|
وصااااااايا الحكماااااااء
|
1. إذا اخترتم قائداً أو حادياً في جمعكم ، فاختاروه من الذين إذا تعبتم ينتخي لكم ليقوكم ، وإذا تمكنتم انتخى بكم ليدافع عن حقكم ، وإذا ضعفتم يسندكم ويقويكم بما ترونه من قوة همته ، وإذا طمعتم عفّ ، وإذا تخليتم ، أو ضعف تمسككم بما هو أساس ، ازداد تمسكاً به والدعوة إليه .. يحفظ الأمانة ، ويرعى الذمم ، تفتخرون به في الملمات ، ويفخر بكم بين الأمم والشعوب ، ولا يعجزه طول الطريق ، ولا يعييه كثرة الأعداء ، ولا تصيب مباهج الحياة عيونه وضميره وعقله ، بغشاوة ، أو صدأ ، أو عشو ، ولا يقدم عليكم من لا يصلح ليكون مقدمكم ، وإذا تعذر عليكم أن تتبينوا فاختاروا من هو الأفضل في الصفات بين من تعرفون صفاتهم المميزة .. وفي كل الأحوال ، ليكن من تختارونه قائداً في جمعكم أعلى صفات منكم ، أو مثل من هو الأفضل بينكم بسيفه وعقله ، وعفة نفسه ، وأن يخجل من الدنية ، ويعتبر الهزيمة عاراً ، وليس من بين من يغالط ليقلب وصف الألوان والحقائق ، فيخلط بين الأبيض والأسود ، أو يساوي وفق قياساته بين الشريف وغير الشريف .. أو بين المناضل وغير المناضل ، ولا يجفل من طمع الأجنبي في الأمة وحقها لتكون وفق اختيارها .. أو يتخلى عنها عندما تكبو ، وينتسب إليها عندما ترتقي .. أو ينسب الى نفسه ميزة ليست فيه .. وأن لا يكون كلامه مناقضاً لفعله .. وفي أدنى ما يتوجب ، ينبغي أن يكون قوله دستوره ، وقراره ملزماً لنفسه أولاً ، وإلا فالأفضل نسبياً ، والحامل من هذه الصفات ما هو أفضل من غيره ، وأقلهم هنات بينهم .. واضحة خلفيته ومواقفه ، لا يعيبكم الأعداء به ، أو يستصغرون شأنكم عندما يمثلكم أو يتولى دور القائد فيكم . 2. على من يحمل صفة قائد أو موجه في المجتمع ، أن لا يتحرك مداً وجزراً في قناعاته وموقفه في ضوء حركة العامة من الناس ، حسب متغيرات الهوى ، أو ما يصيب النفس من اضطراب جراء صعوبات الطريق ، أو يصيب العقل من بلبلة جراء اشاعات أو دعايات يطلقها من يطلقها عبثاً أو لأغراض بعينها ، وانما في ضوء كنز الحقيقة الذي يستند إليه مما يعرف عن موقف حزبه الأصيل ، ومسيرة ثورته الشجاعة الأمينة ، وأن يتذكر أنه وليس غيره بوصلة الطريق ، إذا تاه التائهون في صحارى الجدب الذي يصيب روح من يصيبه أو فكره أو بناءه النفسي ، أو تصاب عيناه بغشاوة .. وعليه ينبغي أن لا يتخلى عن دوره وموقفه ، ويركض مع الراكضين الى أمام أو ارتداداً الى الخلف ، وليس غير أهلها من يتوجب عليهم اصلاح الحياة أو مركبها إذا ما أصابهما عطب وليس من بين واجبات وسمات أهلها التخلي أو الوقوف مع المنتظرين أو المبهوتين بموقف أو حال لم يكونوا يتوقعونه .. وفي كل الأحوال ليس لمن هو بهذه الصفة أن يكون ممن يقفز من مركب الحياة أو الموقف خارجهما ، وانما عليه تقع مسؤولية الاصلاح ، ليستمر الابحار موفقاً أميناً ، فإنه يحرك الآخرين ، بعد أن يرسم لهم ببوصلته المعهودة خط المسيرة وأهدافه ، وليس من يحركه الحال من الخارج سلباً أم ايجاباً ، بما يبعده عن علامات الطريق الذي اختاره لنفسه ، أو تختاره له قيادته التي منحها ثقته ، وفق اختيار الزمن الصعب ، والطريق الطويل . 