ضابط الامن يمنع اجراس الحرية عدد الاربعاء من الصدور انتقاما لوقفتها ضد الرقابة ( المواد )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-18-2008, 09:29 PM

ياي جوزيف

تاريخ التسجيل: 09-09-2008
مجموع المشاركات: 274

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضابط الامن يمنع اجراس الحرية عدد الاربعاء من الصدور انتقاما لوقفتها ضد الرقابة ( المواد )

    انظرو كيف اخد كل الجريده

    اخبار كثيرة من الصفحة الاولي و :



    عمود الاستاذ فائز السليك
    تيارات الاستنارة والظلام تتصارع في جامعة الخرطوم

    أذكر أنّه في منتصف التسعينيات كنت أتحدث في ركن نقاش بجامعة الخرطوم، وبعد انتهاء الركن جاءت إلى زميلة يبدو أنها في السنة الأولى بإحدى كليات الجامعة، فأشادت بالخطاب الذي قدمته ساعتها لاسيما وأنّ الخطاب كان مزيجاً من الطرح الفكري، والنقد السياسي الساخر الذي كان طابع الخطابة في الجامعة لكسر رتابة الخطاب الجاد، وحين يأتيك وافد جديد، أو سائل جديد فهو اضافة للرصيد السياسي، ودرجة مهمة من درجات الاستقطاب التنظيمي والتعبئة السياسية نحو الحريات العامة وفي طريق الديمقراطية.
    وقبل أن أكمل زهو الانتصار، قابلتني الطالبة في اليوم التالي وقدمت لي الدعوة لكوب ليمون مثلج، وقلت حانت لحظة الاستقطاب لكن الزميلة فاجأتني قائلة (كلامك حلو بس الكيزان ديل منو؟) وقبل أن أفوق من الدهشة أضافت ( ليه بتشتموهم كدة؟. هم عمل شنو.؟) فكان يوماً طويلاً لتوضيح من هم (الكيزان)، وماذا ارتكبوا من فظائع، وكيف أذاقوا الناس سوء العذاب، وكيف وكيف وكيف) ويبدو أن الطالبة الجديدة كانت تظن أننا في مسرح، أو مشاهد فكاهية فهي قادمة من خارج السودان، ولم تعرف مآل الحال والزمن (الساقنا زندية)، وهي مثل كثير من طلاب الجامعات، وكنا نطلق عليهم غير المنظمين سياسياً، وهم فئة تساوي تقريباً نسبة (48%) من نسبة الطلاب، وهو مؤشر يتعلق بنصف الخطاب السياسي في الجامعة من جهة، ولسياسات التخويف والارهاب المتبعة من قبل الاسلاميين في الجامعة وفي خارجها، والغريب أن النسبة المتبقية تتوزع بين بقية القوى السياسية ويكون نصيب القوى الديمقراطية هو نصيب الأسد، وبنظرة الى آخر انتخابات أجريت بجامعة الخرطوم نجد أن عدد طلاب الجامعة يبلغ (22) ألفاً من الطلاب، صوت بينهم قرابة الـ(12ألفاً) كان نصيب التحالف الديمقراطي أكثر من (5) آلاف بينما كان نصيب تنظيم المؤتمر الوطني أو الحركة الاسلامية الجناح الحكومي حوالي ثلاثة آلاف بطاقة انتخابية، وهي نتيجة أهلت القوى الديمقراطية لمواصلة اكتساحها لانتخابات جامعة الخرطوم، وهي جامعة عريقة وارتبطت في التاريخ السياسي بأكبر حركتي تغيير في السودان هما أكتور 1964 وأبريل 1985 حين كانت دار اتحاد طالب الجامعة منبراً للديمقراطيين ومنارة للاشعاع السياسي، ومكاناً لاستضافة العديد من اجتماعات التجمع النقابي قبيل سقوط نظام جعفر نميري الشمولي.
    وكانت الجامعة في فترة من فتراتها حكراً على الاسلاميين لكن منذ مجيء نظام الانقاذ أصاب التنظيم الاسلامي انكماش وانحسار حد التلاشي، ويرتبط ذلك بموقفه من القضايا الطلابية لأن أول اتحاد طلابي مع مجيء الانقاذ في عام 1989 أعلن تأييده لقرارات فاصلة، وقاتلة وهي قرارات الغاء مجانية التعليم وذلك بالغاء السكن والاعاشة، ويمثل التأييد خنجراً مسموماً في خاصرة الحركة الطلابية لاسيما وأنّ نسبة كبيرة من الطلاب كانوا من الفقراء، ومن أبناء الأقاليم النائية، وبالتالي فإن اتحاد الاسلاميين وقف ضد أغلبية السودانيين وانحاز إلى جانب السلطة، وكانت السلطة تهدف إلى تجفيف الجامعات عامة وجامعة الخرطوم على وجه الخصوص لدورها النضالي الريادي، ومساهمتها في حركة التغيير السياسي والثقافي في البلاد، فوصفت الجامعة (بالصنم الجاثم على صدر الثورة الذي آن له أن يتهدم)، وبالفعل ثار الطلاب، وارتفع منحنى التيار الديمقراطي ممثلاً في كل القوى السياسية المعارضة فكان أن فازت حركة الطلاب المحايدين في دورة 1990 – 1991 بعد أن تبنت مسألة الخدمات مع تأييد كل القوى المعارضة لقائمة المحايدين لتكون تلك أول وأقوى الصفعات التي وجهت لتنظيم السلطة.
    ولم يعِ الاسلاميون الدرس فتحولوا إلى أداة لترهيب الطلاب وقمعهم، واعتقالهم من خلال خلايا تنظيمية تشتمل على مخبرين وأدلة ومصادر لمؤسسات في خارج الجامعة، وهو ما أدى إلى فرض طوق من العزلة الاجتماعية والمقاطعة على مستوى العلاقات الخاصة، وأصبح من ينتمي إلى ذلك التنظيم أشبه بالشاة الجرباء يتفادى الجميع الاقتراب منها.
    لكن تحالف التنظيم مع السلطة تمخض عنه تزوير الانتخابات في انتخابات عام 1993 التي جاءت في وقت تمت فيه مصادرة النشاط السياسي داخل الحرم الجامعي وحل اتحاد الطلاب، كما تمّ تجميد الجمعيات والروابط العلمية والأكاديمية؛ إلا ان الحركة الطلابية كانت لها قوة مقدرة أسهمت في عدم الاعتراف بالاتحاد ومقاطعة كل أنشطته، ثم ابتدعت بعض التنظيمات وعلى رأسها (مؤتمر الطلاب المستقلين بدعة إقامة النشاط الطلابي داخل الحرم الجامعي بالقوة وذلك بالاستعانة بطلاب من جامعة أمدرمان الأهلية، ولما اشتدت المقاومة وتصاعدت الاحتجاجات كونت إدارة الجامعة لجنة لاستعادة النشاط السياسي وتنظيمه، مثلما كونت في السابق لجنة لصياغة دستور ينظم انتخابات وعمل الاتحاد في جامعة الخرطوم، وأسفر عن ذلك انفراج في العمل السياسي بالسماح بتعليق الجرائد الحائطية في كافتريا علوم وقامة الندوات وأركان النقاش هناك مع استمرار حظر استخدام مكبرات الصوت أثناء اليوم الدراسي، وقد خلق الوضع واقعاً جديداً أعاد إلى الجامعة بعضاً من ألقها وبهائها، وهو ما أسهم في استمرار حالة الانحسار لتنظيم السلطة، فأوشك الديمقراطيون على الفوز في انتخابات عام 1996م لولا عدم اكتمال النصاب بسبب تعطيل العملية الانتخابية حين أدرك الإسلاميون خطورة الوضع بعد فوزهم في انتخابات عام 1995 م نتيجة لتشرذم القوى الديمقراطية وتوزيعها بين ثلاث قوائم هي التجمع الوطني الديمقراطي وحركة المحايدين ومؤتمر الطلاب المستقلين الذي تذيل القائمة، بعد أن اختلف مع التجمع وخرج منها ونزل بقائمة بغرض اثبات موقف سياسي فقط.
    وبعد ذلك تمكن الديمقراطيون من السيطرة على مقاليد الأمور في الدورات منذ 2002 وحتى الدورة الأخيرة والتي عاب عليها الضعف الواضح، وعجز الاتحاد التام وأصابته بشلل منعه من تقديم الخدمات، وفي ذات الوقت الفشل في دوره السياسي، ويعتبر البعض أن اخترقات كبيرة أصابت الجهاد الطلابي وأضرمت نيران الخلافات في داخله، ويعد الأمر خسارة كبيرة للقوى الديمقراطية، وان كان ثمة شيء يحسب للاتحاد فهو تقدم الحركة الطلابية في وعيها واختيار طالبة لتكون أول رئيسة للاتحاد في تاريخ كل الجامعات السودانية وهو انتصار كبير للمرأة، وهو ذات الوعي الذي تحلى به الطلاب في الدورة السابقة بترشيح طالب من جنوب السودان لتولي الرئاسة، وهو ما قضى على احتكار الأحزاب الكبيرة والشمالية لمقاليد الأمور في داخل الاتحادات الطلابية.
    وهذان النصران يمثلان عقداً ماسياً يكلل جبين طلاب المرحلة المذكورة من الديمقراطيين، وهما انتصاران يجعلان التحدي القادم كبيراً، لأن الاتحاد مواجه بقضايا داخلية خاصة تتمثل في الجوانب الاجتماعية والثقافية والاكاديمية للطلاب والبيئة الدراسية، وفي ذات الوقت مسألة التلاحم مع القضايا الوطنية العامة مثل الديمقراطية والحريات والسلام وثقافة السلام، وقضية الوحدة الوطنية وتحويلها إلى جاذبة وطوعية.
    ومعروف أنّ الانتخابات في الجامعة قاب قوسين أو أدنى، وندعو كل القوى الديمقراطية للتفاعل مع الأوضاع في جامعة الخرطوم، وذلك بالدعم السياسي والمالي والمعنوي للقوى الديمقرطية، وهو ما يتطلب تقديم خطاب سياسي جاذب وتفعيل كل القوى الديمقراطية والالتفات إلى أهمية الاستيعاب ورفع درجة الاستعداد بين الطلاب.
    ويقيني أن الصورة تكاد تكون واضحة، فالمشهد يضم قوى ديمقراطية تنادي بالتغيير والتحول الديمقراطي، وقوى تساند الاستبداد والشمولية، وبينهما قوى بعضها سلفي لا يتفاعل مع القضايا الحيوية مثل الديمقراطية والحريات، ومعروف أن التيار الثاني يكون مسنوداً بقوى مالية ضخمة تظهر حتى في ملصقات الدعاية الانتخابية، وتوفير معينات العمل واستخدام آليتي الترهيب والترغيب في استقطاب الطلاب إلى البرامج المرفوعة وهي بالطبع برامج تساند القهر، وترسخ للاستبداد. أما التيار الديمقراطي فيعتمد على دعم الأحزاب السياسية والطلاب والدعم الذاتي وهي مصادر ضعيفة لا تجعلنا نتعشم في فوز اتحاد خدمي، وحتى في حالة الفوز فهناك من العقبات التي تضعها الإدارة عن سابق اصرار وتعمد، فمثلاً لم تتجاوز الميزانية المصروفة للاتحادات السابقة مبلغ الثلاثمائة مليون جنيه بالقديم في حين أن العمل يحتاج الى أضعاف المبلغ، كما أن الادارة تقوم أحياناً بعملية تأخير استخراج البطقات للعام الدراسي في وقتها وهو ما يحرم كثيراً من الطلاب من الإدلاء بأصواتهم في عملية الانتخابات، وهو ما يتطلب رفع وتيرة الوعي والمطالبة بالحقوق ومحاصرة الجهات التي تعيق الحركة الطلابية، وتضعف من مد التيار الديمقراطي.
    إن طلاب جامعة الخرطوم مثل غيرهم من طلاب الجامعات الأخرى يمثلون تياراً قوياً في رياح التغيير، ومسألة فوز القوى الديمقراطية تعد ضربة قوية لقوى الشر والظلم والتغييب والتجهيل، ودعماً قوياً وكبيراً للتحول الديمقراطي وتحقيق الوحدة الوطنية، لذا نحلم باتحاد يكون منبراً للوعي، وكوةً للأمل، واشعاًعاً للحركة الثقافية والفنية، فهل تلتفت القوى الديمقراطية لجامعة الخرطوم وتكفر عن عجزها البائن خارج أسوار الجامعة؟ وأؤكد أن عوامل النصر هي الوحدة الطلابية المنطلقة من القاعدة لا تلك الفوقية، والخطاب السياسي الواقعي، والدعم الحزبي، والوصول إلى كل الطلاب بما في ذلك من عنيتهم وبدأت بهم مقالي، لاسيما وأن الخصوم الآخرون يحملون عوامل هزيمتهم في أحشائهم، وأبرز ذلك انحيازهم إلى القهر وسياسات التفرقة.

    ////////////////////////

    حوار مع وصال المهدي زوجة الدكتور الترابي

    وصال المهدي في حوار الغليان مع (أجراس الحرية)
    حركات دارفور تمردت من أجل التعليم والصحة واقتسام الثروة والسلطة
    الحكومة طمعت في أموال البترول ولذلك عزلت الترابي
    الترابي كان مخطط الثورة الإسلامية وأمل العالم الإسلامي
    البشير لم يقابل الترابي إلا يوم الانقلاب
    مختار محمدين كان من المفترض أن يكون رئيساً لولا استشهاده
    الترابي لم يكن يطمع في رئاسة الجمهورية ولو أراد ذلك لحصل
    حوار: المحرر السياسي

    عرف عن السيدة/ وصال الصادق المهدي زوجة الشيخ/ حسن عبد الله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي دفاعها المستميت عن شيخ حسن حتى في مواجهة شقيقها الصادق المهدي، ويبدو ان هذا يعود إلى ايمانها بفكر زوجها الإسلامي، وقناعاتها الشديدة بما يطرحه الدكتور/ الترابي كما يظهر بوضوح من خلال الحوار.
    ورغم أن السيدة وصال لا تشارك بصورة مباشرة في الفعل السياسي إلا انها غير غائبة عن المشهد السياسي، وهي صاحبة حضور واضح في الاجهزة الاعلامية، خاصة بعد المفاصلة الشهيرة بين المؤتمرين الوطني والشعبي، حيث عرفت بتشددها ضد قيادات المؤتمر الوطني، فمعاً نتابع تفاصيل هذا اللقاء الساخن مع السيدة وصال:
    * كيف تقرأين المذكرة التي أصدرها مدعي لاهاي في حق الرئيس عمر البشير؟
    ـ أولاً، شكراً لصحيفة (أجراس الحرية) لاتاحتها لي هذه الفرصة لأعبر عن رأيي بخصوص مذكرة التوقيف التي صدرت من مدعي لاهاي، وأول شئ ما حدث بدارفور هو كما قال الامين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان: إن دارفور هي جهنم في الأرض، ودارفور الآن يحرق فيها الأطفال في القرى، وتقتل النساء ويغتصبن، وتنتهك الحرمات، وأنا اعتبر ان هذه اوضاع اوصلنا لها من كان على رأس الحكم، ومن صدرت مذكرة الاتهام بسببه، لأنه قال في حشد جامع مقولته مشهورة: (لا تأتوني بأسرى منهم، بل اقتلوهم جميعاً)، وأنا رأيت في الانترنت اعترافات من بعض الجنجويد ان هناك سلطة عليا اعطته المال والسلاح ليحرق القرى في دارفور، وبالفعل حرق 25 قرية بدارفور، ولما سأله الذي يستجوبه: هل كان في القرية متمردين؟ قال له لا، بل كانوا كلهم مدنيين، وقال له: إذاً ما هي الدوائر التي كانت خارج القرية؟ فقال له: ان من يقتل ندفنه في مقابر جماعية، فهذا ظلم لم يحدث في القرن الحادي والعشرين إلا في السودان، وأنا على يقين أن هذه المذكرة قانونية 100% وليست سياسية كما يصفها اهل الحكومة، ومن يريد ان يصفها من الافارقة والعرب، وهذه المذكرة قانونية تدين شخصاً يقتل آلاف الناس في دارفور، وهم 4 ملايين، قتل منهم كما يعترفون الآن 200 ألف، وشرد منهم حوالي 250.000 شخص، (اثنان مليون وخمسمائة الف شخص)، وهذا التشريد تعتبره مذكرة اوكامبو ابادة جماعية، لأنك تشرد شخصاً وتحرق مسكنه وتحوله الى نازح، فهذا قتل معنوي بطيء، وأنا اعتقد ان اهل السودان يجب ان يقبلوا بهذه المذكرة، ويسلموا الرئيس على أساس انه ارتكب هذه الجرائم، وحرض على ارتكابها علناً وسراً، ودارفور كان تضرب بالطائرات، وعندما اتهم الشعبي باستخدام الطائرات في الانقلاب لأن واحداً من اهل دارفور قال انه سيبدأ بالضرب من الخرطوم، لأنني فوراوي، ولا استطيع ان اضرب اهلي، فهذه هي احداث عشنا فيها ونعايشها.
    * ألا ترين أنك تبالغين في الوصف، ومعلوماتك من الانترنت والتضخيم الذي ساقته الآلة الإعلامية الغربية.. ثم أليس هناك حركات مسلحة في دارفور هي أيضاً متهمة اولى في ما يحدث هناك؟
    ـ لا أظن ذلك، هم تمردوا من اجل حقوق يطالبون بها، هم يطالبون بحق التعليم والصحة واقتسام الثروة والسلطة، وكان الاولى ان تطرح هذه المطالب في مائدة بين المتمردين والحكومة من غير أسلحة، ومن غير ابادة، واغتصاب، وقتل، وحرق للأطفال الأبرياء، والقرى الآمنة.
    *ولكن الحكومة تنفي ذلك باستمرار؟
    ـ نعم الحكومة تنفي، ولكنها مجرمة، وفعلت ذلك وتفعله باستمرار، لأن ذلك سيدينها، وسيدخلهم السجون لمدة 30 عاماً أو اكثر من ذلك، وطبعاً رأينا ما حصل من سلوفدان ميلوسوفيتش في صربيا، وقد انتحر عندما تيقن انه سوف يحكم عليه بذلك الحكم، لأنه ليس مسلماً ولا يؤمن بوجود حياة في الآخرة، ونحن نؤمن بالآخرة، ونعرف ان من يعاقب في الدنيا يسقط عنه العذاب في الآخرة.
    * طيب أنا تحدثت الى مولانا/ حسن ابو سبيب بشأن تسليم مسلم الى جهات غير مسلمة لتحاكمه فقال ان هذا لا يجوز.. ألا تعتقدين أن مسألة تسليم رئيس مسلم الى جهات غربية امر يستحق التوقف؟
    ـ أنا لا اظن ذلك، لأنني قابلت أهل دارفور عندما جاءوا الى الخرطوم في مايو، وقابلت الارامل والأطفال والشيوخ، ولم اقابل رجلاً لأنهم قتلوا كل الرجال، وطبعاً جاءوا بهؤلاء الى الخرطوم لينسوا قضيتهم وفرقوهم في احياء العاصمة حتى أن بعضهم رحِّل بواسطة الاجهزة الأمنية الى القضارف، وأنا اعتبر تسليم هذه الحكومة الى شخص نصراني هو يعتبر في الحد الأدنى انسان لا يرضى بظلم الناس، والغربيون ناس رحماء، وأنا رأيتهم في المستشفيات وكيف يعطفون على المرضى والجرحى، وكيف رأينا ان الاطباء هنا يقتلون شخصاً عن طريق الخطأ في العمليات الجراحية.
    * لكن هذا وزر تتحمله الانقاذ بقيادة عرَّابها الترابي، وذلك بسبب التخبط العشوائي في سياسة التعليم العالي التي انتجت اطباء من الشاكلة التي تتحدثين عنها؟
    ـ هذا غير صحيح، لأن الذين يرتكبون الاخطاء في المرضى ليسوا خريجين حديثين بل قدماء، وممارسة السودانيين لهذه المهنة كمعاملتهم لأي شيء في حياتهم العادية، فمثلاً امرأة عندما تلد طفلاً معاقاً تهمله حتى يموت.
    * ولكن هذه ليست مسؤولية الحكومة؟
    ـ أنا لم أقل هذه مسؤولية الحكومة، ولكن هذه عادات في المجتمع السوداني، ولكن رأيت الغربيين ومستشفياتهم وتعالجت فيها، ورأيت كيف أنهم يشفقون على حياة الانسان، وحكت لي ذات مرة دكتورة خريجة جديدة أن جرَّاحاً كبيراً قد جيء له بمريض مصاب بمرض السكري، وكان يجب ان تقطع رجله اليمنى فقطع اليسرى، وعندما سألته ماذا تفعل يا دكتور لقد قطعت الرجل اليسرى وهذا خطأ، وقال لها هذا (امر عادي)، واصبت بالصدمة ولم تأت المستشفى لمدة أسبوعين لأنها عرفت ان هذا خطأ كبير وحرام شرعاً، ولكن هذه الأشياء تحدث كثيراً هنا في العالم الثالث، وطبعاً هنا توجد معاناة في الحياة، وهناك الحياة مريحة ورغدة، والناس يريدون ان يحيوا حياة طويلة، ويعطفون على بعضهم، ولكن هنا في السودان يذهب بالمريض الى المقابر، لأن الطبيب اخطأ في تقدير علته الحقيقية.
    * سيدة وصال فلنذهب الى منحى آخر.. الآن الحركة الإسلامية منقسمة والمؤتمر الشعبي يتحمَّل كثيراً جداً من حالات الانشقاقات التي وصلت لها الحركة الإسلامية في السودان.. ماذا تقولين في ذلك؟
    ـ أبداً، الحكومة هي التي تتحمل ذلك، وهي التي طمعت في أموال البترول، ولذلك عزلت الشيخ الترابي عن جميع مناصبه لأنه ذكر ان هناك فساد في الـ 9% الشهيرة، ولذلك أبعدوه، والشيخ لا يغير رأيه أبداً ولا أحد يغريه او يضغط عليه.
    * ولكنه استمر بعد ذلك في الحكم؟
    ـ نعم ولكنها كانت فترة بسيطة جداً، لم يكن ذلك حكماً، بل كان رئيساً للمجلس الوطني، وسبب الانشقاق ان المجلس سيجيز قرار قانون ان الرئيس لا ينتخب الولاة، بل ينتخب الولاة اهل الولاية، ولذلك عطل الرئيس المجلس الوطني، وتم حله، وجمد نشاط الترابي واعوانه، واصبح هو رئيساً لكل شيء، وفعل بالسودان ما فعل حتى أوصلنا الى أوكامبو.
    * انت قلت إن الشيخ الترابي لم يكن حاكماً، والجميع يعرف أنه يحرك الكثير من الخيوط في السياسة الداخلية والخارجية وهو عراب النظام الأول؟
    ـ أنا قلت انه لم يكن تنفيذي في الدولة وكان رئيس المجلس الوطني.
    * ولكن لم يكن ليفعل شيء لا يريده هو؟
    ـ من قال لك ذلك، أنت لا تعلم ببواطن الأمور، فالشيخ كان يحصر نفسه في المجلس الوطني، وكان سيمرر ذلك القانون في مرحلة القراءة الثالثة لولا انفضاض سامر المجلس الوطني واغلق بابه.
    * انت تبالغين، من يصدق ان الترابي لم يكن المتنفذ والآمر والناهي في ذلك الحين؟
    ـ هو كان المخطط للثورة الإسلامية، وكانت هي أمل العالم الإسلامي في الخلاص من التبعية والتخلف، ولكنها تحولت الى ثورة دموية فاسدة، وأنا لا اسميها الآن الانقاذ، لأن الانقاذ جاءت لتنقذ الناس، والآن الناس اما مقتولين او مغتصبين او مشردين او مرضى، وأموال البترول التي تأتي يومياً لا تنعكس على خدماتهم المتدنية.
    * ألا ترين ان الدكتور الترابي يتحمَّل ولو جزءاً من هذا الوزر وهذه الأخطاء؟
    ـ لا أبداً.. والاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، والدكتور الترابي لم يربِ هؤلاء الناس بل ربتهم امهاتهم، والبشير لم يلتقي بالترابي إلا يوم الانقلاب، وكان قبله شخصين من بينهما اذكر الشهيد/ مختار محمدين، ولكن جيء بالبشير لأنه لا يوجد أحد سواه (يعني فكة حيرة)، وهو فعلاً محظوظ لأنه جاء بعد استشهاد محمدين، وكان وفقاً لتخطيط الحركة الاسلامية ان يأتي محمدين رئيساً حسب الشورى وليس دكتاتورية كدكتاتورية البشير الآن، ولذا لا يسأل الترابي وحده من الانقاذ، والترابي لا يتحمل ما بعد الانشقاق وازمة دارفور والجوع والمرض الذي يحدث الآن.
    * الكثير من قيادات الحركة الإسلامية يصفون الشيخ الترابي بالدكتاتور؟
    ـ هو ليس دكتاتوراً، والكاروري عندما سئل عن أنه كيف يوصف الترابي بالدكتاتور وانت كنت تجلس معه وتصوت معه، فقال: ان الترابي كان (يسحرنا)، تصور معي منطق الكاروري وهو أصغر منه سناً.
    * ألا تتفقين معي في أنه له تأثير كبير على حوارييه؟
    ـ لا.. هو لديه منطق، وله عقيدة يدافع عنها، ودونها شوك القتاد، ويدافع بصدق وتوجه لله سبحانه وتعالى، وهو يفكر في ما بعد الموت وليس في هذه الحياة، ولو كان راغباً فيها لبقى في السلطة.
    * تردد أنه كان يكرس في دكتاتوريته ليصل لرئاسة الجمهورية؟
    ـ لا أبداً.. والترابي لا يطمع في رئاسة الجمهورية، ولو كان راغباً في ذلك لصار رئيساً منذ أن اذيعت الموسيقى لتعلن انقلاب 30 يونيو 1989م.
    * ولكنه لا يستطيع ذلك فعندما يعرفون ان الانقلاب إسلامي سيقاوم من البداية؟
    ـ إذاً كان يمكن ان يكون رئيساً بعد استشهاد الزبير، وأنا اقول ان من يعرف الترابي يعرف تماماً انه زاهداً في الرئاسة وفي السلطة وفي أية حكومة مقبلة وهو لديه قناعة ويتمنى ان يحكم الاسلام العالم كله وليس السودان فقط، وهو رجل يعمل للآخرة، وهذه عقيدة مترسخة ويعمل من أجلها ليل نهار وحتى يلقى الله.
    * ألا تتفقين معي في أن كل ما خطط له للوصول لمبتغاه هذا قد فشل، مثل المؤتمر الشعبي الإسلامي، والمؤتمر العالمي الاسلامي؟
