كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
كلام في الزمن الضائع
|
أنظروا معي وتأملوا في المشهد السياسي:
الترابي الذي أمر العساكر من كرسيه العقائدي لينقلبوا على النظام الديمقراطي وأسس للشرعية الانقلابية وأطلق مصطلح التوالي من على كرسي الدبابة... ها هو الآن يتوجس من شر فوهة الدبابة التي حرك شيطانها والعسكر الذين كان هو آمرهم والأعراف الأمنية التي باركها.
صحف الكيزان التي كانت تمرح في الوقت العصيب، وقت غياب الحريات والديمقراطية.. ها هي الآن تدور عليها الدوائر لأنها التزمت الصمت حينها فهي تتجرع الآن من نفس الكأس المرير لغياب الديمقراطية والحريات الأساسية وفصل السلطات الذي تغابت وصمتت عن قصد من غيابه! في حين أن هذه هي أول رسالة للصحافة.
ضباط الآمن الذين تشفوا في المعارضين والمواطنين البسطاء استدعاءا واعتقالاً وترهيباً وتنكيلا وتعذيبا وقتلاً.. ها هي الدوائر الآن تدور عليهم ويتجرعون من نفس الكأس. لأنهم لم يكونوا أمينين على الرسالة.
الأحزاب التي حكمت بالديمقراطية.. ها هي الآن تتأسى على ما فرطت فيه، وتبحث لها عن موطيء قدم في وطن كانت تحكمه وتتحكم فيه.
الدنيا عبر.. فمن يعتبر؟
والأيام دول فمن يتعظ؟
ولو دامت لغيرك لما آلت لك!
الكلام الآن وفي هذه اللحظة موجه للمسؤلين عما يحدث وهم في نظري
الكيزان الحاكمين النظام الحاكم المؤتمر الوطني الحاكم ثم الأحزاب المشاركة فيما يحدث الآن والأحزاب التي تصمت عما يحدث الآن والأحزاب التي تريد أن تشارك فيما يحدث الآن ولي ولك وللجميع
لا يمكن لنظام أو حزب أن يدعي أنه يمثل الوطن وهو قد نشأ سليلاً للانقلابات العسكرية ورضع من ثدي الأنظمة الشمولية وشرب من دماء المواطنين المسحوقين.
كما لا يمكن للبندقية أن تمنحنا الشرعية المفقودة دون إرادة جماهيرية تمنحها الحكمة مع القوة.
ولا يمكن لمسميات أحزاب تقليدية دون إرادة جماهيرية ومشاركة قاعدية أن تمنحنا الشرعية المفقودة.
ولا يمكن لأحزاب معلبة أن تنفتح عن إرادة القيم والمعتقدات والأعراف وخصوصيات هذا الشعب العريق
لا يمكن للسلام أن يتحقق من دون عدالة ولا يمكن للعدالة أن تتحقق من دون محاسبة ولا يمكن للمحاسبة أن تتحقق من دون قانون قانون يرتضيه الجميع ويسود على الجميع
لا يمكن للوطن أن يكون بدون مواطنين! ولا يمكن لجماهير الشعب أن تكون بدون شعب! فمالكم كيف تحكمون؟
ما دامت إرادة الشعب مغيبة.. فأنتم تحرثون في البحر.
فماذا تنتظرون حتى تعودوا لرشدكم؟ وتعيدوا الأمور إلى نصابها الصحيح. وتعودوا لقواعدكم فتعود للناس البسطاء حقوقهم الأساسية وحلمهم في وطن تتساوى فيه الأكتاف والألوان والأعراق واللهجات والمعتقدات والحقوق والواجبات في دولة رشيدة تحيي في الجميع الأمل وتعيد للوطن السلام الحقيقي
هل تنتظرون الدائرة التي دارت على غيركم أن تدور عليكم؟
غداً ستكونون أول الضحايا لما تصنعونه بأيديكم أو تصمتون عنه.
فالدنيا عبر.. لمن يعتبر؟
والأيام دول.
ولو دامت لغيرك لما آلت لك!
وغداً لناظره قريب.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كلام في الزمن الضائع | Elawad Eltayeb | 05-20-08, 06:14 PM |
Re: كلام في الزمن الضائع | khaleel | 05-20-08, 06:37 PM |
Re: كلام في الزمن الضائع | Elawad Eltayeb | 05-21-08, 07:41 AM |
Re: كلام في الزمن الضائع | Elawad Eltayeb | 05-21-08, 07:56 AM |
Re: كلام في الزمن الضائع | Elawad Eltayeb | 05-21-08, 08:09 AM |
Re: كلام في الزمن الضائع | Elawad Eltayeb | 05-21-08, 08:11 AM |
Re: كلام في الزمن الضائع | Elawad Eltayeb | 05-21-08, 08:13 AM |
Re: كلام في الزمن الضائع | Elawad Eltayeb | 05-21-08, 08:15 AM |
Re: كلام في الزمن الضائع | Elawad Eltayeb | 05-21-08, 08:29 AM |
Re: كلام في الزمن الضائع | فتحي الصديق | 05-24-08, 05:16 AM |
Re: كلام في الزمن الضائع | Elawad Eltayeb | 05-24-08, 12:11 PM |
|
|
|