الرجل الاسود الطويل

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 02:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2008, 02:45 PM

عبدالرحمن فضل الكريم

تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرجل الاسود الطويل

    كل شئ كان مهيأا لوليمة فاسدة......
    لقد اشترى السيارة بالامس القريب...حمراء قانية مثل كبد استخرج توا. ارباحه الاخيرة من بيع العملة كانت مذهلة ورحلته الى القاهرة مربحة بكل الحسابات .
    انتقى افضل ماجلبه معه من ملابس, بنطلون جينز اسود وقميص ذى خطوط حمراء رقيقة ومتعارضة وحذاء بنى فاخر.التقط صديقه ايمن فى الطريق وقد كان بانتظاره قرب حديقة الموردة ومن ثم انطلقا بمحاذاة النيل الى كوبرى شمبات ومنه الى وسط الخرطوم بحرى حيث تنتظر فتاتاهما.
    ـــ الى اين ؟؟
    سألت احدى الفتاتين وهى تغمز فى مرآة السائق من مقعدها الخلفى بعد ان لاحظت بأن مجذوب يسترق النظر اليها عبر مرآته..
    ـــ انتما مدعودتان الى عشاء رومانسى...
    أطلقت الاخرى آهة غنج متصنع وقالت:
    ـــ أموت فى الرومانسية...
    فرد عليها ايمن بذات الطريقة وقد كانت فتاته:
    ـــ وأنا اموت فيك...
    وضحك الجميع شبقا....
    غدا مساءا سيعود مجذوب الى القاهرة حاملا شنطة السامسونايت التى ترقد الان تحت مقعده والتى لم تفارقه طوال اليوم حيث سيبيع هنالك محتوياتها من العملة الحرة ويقفل عائدا الى الخرطوم فى غضون يومين او ثلاثة طبقا لاتفاقه مع خاله ــ تاجر العملة التليد ـــ ولذا فقد قرر ان تكون هذه الليلة تذكارا يعود اليه لاحقا ومرارا...
    كان قد اختار فندق (قصر الصداقة) مسبقا للعشاء وذلك لما يقدمه من وجبة اسماك فاخرة ولاجواء حديقته الليلية الشاعرية واخيرا لاسمه الرنان الذى يكرس لوضعه الذى يريده لنفسه ولاسمه مستقبلا .ومن ثم يمكنهم جميعا ان ينتقلوا الى شقته المستأجرة سرا والتى اعتاد ان يزورها بين الفينة والاخرى متأبطا صيدا ما ..يحب التنوع عادة مثل اى شخص استهلاكى فالنساء مثل الطعام لكل مذاق ووقت...لكنه كثيرا ما يعود الى الى (نهال) هذه التى معه الان...يعشق انفها المستعرض قليلا والذى يثير شبقه وتلذذه ورائحة ابطيها التى يستنشق من خلالها الارباح الوفيرة وابتذالها ودلالها المتصنع واخلاصها الذى لايساوره فيه الشك.
    تجاوزت السيارة ابواب الدخول غير الموصدة بالفندق وتوقفت فى مكان غير بعيد تحسبا للطوارئ التى ينبغى لهذا المغامر الصغير ان يضعها دائما فى حسبانه كما تم تلقينه من قبل اساتذته.
    حمل الحقيبة الصغيرة وترجل باتجاه مدخل الفندق الذى يؤدى الى غرفه وردهاته من ناحية والى الحديقة الشهيرة الواسعة ذات حوض السباحة الكبير من ناحية اخرى عندما اعترضه موظف الامن بالفندق باشارة صارمة من يده :
    ـــ لو سمحت.........
    توقف كما لو انه بوغت وقال بامتعاض والم:
    ـــ نعم.....
    ـــ لا يمكنك الدخول بالحقيبة
    ـــ ليس بها متفجرات
    لم يبتسم رجل الامن بل بدا اكثر غيظا وتمسكا بلوائحه...
    ـــ ضعها فى الامانات
    كان ذلك امرا مستحيلا.
    فكر بالعودة والبحث عن مكان اخرلولا انه وطوال نصف ساعة كان يحدث الشلة عن عشاء اسماك لا ينسى ....
    تمتم وكأنه يحادث نفسه مبديا صبرا على وشك النفاد
    ـــ اما ان اعود او ان اضع الشنطة فى الامانات...
    التفت الى الرجل الذى رآه الان يفوقه طولا بقليل ولكنه اقل تماسكا بكثير فقد كان مجذوب قويا متين البنيان وقال:
    ـــ أما من حل ثالث ؟
    عاجله الاخر:
    ـــ دعنى ارى ما بها ان كان لا يستحق الاهتمام
