شايفك في سودانيز أون لاين

Quote: ذهبت إلى جبل أولياء في نهار إحدى الأيامات من اجل قضاء شأن تجاري مع إحدى الشركات العاملة هناك في تربية وتصنيع الدواجن وعندما دخلت مكتب المدير العام للشركة وجدته يقرأ بإهتمام شديد وإبتسامة واسعة على شاشة الكمبيوتر الموجودة امامه ، وقد أشار لي بالجلوس قبل أن يتبين ملامحي جيدا فجلست وتركته يكمل ما يفعله بمهل ، وبعد قليل ضحك ضحكة خفيفة وإلتفت إلي وما ان رأى وجهي حتى عاد ببصره بسرعة للشاشة التي أمامه وصار ينقل بصره بينها وبيني بسرعة حتى خفت وسقط قلبي بين ضلوعي !! فقد تركت النضال منذ زمن طويل ولم تعد تجمعني بالأحزاب المعارضة أدنى صلة ، فهل هذا المدير يتبع لجهاز الأمن ووجد إسمي في قائمة المطلوبين أم ماذا !!.. ثم سألني الرجل بجدية (إنتا ناذر خليفة؟) وهنا تيقنت تماما أنني لن اخرج من الشركة سليما أو على الأقل سأخرج منها مجندلا بالسلاسل إلى حيث قبو أو معتقل بارد .. وعن لي أن أنكر أنني هو .. ولكن شيئا ما جعلني أقول له بتردد : أيوه أنا ناذر إنشالله خير ؟؟ فما كان من الرجل إلا أن ضحك ضحكة شديدة مجلجلة وقام من مكتبه وصافحني بقوة وهو يسألني عن حالي وأحوالي وقبل أن أفرغ من دهشتي سألني : تطلب شنو بارد ولا ساخن ؟؟ أجبته : كباية موية بس كفاية ؟ فأصر الرجل على أن أطلب شيئا فلما وجدته مصرا طلبت زجاجة مياه غازية وأنا لا زلت متردد ومرتاب ... بعدها تحدث معي الرجل حديثا وديا وطيبا وسألني السؤال الذي يسألني عنه أغلبية البورداب عندما أقابلهم: (ما لقيت العروس لسة؟) هنا إرتحت للرجل تماما عندما أعطاني هذه الشفرة .. فضحكت طويلا وقلت له أكيد أنت واحد من بورداب سودانيز أون لاين ؟ فأجاب بالنفي ولكنه ذكر لي أنه متابع للمنبر بكل دقة وعالما بكل الخلافات وتفاصيلها التي تحدث ولكنه لم يفكر ولا مرة في تقديم طلب للإنضمام ..