    ـ لم تفشل ولكن افشلها من طمع في المال والسلطة، افشلها من يبني الآن القصور والفلل الضخمة ويركب الطائرات الخاصة وافشلوها ليصبحوا أثرياء والآن هم أثرياء.
    * لا تغادر بيتكم، فما تردد في مسألة الفساد وهذه كثيراً ـ مثلاً استغلال ابنكم عصام لواجهة السلطة والثراء الفاحش، هذه أيضاً أشياء تتردد على مسامع الناس كثيراً في ذلك الوقت؟
    ـ هذا غير صحيح، وهذا يذكرنا بما تردد قديماً عن أن ابناء المحجوب فاسدين، وعندما جاءت مايو وجدوا ان منزل المحجوب مرهون ولا يمتلك ما يسافر به للندن للعلاج واشيعت هذه الشائعات.
    * ولكن الاتهامات لم تطال بقية اخوته لماذا تحديداً أتهم او اثيرت الشائعات حول عصام فقط؟
    ـ لأن عصام يقول الحقيقة في وجه أي احد، ويقول للاعور في وجهه أعور، لذا خلق علاقة معينة بينه وبين الناس حاول البعض ان يستغلها في تشويه صورته وسمعته، وعصام وان كان قد نجح في تجارته في فترة ما إلا انه يسكن معنا في شقة واحدة ويمتلك سيارة سكند هاند، وليست لديه أموال.
    * ماذا تقولين في ما يثار عن امتلاكه لضاحية في لندن وصفقات السكر السودانية تلك الشائعة التي تعاطاها الجميع في ذلك الوقت؟
    ـ هذا حديث اريد به النيل من الدكتور الترابي بالحديث عن فساد عصام ابنه لأنه ابن صغير في مقتبل العمر وخريج جامعة الجزيرة وكان يفترض ان يكون استاذاً في جامعة الجزيرة نسبة لتفوقه على دفعته وحصوله على المرتبة الأولى فلوثوا سمعته بالسكر لكي يدمروا مستقبله وكانت نسبته في السكر مثل بقية التجار والناس يتهمونك دون حتى ان يكون لك علم بالموضوع، وعصام رجل منضبط ولا يأكل مال أحد بل ان امواله سرقت ومن سرقها الآن خارج السودان واحتسب الامر لله سبحانه وتعالى واهل السودان كما يقول القائل هم ببغاء عقله في اذنيه يسمع ما يسمع ويصدقه على الفور.
    * على ضوء المعطيات الجارية الآن.. كيف تنظرين الى الحركة الإسلامية الآن في السودان؟
    ـ الحركة الإسلامية لا يمثلها في السودان إلا المؤتمر الشعبي ولا يمثلها حزب الأمة ولا الاتحادي الديمقراطي ولا المؤتمر الوطني ـ والمؤتمر الوطني ليست به حركة إسلامية ـ بل حركة شيطانية تقتل الناس وتغتصبهم وتسجنهم، فالآن داخل سجن أم درمان توجد فتاتان بداخل السجن احداهما تحمل طفلاً عمره ستة اشهر وهي وشقيقتها القاصر ليس لهما ذنب سوى انهما اختان لسليمان صندل، هل تتصور هذا الظلم؟
    * هل لديك دليل قاطع على التجاوزات التي تتحدثين عنها، بمعنى هل هناك شاهد لما تقولين؟
    ـ المسألة لا تحتاج الى اثبات، بل اطلب منك ان تذهب الى كافوري وترى بعينك الـ 31 قطعة ارض المطلية باللون البرتقالي وهي ملك خالص للرئيس البشير وأهله وعشيرته وأذهب الى حي الراقي لترى منزل البشير وعلي عثمان ومصطفى عثمان اسماعيل وجمال سمتان وهي سبعة منازل فاخرة واذهب الى مدينة دبي بدولة الامارات وأسال عن مدينة النخلة لتعرف ان الدكتور/ عوض احمد الجاز اشترى بها 30 فيلا وعندما اراد المزيد رفضوا له ذلك وقالوا له نريد ان نعرف مصدر أموالك وطبعاً مصدر أمواله البترول السوداني.
    * إذاً لماذا لم يظهر هذا الفساد إلا بعد عام 1999م أي بعد المفاصلة؟
    ـ قلت لك ان شيخ حسن الترابي تحدث عن الـ 9% ولذلك تم ابعاده عن السلطة وعندما اراد ان يعمل قانون الانتخابات بالشعب لم يعجبهم ذلك وابعدوه ولذلك انا اظن ان الرئيس البشير لو ذهب الى لاهاي لارتاح اهل السودان من الفساد والدكتاتورية وربما يأتي مفسد أكبر منه وكل هذا يجوز ان يحدث.
    * ألا يعني دعم المؤتمر الشعبي لترشيح سلفاكير للرئاسة في هذا الوقت كيداً وغبناً سياسياً تجاه المؤتمر الوطني؟
    ـ لا أبداً.. ونحن في المؤتمر الشعبي معنا مسيحيين في الشورى والقيادة وهم اهل الكتاب، وربنا سبحانه وتعالى لم يقل انه سيدخلهم النار ودعوتهم تتم بالقرآن: (يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء).
    * ولكن اذا ماتوا وهم على دين كتابهم ألا يدخلون النار؟
    ـ لماذا يدخلون النار، ان اليهود والنصارى والمجوس من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)... (سورة البقرة)..
    *هل بات سلفاكير الآن اقرب الى الترابي من البشير؟
    ـ نعم.. وهل سلفاكير حبس شيخ حسن 4 سنوات واتهمه بانقلاب عسكري وقال انه سيقطع رقبته، ألم تسمع قوله ذلك.
    * سيدة وصال نحن لم نسمع بهذا وان كان فليس بهذه اللغة التي تتحديثن بها؟
    ـ بل قالها في التلفزيون وبهذه الطريقة، قال: سأقطع رقبته.
    * طيب، إلى أي مدى يمكن ان نعتبر هذه المسألة حراكاً سياسياً وليس مردها غبن سياسي قديم؟
    ـ ليس هكذا.. وسلفاكير سوداني وأنا الآن ادعم سلفاكير ثم إننا لم نرشحه بل اهله هم الذين رشحوه وانتم يا أهل المؤتمر الوطني تأخذون الامور بطريقة غريبة.
    * نحن لسنا بمؤتمر وطني، ولا هذه الصحيفة تتبع للمؤتمر الوطني... ولكن هل يقبل العقل ان سلفاكير الآن بات اقرب من البشير للدكتور الترابي، والبشير جزء اصيل من الحركة الإسلامية؟
    ـ هو ليس جزءاً من الحركة الإسلامية وأنا اعرف ان قائد الحركة الإسلامية هو شيخ حسن والمؤتمر الوطني ليس به اسلام بتاتاً ولا يعرف الاسلام ولا فكرته هل هناك اسلام مع سرقة ونهب وقتل واغتصاب وتقتيل بالطائرات لمدنيين وابرياء لم يتمردوا.. هذا ليس اسلام.

