|
حب عن بعد ( جون ورقة ومحمد الحسن قيلى )
|
Quote: من وحى الأخبار محمد حامد جمعه حب عن بعد غيب الموت، والقتل الغدر المهندس محمد الحسن قيلي، فقيد الإذاعة السودانية والإعلام ببلادنا، نعاه الناعي ربما لخاصة أهله ومعارفه وزملائه، ثم سرعان ما تمددت سحابة الحزن فسارت وهطلت ناثرة قطرات الحسرة على الفتى في كل المليون ميل مربع. ملايين السودانيين عرفوا الفتى وألفوا وقع اسمه وصداه يتمدد عبر أثير الإذاعة الوطنية و(هنا امدرمان ) من خلال خاتمة عبارات (النقل المباشر ) التي دأب المذيعين على دمغ مواقيت النهايات بها . منشط سياسي أو اجتماعي، مواجهة في كرة القدم، مباراة للهلال والمريخ بين صراخ الرابحين وعويل من خسروا ، في موج نشوة النصر ، وإحباط الخسارة يتداخل الهدير والصخب بتحيات الرشيد بدوى عبيد للمهندس محمد الحسن قيلي وجون ورقة ، وهذا أشهر المشاهير المظلومين في هذا البلد ثم يكتمل العقد بالمهندس رفعت الكامل وآخرون لا اذكرهم لهم التجلة . هذا الحضور لاسم فقيدنا الراحل في المنشط والمكره ، وثق سيرته في أذهان الناس وحفظ اسمه بينهم ، والسودانيون أوفياء ، خلص ، أحبوا هذا الطاقم رغم ان الغالبية الساحقة منهم لا تعرف عنهم شيئا لكن تلك الجموع احبت قيلى و(ورقة ) ، بظهر الغيب مثلما يحب الناس فى بلادي (محمديه ) ومحمد عثمان وردى وهيثم مصطفى و(العجب ) وعوض صديق و(اللحو ) وكثير من الاسماء والاشخاص الذين قد لا يكون بعضهم قد التقى بالمواطن فلان أو تعرف عليه فى حياته لكن تنشأ رغم البعد والابعاد وفروق مواقيت الزمان والمكان علاقة من الود والتقدير والاخاء . بتلك المشاعر افتقد السودانيون بالامس (محمد الحسن قيلى ) ، قرات سطور الحزن فى نبرات الاحاديث و(الونسات ) ، رسم الاسف غلالة من الاسى على وجوه الراجلين والساعين فى حارات وشوارع المدن السودانية من حواف الشمال الى اقصى الجنوب ، الفقيد كان فعلا (عزيز قوم ) ، رحل بخاتمة الموت والغيلة ، ولا راد لقضاء الله . هذه ميزة ان تكون انسانا مفيدا ، وفاعلا ، تقدم خدمة ورسالة وواجب يخرج من بين ارهاقك الخاص ليكون نورا للجميع ، وهكذا فى تقديرى كان رسالة المهندس (قيلى ) لطالما من بين اصابعه وانامله ومعالجته للسالب والموجب والياف الاتصالات خرجت حمامة البشارة بنصر هنا ، أو طارت لتنقل حدثا هناك ، يكون قوميا ربما يكون مخصوصا ربما لكنه فى اخر الامر يكون مهما عند طائفة من الجمهور ، يتلقى فى اخر الختام تحيات جون ورقة ومحمد الحسن قيلى ورفعت الكامل و(محكر ) قبل العودة الى الاستديوهات الرئيسية بام درمان . رحم الله الفقيد واحسن اليه ، وابدله دارا خير من داره ، واللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا اجره
|
|
|
|
|
|
|