|
البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني
|
غربا بإتجاه الشرق
دافعوا عن حقوق الإنسان .. ولكن بالأصول!
مصطفى عبد العزيز البطل
[email protected]
تطرقت ضمن سطور مقالي الأسبوعي الأربعاء الماضية الي ظاهرة المنظمات السودانية التي تتخذ من أوربا والولايات المتحدة مراكزَ لرئاساتها و فروعها، و عيّنت على سبيل التخصيص ذلك الصنف من المنظمات الذي يجعل ميداناً لأختصاصه، المنافحة عن حقوق المواطنين الأساسية و مناهضة مظاهر الإفتئات علي حرياتهم العامة و ممارسات التعدى علي سلامتهم الشخصية بالإرهاب النفسى و التعذيب الحسى. و قد ذكرت – إسماً و عيناً - من بين هذه المنظمات، المنظمة السودانية لحقوق الأنسان، التي تقع رئاستها في مدينة لندن، كما أشرت الى البيانات التي تحملها الوسائط الإعلامية بين الفينة والأخري بتوقيع رئيس فرع المنظمة بالقاهرة، مع أن رئيس هذا الفرع – الموقع علي البيانات تحت هذه الصفة – يقيم إقامة دائمة في مدينة ناشفيل بولاية تينيسى الامريكية منذ أكثر من عشرة سنوات. و قد تسلمت فور نشر مقال الأسبوع الماضي رسالة توضيحية من الدكتور محجوب التيجاني ( رئيس المنظمة السودانية لحقوق الانسان – القاهرة ) يعقّب فيها علي ما ورد في المقال. و فيما يلي ننشر نص الرسالة مشفوعة بتعقيبنا عليها، بالإضافة الى ملاحظات شمولية على أداء المنظمة و غيرها من المنظمات العاملة في هذا المضمار:
ناشفيل – الولايات المتحدة في ٤ /سبتمبر /٢٠٠٨م
الأخ الفاضل مصطفي
أرجو أن تتقبل تحياتي الطيبة، ورمضان كريم.
جاء في مقالك ( غرباً باتجاه الشرق ) المنشور بتاريخ ٤ سبتمبر ٢٠٠٨ أن المنظمة السودانية لحقوق الإنسان في القاهرة " فرع للمنظمة السودانية لحقوق الانسان التي إتخذت من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها". أرجو إفادتكم بأن منظمة القاهرة أسست في ديسمبر ١٩٩١م كفرع للمنظمة الأم في لندن. على أن منظمة القاهرة، لصالح مهامها العملية، كانت تعمل في استقلال تام مالياً و إدارياً عن منظمة لندن. و إنحصرت علاقتها بعد ذلك مع المنظمة القائمة في لندن في التنسيق العام ما أمكن في حملات حقوق الإنسان المشتركة مع سائر المنظمات. في مطلع القرن الجديد مُنعت منظمة القاهرة رسمياً بقرار من السلطات المصرية من ممارسة أي نشاط في القاهرة. قرر مجلس الأمناء المنتخب آنذاك تصفية المكتب و نقل معداته الى السودان، و تفويض رئيس المنظمة، الموقع أدناه، و أمينها العام الأستاذ محمد حسن داؤد بالعمل ما أمكن على دعم الحقوق بما يتيسر. و قبِلَ الأخيران التفويض و تابعا العمل مذ ذاك.
خلال السنوات الماضية، تمكنت القيادة المفوضة من توسيع عمل المنظمة في الداخل، و مواصلة إصدار دورية حقوق الإنسان السوداني، و إصدار البيانات بما يرد من معطيات من داخل مجموعاتها في السودان أساساً، و توفير موارد للتدريب. و تحاول جماعات المنظمة في الداخل الحصول علي تسجيل رسمي من السلطات بلا نجاح طوال هذه السنوات. و تواصل قيادة المنظمة في الخارج ما تقوم به من مهام فيما هو مذكور آنفاً، بتكليف مباشر من جماعات المنظمة المحظورة بالداخل.
