أسامة الشيخ .. فتىً بهامة الفن و ألق الإبداع و روعة الإطلالة .. أتى إلينا من وطن الجمال و عالم الحلم المتمدد في دواخلنا محمولاً على أجنحة العذوبة و محمّلاً بعبق ذلك المدى العاطر ليضخ فينا من رذاذ أريجه السحري و يهدهدنا برقة روحه الشجيّة .. أتى كواحة أنعشت جسد الأمل المسجى على درب الإبداع بعد أن كاد يهلك في جدب الصحارى القاحلة لهذا الزمن العقيم .. فأعاد إلينا الإيمان بمنابع الإبداع التي كادت تجف .. و أحيا فينا ميت الثقة في ذخيرة الإحساس و مخزون الإلهام لدى شعبنا ذي الوجدان الثري بالمشاعر و العامر بالمحنة ..
جاء أسامة متميزاً عن بني جيله بتميز أعماله .. فكانت رصانة الكلمة و جزالة الدفقة العاطفية لألحانه و رقة أداءه السهل الممتنع هي ما حلق به فوق زبد الفن و غثاءه في رحاب سماوات طالما ارتادها عمالقة الأغنية السودانية من جيل العباقرة و الرواد ..
بدأ كما كل موهوب بترديد أغاني الحقيبة الخالدة .. و لكن سرعان ما قادته أريحيته إلى مفترق الطريق بين الفن الأصيل و الفن الهزيل .. بين الفن التقليد و الفن التجديد .. بين الفن الرسالة و الفن التجارة .. بين الفن الإلتزام و الفن الإرتزاق .. لم يتوقف أسامة طويلاً عند مفترق الطريق .. فروحه الشفيفة هي حادي دربه .. و خٌلٌقه الجم و أدبه الرفيع يأبيان عليه القنوع بما هو دون الثريا .. فكان أن اختار فضاء كواكب الفن موطناً ينهل من سنا نجومها البراقة .. مصمماً أن يخط لنفسه في جدران تاريخ الفن إسماً و ذكرى .. و قد كان ..
أغانيه تشي بموهبته الفذّة .. ألحانه تفصح عن نبوغه العبقري .. إنتقاء أشعاره و كلماته تنبئ عن جدّيته و صرامة التزامه و احترامه لفنه و مستمعيه ..
فتىً بهذه المزايا ستذكره أجيال قادمة و هو يداعب وجدانها بملكاته مثلما أسرت دواخلنا ألحان الخليل و عبقرية الكاشف ..
العنوان
الكاتب
Date
أسامة الشيخ .. فنان إمتطى صهوة الإبداع قاصدا وطن الجمال .. لا يقنع بما دون الثريا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة