شاب حزب أمة للقراى: مطبلو الصادق "شغالين" ببطونهم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 10:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2008, 12:53 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شاب حزب أمة للقراى: مطبلو الصادق "شغالين" ببطونهم


    تعقيب على الأستاذ محمد عيسى عليو
    د. عمر القراي

    كم ثمن الدفاع عن الباطل؟! (3/3)
    يقول عليو (يخرج بنا القراي إلى فلسفة قديمة تتجدد، يتساءل عن كلمتي الشورى والديمقراطية واللتين وردتا في صلب الاتفاق فهو يقول لماذا كرر الاتفاق كلمة الشورى والديمقراطية إذا كانت الديمقراطية هي الشورى في فهم الحزبين لماذا لا يكتفيان بكلمة واحدة دون حاجة إلى التكرار وإذا كانت الشورى ليست هي الديمقراطية فعلى أيهما اتفقا أم كتبت الديمقراطية إرضاءً لحزب الأمة وكتبت الشورى إرضاء للمؤتمر الوطني وكلاهما لا يقصدان في الحقيقة أيَّاً منهما...) (الصحافة 9/6/2008م). وبعد أن أورد عليو حديثي هذا، ووضح له أنه لا يملك إجابة على ما جاء فيه من تساؤلات، أصرّ على الرد!! فماذا قال؟! قال (حقيقة القراي يريد أن يرجع بنا إلى العصور البيزنطية البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة...) (المصدر السابق). فهل رأى الناس مثل هذا التهرَّب من مواجهة الموضوع، ثم الإصرار على التعرّض له دون معرفة؟! فعليو لا يعرف لماذا أشرت في مقالي للتناقض في إيراد كلمتي الشورى والديمقراطية، أسمعه يقول عني (وهو يريد أن يعرف ماذا يقصدان بالتكرار أم هو يشكك في مصداقية الطرح أم يرى أن الديمقراطية هي غير الشورى والشورى غير الديمقراطية...)!! فإذا كنت لا تعرف ماذا أقصد فما حاجتك للرد؟! إلا أن تكون حريصاً على أن يعرف (الإمام) إنك دافعت عنه!! اقرأ مرة أخرى، قولك (أم يرى أن الديمقراطية غير الشورى والشورى غير الديمقراطية)!! فإذا كانت الديمقراطية غير الشورى، ألا يعني ذلك بداهة، أن الشورى غير الديمقراطية؟! إن الأخ عليو لا يفهم ما يقوله هو نفسه، دع عنك الآخرين..
    وبعد كل هذا الالتواء والاضطراب ما هو رأي عليو؟! يقول (الذي يعرف الديمقراطية ويعيشها لا يرى فيها اختلافاً عن الشورى.. وهذا موضوع طويل يا دكتور ولكن ما نستطيع أن نقوله هنا وفي هذا الزمن الذي نعيشه وما يعنيه الاتفاق أن الديمقراطية هي الجامعة والشورى إحدى كلياتها) (المصدر السابق).
    إن الشورى ليست نظام حكم، وإنما هي آلية مساندة لنظام الخلافة الإسلامية.. حيث يختار الخليفة مجموعة عرفت في التاريخ الإسلامي بأهل الحل والعقد، يشاورهم في أمور الدولة، ويمكن أن يقبل مشورتهم أو يرفضها.. ولا يلزمه نظام الخلافة، وهو نظام حكم فرد، أن يقبل مشورة من شاورهم. وآية الشورى من الكتاب قوله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ الفلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله...) فلقد أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بمشاورة أصحابه، ولكن عليه أن يمضي لما عزم عليه، سواء وافقهم أم خالفهم.. ولقد كان عليه الصلاة والسلام، كثيراً ما ينزل عن رأي أصحابه، احتراماً لهم، وإشعاراً لهم بقيمتهم الإنسانية، وبغرض تدريبهم على التفكير والعمل. كما كان أحياناً، يخالفهم، كما حدث في صلح الحديبية.. ولقد سار الأصحاب رضوان الله عليهم، على هذا النهج. فقد شاور ابوبكر الصديق رضي الله عنه الأصحاب، في أمر مانعي الزكاة، فأشاروا إليه بعدم قتالهم، ولكنه خالفهم وأقام حروب الردّة المشهورة. هذه هي الشورى، وهي دعم لنظام حكم الفرد.. أما الديمقراطية، فإنها نظام حكم متكامل، تحكم فيه الأغلبية مع مراعاة حق الأقلية في التعبير.. وهي نظام يقوم على الفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة، والانتخابات، واتخاذ القرارات بالتصويت، الذي يرجِّح رأي الكثرة على القلة. وآية الديمقراطية من الكتاب قوله تعالى (فذكِّر إنما أنت مذكِّر? لست عليهم بمسيطر...)، ومأخذ الديمقراطية من هذه الآية، هو أن رفع السيطرة عن كل الناس، لا يمكن أن يتأتى، إلا إذا أشرك الناس في حكم أنفسهم عبر مؤسسات تعبِّر عن آرائهم..