آخر ما أسهمت قيادة المنظمة في الخارج من مهام لجماعات الداخل توفير معدات و ميزانية لإقامة برنامج للتدريب الجماهيري و مؤتمر عقد لأول مرة بين منظمات المجتمع المدني في الجنوب والشمال تم عقده بنجاح بحمد الله رغم كل المعوّقات، خاصة السلطوية و الأمنية، والحاجة المقدرة من الحركة الحقوقية الجماهيرية في الداخل لظروفها الخاصة. ميزانية المنظمة تراجَع في انتظام من المانحين و محاسبوها.
مع المودة - أخوك محجوب التجاني
انتهت رسالة الدكتور محجوب التيجاني، و عليها نشكره، ولكننا لا نُخفي عليه، في ذات الوقت، أن ما ورد بها من "توضيح" زادنا خبالاً على خبال، و حيرة علي حيرة. فنحن نفهم من رسالته أن الكيان الذي يُطلق عليه " منظمة القاهرة " لم تكن له أصلاً صفة رسمية في القاهرة منذ ( مطلع القرن الجديد )، حين حظرت السلطات المصرية المنظمة من ممارسة أي نشاط على أراضيها، وبناء على ما جاء في التوضيح، فإن مجلس أمنائها المنتخب قرر تصفية المكتب في ذات التاريخ، و لا نحسب أنه كانت له الخيرة من أمره طالما كان ذلك موقف للدولة المستضيفة. كل ذلك مفهوم. الذي لا نفهمه هو سلسلة البيانات التي كانت تترى علينا طوال السنوات الثمانية الماضية باسم منظمة القاهرة، و بتوقيع ( رئيس منظمة حقوق الانسان بالقاهرة ): كيف و لماذا وعلى أي أساس قانوني كانت - ولا تزال - تصدر؟! ثم علي أي أساس يدير الدكتور الموقع الرسمي لمنظمته علي الشبكة الدولية، الذي يحمل عنوان: (المنظمة السودانية لحقوق الإنسان فرع القاهرة) وهو موقع نشط يتم تحديثه و أضافة البيانات اليه دوريا منذ سنوات و حتي تاريخ اليوم؟ ثم أن الرسالة تقول بأن مجلس الأمناء المنتخب، عند تصفية " منظمة القاهرة" قام بتفويض كل من الرئيس، الدكتور التيجاني، والأمين العام، الاستاذ محمد حسن داؤد، ( بالعمل ما أمكن على دعم الحقوق بما تيسر ). و الحق أننا لم نكن نعلم أن الاستاذ محمد حسن داؤد يشغل منصب الامين العام للمنظمة، لكن الذي نعلمه يقيناً هو أن الأخير غادر القاهرة هو نفسه ( في مطلع القرن الجديد) الى دولة كندا، في أمريكا الشمالية، حيث يقيم إقامة دائمة منذ ذلك التاريخ وحتى زمان الناس هذا. فالذي إستفدناه من الرسالة إذن أن رئيس المنظمة ليس هو الوحيد الذي يقيم إقامة دائمة في أمريكا الشمالية، بل أن أمينها العام أيضاً يشاركه الإقامة في الدنيا الجديدة! ثم أن توضيحات الرئيس التي تضمنت الإشارة المتعددة الى " مجلس الأمناء المنتخب " تستدعي وبصورة مباشرة سؤالاً محورياً هو: أين هو مجلس الأمناء المنتخب هذا؟ و هل لا يزال ( منتخباً ) منذ ( مطلع القرن الجديد) بدون ضوابط أو حدود زمنية؟ و أين الجمعية العمومية التي انتخبته إبتداءً؟ و هل حدث أن التأمت هذه الجمعية في أي مكان في المعمورة منذ نهاية القرن الماضي؟!