    ////////////
    عمود ياي جوزيف
    أسـس جديدة
    الظلم والتسلط ..!!
    * موقف المسيحية من الظلم:
    قال تعالى: ((تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ))، (سفر إشعياء: الإصحاح: }1{، الاية:17) ـ ((اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ))، (إنجيل لوقا الاصحاح: }16{، الاية:10)
    * موقف الإسلام من الظلم:
    قال تعالى: ((واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين))، (هود: الاية116) ـ ((وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً))، (الكهف: الآية59) ـ ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) ـ (الأنفال: الآية 7).
    فأحياناً تكون ميول الإنسان ورغباته وهواه المنحرف، متجهاً نحو الظلم والتعالي على الناس، وإرهاقهم، وقتلهم، اعتقاداً منه بأن ذلك كمال يشبع رغباته. ويتفشى الغبن والحقد والفساد في النفوس وينعدم فيها عندئذ )التوازن السليم!!)، فتصبح عندها هذه النفوس (شريرة!!) في المسلك والاتجاه غير منضبطة بالتمسك بما أمر الله تعالى به أو القوانين السائدة في البلاد والتعامل مع أبناء جنسها أو (الوطن!!) بكل خبث وسوء؛ وهذا ما يعنيه التسلط بغير حق فأولئك (القوم من الظلمة) تنزلق أقدامهم في مزالق الباطل والعدوان ضد (غيرهم!!)، وهنا لا تفرق بين الحق والباطل والعدل والعدوان ومن مزالق الباطل والعدوان (الظلم) والذي حرمه الله سبحانه وتعالى ألا يقع على الآخرين بقصد أو غير قصد.
    فالظلم هو أحد الخطايا الخطيرة التي تصيب (الفرد والأمة) فتؤدي إلى انهيار جارف وقاتل خطير في كيانها (النفسي والاجتماعي) حيث تتصدع دعائمها وتنهار سقوفها رغم جبروت أدواتها القمعية. والظلم مرض اجتماعي وسياسي ايضاً (خطير) وجبت محاربته واستئصال جذوره في المجتمع حال ظهوره وإلا كان خطره (عاماً شاملاً!!). فقد حذر الله تعالى في كل الأديان من (المسيحية واليهودية والإسلام)، بالابتعاد من الميل إلى الظالمين أو الرضا عن (أعمالهم) أو (مشاركتهم) في ميولهم بأي شكل من الأشكال لأن ذلك يؤدي بهم إلى عذاب النار: ((وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ)).
    حيث إن شيوع الظلم في الأمة والرضا به يؤدي إلى وصول شرار الناس إلى الحكم فتذوق الأمة جميعها (ألواناً من ظلمهم) وسوء تصرفهم والمجتمع الذي يسود فيه الظلم هو مجتمع (لا تظله الرحمة) او تقع على أرضه بركة بل تقع عليه اللعنة والابتلاءات واليوم نعيش هذه (الكوارث!!)، ويستحق عقاب الله في الدنيا والآخرة كما جاء في قوله تعالي: ((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا)).
    ومهما طال الظلم (الظاغي والباغي) فإن عمره قصير ومهما تسلط وتجبر الظالمون فإن الله تعالى ليس بغافل عمّا يعملون ((وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)).. فالله تعالى (يمهل ولا يهمل) وإرادته مطلقة لا يحدها ولا يقيدها زمان وهو القاهر فوق عباده من السلاطين أو المحكومين.
    الظلم أيا كان (صغير أم كبير) فهو يقود فقط إلى اللامكان، وضمانة أكيدة للجمود والغليان والطوفان. فهل من الغريب أن تكون الحال إلى هذا الحد؟
    ////////////////
    عمود مرتضى الغالي
    مسألة الاربعاء