    والديمقراطية لم تطبّق في الماضي، على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، لأن المجتمع لم يكن يعرفها، أو يعرف مؤسساتها، ولأن نظام الحكم في دولة المدينة، قد اعتمد على الشريعة، وليس في الشريعة، في أمر الحكم، غير الخلافة. ولا يمكن للمسلمين أن يطبِّقوا الديمقراطية، من داخل الإسلام، إلا بتطوير الشريعة، بالانتقال من فروع القرآن الناسخة، إلى أصول القرآن المنسوخة. لكل هذا، فإن الحديث عن تطبيق قطعيات الشريعة، التي تحوي الشورى، وتطبيق حقوق الإنسان التي تحوي الديمقراطية، في نفس الوقت، لا يعدو أن يكون جهلاً مفضوحاً. هل أدرك عليو الآن، أن إثارة سؤال الديمقراطية والشورى، ليس جدلاً بيزنطياً، مثل الدجاجة والبيضة؟!
    يقول عليو (هنا نأتي للفلسفة الدينية التي يحاول بها القراي إخراج الصادق المهدي من ملِّة المعتدلين إلى المتطرفين إذ يقول إن قطعيات الشريعة لا يمكن أن توافق على حرية العقيدة ولو كانت الشريعة الإسلامية توافق على أن يعتقد كل شخص ما يشاء لما قام الجهاد وأحكم السيف على رقاب المشركين.. هنا نقول للآخرين لأن القراي عارف كل شيء ولكنه واضح يميل إلى الجدال وهذا ليس مكانه ولا وقته...) (المصدر السابق). فإذا كان عليو يرى أن هذا ليس وقت الجدال، ولا مكانه، فلماذا دخل فيه؟! وأين مكان الجدال ومتى وقته؟! وهل يظن عليو أنه يقلل من شأني حين يقول إنني أميل إلى الجدل؟! فليعلم إذاً بأنني مأمور بالجدل!! قال تعالى (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن...) وإذا كان عليو لا يجادل فكيف يريد أن يقنع أعضاء حزب الأمة باتفاق التراضي؟!
    يقول عليو (ولكنني فقط أقول بكل قوة إن قطعيات الشريعة الإسلامية لا تختلف مع حرية العقيدة وفي زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) أعلن صحيفة المدينة وهي التي حددت وجوب التعايش بين المسلمين واليهود في المدينة المنورة... والآية الكريمة تقول (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم...). لقد استدليت يا دكتور بكل آيات السيف لماذا لم تستدل بهذه الآية). (المصدر السابق). إن من قطعيات الشريعة آيات الجهاد بالسيف، وهي ما كانت لتحكم، وما كانت الغزوات ضد المشركين، وضد أهل الكتاب لتقوم، لو كانت الشريعة تقبل حرية العقيدة. فهل الرد على آيات السيف التي أوردتها، أن يورد عليو آية تسامح مقابلة لها، دون أن يملك تفسيراً لما يبدو من تناقض؟! أما أنا فلا أرى تناقضاً، وإنما أرى مستويين. مستوى أصول، نسخ بمستوى فروع، مناسبة لطاقة المجتمع، في القرن السابع الميلادي. فصحيفة المدينة التي أقامت السلام بين المسلمين واليهود، قد نسخت بآيات براءة (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين...) وآية (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم...) ومثيلاتها من آيات التسامح، نسخت بآية السيف التي فرضت قتال كل المشركين (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وآية الجزّية التي فرضت قتال أهل الكتاب. ولهذا قتل النبي بني قريظة، وسبا نساءهم، وأخرجهم من المدينة. ولو كان في حزب الأمة مدرسة كادر، كما في الحزب الشيوعي، لكان أمثال عليو قد تأهلوا في بدايات الإسلام هذه، ولما احتجنا إلى تكرارها هنا.
    يقول عليو (فالقراي لا يريد من الصادق إلا أن يكون كأسامة بن لادن أو كالقراي...)، وأنا لا أرى أي فرق في فهم، أو طرح الرجلين، فكلاهما يدعو إلى قطعيات الشريعة!! ولكن الفرق هو أن أسامة صادق في دعوته للشريعة، ويعلم أن قطعياتها، تعني أن يقاتل غير المسلمين، ويقوم بذلك.. بينما الصادق يطرح قطعيات الشريعة، ولا يحتمل تبعاتها، ولهذا يزيِّفها، ويدعي أنها لا تتناقض مع حرية العقيدة، وحقوق الإنسان، تضليلاً لأتباعه من المثقفين، المعجبين بالمعاني الحديثة.
    ومع ما يبدو من جد ووقار، في صورة عليو المصاحبة لمقاله، إلا أنه قد قال (كدي روِّق المنقة شوية وحط الكرة تحت خلي الناس تلعب معاك!!)، فهل يظن عليو أن الحديث عن قطعيات الشريعة، وعن أصول القرآن، وما أورد من آيات، وما جاء في اتفاق التراضي الوطني، مما يهم حياة وحكم المواطنين، أمر لعب حتى يهزل، ويضحك، دون ورع، ودون حزم، وهو يدافع عن (الإمام)؟!