و برغم أننا لم نُشر في مقالنا الأصل الى مبدأ المحاسبة والشفافية في عمل المنظمة، التي نعلم أنها تتلقي مدداً مالياً دولياً متصلاً من جهات خارجية مهتمة بحقوق الإنسان في السودان، و لم نتطرق من قريب أو بعيد الى أمر المانحين والتمويل الخارجي ومقاديره و مصارفه و ضوابطه، فإننا نلاحظ أن الدكتور قد أضاف تكرّماً و تطوعاً المعلومة التي يقول فيها بأن ( مالية المنظمة تخضع للمراجعة بإنتظام من المانحين و محاسبوها ). و ملاحظتنا الأساسية على هذه الإضافة هو أن الثابت في الأعراف المستقرة على أصعدة العمل العام و الأهلي، أن مبدأ المحاسبة حين يرِدْ في مثل هذه السياقات فإنه لا يشير، بطبيعة الحال، إلى فنيات المحاسبة و المراجعة الداخلية لحركة الايرادات و المنصرفات، التي يخضع خلالها فنيو المحاسبة والمراجعة الى سلطة الرؤساء التنفيذيين لهذه المنظمات، و لكنه يتصل في معناه الشمولي بمحاسبة الكيانات التنفيذية نفسها من قبل الجمعيات العمومية و القواعد بصورة دورية و راتبة منصوص عليها في الدساتير و القوانين الأساسية لهذه المنظمات. و لكننا ندرك – بلا ريب – أنه في الحالة الخصوصية لمنظمة الدكتور محجوب التيجاني فإن الأمر أكثر تعقيداً حيث لا توجد في الأساس قاعدة أو جمعية عمومية معروفة يُناط بها في الواقع العملي إعمال مبدأ المحاسبة عن أداء قيادة المنظمة التنفيذية. فقد غابت القيادة تماماً و كلياً عن قاعدتها، و ذابت في الظلام الدامس الذي أعقب مغادرتها مدينة القاهرة.
و مما يزيدنا حيرة و بلبالاً في توضيح الدكتور أنه يقول بأن السلطات السودانية ترفض التصديق لمنظمته بالعمل في السودان، فهي بحسب تعبيره منظمة ( محظورة ) يقع عليها حصار ( أمني ) و ( سلطوي ). ولكنها مع ذلك قامت بإنجازات شاهقة عدّد الدكتور بعضها، من ذلك تمويل ( برنامج للتدريب الجماهيري ) و ( مؤتمر بين منظمات المجتمع المدني في الجنوب و الشمال ). و أتصور أنه كان يجدر بمثل هذا التمويل ذي المصادر الأجنبية أن يأخذ طابع السرية، طالما أن المنظمة محظورة و تعاني من الحصار الأمني و السلطوي، و مصدر حيرتي هو لماذا – و الحال كذلك – لا يبالي الدكتور بالنتائج السالبة التي ربما تترتب على الاعلان عن مثيلات هذه الإنجازات فيتطوع بتعريف أجهزة النظام السياسية والأمنية على مصادر التمويل الخارجي و طبيعة النشاط الداخلي؟! أما شكوي الدكتور من الحظر و أحجام الحكومة السودانية عن التصديق للمنظمة بالعمل في السودان فإننا لا نري لها سببا وجيها، بل أننا علي العكس نتفهم تماما قرار الحكومة. فالذي يتصفح موقع المنظمة ( فرع القاهرة!!) علي الشبكة الدولية تفجؤه البيانات والعبارات المزلزلة التي يوجهها الدكتور للحكومة من شاكلة: ( طغمة السودان الحاكمة ) و ( الحكم الوحشي لتنظيم الاخوان المسلمين ووكلائهم المستهترين) و غيرها من التعبيرات التي تحفل بها منشوراته، و آخرها مادة منشورة بإسمه و صفته، قبل أسابيع قليلة، تحت عنوان: ( نهب الإنتخاب بنزع الضمان)! والذين يعرفون المعايير الدولية التي تهتدي بها المنظمات العاملة في المجالات الحقوقية يعلمون أنها تفرض علي العاملين في هذه المنظمات الالتزام، أو علي الأقل السعي - جهد الامكان - لإقامة علاقات متوازنة و موضوعية مع الحكومات تمكنها من إنجاز أهدافها. فهيئات حقوق الإنسان ليست أحزاب معارضة أو تنظيمات عقائدية مهمتها التهييج والتحريض و محاربة الأنظمة و إسقاطها. و لأن المرء يستبعد كليا جهالة الدكتور بمثل هذه القواعد الابتدائية في العمل الحقوقي العام، بالنظر الي علمه و خبراته و ثقل تجربته، فإننا لا ندري ماذا نفعل بالشكوك التي تساورنا و تحاصرنا من كل جانب عما إذا كان الدكتور يرغب فعلا، لا قولا، في الحصول علي تصديق السلطات السودانية لمنظمته بالعمل في السودان، و في ذكاء القارئ بقية الكلام!