    ..في كتاب (ذكي الفؤاد) للدكتور جعفر كرار أظنه بعنوان "نظرات في التجارب السياسية السودانية" جاء أن كلمة (ظلم ومشتقاتها) وردت 289 مرة في القرآن الكريم.. وفي ذلك عبرة شاهقة.. فحقيقة أن الظلم ظلمات، وانه من اكثر ضروب التعدي فداحة، ومن اكثر عوامل الدنيا إسراعاً بتحلل الأمم والدول والمجتمعات ومن ثمّ فناؤها وقطع شأفتها وذهاب ريحها.. وهو (المِعوَل الاطرش) الذي يضرب ثوابت الحياة، ويهدم قيم الحق، ويطمس نواميس العدالة، ويهلهل نسيج المجتمع، ويحطم (ميزاب الثواب والعقاب) ويدفع عزائم الناس نحو اليأس والخمود، وينشر الضيم والمذلة في مفاصل المناخ العام، ويضعضع ويهضم كل رغبة في الاصلاح.. وهو (قبيح) في السياسة، (مقبوح) في حياة المجتمع، (سنيح) في الاقتصاد، كارثي في مجرى العدالة، عنيف في آثاره على الاخلاق العامة، وقيم النزاهة، ينثر الطحالب والأشواك في حياة الافراد والقطاعات والأمم والمجتمعات.. وهو بذلك ولذلك ملعونٌ في كل شرعة وملة..(وضيع في مراميه..سخيف في سجاياه).. وقد حذّر الخالق العظيم بنكير شديد من ممارسته ومداورته واقترافه (والتباهي به)، وجعل دعاء المظلوم يخترق أجواز الفضاء وأطباق الأثير، بسرعة دونها كل ما تعرف دنيا الناس من سرعة الضؤ أوالصواريخ العابرة للقارات..!
    الظلم وصمة في عنق مرتكبيه؛ مهما اتخذوا من(السواتر والدثور).. وصورة الظالم هي الشائهة البايخة وليس صورة المظلوم.! مهما أستعار الظلم من مساحيق وكريمات ومعطرات وبرفان و(مزيلات شهامة).. فالظلم منكود إذا أخذ مسوح التعدّي السافر، او جاء في صورة تشريعات مختلة، او اختفى خلف القرارات، أو أطلّ عن طريق الحصانات، أو تنكر في زي الاعفاءات، أو اختبأ وراء الامتيازات، أو جاء محروساً بالهراوات.. فهو فعل مفضوح تفوح خطيئته من وراء الثياب والملافح والأزياء، حتى ولو كانت من انتاج (بيير كاردان) أو (سان لوران)..!
    وإذا كان الظلم يا صديقي (بغيضاً لدي خالق الكون) وهو مع ذلك (محبّب لبعض خلقه) فمعنى ذلك بأبسط عبارة أن الظالم يجترئ لى الله..! وهذا هو غاية ما يمكن ان يفعله االمستبد الآبق الظالم لنفسه، الذي يقترف ما نوّه سبحانه وتعالي بعظم الجرم فيه، وشدّد في النهي عنه..!
    ومع الدعاء على الظالم لا ينبغي أن يستكين الناس للظلم، حيث ان مناهضة الظلم واجب فرض عين على المجتمعات والافراد، فليس من كرامة الانسان ولا المجتمعات الإستكانة للظلم، بل منافحته بكل سبيل شريفة ومتاحة، فإذا لم ياخذ الناس بأيدي الظالمين الذين يخرقون مركب الحق والعدالة والإنصاف هلك الظالمون والمظلومون، وضاعت الأمانة التي وضعها الله على كاهل الانسان، بعد ان عجزت و(انفنست) عن حملها الجبال الرواسي..!!
    ///////////////////////

