الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد عبد القادر سبيل(محمد عبدالقادر سبيل)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2003, 05:48 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد

    السودان الجديد بين الكيان العربي والوجود الافريقي! ...

    الكاتب المعروف : محمد الحسن أحمد



    بينما تقترب عقارب ساعة الوصول الى اتفاق سلام بين الجنوب والشمال يضع نهاية لحرب تواصلت في شقها الثاني لعقدين من الزمان، اخذت تتسع رقعة حرب اخرى في غرب السودان بدأت منذ اشهر قليلة، لكنها تتطابق في اهدافها ومسارها وحتى في مسماها مع تلك التي ترسخت في الجنوب.. فحركة قرنق اسمها “الحركة الشعبية لتحرير السودان”. وهذه التي في الغرب اطلقت على نفسها “حركة تحرير السودان” ايضا. والفارق الرئيسي والجوهري بين الحركتين هو ان جل ان لم نقل كل أهل غرب السودان مسلمون وخليط من نسيج عربي وآخر افريقي، بينما غالب أهل الجنوب مسيحيون ومنهم من يدينون بكريم المعتقدات الافريقية وكلهم من اصول افريقية وبينهم مسلمون كذلك.

    وما يجمع بين الحركتين المطالبة بقسمة عادلة في الثروة وفي السلطة، لكن بعص الجنوبيين يجنحون الى الدعوة للانفصال وكلهم يحرصون على فصل الدين عن الدولة كشرط أساسي من شروط الوحدة الأمر الذي لا يعتبر ضمن مطالب أهل الغرب الذين تسمى ولايتهم دارفور وهي من اقدم السلطنات الاسلامية في المنطقة علماً بانها لم تنضم الى السودان الا في العام الخامس عشر من القرن الماضي، وسلاطينها ادوا ادوارا مقدرة على امتداد قرون في محمل كسوة الكعبة المشرفة.

    لا نريد ان نغوص بعيدا في التاريخ فما يهمنا في هذا الاستعراض هو ان نتناول المستجدات، وما يمكن ان تقود اليه نتائجها في تشكيل مستقبل السودان وهويته. فحقيقة الأمر ان السودان كله مهمش ويعتبر بسبب حروبه وظروفه من اكثر دول العالم الثالث فقرا وتخلفا، ولذلك فإن الحديث عن مناطق مهمشة فيه لا يعني ان هناك مناطق مرفهة أو لها حظوة اكثر من غيرها، فشمال السودان في غالبه الاعم يمكن اعتباره الأكثر تهميشا ومع ذلك قد يظن البعض ألا يغوص في وحل التهميش، وحتى الاتهام باستئثاره بالسلطة لا يخلو من ظلم لغالب اهله لأن واقع الحال هو ان 37 عاما من اصل 47 عاماً هي عمر استقلال السودان تحسب الى جانب حكم العسكر، وهو حكم من الظلم ان يحسب على الشمال وان كان غالب الضباط الذين حكموا من اصول شمالية الا ان بطشهم بالديمقراطية وبالمؤسسات المدنية كان وقعه اكبر على الطبقة الوسطى التي كان اهل الشمال عمادها، بل ان عسكر الجبهة الذين هم في الحكم الآن قد اجهزوا عليها تماما وسحقوها سحقاً وكانوا قوة طارد أسهمت بدرجة فادحة في هجرة الكفاءات التي كان معظمها من اهل الشمال! والسبب الاساسي وراء هذه الفعلة الشنيعة هو الخشية من ان تطيح بهم الطبقة الوسطى عبر مؤسسات الخدمة المدنية كما اطاحت الانتفاضة بحكم نميري ومن قبل ثورة اكتوبر/تشرين الاول بحكم عبود. ولذلك في سبيل ان يستتب لهم الحكم اضروا بتركيبة البلاد وعبثوا حتى بنسيج غرب السودان عندما اعتبروه تربة صالحة لبسط نفوذهم فلما انقسموا كقيادة في جبهة الاسلام السياسي انعكس ذلك الانقسام على كوادرهم في الغرب مما يحسب اسهاما بشعا في اشعال بؤرة الحرب الآخذة في الاشتعال في غرب السودان الآن!

    وحتى لا نتهم بالشطط أو المغالاة أو ارسال الاتهامات جزافا نستشهد بالاتهامات التي كالها أخيراً النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي ووصفه له بأنه وراء التحريض لاستمرار اشعال الحرب في الغرب، وكذلك الاتهامات المضادة من حزب الترابي لدور الحكومة في الانحياز لفئة ما غربية الهوى.. ضد الآخرين!

    وما يهمنا في هذا السياق ان هؤلاء المتأسلمين في السياسة يلعبون لعبة خطرة ضد النسيج الاسلامي في السودان الذي وفر على مدار الزمن انسجاما وتصالحاً بين العروبة والاسلام. ومكمن الخطورة في هذه المتاجرة القصيرة النظر، انها تحول الرصيد المسلم بكل ثقله في الغرب من التعاضد مع اخوتهم في الاسلام العرب الى تحالف ضدهم مع المسيحيين الجنوبيين لكونهم متحدرين من اصول افريقية. ولا شك ان صياغة تحالف من هذا النوع سيجعل من العروبة كجنس لا كهوية بكل مكوناتها اقلية وساعتها ستنكمش أو تزول خريطة السودان العربية.

    بكل تأكيد، من الظلم ان ننسب للاسلاميين كل انفجارات الغرب أو ان تختزل كل مظالم الغرب في هذه الفتنة التي قدحت شرارتها الجبهة الاسلامية بشقيها، ولكن المسؤولية تتعداهم الى كل القوى السياسية وان بدرجات متفاوتة، وحتى لا نذهب بعيدا في التنقيب يكفي ان نقول انه منذ بداية الحرب الاهلية الجديدة في الغرب لم نسمع أو نرى جهدا لتجاوزها من القوى السياسية الفاعلة، خاصة حزب الامة الذي يعتبر غرب السودان معقله الرئيسي، وكان ينبغي على المهدي امام الانصار وزعيم حزب الأمة ان يكون أول المتصدين لهذه القضية سواء بالوقوف الواضح ضد ممارسات الحكومة أو التوسط الفاعل لحلها وما الى ذلك من ادوار بوسعه ان يلعبها على المستويات كافة. كذلك الحال لم نسمع أو نلمس أي دور للتجمع الوطني المعارض بينما الحكومة تدفن رأسها في الرمال وتخلع على هؤلاء المقاومين صفات قطاع الطرق والنهب المسلح وما الى ذلك من تراشق بين جناحها وجناح الترابي مما يزيد من الهوة اتساعا ويؤدي الى نكص العهود.

    في خضم هذا المسلسل، وحدها الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق هي التي رفعت صوتها عاليا تؤيد القضايا التي يحارب باسمها اهل دارفور، واعلنت عزمها على التوسط بين المقاتلين والحكومة ما يعني ان الحركة الجنوبية تتهيأ لتحالف استراتيجي مع أهل الغرب من منظور صياغة تكتل افريقي في وجه امتداد عربي وهو أمر وارد اذا تيسر تخطي العامل الديني الذي كان ولم يزل يلعب دورا اساسيا في ترابط نسيج المجتمع السوداني.

    لعل اكثر ما يدعو للأسى والأسف، انه ما من سفير عربي في الخرطوم زار مناطق الاحتراب في غرب السودان او ابدى الاسى وعبر باسم حكومته عن مجرد تقديم عون انساني أو حتى قدم مجرد تمنيات بتجاوز تلك الحرب ناهيك عن ابداء رغبة في وساطة عربية اسلامية بحكم الرباط الاسلامي الذي يعتبر عنصرا جاذبا في هذه الحالة. ولا تقف المفارقة عند هذا الحد انما تتعداها حين نعلم ان الخرطوم شهدت في الايام الاخيرة مؤتمرا اسلاميا جامعا ركز كل اهتمامه النظري على ان هناك هجمة عالمية على الاسلام وان الولايات المتحدة تقود تلك الحملة، ومع ذلك لم يخطر على بالهم ان يمعنوا النظر في ما يجري في غرب السودان بقدر ما انشغلوا بإنشاء الخطب والمداخلات واصدار البيانات التي لا تزيد الغرب الا مزيدا من التخطيط والتنفيذ في محاصرة الاسلام ومحاربته!

    ترى هل السودان الجديد الذي كثيراً ما بشر به الجميع قادم ولكن بمعادلات جديدة تهمش الوجه العربي وتسيد الدور الافريقي بتخطيط وتدبير يستغل غيبوبة رموزه السياسية والغياب العربي الكامل؟

    محمد الحسن أحمد
    المقالة نشرتها ( الخليج )
    20/12/2003

    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 12-20-2003, 06:44 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد محمد عبدالقادر سبيل12-20-03, 05:48 PM
  Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد Deng12-20-03, 06:29 PM
  Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد فتحي الصديق12-20-03, 06:41 PM
    Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد محمد عبدالقادر سبيل12-20-03, 07:06 PM
  Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد Deng12-20-03, 07:07 PM
  Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد ibrahim eldeen12-20-03, 07:32 PM
  Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد Agab Alfaya12-20-03, 07:50 PM
    Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد aymen12-20-03, 08:30 PM
    Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد aymen12-20-03, 08:33 PM
    Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد Yasir Elsharif12-21-03, 12:00 PM
  Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد hammama12-20-03, 09:41 PM
    Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد محمد عبدالقادر سبيل12-21-03, 10:21 AM
      Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد Adil Osman12-21-03, 05:25 PM
  Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد Deng12-21-03, 05:30 PM
    Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد Bashasha12-22-03, 01:47 AM
      Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد msd12-22-03, 02:06 AM
        Re: الكاتب محمد الحسن أحمد يتلمس مؤشرات هيمنة الزنوج في السودان الجديد Bashasha12-22-03, 03:59 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de