و يخطئ من يظن بأننا بإبداء مثل هذه الملاحظات نحاول أن نلقي بظلال سالبة على سيرة الدكتور محجوب التيجاني أو أن نثير الشبهات حول سلامة قماشته الخلقية، فنحن – على الأقل – نعلم عن الدكتور أنه، بخلاف كثيرين غيره من الذين يديرون مثل هذه المنظمات و يحلّقون حول مواردها و إمداداتها، و يكتادون رغيفهم و رغيف أبنائهم، كلياً من معاظلة مواردها و إمتيازاتها، نعلم أنه - أي الدكتور – مارس و يمارس بصفة راتبة مضطردة عملاً تعاقدياً مع هيئة أمريكية أكاديمية رفيعة تجزل العطاء لمستخدميها. و لكن ملاحظاتنا إنما تنصب و تدور في مدار المبادئ الأساسية المتعارف عليها دولياً ووطنياً، و التي ينبغي أن تحكم أداء جميع المنظمات التي تتخذ من القضايا الوطنية المتصلة بمعاناة عامة الناس مناطاً لعملها، ثم باسم هؤلاء العامة وعلى خلفية معاناتهم المفترضة تستقطب القناطير المقنطرة من الذهب والفضة من مختلف المصادر. و بعض هذه المصادر، لا سيما في دول الغرب، ذات نفوس طيبة مُغدقة و راحات ندية، على أساس أن توظفها هذه المنظمات بأتجاه التبصير بالانتهاكات و التعديات، وممارسة الضغوط على الحكومات، و رفع البلاء عن المتضررين ممن تعرضت حقوقهم الانسانية للتعدي و الانتهاك.
و المنظمة التي يقف على رأسها الدكتور محجوب التجاني، على أية حال، ليست نسيج وحدها في ظاهرة الحركة المنفلتة عن الضوابط المبدئية للعمل العام الذي يتكئ على قضايا عامة المواطنين اليومية، فالمنظمة الأم، وهي المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، التي يعيش رئيسها و بقية قادتها و ربما كل قاعدتها، في الجزيرة البريطانية، عانت بدورها و تعاني الأمرين من الإنفلات و غياب الشفافية، و آية ذلك أن السكرتيرة العامة المنتخبة للمنظمة و الناشطة في مجال حقوق الإنسان، الاستاذة إنشراح محمد أحمد، آثرت بعد فترة وجيزة من توليها مهام السكرتارية العامة التخلي عن منصبها و قدمت بين يدي ذلك القرار استقالة مسببة، تداولتها الوسائط الإعلامية المختلفة في حينها، عبّرت فيها عن مشاعر الإستنكار و الإحتجاج على ممارسات الفساد المالي الذي جاوز الحدود، وغياب المحاسبة، و ضعف الإلتزام بالقواعد و النظم المالية.