    عمود كما الصادق

    / مفوضية الانتخابات ومجلس الأحزاب

    موافقة البرلمان على ترشيحات مفوضية الانتخابات برئاسة مولانا ابيل الير واتفاق الشريكين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) بالأمس على تمديد الدورة الحالية للبرلمان لإكمال تعديل القوانين والتشريعات المخالفة للدستور خطوة مهمة وضرورية و مرحب بها لإكمال مسيرة التحول الديمقراطي الحقيقي في بلادنا. إن اعتماد ترشيحات مفوضية الانتخابات التي تأخرت وطال انتظارها وكذلك مجلس الأحزاب بالأمس يستوجب على حكومة الوحدة الوطنية - تهيئةً للمناخ وانفاذاً لاتفاق السلام– تعليق القوانين والتشريعات السارية والمخالفة اليوم إلى حين تعديلها بما يفتح الطريق للقوى السياسية للنشاط والتحرك الحر استعداداً للانتخابات القادمة.
    لا يمكن للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في ظل سريان التشريعات والقوانين الحالية المخالفة للدستور ووثيقة الحقوق التحرك أو النشاط أو التحضير والاستعداد للانتخابات ويبقى المطلب الضروري والحاسم اليوم لرئيس مفوضية الانتخابات واعضائها المحترمين ومجلس الأحزاب الجديد كذلك معالجة هذا الوضع الشائه ضماناً وصونا للعملية الانتخابية واجراءاتها حتى لا تصاب بالعطب، ويطعن في نزاهتها وشفافيتها منذ البداية.
    لقد ظللنا ننبه وعلى الدوام عبر هذا الباب لأهمية التحول الديمقراطي الكامل وغير المنقوص، وتغيير ترسانة القوانين الحالية بقوانين وتشريعات أخرى تتوافق مع الدستور و قد ظلت هذه القوانين مثار شكوى من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لما تمثله من انتهاك فاضح للدستور والأمثلة والشهادات على ذلك واضحة ولا تحتاج لدليل.
    المطلوب الآن من أعضاء البرلمان بكتله المختلفة التحرك الفوري بمشروعات قوانين بديلة وطرحها للتداول وإجازتها بأعجل ما تيسر وبتوافق تام ونأمل أن يكون اتفاق الشريكين بالأمس حول هذا الأمر المهم نهاية للسلوك اليومي الجاري على الأرض بما يتسق ويتفق مع الدستور الانتقالي و وثيقة الانتقالي.
    إن أمام رئيس مفوضية الانتخابات مولانا ابيل الير ونائبه عبد الله احمد عبد الله وأعضائها المحترمين وكذلك رئيس مجلس الأحزاب محمد بشارة دوسة وأعضاء مجلسه مهام كبيرة، وتحديات جسام؛ في الانتقال بهذا البلد لرحاب التحول الديمقراطي الحقيقي وانتخابات حرة ونزيهة.

    ///////////

    زاوية صدى الاجراس




    ( قصة منقولة) ..!!