    عند ذلك ضحك مجذوب وقد بدا له الرجل الذى امامه مهتزا وسهلا ويمكن احتواءه بطرق عدة فقال وهو يرتكب خطأا واضحا:
    ـــ هنالك حل اخير...وغمز بعينه
    التفت الرجل يسارا بعصبية ظاهرة ناظرا الى اللاشئ ومدركا خطورة وشيكة وقال بنفاد صبر خاضعا لفضوله المتزايد الان :
    ـــ لماذا لا ترينى ما بها وتذهب الى حال سبيلك؟؟
    عندها لعنه مجذوب فى سره وتحرك ناحية طاولة قريبة وامسك بالحقيبة وهو يهم بفتحها بغيظ ظاهر.
    تمالك رجل الامن نفسه بالكاد وامسك بأنفاسه التى كادت ان تتحول الى شهيق فاضح وهو يتطلع الى رزم الدولارات الخضراء الشهية مثل ممومس تتعرى...ثلاثمائة وستة وثمانون الف دولار واثنا عشر الف ريال سعودى والفان ومائة جنيه مصرى وجواز سفر ورزمة اوراق بيضاء صغيرة.
    تلك كانت المحتويات التى لم يرى رجل الامن منها الا رزم الدولارات فحسب .
    اغلق الحقيبة وحملها ومن ثم نظر الى رجل الامن باسى وكأن هذا الاخير قد اطلع على عورته....
    ـــ ممكن بعد كدا ندخل؟
    عاد الآخر الى ثوبه المعتاد كموظف متواضع وقال بأدب:
    ـــ اتفضل...
    خطا مجذوب ليلتحق بالمجموعة التى سبقته وتحلقت حول طاولة بعيدة فيما سهم حاد ينطلق فى اثره مما سيجعله قلقا طوال الوقت.
    اتخذ مجلسه ـــ دون سبب واضح ـــ مقابلا لردهة الاستقبال حيث كانت حادثة رجل الامن وتنكبه هاجس حاد مثل صقر ذى مخالب فجعل يأكل ويسترق النظر من حين لآخر منصرفا تماما عن مجموعته عندما لمح الرجل الاسود الطويل يتبادل حديثا مع رجل الامن وينظر باتجاههم.
    اقشعر بدنه على الفور وتحفزت حاسة الخطر لديه حتى كادت تطفر من بين عينيه...
    تلفت فى كل الاتجاهات بحذر وتؤدة بالغين...حاصرته ظلال اشجار (الفايكس) المقصوصة بعناية والتى كانت تنعكس على صفحة ماء حوض السباحة مثل حراس اقزام...وانعكاس الاضواء البعيدة الحالمة والتى بدت له الان كئيبة مثل ثقوب القدرقبل ان تستقر عيناه على حقيبة رفيقته (نهال) ...كبيرة ومناسبة...قال فى نفسه. مسح يديه فى منديل ورقى امامه وتناولها بحذر وافرغ محتوياتها فى حجره.... ادوات مكياج مع مرآة متوسطة ,رسائل واوراق قديمة,بعض اوراق النقد القليلة , قطعة قطن كبيرة وجافة ,سروال داخلى جديد ذى لون مفضل لديه ازرق سماوى كان قد تمناه منذ يومين واخيرا ...مطواة اثار وجودها هواجسه.
    فى غضون دقائق قليلة كانت محتويات كل حقيبة ترقد فى جوف الاخرى ومن ثم القى بتعليماته لفتاته :
    ـــ انطلقى بحذر.... ساوافيك قرب محل (ايسكريم لذيذ)...
    انتظر لعدة دقائق اطمأن خلالها الى ابتعاد (نهال) ثم قام ليضى برفقة الاخرين بعد ان لاحظ اختفاء الرجل الاسود الطويل .
    اعترض رجل الامن طريقه مرة اخرى وبادره بظرف قائلا:
    ـــ معليش...هل يمكنك الانتظار قليلا ؟
    ـــ لماذا ؟؟
    ـــ هنالك احد يريد مقابلتك....
    ـــ بخصوص ماذا؟؟
    ـــ الحقيبة...
    أدرك ان هذا الاخير يريد تعطيله حتى يصل الرجل الاسود الطويل...كما ادرك ان كلمة الامن لا تتجزأ حتى ولو كانت امنا لفندق راق...ورغم ان كلمة الحقيبة قد اخترقت جمجمته كالرصاصة الا انه تمالك نفسه وقال :
    ـــ ولكنى مستعجل..لدى امر طارئ
    ـــ اذا اترك الحقيبة...
    كان ذلك خطأا فادحا سيكلف رجل الامن وظيفته لاحقا.
    بدا التردد واضحا على مجذوب ولكنه اصدر آهة صبر كالفرج وناولها اياه قائلا :
    ـــ سـأعود بعد ساعة وأنت المسؤول....
    ابتسم الرجل لاول مرة وتناول الحقيبة دون كلمة واحدة .




    يتبع........








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de