و لا بد أن كثيرين ممن يرتادون مواقع الشبكة الدولية قد هالتهم مؤخراً مظاهر العراك العلني المفتوح بين أعضاء واحدة من هذه المنظمات السودانية، التي وجدت عند الدول الغربية مودة و رحمة و ( راحات ندية ) فأقامت بين ظهرانيها، ما أقام عسيب، و تطلق المنظمة على نفسها إسم المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب. و أغلب الظن أن التعذيب المقصود يشير إلى ممارسات إنتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة الى الأجهزة الأمنية لنظام الإنقاذ في " طبعته الأولى ". و ليس في يومنا هذا من يجادل في وقوع مثل تلك الإنتهاكات، فقد أقر بها على رؤوس الأشهاد و استبرأ لربه منها كثير ممن كانوا جزءاً من ماكينة الانقاذ السابقة. و السواد الأعظم من ضحايا تلك الإنتهاكات لا يزالون يقيمون داخل السودان، بينما اختار أفراد منهم، الهجرة الى بلدان أخرى في الشرق والغرب، شأنهم شأن غيرهم من الجسم العام للسودانيين المقيمين في ديار الهجرة. و كنت قد كتبت في مقال نشرته ( الاحداث ) العام الماضي عن الاستغلال البشع الذي تعرضت له قضية ضحايا التعذيب من قبل طالبي البطاقة الخضراء و الجنسية في الولايات المتحدة. فقد تقدم آلاف مؤلفة من السودانيين، و من بينهم – و يا لسخرية الاقدار - كثير من عناصر الحركة الاسلامية من مساندي النظام، بطلبات لجوء سياسي مزورة فصّلوا في سطورها تفصيلاً، روايات من عوالم الوهم و الخيال عن صنوف من التعذيب زعموا أنهم تعرضوا لها في أقبية النظام المنقذ! و كانت هذه الروايات المصنوعة مدخلهم الي " حق اللجوء السياسى ". و لكنني، مع ذلك، و في كومة التبن هذه من التأليفات و الإدعاءات، حدث أن التقيت في المهاجر الأمريكية و الأوربية بعدد من ضحايا التعذيب الحقيقيين، وبعض هؤلاء زملاء دراسة، وو جدت أنهم، رغماً عن الرواسب و الآثار النفسية والبدنية القاسية للانتهاكات التي تعرضوا لها، من أكثر الناس عناداً و جهاداً في حيواتهم اليومية، إلتماساً لمصادر الرزق الشريف و مجابهة متطلبات الحياة و تربية الأبناء. و لم أسمع من أي من هؤلاء أنه تلقى عوناً من أية جهة وطنية أو أجنبية، أو سعى الى مثل هذا العون، أو سمع بوجوده ابتداءً. و من منطلق هذه الخلفية، المؤيدة بالمعايشة الحية، فقد ترتب نظامي العقلي على درجة معينة من الحساسية و التوتر التلقائي، الذي تستشعره و تتجاوب معه بعض مراكز الحس العصبي في رأسي، كلما سمعت عن منظمة أو أي نوع من العمل العام المتصل برعاية ضحايا التعذيب و غيرهم ممن انتهكت حقوقهم جلاوزة السلطان.
و قد أحزنني الى أقصي درجات الحزن العراك العلني المفتوح، الذي أشرت إليه فيما سبق، بين رئيس المنظمة، المسماة ( المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب ) و الذي يقيم إقامة دائمة في بريطانيا، و أعضاء المنظمة بالداخل و بعض المنتسبين لوكالة محلية في السودان تعمل بالتضامن معها في ذات المجال. و لم يكن أصل العراك و مادته المبادئ و السياسات و مناهج العمل و المشروعات. و لو كان الأمر كذلك لما كان لحزننا المقيم من مسوغ، ففي العمل العام مندوحة لإختلاف الوجهات و تباين الآراء حول قضايا التنظير والتدبير. و لكن الخلاف العلني المذاع علي الموجات الإسفيرية تأسس و تمترس حول محور واحد هو: الفساد المالي و الإداري. و هاك – يا هداك الله – هذه المقتطفات و النماذج المعبرة عن مظاهر الصراع بين مجموعات المنظمة، أنقلها لك نقلاً، بحروفها وكلماتها، من أحد المواقع الالكترونية علي الشبكة: ( فصل بعض الأعضاء بسبب وقوفهم ضد الفساد و مطالبتهم بالتحقيق و المساءلة و الشفافية في دعاوى الفساد )، ( تحويل أموال المنظمة خارج الأطر المحاسبية )، ( إستغلال القضايا العامة و أسماء رموز العمل العام، و عدم التعامل بجدية و مهنية و احترام حقوق الإنسان إكتفاءً بالمظاهر الإحتفالية )، ( ضعف النظام المحاسبي وغياب الشفافية )، ( لا بد من وقف المتاجرة بآلام الشعب السوداني و كشف الفساد و فضح مرتكبيه)، ( نطالب بمحاسبة الجهات المستثمرة لعذابات الضحايا )، ( من الذين نخاف منهم؟ الأمن؟ الضمير؟ الفساد والقائمون عليه؟ المؤسسات التي لا تحاسب على الفساد؟ أم الشعب السوداني؟ ). و ما برح الحوار المتصل على موجات الأسافير مباشرة بين القائمين على الفروع في السودان و رئيس المنظمة، الرابض في الجزيرة البريطانية، يراوح مكانه، يوجه الأولون إليه الإتهامات الغلاظ بمظاهرة الفساد والتستر على ممارسيه، و يرد عليهم هو بغيرها من التهمات و الشبهات، حتي برز من بين الصفوف واحد، ممن لا ناقة لهم و لا جمل في أمر المنظمات الحقوقية و أموالها و نظمها المالية و الادارية، ينصح المتصارعين، يقول: يا قوم، إستتروا و استخفوا بخلافكم، و تدبروه من خلف أبواب تغلقونها عليكم، لا يشمتن بكم أهل الإنقاذ و رجال أمنها !! و كنت في مبتدأ الأمر أظن الاتهامات و الشبهات شأن داخلي بين رئاسة المنظمة و فرعها ووكالاتها في السودان، حتي تبيّن لي أن منظمة العفو الدولية، ذات الحول و الطول والنفوذ الضارب في حقل حقوق الانسان في العالم، لها هي أيضاً مآخذ على المنظمة السودانية و أعمالها و ممارساتها. و قد انفضح ذلك من بيان وقع عليه و عممه رئيس المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب، الدكتور صلاح البندر. و أصل الأمر أن منظمة البندر، محور حديثنا، كانت قد دعت الى إحتفال كبير في بريطانيا عزمت أن تمنح خلاله جائزة أطلقت عليها مسمى: جائزة نازك محجوب عثمان لحقوق الإنسان للناشطة ذات الصيت الدولي إليزابيث هودجيكن، الخبيرة المتمرسة في مضمار العمل الحقوقي و المنسقة لعدد من البرامج الاقليمية لمنظمة العفو الدولية. غير أن أسرة المغفور لها نازك محجوب رفضت إطلاق إسم الراحلة علي الجائزة إحتجاجاً علي ممارسات المنظمة، كما أن الشخصية الدولية المشار اليها، إليزابيث هودجكن، التي كانت قد وافقت في المبتدأ على حضور الحفل و تسلم الجائزة عادت بدورها فأعلنت رفضها للتكريم و الجائزة. و في إطار ردة فعل مضادة إتهم الدكتور صلاح البندر في بيان منشور على الشبكة الدولية الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، البنغلاديشية الأصل، إيرين خان، بأنها تقف وراء قرار المسز هودجكن رفض الجائزة السودانية. و هو أمر لو صحَّ لكان الاستنتاج الأكثر تكاملاً مع المنطق هو أن للمنظمة الدولية مآخذ على أداء المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب التي يترأسها البندر، إذ لا يعقل أن تقوم هيئة دولية، تحظى باحترام العالم بأسره، بنصح إحدى منسوباتها و مديرات برامجها السابقات، بعدم قبول جائزة تقديرية من منظمة سودانية محلية في غياب المنطلقات السليمة و الدوافع الموضوعية. و بعد صمت قصيرعاد البندر، متذرعاً بشكوى شابة سودانية تقدمت بطلب توظيف لمنظمة العفو الدولية و تخطاها الإختيار فلجأت الى القضاء البريطاني، ليشن حملة مضرية على منظمة العفو الدولية متهماً إياها بالعنصرية، مطالباً باستقالة الرئيسة إيرين خان و اثنين من نوابها حددهما بالاسم ( ايروين دير بورت و كلوديو كوردون )، ثم أتبع ذلك بنداء عام لكل الصحف، و كل الكتاب السودانيين، لمؤازرة حملته و موالاتها بالدعم و المناصرة حتى تحقق غاياتها في الإطاحة بقيادة المنظمة الدولية. فانظر، أعزك الله، الى خطط أحفاد آدم و أجندتهم، كيف تتشابك و تنفض ثم تبدل المسارات، و الى مصالحهم و منافعهم كيف تتقاطع و تتلاقى ثم تهيم في الطرقات!