    يقول عليو (إن حزب الأمة في الخمسينيات ليس هو حزب الأمة في الستينيات وحزب الأمة في الثمانينيات ليس هو حزب الأمة في القرن الواحد والعشرين.. التطوّر سمة من سمات الحياة لا شك أن القراي يؤمن بالتطور ولكنه مع حزب الأمة فالأمر مختلف) (المصدر السابق). وأنا أؤمن بالتطور حتى في حزب الأمة.. ومعلوم أن التطور، لا يحدث إلا بعد صراع، بين القديم والحديث.. ولقد بدأ هذا الصراع في حزب الأمة، منذ حين، واخذ ينضج، وتتضح معالمه، ولم تستطع الطائفية القابضة، ولا مسانديها من المنتفعين، منعه من التعبير عن نفسه.. ولقد أوردت بعض النماذج في مقالاتي السابقة، وأحب للأخ عليو أن يتأمَّل بصورة خاصة، نموذجاً جديداً، لشاب من حزب الأمة، خريج من كلية القانون بجامعة الخرطوم، ترك لي خطاباً في صحيفة (الصحافة)، لأنه لا يعرف عنواني، جاء في خطابه (وأمثال هؤلاء لا يستطيعون أن يكتبوا حرفاً واحداً عن الإصلاح داخل أروقة حزب الأمة وكيان الأنصار.. فكل همهم الدفاع عن إمامهم وإن تجاوز مبادئ وقيم حزب الأمة.. وكلما نطح قلم بعين الحقيقة إما وصموه بالحسد أو استعجلوا استعجالاً شديداً لأنهم فقط معجبون بإمامهم وإن ضل وإن صالح القتلة والمجرمين وأعداء الشعب وإن بحث له عن مجد شخصي ومنفعة لأهل بيته!! ففي كل الأحوال هم مطبلاتية وحارقي بخور وهؤلاء هم (علماء الإمام) من أمثال عليو ممن تعلموا السياسة في الصوالين الكبيرة وعبر سفريات الطيران ولم يلتفتوا يوماً إلى الجماهير ليسألوها ماذا تريد!! ولكنهم دوماً يهرولون إلى الإمام قائلين: يا سيدي غلطاتك عندنا مغفورة وهذا ما لا يرضي الكثيرين داخل حزب الأمة من القوى الإصلاحية الحيّة المستنيرة وفي مقدمتها الطلاب والشباب الذين زرفت أعينهم عشية التراضي...). والخطاب طويل وهو موجود عندي ويمكن أن يكون رافداً قوياً في تطوير حزب الأمة إذا كان عليو يعني حقاً ما يقول.

    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=51133








                  

07-06-2008, 03:41 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاب حزب أمة للقراى: مطبلو الصادق "شغالين" ببطونهم (Re: عبدالله عثمان)



    تعقيب على الأستاذ محمد عيسى عليو
    كم ثمن الدفاع عن الباطل؟ (1-3)
    د. عمر القراي
    من بين أعضاء حزب الأمة، الذين تعرضوا لما كتبت عن اتفاق التراضي الوطني، كانت كتابة الأستاذ محمد عيسى عليو، على عللها، الأفضل من حيث بعد الرجل عن الإساءة، والإسفاف والسباب، الذي طفحت به كتابات من كتبوا منهم في صحيفة (صوت الأمة).. ومع أن الصحيفة هي لسان حال حزب الأمة القومي، وهي معنية بالدفاع عن أطروحاته، ومواقفه، إلا أن هذا لا يبرر أن تسمح بنشر هذا المستوى الهابط، إذ لا يجوز أن يعمي التعصّب لرئيس الحزب، إدارة التحرير، عن التمييز بين ما يستحق النشر وما لا يستحق.. فهل كان يمكن أن يسمح لمثل كتابات (الأنصاري) و(عبد النبي) أن تنشر في أي صحيفة محترمة؟! وهل خط الحزب في الدفاع عن رئيسه، يجبر رئيس التحرير على قبول أي مستوى من الكتابة، ولو كان مثل جرايد الحائط في المدارس الابتدائية، ما دام دفاعاً عن السيد الصادق المهدي؟! إن إملاء موقف الحزب المتطرّف في الدفاع عن رئيسه، على تحرير الصحيفة، لهو من مظاهر أزمة الديمقراطية في حزب الأمة.. ولقد واجه الأحرار من أعضاء حزب الأمة، مثل هذا التغوّل على الديمقراطية، بصلابة، ومن هؤلاء الصحافي النابه الأستاذ صلاح عووضة، الذي خيّر بين منصبه كرئيس تحرير لصحيفة (صوت الأمة)، وبين مبادئه وآرائه، فاختار المبادئ، وأصر على آرائه، التي تنتقد مواقف الحزب وقيادته، وترك المنصب، وكان في موقفه درس عن شرف المهنة وقيمة الكلمة حبّذا لو تأسى به غيره..
