|
Re: جــــــــدران بيتنا (Re: ودقاسم)
|
وجدتي الرابعة هذه كانت حكاية هي الأخرى ، فقد أنجبت من البنين عشرة ، ومن البنات سبعا ، وعاشت مايقارب المائة وخمس وثلاثين عاما .. وكانت تقوم بأعمال الرجال وأكثر ، كانت تجلب الماء ، وتجلب الحطب ، وترعى مواشيها ، وتركب ناقتها تتجول بها بين الوديان والفرقان ، وكانت تحلب بنفسها ، وتحضّر الروب والسمن وتطبخ على قدور صنعتها هي بيدها .. قيل انها كانت تعمل في كل وقت ، وتحت كل ظرف دون شكوى .. كانت تقوم بعملها وهي حبلى ، ومرضع ، وكانت تربط طفلها خلف ظهرها وتستمر في عملها دون توقف إلا لإرضاع الطفل .. حين كانت أمي تحدثني عنها أسميتها المرأة القاطرة .. لم تمر فترة طويلة ، لكن بعد جهد وصبر كبيرين كانت هناك بئر عذبُ ماؤها في الركن الشمالي الشرقي ، ما لبث أن تدفق منها الماء واجتمعت حولها الطيور ونبت نبات السعدة على جوانبها ، وحفرت الكلاب حفرة ظلت تنام فيها نهارا ، ثم تتجه لحراسة الماشية ليلا .. وتماما كما حدث بذاك الوادي المجدب من جزيرة العرب ، توافد الناس إلى هنا ، ونصبوا خيامهم ، في مساحات متباعدة كأنهم يتحسّبون لمستقبل بعيد .. كان جدي يوزع عليهم أماكن سكناهم وكأنه قد ملك هذه الأرض منذ وجدت الخليقة ..
|
|
|
|
|
|