ماحدث في ابوجا شئ عجاب فعلا، ولا اظن ان الحكومة ذاتها كانت تحلم به. فما هو مبرره ياترى؟. رسالة افريقيا والأمم المتحدة وواشطنون والعالم اجمع لحركات دارفور كان مفادها جملة واحدة فقط هي: التمرد المسلح ضد الدولة لا ينبغي ان يكافأ !! . هكذا قولا واحدا. هذا هو ملخص ما اعقب الاعصاب المشدودة على مدى اسبوع وما تمخضت عنه ابوجا. اجل ، ان حمل السلاح ضد الدولة ، مهما يكن المبرر فانه لا يكافأ. ولذلك تحولت كل جهود واحلام حركات دارفور المسلحة الى هباء منثور، بل وانقسامات داخلية واتهامات بالتقصير والتواطؤ والخيانة الخ. فلا منصب نائب رئيس ولا نصف دخل الخزينة السودان النفطية ولا استيعاب جماعي للقوات المتمردة على شكل كتل يسهل استدعاؤها عند الطلب!. ولا وحتى وحدة جغرافية سياسية لدارفور الكبرى وبالتالي لا مجال للحكم الذاتي واسع السلطات. وهكذا تصبح كل معاناة وارواح اهلنا في دارفور مجرد ضحايا ابراياء في نظر الاتحاد الافريقي، وهذه عظة قصد اليها - كما يبدو - قادة افريقيا والعالم، مع سبق الآصرار والترصد، خوفا من أن يؤدي اي نجاح حاسم للمتمردين الى اسالة لعاب غيرهم من طامحي اقليات افريقيا والعالم المتخلف اجمعين. ولعل وعيد الاتحاد الأفريقي ازاء غير الموقعين واعتبارهم خارجين على القانون ، يشف عن هذا الاستهداف الموجه ضد حالات التمرد المسلح. انا شخصيا كنت اتمنى ان يحصل الثوار على ماهو افضل مما حصلوا عليه بموجب هذه الاتفاقية المدهشة ، خاصة في مجال النصيب الاقتصادي ووحدة الاقليم ، واقتراحي الذي سقته في ورقة خاصة بالامر ذاته دعوت فيه الى عودة جميع السودان الى نظام المديريات القديم الذي كان مطبقا قبيل وبعيد الاستقلال و استمر معمولا به حتى مجئ لا مركزية دكتور جعفر محمد علي بخيت ( الحكم المحلي). ولكن ليس باليد حيلة. والنظام العالمي الجديد لا يسمح. واقول النظام العالمي لأن تدخل زوليك نائب كونداليزا رايس كان مؤملا ان يحدث تغييرا هيكليا في صيغة الاتفاق، غير انه جاء ليعزز مضمونها من خلال التركيز على هوامش ومطالب فرعية فقط ذرا للرماد على العيون. عموما فان المستمسكين بجمرة التمرد المسلح ليس معهم بعد اليوم سوى ابن عمهم ادريس دبي وعمهم حسن الترابي. وان د. خليل ابراهيم لا يستطيع ان يقنع احدا بأنه لا يصغي ولا يأبه بنزعات وتقلبات الترابي وهواه. وبما اننا جميعا نعلم ان الترابي لا يهتم بمصلحة الشعب واللاجئين بقدرما يعتني بمصلحته ومكائده السياسية ضد تلاميذه الذين لم يبروه بالتالي فلا يجب ابدا، كشعب، ان نرهن انفسنا وبلادنا بمصالح واهواه و( حركات )الترابي الدارفورية. بل يجب الزام حركة العدل المساواة بالتوقيع فورا دون تسويف ودون تسوية سياسية مع الترابي هذا ما يجب ان ينادي به كل وطني غيور الآن. وذلك لأن التدخل العسكري الدولي في ظل استمرار بعض الحركات المسلحة سيعقد مشكلة دارفور أكثر مما كان ، وذلك نسبة لجملة من الاسباب : اولا كيف يمكن عقلا ان يتم نزع سلاح الجنجويد وتلك الحركات ماتزال مطلقة اليد تقتل وتثأر كما تشاء؟ ثانيا كيف يمكن منطقيا وعمليا اعادة اللاجئين والتمرد مايزال مستمرا؟ ثالثا كيف يمكن ان تسلم قوات مني ميناوي اسلحتها لتتعرض لخطر الرفاق القدامى الذين سيعتبرون هذا الفصيل الموقع خائنا لا يستحق الحياة؟ هنا نناشد القائد مني ميناوي بالا يسلم سلاحه قبل رفاقه حرصا منا على قواته. ونناشد من الجانب الآخر الجنجويد عدم تسليم سلاحهم قبل ان يسلم خصومهم سلاحهم وذلك حرصا على ارواح المدنيين من القبائل العربية الدارفورية. ونناشد الحكومة عدم وقف العمليات قبل ان يسلم دكتور خليل ابراهيم سلاحه ونناشد البشير الاستجابة لبعض مطالب حركات دارفور بقرارات حرة من خارج استحقاقات الاتفاقية، فسيكون ذلك فعلا عظيما ووطنيا مسؤولا دون الزام من احد الا المسؤولية الوطنية والاخلاقية وواجب القيادة. ووالله اذا فعل السيد الرئيس ذلك فسيفعل شيئا يليق بالتاريخ وبالكبار وبالوطن. احبابي البورداب. وقعوا معنا لنقول: لا لقوات أممية بدارفور قبل الزام جماعة الترابي بالتوقيع فورا. نعم لتدخل تاريخي من جانب رئيس الجمهورية استجابة لبعض المطالب السياسية والاقتصادية لأهل دارفور ______________ رب اشرح لي صدري
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد عبدالقادر سبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست