|
المؤتمر الوطني يكسب معركة الانتخابات القادمة منذ الآن في السودان:-
|
المؤتمر الوطني يكسب معركة الانتخابات القادمة منذ الآن في السودان:-
تأتى ظروف ترشيح السيد سلفا كير ميارديت في وضع بالغ التعقيد . ليس لكونه جنوبيا فقط كما يتصور البعض وإنما لجملة من الأحداث والمواقف تجعلنا نفترض أن الحركة الشعبية قد خسرت وخسرت معها كل القوى الوطنية معركة الإنتخابات القادمة منذ الآن. وقبل أن نأتي لذكر الأسباب لإفتراضنا هذا ، لا بد من قراءة الواقع السياسي في السودان بعد (إغتيال ) القائد الوحدوي الراحل د.جون قرنق الذي كان من الممكن ان يكون الوحيد المقبول من الجميع، رئيسا للسودان دون أن تشّكل جنوبيته عائقا أمام هذا الاستحقاق.
فمنذ أن وقعت الحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقها (الناقص ) في نيفاشا مع حكومة البشير وحزبه المؤتمر الوطني وهي تسلك سياسيا سلوكا يباعد بينها وبين حلفائها في النضال والتجمع الوطني الديمقراطي بقدر تقاربها مع حكومة البشير . ولا تعنى الخلافات التي تحدث بين الفينة والأخرى بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني أو (الحكومة) انتقاصا من هذا التحليل.
إن السيد سلفا كير ميار ديت رئيس حكومة الجنوب والنائب الأول لرئيس الجمهورية لا يمتلك تلك
الكاريزما التي تؤهله لرئاسة الجمهورية بعكس القائد العظيم الراحل د.جون قرنق الذي يُنسب له الفضل
في توقيع ذلك الإتفاق وإنتصار الفكر الوحدوي في الحركة على حساب النهج الإنفصالي . فيما تسبق النزعة الإنفصالية لسلفا كير سمعته السياسية منذ وقت طويل بغَضّ النظرعن صحة هذا الإدعاء من عدمه.
وثالثة الاثافى هي تمرير قانون الإنتخابات مؤخرا بتأييد من الحركة الشعبية على حساب حلفائها من القوى السياسية التى رفضت هذا القانون بتصويتها ضده من خلال كتلة التجمع الوطنى الديمقراطى وبذلك تواصل الحركة الشعبية عزلها لحلفائها الطبيعيين بدلا من كسبهم ودعمها للتحول الديمقراطي الحقيقي وحلّ الازمة السودانية على أسس وطنية صحيحة تُجمع عليها كل القوي السياسية بالبلاد.
فى المقابل تعامل حزب السلطة (المؤتمر الوطني ) بإحترافية كبيرة من خلال ادارة هذه الازمة مع القوى السياسية السودانية والمجتمع الدولى وفى محيطها العربى والافريقى .
ورغم أن النظام السودانى يتحّمل بلا أدنى شك وصول السودان لهذه الحالة من الـتأزم السياسي فى كل بقاعه بخاصة ما وصلت اليه الحالة الدارفورية ، الا أنّ تلويحه بأن احداث العراق والصومال باتت قريبة الحدوث فى السودان فى حالة انهيار نظام الدولة ، حشد كثيرا من القوى السياسية الهادفة الى إيجاد إجماع وطنى حقيقي لحل مشاكل السودان و فى معارضة إدعاء اوكامبو الملئ بالثغرات القانونية والذى قــّدم عرضا سيئا لقضية دارفور نفسها بتصويرها كصراع بين القبائل العربية و بين الزنجية الافريقية من جهة أخرى .
وبذلك تكسب حكومة الأسلامويين عمرا اضافيا وبعدا شعبيا بسبب هذه القضية مما يجعلها الأقرب للناخب السوداني من غيرها . خاصة اذا اضفنا الى ذلك إتفاق التراضى مع حزب الامة مؤخرا.
بالإضافة الى نقطة اخرى وهى إستشراء الفساد الذى ازكمت رائحته الانوف فى حكومة الجنوب التى تديرها الحركة الشعبية لتحرير السودان . وبخاصة بعد المؤتمر الأخير للحركة والذي لم يأتِ بأى جديد
يمكــّنهم من اصلاح حالهم بحسب اعضاء فى الحركة نفسها.
اما الحديث عن ضعف القوى السياسية الاخرى فلا يحتاج ان نتحدث عنه .
ونتيجة لهذه الاسباب وغيرها يمكننى ان اقول ان حزب السلطة ،كسب معركة الانتخابات القادمة منذ الآن
ما لم يحدث تغييرا جديا في تصرفات الشريك والقوي السياسية السودانية.
ضياء الدين ميرغني الطاهر
ناشط سياسي سودانى
هولنــــــــــــــــــــــدا
[email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
|