    بدأ الأستاذ عليو مقاله بقوله (لا أنفي أني من المتابعين لمقالات د. عمر القراي لما فيها من الاعجاب والاستعجاب ويأتي استعجابي دوماً عندما يتناول أمراً يتعلّق بالسيد الصادق فهو ينفذ إليه مباشرة دون أدنى دبلوماسية وكأن القراي «محرّش» أو موكل من جهة خصصته في السيد الصادق) (الصحافة 2/6/2008م). ورغم أن السيد عليو قد ذكر (الإعجاب والاستعجاب) إلا أنه لم يورد لنا موطن إعجابه، خشية أن يساءل كيف يعجب بكاتب يهاجم (الإمام)، وإنما ذكر فقط استعجابه، الذي منشأه انني عندما أكتب عن السيد الصادق، أنفذ إلى نقده دون مقدمات ودون دبلوماسية.. ولست أرى في ذلك ما يثير الاستعجاب، لأن السيد الصادق، عندي شخصية عادية، عامة، لا أحتاج الى افتعال التردد والدبلوماسية لأنقدها، خاصة وأن أخطاءه كثيرة، وظاهرة للعيان، ثم إني لا أحتاج لمن يحرّشني على السيد الصادق، غير أخطائه الفكرية، ومواقفه السياسية المتناقضة، التي أضرّت بحزبه، وأضرت بالسودان، منذ أن ظهر على المسرح السياسي.
    ولقد ذكرت أن اتفاق التراضي جاء مخيباً لآمال كثير من المثقفين، وكثير من أعضاء حزب الأمة فاستنكر الأخ عليو ذلك، وأخذ يغالط هذه الحقيقة، ويطالبني بالدليل عليها، ويسألني كيف عرفت ذلك؟ وهل لديَّ احصائيات؟! ومعلوم أن معرفة آراء الناس تجئ من محاورتهم، ومن كتاباتهم وتعليقاتهم، ولا يفترض في المعلّق عليها، أن يأتي باحصائيات رقمية، حتى يكون حديثه صحيحاً ومقبولاً.. ثم إن الأخ عليو نفسه يقول (ولا شك أن هناك فئة مثقّفة لا تنطلق من أيٍّ من الأحزاب وهي على قلتها وحسب ما لمسناه من بعض كتاباتهم يميلون وحريصون على الوفاق الوطني)!! (المصدر السابق). فهل نرفض حديث عليو هذا، حتى يأتي باحصائيات، تثبت أن هناك فئة مثقفة تؤيّد الوفاق الوطني؟! أما في الرد على ما ذكرته من رفض أعضاء الحزب لاتفاق التراضي الوطني فإن الأخ عليو يقول (أما حديثه عن أعضاء حزب الأمة والذين يقول إن الاتفاق خيّب آمالهم نقول إن هذا الاتفاق مرَّ على كل مؤسسات الحزب الرئاسية والتنفيذية والسياسية ولم يشذ فرد في رفضه حتى الآن...) (المصدر السابق). هذا ما قاله عليو، ولكن واقع الحال يشير إلى غير ذلك.. فقد علقت ووزعت بيانات في عدد من الجامعات، تدين اتفاق التراضي، وممهورة باسم حزب الأمة القومي!! فإذا كان شباب الحزب ضد الاتفاق فإلى متى يستطيع شيوخه فرضه؟! كتب قيادي بارز في حزب الأمة، واحد محرري صحيفة صوت الأمة (المتأمل في الخطاب السياسي لرئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي في الأشهر الستة الماضية يلحظ دون جهد كبير مدى مفارقته للخط الرئيس و-الثابت إلا في فترات محددة- الذي ظل ينتهجه الحزب منذ عام 1989م والى غاية الآن. الخطاب (المعدل) لرئيس حزب الأمة يعيد إنتاج خطابات سابقة لرئيس الحزب، وتماهياً فكرياً -إلى حدٍّ ما- مع خطاب الإسلام السياسي، كما أن فيه تراجعاً عن رؤية «الدولة المدنية» و«مقررات أسمرا»، خاصة فيما يتعلَّق بعلاقة الدين والدولة. ومن اليسير ملاحظة أن هذا الخطاب الذي يمكن وصفه بـ«الكارثي» يتقارب إلى درجة بعيدة مع خطاب «المؤتمر الوطني» الحاكم ويتباعد عن الخطاب المعارض الذي ظل حزب الأمة ذاته جزءاً رئيساً منه. وهو خطاب بعيد عن «المزاج العام» في داخل الحزب كما هو واضح لأي متابع لشؤون حزب الأمة) (خالد عويس سودانيزاونلاين 10/6/2008م). اتفاق التراضي بعيد عن «المزاج العام في داخل الحزب» وهذا أمر «واضح لأي متابع لشؤون حزب الامة» كما قرر أحد أبرز كتاب حزب الأمة فما رأي الأخ عليو؟! وهل يصف الاستاذ خالد عويس أيضاً بأنه «محرّش» أو أنه ينطلق من «حسد أو تجنيد من جهات لهدم أحد أركان الدولة السودانية» كما وصفني؟! نود أيضاً أن نسمع رأي الأخ عليو، في ما خطه قلم عضو آخر في حزب الأمة، في تقييم التراضي الوطني فقد جاء (من نافلة القول أن نذكر إن الاتفاق الأخير بين الأمة القومي والمؤتمر الوطني يوم 20 مايو المنصرم والمسمى باتفاق التراضي الوطني يسير له الحزب وفي حلوق كثيرين من جماهيره غصة أو مرارة.. المؤتمر الوطني قد دخل المفاوضات وعينه على جماهيرنا الوفية الصامدة وعينه على حزبنا الذي لم يتلوّث باتفاق سابق مع النظام يخذل فيه جماهيره وسيكون سعيداً جداً باغتنام جماهيرنا وبجر حزبنا لمنطقة رمادية تجعله لا في بياض المعارضة الناصع ولا في سواد الانخراط القاتم ويالها من منطقة نفقد فيها توازننا ويلم فيها هو بالمقابل توازنه المفقود على انقاض الأمة القومي! وعندها سنكون كطرفة بن العبد الذي حمل صحيفة المتلمس وفيها حتفه وعندها كل عمليات «تبررون» لن تجد فتيلاً فالسيف يكون قد سبق العذل فعلاً، والعاقل من اتعظ بغيره!). (لنا مهدي عبد الله: سودانيزاونلاين 3/6/2008م نشر بصحيفة (صوت الأمة) في باب حروف حرة)..