قرأت في إحدى التقارير أن واحدة من المنظمات السودانية الحقوقية المقيمة في أوربا بعثت لفرعها في السودان بتحويل مالي مقداره سبعمائة ألف دولار أمريكي لتغطية نفقات مشروع معين. و إذا كانت قيمة بعض التحويلات، من حصيلة ما تجمعه المنظمة من المانحين باسم ضحايا إنتهاكات حقوق الانسان في السودان، تصل الى مئات الآلاف، فلا بد أن جملة ما تتحصله المنظمات الأم يصل الى ملايين الدولارات! و لعل هذه الارقام التي لم تكن لتدور في خلد أحد، قبل الانقلاب الجبهوي الاسلامي في العام 1989، تفسر الدوافع الكامنة وراء تصلب كثير من الذين تدافعوا خلال العقدين الماضيين الى حقول حقوق الإنسان، كمضمار تطوعي نضالي إبتداءً، ثم كمصدر للرزق والتقدم المهني لاحقا، بعد أن تحول التطوع النضالي إلي عمل إحترافي ذي مردودات مادية جزيلة العطاء، كما تفسر التمسك العنيد لهؤلاء النفر بمنظماتهم و صفاتهم و مناصبهم، و إستماتتهم في الدفاع عنها دفاع اللبوة عن عرينها. و ليس ذلك، بطبيعة الحال، بالحكم الذي نُعممه على الجميع إجمالاً بدون تمييز أو احتراس. و لو فعلنا لكنا ظالمين متحيفين ناشذين عن جادة الحق. و لكننا لا نهاب و لا نتردد لحظة واحدة فنطالب كل من يجمع دانقا، من محسنى العالم المتحضر، باسم معذبي السودان، أن يرفع حسابه و أن يُعلي كتابه، فيراه هؤلاء المعذبون، و يعرفون كم دخل بإسمهم و كم خرج، و كم ضاع في الهرج والمرج!
و بإسم الكتاب السودانيين الذين توجه إليهم الدكتور صلاح البندر، رئيس المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب بلندن، بالنداء الحار لمؤازرة حملته القاصدة بإذن ربها لإزاحة رئيسة منظمة العفو الدولية، السيدة إيرين خان، عن منصبها، أقول للدكتور المجاهد: نسأل الله أن يتقبل، أحسن القبول، جهادك لتقويم حال المنظمة الدولية و تصحيح مسارها و إستبدال قياداتها، الذين لم ترض عنهم، بأهل التقوي و الصلاح. و كنت ستجدنا معك إن شاء الله في الصفوف الأولى، لولا أن فقهاء الإسلام أفتوا بأن جهاد القريب أولى من جهاد البعيد!
عن صحيفة ( الاحداث )
مقالات سابقة:
ملحمة أونغ تسوشي و ملهاة الميرغني!
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=4092
كلام لا يصلح للنشر!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=4055
وطنية .. أم إستبداد بالرأي؟
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=4018
يسألونك عن تحقيقات الأوبزيرفر!
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3987
أبوبكر عثمان في بلاط الدبلوماسية والسلطة ( 3 )
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3941
أبوبكر عثمان في بلاط الدبلوماسية والسلطة ( 2 )
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3904
أبوبكر عثمان في بلاط الدبلوماسية والسلطة (1 )
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3877
عودة الي الرجل الذي في بيتنا !
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3848
أنصروا أخاكم فاروق حسني!
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3794
في بيتنا رجل .. مصري!
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3752
ساحرات .. في حضرة الرئيس!
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3728&PN=1
سباحة حرة في نهر عطبرة ( 3)
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3673
سباحة حرة في نهر عطبرة ( 2 )
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3626
سباحة حرة في نهر عطبرة ( 1 )
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3585
ميثاق التراضي مع بني عبس!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3546
كل القوة .. خرطوم جوّه !
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3486
منيسوتا: صور سودانية امريكية!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3410
مقالات الاستخباريين!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3360
ل (سعاد) قصة تروي !
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3305
الثورة والانقلاب: اشكالية التوثيق وتصفية الحسابات
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3265
قالوا لفرعون مين فرعنك قال: حسن ساتي!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3211
الأنبياء الكذبة : الوجه الجديد لعبدالعزيز خالد!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3155
عبدالله جلاب وجمهورية الإسلامويين ( 3 - 3 )
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3100
عبدالله جلاب وجمهورية الإسلامويين ( 2 - 3 )
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3047
عبدالله جلاب وجمهورية الإسلامويين ( 1 - 3)
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2984
عبدالوهاب الافندي و الدولة الاسلامية ( 2 -2 )
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2912
عبدالوهاب الافندي و الدولة الاسلامية ( 1 – 2 )
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2838
صاحب الربابة و ابتلاءات الكتابة!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2782
انتخابات صلاح قوش!
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2723
رجال حول حرف الدال!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2673
أحزاب الهرولة!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2603
د. كمال ابوسن: استثناء ام قاعدة؟
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2541
تجليات النخبة و خيبات العوام
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2497
المفترون علي الصادق المهدي
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2458
مِحن سودانية امريكية!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2368
اسماء حقيقية واسماء مستعارة!
http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2326
ثمانية ايام في مصر المحروسة – الجزء الثالث
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2260
ثمانية ايام في مصر المحروسة – الجزء الثاني
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2217
ثمانية ايام في مصر المحروسة – الجزء الاول
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2172
المستشار خالد المبارك و الملياردير محمد فتحي
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2088
وقائع الايام الاخيرة في حياة عبد الخالق محجوب
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2048
يا امة ضحكت من كذبها الامم!
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2003
حسب و نسب توت عنخ آمون: ملحمة امريكية لتحرير التاريخ
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1981
أسواق عكاظ ام منابر لتنمية الديمقراطية؟
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1968&PN=1
تأملات في فقه التمكين
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1967&PN=1
صحة الرئيس "زي الفل"!
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1966&PN=1
اوكازيون الشهرة
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2124
انتهازيون بلا حدود!
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1965&PN=1
في سيرة الأحساب و الأنساب .. والاعصاب!
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1964&PN=1
امريكا: الهجرة اليها افضل من "ضرابها"!
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1963&PN=1
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-10-08, 03:04 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Muna Khugali | 09-10-08, 03:39 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Tragie Mustafa | 09-10-08, 04:36 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmuez | 09-10-08, 04:17 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 10-04-08, 02:33 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Dr Salah Al Bander | 09-10-08, 10:54 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-10-08, 11:38 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-11-08, 04:16 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | طلعت الطيب | 09-11-08, 04:59 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-11-08, 04:51 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | محمد حيدر المشرف | 09-11-08, 05:48 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Muna Khugali | 09-11-08, 02:19 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Muna Khugali | 09-13-08, 03:05 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Muna Khugali | 09-13-08, 04:14 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Muna Khugali | 09-13-08, 10:23 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-22-08, 02:46 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-18-08, 04:51 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-12-08, 09:23 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Mannan | 09-13-08, 02:19 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | يحي ابن عوف | 09-13-08, 08:38 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-13-08, 09:30 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elbagir Osman | 09-14-08, 01:34 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Muna Khugali | 09-14-08, 05:40 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Mohamed Abugessisa | 09-14-08, 10:18 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Muna Khugali | 09-14-08, 02:43 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-14-08, 07:30 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Hamid Sharif Abdelrasoul | 09-16-08, 06:50 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | بكرى ابوبكر | 09-16-08, 07:17 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | A.Razek Althalib | 09-16-08, 08:09 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Mannan | 09-16-08, 07:53 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Adil Isaac | 09-16-08, 01:44 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-26-08, 00:17 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Mannan | 09-16-08, 05:43 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-19-08, 11:40 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-17-08, 01:45 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-18-08, 01:19 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | طلعت الطيب | 09-20-08, 09:10 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-21-08, 02:31 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-22-08, 00:17 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-22-08, 00:39 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-23-08, 01:58 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Mannan | 09-23-08, 04:53 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Khalid Kodi | 09-23-08, 05:55 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Muna Khugali | 09-23-08, 06:01 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-23-08, 01:50 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-23-08, 06:17 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-24-08, 01:03 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-24-08, 03:06 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-25-08, 04:47 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-27-08, 01:32 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-28-08, 05:44 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | AMNA MUKHTAR | 09-28-08, 07:19 AM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-28-08, 03:49 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-28-08, 05:03 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-28-08, 11:32 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-29-08, 09:39 PM |
Re: البطل يكتب عن منظمات حقوق الانسان السودانية , د.صلاح البندر,و د.محجوب التجاني | Elmoiz Abunura | 09-30-08, 12:02 PM |
|
|
|