|
ما بين حب الوطن والوطنية شعرة معاوية !
|
أعزائي
إتخذت هذا العنوان لموضوع طرحي هذا، لما أراه من وجهة نظر خاصة لذاك اللبس أو الخلط الذي يتأرجح في أذهان ومفهوم البعض ما بين معنى حب الوطن والوطنية وسأحاول مقتضباً معناهما بعموم:
-الوطن بمفهومه السائد: أنه هو تلك المساحة الجغرافيّة الحدودية التي ينتمي إليها الفرد منا وترعرع ونشأ بها والتي تحتضن الأرض والشعب والقبيلة والمجتمع والمسكن إضافة إلى التراث والتاريخ والحضارة..... -الوطنيه : هي ذاك المفهوم المعنوي الفكري التي تتأجج له العاطفة نحو الوطن فهي الحب والولاء للوطن.
ولكن بعد هذين التعريفين الموجزين أود أن أطرح تلك الشبهة التي تعلق بمفهوم الوطن والوطنية بمنظروه الشرعي . .
فهناك بعضٌ منا يخلطون في فهمهم ما بين حب الوطن ومعنى الوطنية . . فالوطن بلا شك له مكانته العميقة في فطرة المخلوق أياً كان سواءً عند بني بشر أو الحيوان . . فإن جئنا للبشر ؛ نجد بأنّ له وقع في القلوب فتألفه النفس وتأنس به العواطف وتشتاق له العيون طالما إستشعر به الشعراء ونثر فيه الأدباء وتحدث عنه النسابة والمؤرخون وأطال فيه الوصف الواصفون . . وحتى القرآن قد أقرّ به لقوله تعالى في أكثر من موضع على سبيل المثال في قوله (ولو أنّا كتبنا عليهم أن أقتلواأنفسكم أو أخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ) دلّ ذلك بأنّ الوطن له مكانته العظيمة في النفوس وعند هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن أذن له الله عزّ وجل بالهجرة من مكة إلى المدينة قال رسول الله لمكة: "ما أطيبك من بلد، وما أحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك" وقول الله عز وجل على لسان إبراهيم عليه السلام (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلىعذاب النار وبئس المصير) فدعاء خليل الرحمن عليه السلام دليل محبته لموطن أهله والدلائل كثيرة من الشريعة . . فهذه الألفة للوطن التي يكاد لا يختلف فيها أحدٌ مع آخر البتة . . نود أن نخوض في معناها بما ألزمنا به ديننا الحنيف في الولاء والبراء وكيفية محبة الوطن . .
للأسف الشديد نجد فئتين من الناس قد عرجوا بمفهوم حب الوطن بطرق متعرجة فمنهم ما هو مفرط وما هو غالٍ . . ونحن نتنمي إلى شريعة وسطية في كل مضارب الحياة مبدأها في التعامل خير الأمور أوسطها . . فنحن علينا أن نأخذ بحب الوطن بما لا يضاد الشريعة أي نحب ما يتوافق مع شرعنا الحنيف وننبذ ما يتنافى معه . . من هنا أجد مدخلي في مفهوم معنى الوطنية لدى البعض . . نجد من ينتمون إلى وطنٍ ما يدعون أنهم وطنيون بمعنى ما تحمل من كلمة ونجد في أصل فكرهم معتقدات تنافي نصوص الشريعة سواءً كانت الفقهية منها أو العقدية .................
والحديث حقيقة ذو شجون >>>>>>>>>> يتبع
عُبد
|
|
|
|
|
|
|
|
|