رجاء العباسي: التجمع : لن نسحب قواتنا بالجبهة الشرقية إلا باتفاق سياسي
تباين في رؤى القادة العسكريين المعارضين حيال اتفاق نيفاشا التجمع : لن نسحب قواتنا بالجبهة الشرقية إلا باتفاق سياسي تباينت رؤى القيادة العسكرية في تحالف المعارضة السودانية بالمنفى المنضوية تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي حيال اتفاق الترتيبات الامنية التي وقعتها الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان (حركة قرنق) الاسبوع الماضي في ضاحية نيفاشا قرب العاصمة الكينية. ففي حين عدد الفريق عبدالرحمن سعيد، نائب رئيس التجمع، رئيس الأركان الأسبق للجيش السوداني ابان العهد الديمقراطي، مجموعة من التحفظات على اتفاق نيفاشا معلناً ان التجمع لن يسحب قواته المتمركزة بشرق البلاد إلا باتفاق سياسي بين التجمع والحكومة، بدا العميد الركن عصام الدين ميرغني رئيس لجنة الترتيبات الأمنية والعسكرية في التجمع، والقيادي الكبير في احد فصائله (التحالف الوطني) راضياً عما يتم في نيفاشا رغم انتقاداته للاتفاق. وأشاد الفريق سعيد بموقف الحركة الشعبية التفاوضي، مشيرا إلى ان الحركة كانت تفاوض وهي تضع في حساباتها طوال الفترة: السودان الموحد الآمن، وايقاف الحرب، بينما سعى النظام لتوطيد أركان حكمه من خلال بحث لمكان النائب الأول، أو الانفراد بحكم الشمال. وركز الفريق سعيد في تصريحات صحفية لـ «البيان» على ملاحظاته الفنية في الجانب العسكري معتبراً ان ما تم الاتفاق عليه في نيفاشا لا يمكن ان تطلق عليه «جيش قومي» أو جيشاً مستقبلياً، وإنما هو «جيش مؤقت» لفترة مؤقتة هي الفترة الانتقالية. وأضاف ان هذه القوات المتفق عليها الآن سيتم تسريحها فور مجيء اي حكومة منتخبة إلى السلطة «حتى ولو كانت هذه الحكومة أحد طرفي الاتفاق»، وقال التشكيل الذي أعلن عنه لا يمكن ان يكون نواة لجيش قومي لأن مداها فقط مدى الفترة الانتقالية وان مهمة القوات ستكون فقط «حراسة» طرفي الاتفاق. وفي رده على سؤال «البيان» حول شروط جيش المستقبل لسودان موحد، قال سعيد ان هناك عدداً من الأسس التي يجب توافرها وهي: ألا تكون هناك قيادتان، بل قيادة موحِّدة بعيدة عن التوجه السياسي، ويجب البدء فوراً في الحديث عن عقيدة قتالية واحدة لكل هذه القوات، كما يجب أن يكون التوجيه المعنوي قومياً، والا يتم التركيز فقط على فترة مؤقتة حتى لا يكون جيشاً مؤقتاً. وعن ايجابيات وسلبيات اتفاق نيفاشا قال الفريق عبدالرحمن سعيد ان سلبياته تتمثل في ان الوحدات العسكرية المشتركة مبنية فقط على قوات الجبهة الاسلامية والحركة الشعبية، وهذا خطأ، حيث توجد وحدات عسكرية أخرى تحمل السلاح وتقاتل من أجل قضية. وقال ان مهمة هذه الوحدات العسكرية المشتركة ليست الوحدة الوطنية، لأن ذلك يفترض تحقيقه سياسياً أولاً، لأن شعار «الوحدة الوطنية هو شعار سياسي وفي حالة عدم تمكن هذه الوحدات من التعايش فيما بينها ـ لا قدر الله ـ فهذا سيعني انهيار الجيش المكون. وقال سعيد ان من سلبيات الاتفاق هو ذكر ان مهمة الوحدات المشتركة هي ان تكون رمزاً للسيادة، وتساءل مستنكراً: كيف يمكن تحقيق ذلك وهناك قوتان؟ وأضاف: «كان الاصوب ان يكتب انها رمز لسيادة الاطراف المعنية، لأنها قوة لن تحمي سيادة السودان ولا تدافع عن البلاد، وهي بهذا التشكيل لن يكون لها أي دور في بناء البلد، بل ستلزم ثكناتها وكل طرف يراقب الاخر، وتتحول القوات إلى «قوات خفر» كل يحمي السلطة التي أتت به. وأضاف الفريق عبدالرحمن سعيد ان تكوين الوحدات المشتركة سيعطيها «ميزة» دون بقية القوات، وهذا بلا شك سيخلق حساسية «تذكرني بتجربة سلاحي المدرعات والمظلات في مايو، اللذين كان لهما وضع مميزا بحكم مشاركتهما في الانقلاب، الامر الذي أحدث صدامات عديدة بينهما وبين بقية الاسلحة انتهى إلى نبذهما». وأضاف ان الخطورة تكمن في ان تستغل «جهة ما» هذه القوات في أي حركة انقلابية لتغيير الوضع القائم. وأشار إلى إلى ان هذا الاتفاق لا يمكن ان ينفذ إلا إذا خضعت هذه القوات لادارة جيدة وان تكلف بمهمات تجعلها مشغولة دائماً. وفي رده على سؤال عن قوات التجع الوطني في الجبهة الشرقية وورود ذكرها بانسحاب قوات الحركة منها بحلول العام، قال سعيد ان القوات الموجودة في شرق السودان ليست قوات الحركة الشعبية، هناك قوات اللواء الموحد المشترك، والذي تولى قيادته عدد من القادة على رأسهم الفريق الراحل فتحي أحمد علي وشخصي والفقيد العميد سليمان ميلاد، وأخيراً القائد باقان أموم، ليس بوصفه حركة شعبية، وإنما بصفته في التجمع الوطني. وأضاف الفريق سعيد انه إذا ما كان هناك أي ترتيبات في شأن هذه القوات فلابد ان يتم اولاً اتفاق سياسي مع التجمع الوطني، وليس أي فصيل منفرد، وقال ان النظام بهذه الجزئية أراد احراج الحركة الشعبية، حيث كانت المدة المذكورة في الاتفاق للانسحاب منها أقل من بقية المناطق. وأكد انهم لن يسحبوا جندياً واحداً ما لم يتم حسم الأمر سياسيا مع التجمع، وان الحركة تحدثت فقط عن قواتها المشاركة مع قوات التجمع. وأضاف ان ما سيطبق على شرق السودان سيطبق على الغرب أيضاً، لأن القضايا ليست مجزأة، وإنما متكاملة. وأشار الفريق عبدالرحمن سعيد إلى ان العدد 24 ألف جندي في جنوب السودان هو عدد كبير بالنسبة لأطراف تريد وتسعى من أجل سلام، وألمح إلى ان نظام الجبهة الاسلامية يريد بلا شك الايحاء للمواطن السوداني العادي انه ما زال لديه قوات كبيرة في الجنوب، وكذلك تشكك النظام في الطرف الآخر ـ الحركة الشعبية ـ. وقال ان المكسب الذي نسعى إليه جميعاً هو وقف الحرب، والسلام الشامل والعادل، واتفاق نيفاشا لا يحقق ذلك، وهناك خطورة في تنفيذه، لذلك يجب ان يشمل الحل كل القوى والاطراف السودانية الاخرى لضمان وتنفيذ اي اتفاق يبرم. وحذر الفريق عبدالرحمن سعيد من معالجة الاتفاق للاجهزة الامنية وقوات الشرطة، حيث انها لا يمكن التعامل معها بأهمية أقل من التعامل مع مسألة الجيش، بل هي أكثر تعقيداً منه، ففي الجيش مثلاً على الاقل يمكنك التعامل مع اعداد وأرقام، ولكن هذه الاجهزة لا أحد يعرف قوامها الحقيقي، كما ان الجبهة الاسلامية لا يمكن ان تفرط في أي قوة تابعة لها ولن تسمح لأي طرف بمشاركتها في أماكن قوتها. من جانبه وصف العميد الركن عصام الدين ميرغني رئيس لجنة الترتيبات الأمنية والعسكرية في التجمع الوطني السوداني، اتفاق نيفاشا بأنه محصلة طبيعية لتطور اتفاق ماشاكوس الموقع بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان في العشرين من يوليو 2002، وأنه لم يخرج كثيراً عما ورد في وثيقة الوسطاء المعروفة بوثيقة ناكورو، بل عالج التفاصيل التي لم تشملها تلك الوثيقة التي رفضتها حكومة السودان، ثم عادت وقبلتها ضمناً في جولة التفاوض الأخيرة التي تمخضت عن توقيع اتفاقية الترتيبات الأمنية. وقال في تصريحات صحفية لـ «البيان» انهم عاكفون الآن على إجراء تقييم متكامل لاتفاق نيفاشا، ولكن من الواضح جلياً إن الاتفاق يضع اللبنات الأولى لبناء جيش قومي، يتميز بالاحتراف والولاء للوطن والشعب والدستور. وأضاف: بعد أربعة عشر عاماً من حكم نظام الجبهة الإسلامية، وبعد ما مارسه النظام من طرد ما يقارب الخمسة آلاف من ضباط الجيش وإحلال بدائل لهم من كوادر حزب الجبهة الإسلامية، وتغيير كل القوانين واللوائح المنظمة للخدمة، فقد الجيش السوداني قوميته المعروفة، وتحول إلى جيش حزبي، وفقد أيضاً قدراته الاحترافية والقتالية وتحول إلى مليشيا، وما حدث أخيراً من هزائم ساحقة في دارفور يثبت ذلك. ويرى العميد ميرغني ان الحركة الشعبية توفقت كثيراً في قبول تقليل حجم القوات لكلا الطرفين، والقوة المتفق عليها الآن لتكوين القوات المشتركة الموحدة وقوامها 39 ألف جندي كافية جداً لتكون نواة لجيش السودان الجديد بعد الفترة الانتقالية، وقادرة خلال الفترة الانتقالية على القيام بواجب الدفاع عن السودان. وفي رده على سؤال «البيان» حول الاتفاق ومدى اختلاف بنوده عما جاء في وثيقة ناكورو التي سبقت ورفضتها الحكومة قال العميد ميرغني: ان اتفاق نيفاشا استند أساساً على ما جاء في اتفاق مشاكوس من وجود جيشين خلال الفترة الانتقالية، وتضمن كل ما ورد في وثيقة ناكورو مع وضع التفاصيل التى تمكن من التنفيذ. وقال مثلا إن الفقرة (29) في وثيقة ناكورو موجودة بالكامل في الفقرة الأولى من اتفاق نيفاشا. كما ان الفقرة (30) في ناكورو والخاصة بوقف اطلاق النار، وردت في النقطة الثانية في اتفاق نيفاشا، مع وضع التفصيل لاعادة الانتشار، وسحب وتحديد حجم القوات اللازمة. وأن ما جاء في وثيقة ناكورو في الفقرة (33) عن مجلس الدفاع المشترك وتكويناته، جاء كله في النقطة الخامسة في اتفاق نيفاشا عن: (القيادة والسيطرة في القوتين). وقال العميد ميرغني انه لا اختلاف في كل ماجاء في وثيقة ناكورو عن الترتيبات الأمنية والعسكرية مما ورد الآن في اتفاق نيفاشا، اللهم الا الاتيان بالتفاصيل - واشار الى ان نظام حكم الجبهة الاسلامية وقع على هذا الاتفاق وهو يعلم جيدا انها نفس النقاط التي سبق ورفضها أول يوليو الماضي، وطلب من الوسطاء ـ (بلها وشراب مويتها). ورأى العميد عصام الدين ميرغني أن الاتفاق ايجابي في كونه سيحدث تحولاً في الجيش السوداني، وسيكون معبراً لجيش قومي للسودان الموحد أرضاً وشعباً، وان الاعداد المطلوبة من قوات الطرفين ستعكس التنوع العرقي والثقافي والديني الذي يتميز به السودان، وسيعيد ترتيب أوضاع الجيش السوداني بتبني عقيدة قتالية جديدة تعكس ذلك التنوع، وتقود إلى بناء جيش وطني يتميز بالاحتراف والقومية والالتزام بالدستور وحقوق الإنسان. القاهرة ـ رجاء العباسي:

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]