3. زِنّ أحكامك وكلامك كما الجواهر الثمينة وتذكر أن اياً منهما لا تقوم عليه الضرورة المتصلة بهدف بعينه يصير بلا معنى ، وقد يصيبه من يصيبه بضرر لا مسوغ له ، فتوخى الدقة في أحكامك ، واقتصد في كلامك وصوبهما الى أهداف مشروعة ، وأجعل قاعدة مشروعيتهما ، ومستوى اللياقة فيهما ، والقبول بهما ، إذا اجتهدت من غير سابقة تستند إليها ، ما هو جيد ومعتمد من أغلبية الخيرين في محيطك الاجتماعي ، وتذكر أن سهمك يحتاج إذا أردت أن يكون نافذاً في هدفه ، الى عمق حكمة في توقيت اللحظة ، مثلما يحتاج الى قوة شكيمة وترو ، بخلاف السهم الطائش ، وأن ما يطلق في الهواء غير ما يحتبس في العقول والصدور ، ولا تتردد في قول الحق ، ووصف الباطل ، والنهي عنه ، والنطق بالحكم الصحيح والموقف الذي لابد منه حيثما وجب . 4. إن الفرصة التي يضيعها عليك التسرع أو العجلة ، أو التهور وعدم التحسب ، قد تسترجعها لك حكمتك أو حكمة من يهمه أمرك ، فلا ترهق حكمتك أو حكمة غيرك بما هو ليس في حكم الضرورة ، ولا تفقد بها الأمل في امكانية اصلاح ما اصابه عطب ، ولا تجعلك صفاتها تتردد حيث يقتضي الحسم والاقدام ، إذ أن الحسم وفق ظرفه وموجباته وفي لحظته المناسبة حكمة عظيمة مثلما هو اقتدار كبير .. وأعلم أن التروي ميزة لمن يحملها ، ولكن التردد كالجبن من اسوأ الصفات . 5. كثر من الناس يفكرون بما هو لهم قبل أن يفكروا بما هو عليهم ، وقلة منهم يفكرون بما هو عليهم قبل أن يفكروا بما هو لهم ، وقعر الضعف من يفكر بما هو له ، من غير أن يعنيه ما هو لغيره عليه ، فكن من القلة الفاضلة ، اولئك الذين يفكرون بما هو عليهم ويقدمونه على ما هو لهم ليؤدوه ، وبذلك تكون أقرب الى الطريق الذي يرضي الله والناس ، ولأنك قائد في المجتمع فأجعل هذا واحداً من أبرز صفاتك ، لتقود قيادة ناجحة ومؤثرة . 6. عندما تكلف رفيقاً بمهمة ، أشعره بأنك معه ، وليس رقيباً عليه ، وتصور نفسك في موقعه ، وبمواجهة نفس ظروفه ، لكي لا يكون تكليفك اياه بمهمة فوق طاقته ، فتضعف اعتباره ، وتفوت على حزبك فرصة ينبغي ان تغتنم بقدرة تناسبها ، أو تضيع عليك إذا كلفته بمهمة ، أقل من قدرة من تكلفه بانجازها ، ولاحظ المستجدات ، وطور قدراتك بموجب استحقاقها .. وفي كل الأحوال ، اعتن بإعداد رفاقك ليكون كل منهم مهيأ لانجاز مهمة وصف مستواه ، وإذا ما أتيح أمامك أن تختار ، فأختر لكل منهم نوع المهمة المناسبة لقدراته ، ونوع اهتماماته ، أو تخصصه وتجربته ، لينجز مهمته بمستوى أعلى وأدق مما يمكن من مواصفات ، بأقل ما يمكن من تضحية وزمن . 