوا خطأ هذه التكهنات وانتخبوا وبغالبية وإقبال غير مسبوقين رئيسهم الرابع والأربعين ليكون أسودا. الأمريكيون أثبتوا أن ديمقراطيتهم لا تزال فتية، تتحول وتتغير وأثبتوا أن إيقاع التغيير والحساب لديهم أسرع كثيرا من بقية الديمقراطيات الغربية. قاد أوباما حملة انتخابية غير مسبوقة، وغير الديمقراطيون والليبراليون استراتيجيتهم التي كان كثيرون يرونها "نخبوية" ونجح في تحريك الأرض تحت أقدام منافسيه الجمهوريين. راهن على التغيير وألهب بخطابه الحماسي مشاعر وعقول فئات كانت تخاصم العمل السياسي. لم يكن أوباما فقط من يسعى لزعامة أمريكا، بل أن النخبة في أمريكا، سواء اعترفت بذلك أم لا، كانت تريد تحولا عن الماضي لصالح أمريكا. أمريكا الشابة تحتاج لقيادة شابة لتثبت جدارتها بقيادة العالم، تمثل ذلك في نقاش قادته مراكز أبحاث مرموقة تحذر من أفول القوة الأعظم ولكي تتجاوز أمريكا أزمتها التي جعلتها في خصومة ثقافية مع عالم تقوده، كان لابد من وجه جديد وخطاب جديد ودماء جديد، وهل يوجد أفضل من شخص مثل أوباما؟ ابن المهاجر الكيني والأمريكية البيضاء، والده مسلم وشقيقته من أب أندونيسي مسلم وهو مسيحي، استاذ القانون ، السيناتور الشاب .. نموذج البوتقة والحلم الأمريكي. الذين صوتوا لأوباما كانوا غاضبين من الجمهوريين وإدارتهم، كانوا خائفين على رفاههم الاقتصادي، بعدما حنقوا على الجمهوريين بسبب حربي العراق وأفغانستان، ليس أدل على ذلك من تدني شعبية بوش إلى 27% يوم الانتخاب.
لا يكتمل الفصل الجديد في تاريخ أمريكا دون الأخذ في الاعتبار ما قاله السيناتور جون ماكين في كلمة التهنئة أو الإقرار بالهزيمة ، ماكين هنأ منافسه " من أجل أمريكا التي نحبها سويا" ولقبه برئيسي المقبل متعهدا بدعمه ومطالبا أنصاره بدعم الرئيس المنتخب. من المؤكد أن الذين صوتوا لأوباما كانوا يحترمون ماكين أيضا، فالرجل له سجله الناصع والمحترم في تبني قضايا الحريات والدفاع عن المهاجرين، حتى في مواجهة إدارة بوش نفسها. أما أوباما فكرر في خطاب انتصاره، اعتداده بالحلم الأمريكي الذي، يجمع في رأيه ولا يفرق، والذي يتسع لفئات المجتمع المختلفة. فوز أوباما في رأي كثيرين ليس سوى بداية المشوار، فأمريكا تحتاج لشخص يطمئنها ويضمد جراحها الاقتصادية ويسحبها من الحروب التي تخوضها في الخارج دون أن يلحق بها عار الهزيمة، وهذه مهمة ليست سهلة، كما أن الانتصار الديمقراطي في مجلس الشيوخ والنواب سيكون موضع توجس من أغلبية مطلقة قد لا تأخذ بعين الاعتبار رأي الأقلية. سيستغرق الامر بعض الوقت لكي تجد الولايات المتحدة تلك الأرضية الوسطى التي تضبط الإيقاع كما تعهد به الرئيس المنتخب دون جنوح ديمقراطي أو ليبرالي كما فعل المحافظون الجدد في إدارتي بوش.
أمريكا اختارت اوباما لتجدد شبابها وستكون تجربتها على المحك.
|
|
|
|
|
|
|
|
|