    خرج الحرف المختبئ خلف قطرة مطر مذعوراً ..
    هرول باتجاه صفحة بيضاء ..
    اخترقت قلبه رصاصة غادرة ..
    في اليوم التالي أذاعت وكالات الأنباء أنهم وجدوا عبوة ناسفة بحوزة حرف ينتمي إلى قاعدة ممنوعة من الصرف

    ///////////////

    الاغرب من كل هذا صادر مادة من الدستور تنشر في الصفحة الاخيرة تحت باب يومي يعرف يوميا بمادة من الدستور ومادة اليوم التي صادرها :
    اعرف وتجرأ :


    يُخطر أي شخص عند القبض عليه بأسباب القبض ويُبلغ دون تأخير بالتهمة الموجهة ضده.
    المادة(34) -2 من وثيقة الحقوق – دستور السودان2005م

    /////////////////
    عود الصحفية الرياضية هنادي الصديق

    بلا حدود
    صحافيون بلا حدود !
    خطوة جريئة وموفقة من وجهة نظري تلك التي بادر بها عدد مقدر من الزملاء الصحافيين المناهضين للفكرة المناهضة أصلا لمبدأ حرية الصحافة وحرية الكلمة والمسماة (الرقابة القبلية) المفروضة قسرا من قبل جهاز الأمن والمخابرات علي الصحف, فاختيارهم لجلسة يوم أمس الاول بالبرلمان لطرح مذكرتهم المتضمنة للعديد من المطالب المتعلقة بالمهنة و بتحسين أوضاع الصحافيين وأهمها المطالبة برفع الرقابة القبلية علي الصحف, تعتبر فكرة رائدة في حد ذاتها ومقبولة ومعبرة تماما عن آراء الشرفاء من الصحافيين ونتوقع لها أن تتطور وتكبر يوما بعد يوم لتصبح مشروعا يمكن أن يسهم في التحول الديمقراطي الذي ننشده جميعا ويسعي له الجميع بشتى الطرق, فتنفيذ الفكرة يوم أمس والملابسات التي صاحبت تسليم المذكرة التي لم يخرج لها سوي النائب المصادم وصاحب القضية ياسر عرمان واثنين من زملائه الشرفاء , وما تلي ذلك من تصعيد للقضية وإعتقال الزملاء الصحافيين بواسطة الشرطة وجهاز الأمن كشف للرأي العام الأساليب القمعية التي يتخذها هذا النظام ضد المواطنين الذين يطالبون بأبسط حقوقهم التي كفلتها لهم كل القوانين والدساتير, وعرَي تماما (برلمان الشعب) الذي من المفترض أن يكون معبرا عن الشعب وناطقا بلسانه, فاقتراح البرلمان ليكون مقرا للاعتصام في اعتقادي أنه قرار صائب وكان اشبه بالسلاح ذي الحدين حيث أوصل الرسالة وأسمع صوت المظلومين من ناحية, ومن ناحية أخري (كشف عورة) البرلمان ومن بداخله من (نواب الغفلة) الذين فضلوا التمتع بالهواء البارد علي الخروج والتجاوب مع حملة القلم وأصحاب الرأي من الصحافيين أصحاب القضية الحقيقية والمعبرين الحقيقيين عن الشعب بكل فئاته وطبقاته, وفضح النواب الذين تنطبق عليهم مقولة (Yes Men ) من الذين اختاروا عدم الخروج لسماع القضية العادلة لقادة الرأي وحملة الأقلام وفضلوا الجلوس أمام عرَابيهم لإجازة موازنة العام القادم والتي يذهب معظمها لجيوبهم وجيوب من ( أنابوهم عن الشعب) الذي اغتصبوا حقه نهارا جهارا في اختيار من يمثله ومن يتحدث باسمه داخل المبني الفاره الذي شهد قبل عشرات السنين جلسات تاريخية لنواب منتخبين من كل فئات الشعب عبَروا عن إرادة شعبهم ومنحوه السيادة قبل أن يأتي الآخر و ينتزعها بليل , ما حدث بالبرلمان وصمة عار في جبين نظام أدمن كلمة (رقابة) , حتى صارت جزءا لا يتجزأ من تفاصيل حياة سادته وقادته اليومية, وكما ذكر بزاوية صدى الاجراس يوم اول أمس عقب الإفراج عن المهووس دينيا والمتهم بجريمة اغتصاب طفل ( أي بلد تتساوي فيه عقوبة جريمة اغتصاب طفل مع عقوبة (نفايات) لا يصلح إلا أن يكون قالبا للنفايات ..) ونضيف له (بمثلما يفرضون وبلا قانون الرقابة علي الصحف, نطالب الجهات المسئولة بفرض الرقابة علي الكل
                  

11-19-2008, 11:19 AM

ياي جوزيف

تاريخ التسجيل: 09-09-2008
مجموع المشاركات: 274

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضابط الامن يمنع اجراس الحرية عدد الاربعاء من الصدور انتقاما لوقفتها ضد الرقابة ( المواد ) (Re: ياي جوزيف)

    Quote: يُخطر أي شخص عند القبض عليه بأسباب القبض ويُبلغ دون تأخير بالتهمة الموجهة ضده.
    المادة(34) -2 من وثيقة الحقوق – دستور السودان2005م
    [

    امن الرقابة يمنع حتي نشر بعض من مواد دستور السودان الانتقالي هل يعقل ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    فضيحة من فضائح الانقاذيين!!!!!!!!!!!!

    لا لا لرقابة وحرية الكلمة اوييييييييييييييييييييييييييييييييي
                      

11-19-2008, 11:42 AM

دوت مجاك
<aدوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضابط الامن يمنع اجراس الحرية عدد الاربعاء من الصدور انتقاما لوقفتها ضد الرقابة ( المواد ) (Re: ياي جوزيف)

    Quote: [Bالاغرب من كل هذا صادر مادة من الدستور تنشر في الصفحة الاخيرة تحت باب يومي يعرف يوميا بمادة من الدستور ومادة اليوم التي صادرها :
    اعرف وتجرأ :


    يُخطر أي شخص عند القبض عليه بأسباب القبض ويُبلغ دون تأخير بالتهمة الموجهة ضده.
    المادة(34) -2 من وثيقة الحقوق – دستور السودان2005م


    شكرا ياى
    بعد عمليتهم اللى قبل ايام دى
    كان فى مرادهم يمنعوا تدريس القانون فى الجامعات

    ديل الدستور فى اتجاه وهم فى اتجاه تانى خالص
                  

11-19-2008, 12:59 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضابط الامن يمنع اجراس الحرية عدد الاربعاء من الصدور انتقاما لوقفتها ضد الرقابة ( المواد ) (Re: دوت مجاك)

    الحبيب ياى قلوبنا معكم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de