|
|
 الرؤيا لا تنبئ بالخير !..
|
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
اهتم جداً باخبار الوالى مالك عقار لاسباب كثيرة ، منها اننى ادين بالفضل للنيل الازرق و لسنار الثانوية التى علمتنى واعطتنى اميز الصحاب ..، ولاننى اعتقد ان النيل الازرق هو فرمالة السودان اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.. ولان مالك عقار على صلة واهتمام بالثراث المحلى لاقليم ( فازوغلى ) !
.. ولى سبب آخر يجعلنى أتتبع اخبار السيد مالك عقار لكونه أول من تمرد على الاوضاع فى الانقسنا .. وللعلم فان حال الانقسنا ــ ايها السياسيون ــ تسألون عنه يوم الموقف العصيب ! .
لى سبب آخر ايضاً قد يكون مفيداً لمن يعتقدون بشوفينية مالك عقار .. فقد انقذ مالك عقار احد اصدقائى من الموت المحقق ليس لكونه جلابى فقط ، بل لكونه شاعراً ايضاً! ..
فى ايام الغابة و الاحراش ضربت الملاريا مقاس (xzy) ! معسكراً من معسكرات قطاع الانقسنا فى الجيش الشعبى لتحرير السودان ، وشارف اربعة من بنجات القطاع على ان يقولوا باى باى للحياة الدنيا ، تم إبلاغ القائد عقار بالامر ، وجرى بحث فى مخازن الجيش، بحثاً عن دواء .. وُجدت جرعة دواء واحدة .. امر مالك عقار باحضار دوسيهات و فوائل الذين يتوقع ان يودعوا الحياة بعد هنيهات.. واصدر بعد ذلك قراراً بتجريع الدواء الثمين للجلابى عبد المنعم رحمة الله وقراءة الفاتحة على رفاقه ..
بعد ان عاد ود رحمة الله من إغماءته الطويلة حياً يرزق ، تصفح اخبار الذين كانوا معه فى جولة الملاريا السرمدية داخل الجسد السودانى ، قيل له ان البنج مالك عقار امر بان نسقيك انت وحدك اكسير الحياة .. بينما ذهب الرفاق الى الخلود ، وتنتظر انت الآن الى أجلٍ مسمى !..
الغريب ان ود رحمة الله ( إحتج) على عملية تثبيت إسمه مرة اخرى فى عداد البشر الاحياء ، وكانت مبررات مالك عقار لذلك انه كقائد تفحص دوسيهات جنوده ، ووجد ان ود رحمة الله يتميز على رفاقه بحالة كونه شاعر وضابط إعلام ، ورأى كمحض عسكرى ان حياة الشاعر هى الافضل لمنفستو الحركة الشعبية ..
وهكذا عاش ود رحمة الله الذى قال فى السبعينيات ، فى مدنى الثانوية هذه الابيات :ـ
( يارب الاخضر واليابس.. المتحرك والثابت .. اصل الاشياء هواك )..
وعلى عادة الشعراء الذين لا بد ان يتعاطوا النسيب اطلق الشاعر نبوءته الحزينة التى تحققت ،، حين قال فى ذات القصيدة ان( الرؤيا لاتنبئ بالخير) !..
عاد ودرحمة الله الى شندى ، والى الخرطوم والى الحصاحيصا ، وهو لا يرى فروقاً بائنة بين الموت والحياة ، ولا يرى إختلافات بائنة ــ فى واقعنا ــ فى ثباته وتدحرجاته ، و لا فى يباسه وإخضراره ..
ولما كان ود رحمة الله رقيقاً مثل النسيم فقد استكثرت عليه ان يكون ، وهو بهذه الوداعة (مجاهداً)!..
تذكرت هذه الحادثة وانا اتلقى اخباراً من الدمازين تشير الى ان السيد مالك عقار يباشر الآن بناء صروح لتوثيق التراث والثقافة بالنيل الازرق..
ارجو الا ينسى السيد عقار المهمش (حسين مرفعين ) ذلك الشبل الذى ناضل على طريقته فى جبال الانقسنا إحتجاجاً على التهميش قبل ان يتسمى بادبياته الحالية .
وألاينسى ان هناك قطاطى كثيرة فى النيل الازرق ( كالعير فى البيداء )،، تحمل دروبها اسلاك الكهرباء الى الخرطوم وتنام فى الظلام !.
ولاينسى ايضاً ان الروصيرص جنة السودان تشرب بمبادرات من أصحاب الكارو .. وقطعاً انه لن ينسى الملاريا قليلة الحياء التى ربما كانت تكن إحتراماً خاصاً للشعراء فى الزمان القديم ، ولا تزورهم الا فى الليالى المقمرة فقط!
..
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست