10-10-2002 إلى 10-10-2008 أطفىء الشمعة السادسة

Quote: أضراب الأطباء لزيادة الأجور.. كيف يضرب الطبيب؟ حضرت الى المستشفى فى اليوم المزمع للإضراب مبكرا كعادتى. لم أدخل الحوادث رغم تكدس المرضى. ذهبت إلى الإستراحة وشغلت جهاز التكييف وأنا مهموم بحالة أولئك المساكين. جاءنى المدير الطبى فى الأستراحة وطلب منى تغطية الحوادث.. فرفضت . هددنى برفع إسمى للوزارة وحينها سيتم رفدى من العمل. فلم ابالى بل اعطيته إسمى بالكامل للجد الرابع فليس لدى ما أخسره سوى دراهم معدودة لا تغنى ولا تسمن. أحد زملائنا الأطباء توجه فورا إلى عيادته جوار المستشفى والتى إكتظت بالمرضى بعد أن علموا بإضراب الأطباء. اليوم بالنسبة إليه عيد. أما أنا فقررت المكوث بداخل المستشفى حتى إنتهاء دوامى.. وما هى إلا سويعات وبدأت أتململ. وبغير وعى ذهبت لمبنى الحوادث لأرى هل إنفض المرضى أم ما زالوا يتواجدون. يا للهول . وجدت العشرات من المرضى منتشرين .منهم من يرقد على البلاط ومنهم من يتأوه من المرض. وجوههم كالحة عليها البؤس والفقر المدقع. إنتبهت فجأة على يد تجذبنى من ذراعى. إلتفت فإذا أجدها إمرأة تبكى تحمل إبنها المصاب بالإسهال. عليك الله يا دكتور شوف ولدى دة. هذا ما قالته. والله لم أستحمل رؤية دموعها المنسابة. ولجت لمبنى الحوادث وطلبت إدخال الحالات الطارئة فقط. الكل يدعى أنه حالة طارئة. أتفهم ذلك . فالالم تبقى الام حتى الصداع البسيط أو وجع الضرس تجعل المريض فى حال صعبة. بئس الحال الذى أوصلنا لجرم كهذا. لم أخرج إلا وأنا أكتب العلاج لاخر مريض. أجد متعة وراحة نفسية فى معالجة الفقراء والكادحين والبسطاء. لذلك ترانى أتنقل من قرية إلى قرية ومن ريف إلى ريف