قال انه كان أول من رشح قطر للقيام بدور لحل أزمة دارفور
الميرغني ل " الشرق " قلنا للحركات المسلحة في دارفور والمتحفظة على الدور العربي بان المبادرة القطرية تشكل تطوراً نوعياً مهماً فى المواقف العربية تجاه الأزمة
جدة / عبد النبي شاهين / 31/10/2008م
دعا مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وزعيم التجمع الوطني الديمقراطي كافة الأحزاب السياسية السودانية والحركات المسلحة في دارفور الى للتجاوب مع المبادرة القطرية لحل أزمة دارفور والتعامل مع هذه المبادرة بالجدية المطلوبة .
ووصف السيد الميرغني في حوار خاص ل " الشرق " مبادرة السلام التي تقودها قطر لحل أزمة دارفور بأنها " تشكل فرصة ذهبية لطي هذا الملف الشائك والوصول الى سلام عادل يوقف الحرب والدمار ويحقق التنمية والاستقرار وينهى مظاهر الوجود الاجنبى وحشود الجيوش والمنظمات المرتبطة بالأزمة " .
وكشف السيد الميرغني الذي يقود أحد أكبر وأعرق حزبين سياسيين في السودان بأنه كان أول من رشح قطر للقيام بدور لحل أزمة دارفور وذلك عندما زار الدوحة في شهر مايو الماضي والتقى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وتهنئته على نجاح المبادرة القطرية في لبنان .
وقال انه في تحرك دائم وتواصل مستمر لإنجاح هذه المبادرة ، وإقناع كل الجهات التي ترفض الحلول العربية لمشكلة دارفور ، مشيرا في هذا الصدد الى أن وفود الحزب الاتحادي الديمقراطي شرحت لبعض ممثلي الحركات المسلحة المتحفظين على الدور العربي بان المبادرة القطرية تشكل تطوراً نوعياً مهماً فى المواقف العربية تجاه أزمة دارفور.
وأكد الميرغني أن مبادرة او ملتقى " أهل السودان " المنعقدة حاليا في السودان يمكن ان تشكل خطوة فى اتجاه تسريع الحل ، مشيرا الى إنها تتكامل مع المبادرة القطرية ولا تتقاطع معها وان العبرة في نهاية المطاف تكون في نتائج ذلك الملتقى والذي تمنى ان يخاطب جذور المشكلة وينال توافق ورضاء وقبول كل أهل السودان الذين شاركوا فيه .
وفيما يلي نص الحوار:
ماهي في رايكم فرص نجاح المبادرة القطرية لحل أزمة دارفور ولماذا فشلت المبادرات السابقة في حل الازمة.؟
نحن أول من رشح قطر للقيام بدور لحل أزمة دارفور وأذكر عند زيارتنا الأخيرة لدولة قطر الشقيقة فى مايو الماضي كانت الدوحة تستضيف حوار الفرقاء اللبنانيين الذى توج بالوصول الى اتفاق أزال الاحتقان عن المشهد السياسي اللبناني وبدد شبح الحرب.
وقد قدمت التهنئة لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر على النجاح الكبير فى لبنان وتحدثت مع سموه الكريم خلال استقباله لنا فى لقاءين حول تطورات الأوضاع فى السودان وسبل حل قضية دارفور وعبرت له عن رغبة أهل السودان فى ان تقوم قطر بدور لحل أزمة دارفور وجمع الفرقاء فى الدوحة وكان ذلك فى مايو الماضي 2008م قبل اجتماعات الجامعة العربية بكثير.
وقد أبدى سموه استعداده التام للمساعدة في حل قضية دارفور أو أي قضايا أخرى في السودان وشكرناه باسم الشعب السوداني علي جهوده الخيرة الرامية الى تحقيق الاستقرار والسلام والتنمية والرخاء بالسودان.
ولو لا قناعتنا وإيماننا بأن قطر مؤهلة للقيام بهذا الدور ما كنا طلبنا منها ان تقوم بذلك وعليه فإننا متفائلون بنجاح المبادرة القطرية ونرى ان فرص نجاحها كبيرة جداً ونحن الآن نسعى للمساعدة فى إنجاح الاجتماع المرتقب ، وسوف نعاونهم فى ذلك كما سنعمل على امتصاص الغضب الموجود داخل فصائل دارفور وسنبذل من جانبنا جهدا للقيام بهذا الدور المساعد وان شاء الله نوفق في هذا الأمر.
صحيح ان الأمر ليس سهلا وان الطريق ليس معبدا وهناك تعقيدات فى ملف دارفور الا إننا نعول على الحكمة والحنكة المعهودة لدى القيادة القطرية والإرث القطري الحافل بالانجازات على هذا الصعيد بالإضافة للدبلوماسية الخلاقة لقطر المرتكزة على التوفيق والتقارب والمتجاوبة مع جملة من القضايا على الصعيدين الاقليمى والدولي،
وكل هذه العوامل ستساعد فى ضمان نجاح المبادرة القطرية وما يميز المبادرة القطرية عن غيرها من المبادرات ويوفر لها فرص النجاح ان قطر وسيط محايد ونزيه وهى على مسافة متساوية بين جميع الفرقاء كما ان مبادرتها تحظى بدعم وتأييد أهل السودان و تتمتع بمباركة وموافقة الدول العربية والإفريقية وترحيب المجتمع الدولي وهذه تعد أسبابا إضافية لضمان النجاح والتوفيق بإذن الله تعالى.
وندعو كل الأطراف للتجاوب مع المبادرة والتعامل معها بالجدية المطلوبة لأنها تشكل فرصة ذهبية لطي هذا الملف الشائك.والوصول الى سلام عادل يوقف الحرب والدمار ويحقق التنمية والاستقرار وينهى مظاهر الوجود الاجنبى وحشود الجيوش والمنظمات المرتبطة بالأزمة.
ولدينا تشاور وتنسيق مستمر مع الإخوة المسؤولين بدولة قطر الشقيقة لتبادل الأفكار والرؤى لضمان نجاح هذا المسعى القطري الذي بلادنا أحوج ما تكون اليه أكثر من اى وقت مضى.
هل تعتقدون أن الظروف الأقليمية والدولية أصبحت مواتية للدفع بحلول سلمية لملف أزمة دارفور ؟ .
كنا باستمرار نحذر من تبعثر قضية دارفور بين العواصم المختلفة و ندعو الى الحلول الوطنية لأزمة دارفور ولكن البطء فى التعامل معها جعلها تخرج من محيطها المحلى الوطني لتصبح قضية دولية تنظر فى مجلس الأمن، وتناقش فى الأمم المتحدة، وتشكل حضورا فى المحكمة الدولية.
ان المناخ العام خارجياً قد لا يقود الى الوصول الى اتفاق بسهولة ويسر و لكن فى خاتمة المطاف فهى قضية سودانية وحلها يأيدى السودانيين خاصة أطراف النزاع. ونحن من خلال اللقاءات العديدة التى عقدناها مع مسؤولين دوليين وممثلين لبعض الدول أكدوا لنا ان بلدانهم ترحب باى جهد يصب فى خانة حل الأزمة وتشجيع أطراف النزاع لاستئناف الحوار والتفاوض وصولا لإقرار التسوية ووعدوا بأنهم يباركوا ويرحبوا باى اتفاق تتوصل له الأطراف السودانية ومنها تنبع أهمية إنجاح المبادرة العربية برعاية قطر لأنها تنطوي على مصلحة الوطن ومصلحة أهلنا في دارفور .
ونحن في تحرك دائم وتواصل مستمر لإنجاح هذه المبادرة ، وإقناع كل الجهات التي ترفض الحلول العربية لمشكلة دارفور وقد شرحت وفود حزبنا لبعض ممثلي الحركات المسلحة المتحفظين على الدور العربي بان المبادرة القطرية تشكل تطوراً نوعياً مهماً فى المواقف العربية تجاه أزمة دارفور لذلك ينبغي دعمها وتأييدها.ونحن على ثقة ان المبادرة القطرية بعون الله وتوفيقه ستؤتى ثمارها فى القريب العاجل سلاماً لدارفور واستقراراً للسودان وإعماراً وتنمية لما خربته ودمرته الحرب فى دارفور.
ماهي في رايكم سبل تحقيق السلام السياسي والاجتماعي لاهل دارفور ؟.
لا سبيل لتحقيق سلام سياسي واجتماعي حقيقي بدارفور الا بعد الوصول الى تسوية مع الفصائل المسلحة أولا. ومن ثم بعد ان تهدأ الأحوال الأمنية، ويعم السلام ربوع الإقليم المضطرب ،يتم عقد ملتقى الحوار الدارفورى الدارفورى بمشاركة الكافة لإقرار سلام اجتماعي حقيقي يؤدى الى التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي بين مكونات دارفور لتعود الحياة الى طبيعتها بالإقليم.
الي أي مدي يعتبر تناغم الجهدين القطري والسوداني ممثلاً في مبادرة أهل السودان وسيرهما جنباً الي جنب داعماً للوصول الي حل الأزمة ؟.
إننا فى الحزب الاتحادي الديمقراطي ومن خلال مواقفنا المبدئية نرحب وندعم اى مساعي او جهود تؤدى الى تحقيق السلام فقد شاركنا فى الملتقى وسوف يطرح وفدنا رؤيته الخاصة بحل ازمة دارفور التى أعدتها دائرة دارفور بالحزب والمتضمنة للمطالب العادلة والمشروعة لأهل دارفور وحقهم فى الحياة الكريمة ونأمل ان يخرج الملتقى ببلورة موقف موحد ورؤية شاملة لحل الأزمة تطرح للحركات المسلحة فى ملتقى الدوحة للتفاوض والحوار حولها بعيداً عن التعصب لإنجاح المفاوضات .
ومن هنا يمكن لمبادرة اهل السودان ان تشكل خطوة فى اتجاه تسريع الحل وهى بالتالي تتكامل مع المبادرة القطرية ولا تتقاطع معها وتبقى فى النهاية العبرة بنتائج الملتقى التى نتمنى ان تخاطب جذور المشكلة وتنال توافق ورضاء وقبول كل اهل السودان الذين شاركوا فى الملتقى والذين لم يشاركوا طالما ان هدف الجميع هو تحقيق السلام.
وندعو الجميع حكام ومعارضين للسمو فوق العصبيات الحزبية الضيقة في وفاق وطني شامل وينبغى ان يكون ملتقى أهل السودان سبباً للتقارب وليس وسيلة للتباعد، ومكانا لوحدة الصف الوطني وليس ساحة للفرقة والشتات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
طارق عبد اللطيف نقد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست