|
القمر فى كنانة!..
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ تحتضن كنانة أهل السياسة فى لقاء جامع من اجل البحث عن حل لمشكلة دارفور .وتعتبر كنانة اكبر منتج للسكر فى الشرق الاوسط ..وهذا المصنع بنته مايو ، لكن خيرات قصب السكر كانت ملكية خاصة فى عهد الانقاذ الاول، كان المصنع (مؤمماً) دون إعلان .. والصراحة راحة .. ولا نعرف ما إذا كان التأميم قد الغى بعد التطورات التى طالت الانقاذ فى بداية القرن ؟ أم ان الملكية التأميمية انتقلت من جيب الى آخر ومن إسم الى إسم آخر ، ودون إعلان أيضاً؟. من هو صاحب الحظوة بالملكية الحالية للسكر وقصبو .. سيقولون لنا ان المصنع حق الدولة !.. ما اعرفه ان هذه الدولة ، وبانتاج مصانع كثيرة تعد من اكبر منتجى السكر فى العالم.. بينما ( المساخة ) أبداً لم تفارق .. فالبنجقلى قدر لعين ..والسياسة فى هذا البلد أمسخ من البنجقلى . وإذا اشرق القمر فى كنانة ، والتقى حكامنا السابقين واللاحقين على كلمة سواء .. لا يتوقعن احداً منكم ان يتغير قدرنا مع البنجقلى .. او ننجو من مساخة السياسة المعروفة ،، لان عنوان اللقاء فى كنانة هو البحث عن حلول لأزمة دارفور وليس كل الازمة السودانية .. وداخل بند دارفور الملتهب هناك رغبة حكومية فى إستغلال اللقاء لجهة حلحلة موضوع المحكمة الدولية .. ولا ننسى ان الاحزاب التى تحظى بالمشاركة .. ( المؤتمر الشعبى ما كلموهو!).. هذه الاحزاب لها اشجانها ايضاً .. اول تلك الاشجان ان الاحزاب ،وبقدر التهميش الذى عانت منه فى عهد الانقاذ تطالب بتعويض ما فاتها بمستمسكات عينية مقابل البؤس الذى حاق بها بعد ابعادها من القصر وظل القصر .. كما انها تحاول ــ وهذه ليست المرة الاولى ــ الركوب فى مركب حكومة الوحدة الوطنية على مقاعد مريحة فوق طريق بدون دقداق .. من هنا يتشعب الحديث الذى قد يصل حد اللوم ، ثم ينتقل الى الحدة فى النقاش ، ثم التهديد ، ثم الانسحاب من الجلسات ، وأخيراً التمرد على (الشرعية ) كما هو متعارف عليه فى السيناريو السودانى الذى ( ينصف ) تحت الضغوط من يحمل السلاح. مهما علا صوت التفاؤل ، لا بد من التأكيد على ان الاجندة التى يجب ان يناقشها سياسيو كنانة هى اجندة صعبة ومعقدة.. وقد لا يؤثر إنتاج المصنع للعسل والسكر على طعم المداولات ومساخة المتداولين كما نرى من وقائع التاريخ القريب والبعيد .. لن يؤثر طعم السكر على اجندة كنانة لأن اغلب السياسيين يعانون من مرض السكر .. قد يستفيدون من خيرات المصنع بتسويق الانتاج كما كان يفعل المؤممين .. بهذه المناسبة تحضرنى قصة حدثت فى عهد الانقاذ الاول ،، حين كان السكر فى التموين .. ذهبت إمرا ة من نسوان الشايقية الى الدكان للحصول على حصتها الاسبوعية من سكر التموين ..وبدأ التاجر فى وزن ارطال السكر والمرأة الشايقية تراقب .. أعطاها التاجر كيس السكر وقال لها :ـ دى الحصة التموينية .. الشايقية نجيضة ومدردحة .. احست بالكيس خفيفاً مقارنا بالمرة الماضية .. قطبت الشايقية جبينها وسألت التاجر باستغراب :ـ ياخرابة !.. ده شنو ؟ .. قال التاجر ببرود، وكان رباطابياً :ـ ده سكر التموين يعنى حيكون سيجنال تو؟.. قالت الشايقية :ـ نان مالو كدى مسربق؟ .. قال التاجر الرباطابى :ـ انتى ما كلموك السكر شالوا منو وقية عشان يدعموا بيهو اللجنة الشعبية ؟ .. وعصرت الشايقية كل الكلام فى جواها .. لكنها قالت :ـ يادوب عرفتوها مسيخى ؟.. الآن .. هل ترى ان اهل السياسة السودانية اكتشفوا فى خاتمة المطاف ان الخرطوم مسيخى ولذلك ذهبوا الى كنانة بحثاً عن التحلية ؟.. وهل تغيير قاعات التداول يغير من مساخة التداول ؟..
|
|
|
|
|
|