|
Re: كليات الطب تحرم السودان من العلماء و المفكرين (Re: Amjad ibrahim)
|
سلام جميعا
شكرا زيلا لكل المشاركين الحقيقة لم اتوقع ان ينال هذا الموضوع كل هذا الاهتمام، و الواضح انه لمس وترا حساسا في انفس الكثيرين.
الاخت ايمان شكرا لك جزيلا على المرور و التعليق الثر فعلا في مجتمعنا تنحدر قيمة العمل و الاعتماد على النفس، الكثيرين و لازمان طويلة كانوا يفضلون العطالة عن العمل في مهن هامشية، و نفس هؤلاء عند اغترابهم يقومون باعمال متعددة لا يقومون بها في وطنهم السودان، على سبيل المثال موضة الرعي في السعودية، السوداني يفضل ان يرعى ابل الغير على ان يرعي سعية له شخصيا في وطنه وقس على ذللك. اعلاء قيمة العمل و التنبيه الى ذلك هو من صميم مسؤولية الدولة و الترويج للاعمال عبر وسائل الاعلام و التشجيع بخلق الفرص و اماكن العمل المناسبة يدفع الشباب لاخذ مثل هذه الخيارات، و تثمين العمل اليدوي و التقني يصب ايضا في نفس المسار. هذا كله غير موجود عندنا و تشترك في ذلك كل الحكومات التي مرت على السودان، لذا فحصر المسئولية في حكومة معينة هو امر مخل، و في اعتقادي الاشكال هو اشكال ذهنية و عقلية يجب ان نعمل كمتعلمين و دولة و مثقفين على مواجهتها و تطويرها.
هناك هيكلة الدولة و وظائفها، و هذا امر يطول الحوار حوله، انا اركز هنا على الطب من واقع المهنة و من واقع المعايشة التي لمحتها في المجتمع السوداني هذه الايام، هناك اشكال ايضا في الجانب الصحي في السودان، فبينما تنتشر جامعات الطب و المستشفيات الخاصةبسرعة رهيبة، لا يصاحب ذلك تطور في قطاعات اخرى تقنية لها علاقة بالصحة، و اعني التمريض و تخصصاته المختلفة ايضا كورسات هندسة المعدات الطبية و ال من التخصصات التي يفترض ان تلازم هذا الزخم، مما يعكس النظرة الفوقية و السطحية للصحة و المستشفيات كمؤسسات تعتمد على جيوش من الفنيين المهرة و التقنيين و ليس الاطباء فقط.
الاخ مجدي لك الشكر على المرور فعلا الطب اصبح مظهر اجتماعي فقط، ووسيلة للثراء و اصبحت علاقة الطبيب و المريض تتم في هذا الاطار، مجانية العلاج كانت ضابطا اساسيا للبعد الانساني لهذه المهنة، لكنه و بتعديل الكثير من القوانين اصبح الطبيب شخصا جشعا في نظر الكثيرين مما انزل ضبابا كثيفا على المهنة و انسانيتها، لقد كتبت مقالا فيما يخص تصور النظام الطبي في السودان نشرته في وقت مضى، بينت فيه استحالة تطبيق نظام التأمين الاجتماعي في مجتمع متخلف كمجتمعنا و كيف ان العديديدن سيكونون خارج مظلته، و اعتقد ان الواقع يعكس هذا تماما، بل اسواء من ذلك اذ ان حتى من يشملهم التأمين لا يحصلون على الخدمات التي يفترض ان يوفرها التأمين، و هناك العديد من الادوية التي يفترض ان تصرف مجانا لكنها لا تصرف نسبة لضعف تنظيم التأمين و قنواته، و في جرائد اليوم هناك العديد من التجاوزات المالية خاصة في وزارة الصحة الاتحادية بلغت حوالي 170 مليون جنيه... ان من يودون تطبيق نظام التأمين الصحي في السودان يقومون بمحاولة استيراد نظم تطبق في دول متقدمة لها خصائص معينة لا تتوفر في مجتمعنا البدائي، ان النظام الصحي القديم الذي كان مطبقا الى الديمقراطية الثالثة كان فيه بعض القصور لكنه كان ناجعا و يحتاج الى تطوير و تحديث، و ما حدث الان من تغيير شامل هو من باب التجريب الخطر الذي نشهد نتائجه الان من تدني صحي على جميع المستويات. اتمنى ان نفتح نقاشا مفتوحا مرة اخرى في المستقبل حول ذلك، و كما قلت في مقالي هو عبارة عن لفت نظر لظواهر كهذه حتى يتناولها اهل الاختصاص بتعمق اكبر.
الاخ العزيز عبد الله لك كل الشكر على الثناء على موضوعي الذي نال منك هذا الترحيب ، و في انتظار عودتك و تعليقك.
لكم جميعا ودي اخوكم امجد ابراهيم
|
|
|
|
|
|
|
|
|