    ولعل الأخ عليو في حاجة ماسة ليسمع لمن خدموا الحزب أكثر منه، وتقلّدوا مناصبه قبله، فقد جاء في شهادة أحدهم، عن التراضي الوطني (أنا أحب ان أذكر الناس -وتحديداً في العام 1987م- ذلك العام الذي أصدر فيه الصادق المهدي كتاباً وكان حاكماً حينها أسماه «تحديات الديمقراطية» حيث حوى الكتاب فهماً متقدماً عن الديمقراطية ومطلوباتها ولوازمها، وبالتالي فأنا أتساءل واستغرب أن أحداً يكتب بهذا الفهم ويبارح منبر المعارضة الآن إلى ما أسماه التراضي، كيف يستقيم ذلك فما أود أن أقوله هنا أن المعارضة الحقة لا تبارح مكانها وبالتالي فالذي يبارح مكان الرأي الآخر فهذا يعني أنه قد استقال من السياسة كلها...) (إدريس البنا: آخر لحظة 20/6/2008م).
    والذين رفضوا اتفاق التراضي الوطني، من أعضاء حزب الأمة، كان منطلقهم الأساسي أن حزب الأمة يتبنى مبادئ تختلف تماماً، عن المؤتمر الوطني، فهو حزب ديمقراطي والمؤتمر الوطني لا يعطي الشعب أي ديمقراطية.. كتب أحد أعضاء حزب الأمة (لا شك أن حزب الأمة يحمل مبادئ قد تختلف كلية عن المؤتمر الوطني.. حزب يدعو للديمقراطية عبر تحوّل سلمي وحزب يصرف الديمقراطية للمواطنين في شكل جرعات «كالدرب للمريض»...) (الصحافة 21/4/2008م). فإذا علمنا أن كاتب هذه العبارة القوية في نقد المؤتمر الوطني، وفي بعده عن حزب الامة، هو الاستاذ محمد عيسى عليو نفسه، ألا يحق لنا ان نعجب لهذا التغيير، الذي جعله يؤيد اتفاق التراضي الوطني، بهذا الحماس، ويهاجم معارضيه رغم أنه يعلم الاختلاف المبدئي بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني؟! على أن التقلب وتغيير المواقف، هو سيرة زعيم الحزب نفسه، فكيف يفلت عن ذلك مساعدوه من أمثال الأخ عليو.. إن شباب الحزب يؤمنون بالمبادئ ويرون قيادتهم تحيد عنها فينقدونها ولكن أصحاب المناصب داخل الحزب من أمثال عليو يدافعون عن الباطل حتى لا يغضب عليهم (الإمام)، وهذا لعمري، نفس موقفه هو من الإنقاذ، وتغاضيه عن باطلها، بسبب فتات عطاء اتفاق التراضي!
    ويتهمني الأخ عليو زوراً بتحقير أعضاء حزب الأمة ويقول: (ثم القراي يستكثر كلمة أعضاء الحزب بل لمزيد من التحقير يدلف إلى كلمة اتباع) (الصحافة 2/6/2008م). ويقول أيضاً (يكرر القراي اهاناته إلى أعضاء حزب الأمة عندما يقول قد أقنع السيد الصادق المهدي اتباعه) (الصحافة 9/6/2008م).. هذا مع أن الأخ عليو نفسه يثبت بخط يده(لقد قال القراي في صدر مقاله أن اتفاق التراضي الوطني جاء مخيباً لآمال الكثير من المثقفين الذين كانوا يحترمون السيد الصادق المهدي وكثير من أعضاء حزب الأمة) (الصحافة 2/6/2008م). فهل إذا ذكرت بعد ذلك، أنهم اتباع السيد الصادق المهدي أكون قد أهنتهم؟! أنا بطبيعة الحال، لا أستطيع أن أصف الشيوعيين باتباع نقد.. وذلك لأن الأستاذ محمد إبراهيم نقد لم يزعم بأنه إمام!! فهل ينكر الأخ عليو أن السيد الصادق المهدي (إمام)؟! وأن كل شخص، بخلاف الإمام، في جماعته (مأموم) أي (تابع) له؟! فلو كان السيد الصادق رئيس حزب فقط، لما وصفت أعضاء الحزب بالاتباع، ولكنه (إمام والكل اتباع (الإمام)!! إن الإمامة مقام روحي، يجعل من حولك أتباع لك بالضرورة، ولا يحق للأتباع أن يقرروا مصير إمامهم، ولهذا لا يمكن أن يكون (الإمام) منتخباً!! تخيل لو اجتمع الأنصار، بعد فتح الأبيض، وقالوا للإمام المهدي نريد أن ننتخبك أماماً للأنصار، فإذا وافقت عليك الأغلبية أصبحت إمامنا، وإذا لم تحرز أغلبية الأصوات، تتنازل عن الإمامة، لمن يحرز الأغلبية، ماذا سيكون رده؟!