7. عندما تكلف رفاقك بمهمة ، أشرحها لهم ، ووضحها بدقة هي والهدف أو الأهداف التي تتوخاها ، ووسائل انجازها الرئيسة ، مع البدائل حيثما كان ذلك ممكناً ، واشعرهم بما يكفي من الثقة بقدراتهم على انجازها ، وأبق هامشاً مناسباً ليجتهدوا بما يناسب مستجدات ، أو متغيرات تفاصيل الميدان ، التي ليس بامكانك أن تراها كلها ، لتنمو لدى رفاقك قدرات الاجتهاد والدور القيادي ، وتذكر أنك رفيق رفاقك ، وليس محض آمر عليهم فحسب ، وأن أساس قوتك عليهم هو تأثيرك فيهم ، على اساس القناعة بك وبدورك ، إن لم يكن ابتداء وعند خط البداية ، فعلى مسافة من الزمن والتجربة حتماً . 8. لا تكن ثقيلاً في وسائلك وحضورك وتعاملك على الوسط الشعبي ، وتعامل معه وفق ما يجعل قرارك عليهم كأنه قرارهم على أنفسهم لينجزوه ، ولا تلح على ما لا يستطيعونه ، إلا بعد ان تنمي فيهم القناعة بأن ذلك واجب لا يجوز اهماله .. وتذكر أن القناعة بما ينبغي ، أفضل من تنفيذ ما يجب من غير قناعة ، إلا في الأمن القومي ، وسيادة الوطن وحماية السمعة ، وصون الشرف ، أو في أمر يقع ضمن حالة طوارئ ملحة . 9. أسبل أشواكك أو أجعلها مخضدة مع من لا تحتاج أن تتعامل معهم إلا بالمنطق والعقل وابرزها في الوقت والى المدى المناسبين على من لا يرعوي إلا عندما يراها مهيأة .. ولا تكن جداراً يصعب التعامل معه ، والتعرف على خواصه ، ولا جداراً واطئاً يسهل تسوره ، أو يتوهم في ذلك عدو أو جاهل يقل أدبه ، وتضعف في نفسه روح الالتزام والمسؤولية ، وأجعل لنفسك سبيلاً بينهما ، لتسهل مهمة الرفيق والصديق ، وتحجز السوء عنك بوجه من يقصد ذلك . 10. تذكر ان ليس هنالك ما هو أكثر وجعاً وإيلاماً من اللسان ، إن جاء على حليم يحفظ لسانه عن الناس ، فأحفظ لسانك عن الناس ، واحفظ ألسن الناس عنك ، ولا تقل في أحد شراً ، إلا شرير لا يخاف الله ، ولا يرعى حقوق الناس ، وتذكر أن السكوت موقف أحياناً ، مثلما عدم التصريح بما يجب بوضوح ، حيث ينبغي هروب ، وقد يكون إثماً وعاراً . 11. لا تجعل عقلك بلا ذراع ، ولا ذراعك من غير عقل ، وأجعل ضميرك نقطة الموازنة فيهما ، لكي لا يمتد الذراع أو يعمل خارج سيطرة العقل ، أو يقصر الى الحد الذي لا يبقي للعقل همة تكون الأساس لكي يكون مقنعاً وفعالاً معاً . 12. إن قدرة الإنسان ، مع سمعته ، كنزه العظيم ، فأحفظ سمعتك ، وأحفظ سمعة الناس فيك ، وضع لقدراتك أسبقيات فعلها مقسمة على زمن ، لينجز كل من عناوينها وفق زمنه ، وتذكر أن الزمن لا يتكرر ، والطاقة الطائشة أو التي لا تحثها لتحضر في وقتها المناسب ، وفي اتجاهها وعلى عنوانها الصحيحين ، تعتبر كأنها هدرت ، من غير أن تعقبها ثمرة أو أثر جيدان ، فلا تدع فرصة قدرتك تضيع عليك ، أو أن يمر الزمن من غير أن يملأه فعل موجه . 13. أفضل ما يذكر الإنسان بقدراته العظيمة ، هو أن يكلف بما ينمي لديه هذا الشعور ، وأن يتبين في فعل الآخرين ما يوحي له بذلك ، فتعامل مع من تدربهم عليه على اساس حضور هذه الخلفية في تفكيرك وفعلك ، واختر لمن لم يكتشفها في نفسه كما يجب تكليفاً يناسب أهم أفضل خصاله ، التي يعرفها لتجعل منها مختبره ، وليثق بامكانية تشغيل قدراته تحت عناوينها الأخرى ، ولا تكلفه بمهمة لا يحث فيها إلا قدراته التي لا يثق بأنه قادر على أن ينجز فيها مهمته ، وتدرج معه من الشاطئ الى الأعماق ، وإذا ما تعلم العوم ، تعامل معه بثقة وكند إنساني ورفاقي مكافئ ، وأخف عنه دور المعلم ، حتى عندما تحتاجه معه أحياناً كلما استطعت الى ذلك سبيلاً . 14. إن الشعب يكره أن ينافسه حاكم أو قائد في تنمية ورعاية المصالح الذاتية ، وينكر على من يقول بصفة القيادة هذه الصفة ، ويرفض أن يستأثر عليه بمصلحة ذاتية ، ولذلك على من يسعى ليكون قائداً في شعبه ، أن يكون أمامهم ، وفق أفضل صفاتهم ، ويكون موجههم وخلفهم عند التنافس على مصالح ذاتية . 15. إن المسؤولية شهادة عمل ، وخدمة قيادية من موقعها .. وأن الأداء على أساسها هو الذي سيمنح شهادة النجاح فيها ، وهي ليست مكسباً ذاتياً ، أو امتيازاً شخصياً ، وانما هي في جانب منها لوح زجاج شفاف أمام النقد ، وليست درعاً أمام الحصى ، إذا ما رمي على من يرمى عليه باستحقاق .. وهي بيرق لمن يرفع بها المبادئ عالياً ، وليست فرصة ليكسب من يحاول أن يكسب على حساب معانيها .. وقد تكون الى الجحيم أقرب منها الى الجنة ، لمن لا يرعى قياساتها ، ومرتكز قيمها ومعانيها ، والى غضب الله أدعى من رضاه ، والى سخط الشعب والمناضلين أدعى لمن يتبوأها ، بدلاً من رضاهم ، والى إصرارهم على الضد منه أدعى من تسامحهم معه .. فأذكروا ذلك وتذكروه ، ولتكن مبادئ الحق والعدل والإنصاف طريقكم ودرعكم ، وإليها تستند سمعتكم وراياتكم ، لا الى طريق الشيطان واصحاب السفه في النظرة الى الحياة والتعامل معها .. وإياكم وطريق النهازين فإنه عار في الدنيا والآخرة أمام النفس ، لمن يختلي بنفسه ، ليحاكمها على القياسات الصحيحة لموقف البعثي الأصيل مثلما هي أمام الناس أجمعين وأمام التاريخ .. وأعلموا بأن كل شائن بائن ، لا محالة أمام الناس مثلما هو أمام الله العزيز العليم ، لا تدرأه سلطة أو جاه ، ولا يلجمه حديد ونار أو مال ، وأن الشعب يعرف القوي من الضعيف وليس ما يسئ الى المسؤول أكثر من ضعفه أمام نفسه ، وضعفه أمام أعداء الشعب والأمة .. وأعلموا أن الحياة الدنيا زائلة ، لمن ليس له فيها اثر ينطوي على معنى أعظم للذكر الحسن ، وباقية في معنى ما يذكر من فعل الإنسان الذي يستحق الذكر الجمعي .. فأعملوا لئلا تسوَدّ وجوهكم أمام الله والناس وأنفسكم في الدنيا والآخرة . 16. لا تكن لحماً من غير شوك أو حسكاً فتغري من يأكلك إغتصاباً ، ولا عظاماً وشوكاً ، وحسكاً من غير لحم فلا تجد من يكون حولك ومعك ، ووازن حالك بالحالين لتعيش عزيزاً كريماً مقتدراً مؤثراً معافى ، يخطب ودك الصديق ويهابك العدو . خير لك أن تكون مظلوماً فتهزم ظالمك ، وتنتزع حقك منه ، من أن تكون ظالماً ، فيهزمك من تظلمه ، وينتزع حقه منك ، وإذا كان لك اختيار بين الحالين ، فالأفضل أن لا تكون ظالماً فتهزم ، أو مظلوماً مما يتوجب أن تهزم من ظلمك لتنتزع منه حقك انتزاعا.
|
|
|
|
|
|