|
الحركة تهزم تطلعات الجنوبيين
|
بعد ما ظل الجنوبيون ينتظرون تدفق البترول سنين عددا ، أملاً في تنمية واستقرار يعم ربوع الجنوب ، يفاجأون اليوم باخبار فضيحة الاسلحة المدوية التي ابتلعت الملايين من البترودولادر..فقد تلقت تطلعات الجنوبيين ضربة قاصمة ، لأنهم لا يرغبون في اندلاع الحرب مجدداً فحسب وانما يتطلعون ايضاً الى الطرق السريعة التي تربط المدن المختلفة ، والى المستشفيات التي تقضي على الامراض المستطونة والى المدارس والجامعات التي تمحو الأمية المتفشية ، وفوق ذلك يتطلعون الى علاقات أخوية مع اخوتهم في الشمال لا يعكر صفوها بناء ترسانات الأسلحة ، لكن الحركة الشعبية تأبى إلا أن تهزم هذه التطلعات المشروعة ، فقد ظن الكثيرون خطأ أن توقيع اتفاقية نيفاشا يعني التزامها بالسلام. وما يخشاه الحريصون على السلام أن تكون هذه الشحنة القاتلة التي اكتشفت صدفة وأوقعها حظها العاثر في أيدي القراصنة الصوماليين، ليست الا قمة جبل جليد غطته المياه عدا قمته. فكم من شحنة دخلت خلسة الى الجنوب؟..المنطق يقول ان عددا كبيراً من الاسلحة دخلت ، لأن عدم الشفافية والفساد يسيطران على تعاطي حكومة الجنوب مع البترولية ، فضلاً عن مظاهر البؤس والفقر التي لا زالت تتشح بها قرى ومدن الجنوب. وإن كانت هناك ممارسة ديمقراطية حقة فليقم برلـــــمان الجنوب بمساءلة حكومته ، ومطالبتها بتفسيرات مقنعة لأنباء هذه الفـضـــيحة التي سار بها الركبان وتداولتها اجهزة الاعلام الغربية والشرقية. وذلك أسوة بلجنة الدفاع والعلاقات الخـــــارجية بالبرلمان الكيني التي شرعت في عملية تحقيق واسعة النطاق بشأن هذه القضــــية الخطيرة. لكن هناك من يخشى أن تمضي حكومة الجـــنوب في غيها وتهدر مزيداً من أموال البترول وتدفع الفدية مباشرة أو عبر وسيط لتخليص السفينة من أيدي القراصنة ولأن أموال البترول أموالاً سائبة فقد لا ترى الحركة أن فدية قدرها عشرون مليون دولار شيئاً كثيراً.
نقلاً عن صحيفة الرائد
|
|
|
|
|
|
|
|
|