    وإذا اعتبر الأخ عليو، وصفي لأعضاء حزب الأمة بالاتباع إهانة، فماذا يعتبر وصف السيد الصادق المهدي، لزعماء الأحزاب الأخرى، والذين دعاهم لينضموا معه للتراضي الوطني، وذلك حين قال (يجب ألا نضع جميع القيادات الحزبية في سلة واحدة هناك «الدرّة» و«البعرة») (الصحافة 6/6/2008م) أم أن السيد الصادق يجوز له أن يصف أمثاله من قادة الأحزاب، بأنهم (بعر) ولا يجوز لي أن أصف أعضاء حزبه بأنهم اتباع، لأنه (الإمام) (المنتخب) الذي يحق له أن يفعل ما يشاء؟!
    والأخ عليو ينفي على استحياء، أن يكون السيد الصادق قد قبض ثمن اتفاق التراضي الوطني!! ويقول (وحتى لا ندخل في مهاترات أن الصادق المهدي قبض الثمن نذهب إلى التحليل الآخر) (الصحافة 2/6/2008م).. ولكن السيد الصادق نفسه لم ينف أنه قبض ثمناً بعد اتفاق التراضي، ولكنه اعتبره (جبر ضرر).. فلماذا كان موضوع جبر الضرر هذا، في هذا الوقت بالذات؟! وفي مقابلة صحفية في الأسبوع الماضي، أكد الأستاذ بكري عديل أن المبالغ التي قبضت ثمناً للتراضي، خاصة بآل المهدي، ولا دخل للحزب بها!! فإن صح ذلك، يكون السيد الصادق قد قبض الثمن لمصلحته الشخصية، في صفقة هي من المفترض أن تكون لمصلحة الحزب ككل.. ولعل معرفة عليو بكل ذلك، هي التي جعلته لا يبالغ في الحديث عن ذلك الموضوع، كما بالغ في مسألة تسليح القبائل العربية في كردفان ودارفور.. ومهما كان المبلغ الذي قبضه السيد الصادق سواءً كان (40) أو (60) مليون جنيه، فإنه في تقديري لا يساوي المقامرة، أو المغامرة بتاريخ حزبه السياسي العريق.


    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=50420
                  

07-06-2008, 06:53 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاب حزب أمة للقراى: مطبلو الصادق "شغالين" ببطونهم (Re: عبدالله عثمان)


    كم ثمن الدفاع عن الباطل؟! (2/3)
    أول ما أود الإشارة إليه، في اختلال منطق المدافعين عن اتفاق التراضي الوطني، قولهم بأن الذين ينتقدون الاتفاق بين حزب الأمة القومي والمؤتمر الوطني، هم مشاركون للمؤتمر الوطني في حكومة الوحدة الوطنية، التي بالإضافة إلى الحركة الشعبية، تضم كل الأحزاب الأخرى، فلماذا ينتقدون حزب الأمة لاتفاقه مع المؤتمر الوطني، وهم أيضاً، متفقون معه، بدليل مشاركتهم إياه في الحكومة؟! ولقد أطلق هذه الحجة منظرو المؤتمر الوطني، فتلقفها السيد الصادق المهدي، وتبعه فيها تابعوه، وتمسَّك بها سائر المدافعين عن اتفاق التراضي الوطني، كما يتمسَّك الغريق بزبد البحر.. وموطن الضعف في هذه الحجة ظاهر لولا الغرض، فالذين شاركوا في حكومة الوحدة الوطنية، دخلوا فيها على أساس اتفاقية السلام الشامل، بينما اتفق السيد الصادق مع المؤتمر الوطني على غير ذلك.. فإن قلت إن اتفاق التراضي لا يختلف عن اتفاقية السلام، فلماذا أقيم إذاً؟! وما سبب المباحثات واللجان والحوارات المطوَّلة التي سبقته؟! إن الحقيقة هي أن اتفاق التراضي الوطني إنما هو محاولة لمراجعة اتفاقية السلام، وإفراغها من محتواها، بالتركيز على ما سمي بالثوابت وقطعيات الشريعة، وإعطاء كل ذلك شرعية، بعقد اجماع عام عليه، في توافق تام مع المؤتمر الوطني في رؤيته الدينية المتطرِّفة، التي ترمي إلى عزل وتهميش غير العرب، وغير المسلمين في وطنهم.. وهذا ما جعل السيد الصادق المهدي يركِّز في الآونة الأخيرة، على أن خلافه مع الحركة الشعبية، بسبب (علمانية وأفريقانية) الحركة!! ثم إن اتفاق التراضي الوطني، أخذ برأي المؤتمر الوطني، حول تقسيم دوائر الانتخابات، والذين دخلوا في حكومة الوحدة الوطنية من الأحزاب الأخرى، لهم رأي آخر، كان السيد الصادق يوافقهم عليه، ولكنه غيّر رأيه، وأخلف عهده، نتيجة التراضي الوطني، فهل بعد كل ذلك يحق للسيد الصادق أن يعتبرهم مثله، ويعيب عليهم نقدهم للتراضي الوطني؟!
    وهناك حجة أخرى، بالغة التضليل، ترفع الآن في الدفاع عن التراضي الوطني، فحواها أن اتفاقية السلام قد أقرت بتطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال، وهذا وضع خطأ، لأنه يعني الاتفاق على رؤية الجبهة الإسلامية للإسلام.. ولقد حاول اتفاق التراضي تلافي هذا الخطأ، ولذلك أصر على قطعيات الشريعة، التي يعني بها، فهم السيد الصادق للإسلام، وهو فهم معتدل، يقوم على نهج الصحوة، ويختلف من فهم الجبهة الإسلامية، ولهذا فإن اتفاق التراضي، سوف ينقذنا من الخطأ، الذي أوقعتنا فيه اتفاقية السلام!!
    والحق أن هذه الحجة، تحتاج إلى قدر كبير من السذاجة، والإعجاب المفرط بالصادق المهدي، حتى يصدِّق قائلها أو سامعها، أنه عندما يصر على قطعيات الشريعة، يعني فهماً أفضل مما تطرحة الجبهة الإسلامية، حين تتحدّث عن تطبيق الشريعة الإسلامية.. وذلك لسبب بسيط، هو أن قطعيات الشريعة، إنما تشمل النصوص التي تتعارض مع حقوق الإنسان، ومع المساواة بين المسلمين وغير المسلمين، وبين الرجال والنساء، كما سبق أن شرحنا مراراً.. هذا في الجانب النظري، أما في الجانب العملي فإن السيد الصادق حين اتفق مع الحركة الإسلامية، وشاركهم في مؤامرة حل الحزب الشيوعي السوداني، وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية، إنما فعل ذلك، لأنه يتفق معهم على أن الشيوعيين، ليس لهم الحق في التعبير، عن آرائهم، وإقامة حزبهم، في دولة تسيطر فيها أغلبية إسلامية، وذلك لأن النصوص القطعية، لا تسمح لغير المسلمين، بإقامة كيانات حزبية خاصة بهم!! فهل يصدِّق شخص محايد بعد كل هذه التجارب، أن قطعيات الشريعة عند الصادق المهدي، تختلف من تطبيق الشريعة عند البشير!! وإذا كان هنالك خلاف حقيقي حول رؤيتهما للإسلام، فلماذا أشاعوا إنهما اتفقا على الثوابت الدينية التي هم فيها مختلفون؟!
    يقول الأخ عليو عن موضوع تسليح القبائل العربية (ثم هذه المرّة يخرج القراي خارج الحلبة مطروداً لمخالفته المتكررة في الخروج من صلب الموضوع وهو التراضي ليذهب إلى التهجّم الشخصي خارج قانون اللعبة حيث يقول دون أدنى مقدمات إن الصادق المهدي سلّح القبائل العربية في دارفور عام 1986م).. (الصحافة 2/6/2008م)، ما هو صلب الموضوع الذي خرجت منه؟! فإذا كان الموضوع هو التراضي الوطني، وإذا كان طرفا التراضي قد ناقشا قضية دارفور، وقاما بتحليلها، وطرح حلول لها، دون أن يذكرا أنهما قد تورطا من قبل في إشعالها، حين قاما في فترات متفاوتة، وظروف مختلفة، بتسليح القبائل العربية، فهل تذكيرهما بما فعلا من قبل، مما يشكك في مصداقيتهما في ما طرحا الآن من حلول، خروج عن الموضوع؟! ولكن عليو يقول: (وصدقني يا قراي لو كنت في مقام الصادق المهدي لفتحت بلاغاً ضد شخصكم وستدان بعدم وجود اثبات الاتهام حتى لو استعنت ببلدو وعشاري كما ذكرت) (المصدر السابق). ومن ضيق عليو بالحوار، وعجزه عن الدفاع عن آرائه، انه يود لو كان الصادق المهدي ليفتح بلاغاً ضدي!! ولو كان ذلك ممكناً لفعله السيد الصادق، ضد عشاري وبلدو، ولما انتظر حتى يظهر عليو مؤخراً، لـ(يحرِّشه) على قضية خاسرة!! يقول عليو (والطامة الكبرى والكذب الصراح للقراي عندما قال إن الصادق المهدي سلّح القبائل العربية في أبيي المشتعلة الآن مما جعل تلك القبائل تعتدي بمجازر بشعة على قبائل الدينكا في منطقة الضعين.. قل لي بربك أين الضعين من أبيي؟ الضعين يا دكتور تقع في جنوب دارفور وأبيي تقع في جنوب كردفان والمسافة بينهما مئات الكيلومترات.. نحن فعلاً محتاجون لدروس الجغرافية في ثالثة أولية...) (المصدر السابق). أما أنا فلا أود أن أجاري عليو في مهاتراته، ولكنني لم أقل إن السيد الصادق قد سلّح القبائل العربية في أبيي الآن، لأنه ليس حاكماً الآن، ولكن القبائل العربية في جنوب كردفان، وفي جبال النوبة، قد تم تسليحها إبان حكم السيد الصادق (1968-1989م)، وهذه المناطق مشتعلة بالحروب والمصادمات الآن.. وأنا لم أقل إن الضعين في كردفان، أو إن إبيي في دارفور، حتى يظن عليو أنه يعطيني دروساً في الجغرافيا.. ولكني قلت إن تسليح القبائل العربية في جنوب كردفان، وفي دارفور، قد حدث من قبل في عهد السيد الصادق، وقد حدث في عهد الإنقاذ، وهذه المناطق المشتعلة الآن، إنما اشتعلت نتيجة لتراكم السلاح، والأحقاد والحزازات، والثأر، والمرارات المتراكمة عبر السنين.. وهو أمر لا يمكن أن تعفى حكومة السيد الصادق في الثمانينيات، أو الإنقاذ في التسعينيات، من مسؤوليته..
    بالإضافة إلى المصالح السياسية، فإن تسليح السيد الصادق للقبائل العربية، سببه اعتزازه بعروبته، وتنكره لأفريقيته، ألم يذكر أن اعتراضه على الحركة الشعبية، من أسبابه (علمانية وأفريقانية) الحركة الشعبية؟! ولقد اشتهر السيد الصادق انه كان أثناء حكمه، كثيراً ما يقول: (أشقاؤنا العرب وأصدقاؤنا الأفارقة)!! وكنت قد ذكرت ذلك للأخ صلاح جلال، بالقاهرة في عام 1995م، وكان حينها، الناطق الإعلامي باسم حزب الأمة، فحكى لي أنهم زاروا الأردن مرة، مع السيد الصادق، وكان في حراستهم أحد البدو فسألهم: من أين أنتم؟! قالوا: من السودان. فقال لهم البدوي الأردني: هل في السودان عرب أم كلهم عبيد مثلكم؟!
    يقول عليو (ولكن فلنتابع القراي وقد خرج من الموضوع برمته وهو التراضي إلى موضوع ابن رئيس الحزب الذي قال إنه دخل ضابطاً في جهاز الأمن، هذا الموضوع كما يعلم الجميع فؤن مؤسسات الحزب اتخذت فيه قراراً منذ أكثر من ثلاثة شهور والتزم به المعني بالأمر وأيّده رئيس الحزب الذي كان خارج البلاد بكل رحابة صدر فما علاقة ذلك بالتراضي الوطني؟) (المصدر السابق). فهل عليو جاد حين يسأل عن علاقة التحاق ابن رئيس حزب الأمة المعارض للنظام، بجهاز أمن النظام؟! وما هو القرار الذي اتخذته مؤسسات الحزب؟! وكيف التزم به المعني بالأمر؟ هل يعني استمراره في الجهاز وتركه للحزب التزاماً بقرارات الحزب؟!
    يقول عليو (هل إذا ابن القراي اتخذ قراره أن يعمل في مجال الأمن وهو بالغ راشد أيحق للقراي أن يرفض ذلك البتة ؟) (المصدر السابق). والسؤال الذي أريد لعليو أن يفكِّر فيه هو: هل يمكن أن يقبل الجهاز ابني لو كان مؤهّلاً وقدّم طلباً للالتحاق بجهاز الأمن؟!
    ولو كان التحاق ابن رئيس حزب الأمة و(إمام) الأنصار، بجهاز الأمن، أمراً عادياً، كان الحزب قد تدارسه، ونظر فيه، وقرر بشأنه، وأن رئيس الحزب قد قبل ذلك، برحابة صدر، فلماذا يظن عليو إنني بإثارته إنما أنكأ الجراح؟! أسمعه يقول (هل يريد القراي أن ينكأ الجراح التي اندملت ليجدد عذابات الآخرين؟ هل نقول إنها سادية القراي أم هي قذف السهام في كل اتجاه كنت أعتقد أن الأمر مقارنة علمية لنظريات فكرية علمية إلا أن القراي ذهب بعيداً) (المصدر السابق). وفي الحق أنني لم أكن لأتطرَّق لهذا الأمر، لولا تعرّض الناس له، فهل نقد المواقف السياسية لمن تعرضوا للعمل العام، يعتبر سادية، أو قذفاً للسهام في كل اتجاه؟! ولا أدري بأي مقاييس كان عليو يعتبر أن الأمر مقارنة علمية لنظريات فكرية؟! إن الموضوع هو نقد لمواقف سياسية
    خاطئة، مفارقة للعلمية، وبعيدة عن الفكر.. والغرض من مناقشتها، ونقدها، هو أن تتحرر العقول والقلوب التي كانت تقيّدها الطائفية، وتجرها خلفها، وهي تلهث وراء مطامعها الذاتية الضيقة..
    وفي ختام مقاله الأول كتب عليو (في المقال القادم إن شاء الله سأكتب عن الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم...) (المصدر السابق). ولقد أخلف عليو وعده، ولم يناقش الناسخ والمنسوخ، وإن تعرض لبعض المفاهيم الدينية، التي أرجو أن يعينني الله على توضيح خطلها.


    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=50754
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de