|
|
 يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم
|
يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم
تراكمت لشعبنا عبر تاريخه خبرة واسعة في العمل العام ، وخبر باكرا تكوين المجموعات السياسية وبناء التنظيمات المختلفة المكونة لقوى المجتمع المدني ، وقد كان للنقابات المهنية والأحزاب السياسية والتنظيمات الاجتماعية دائما دور الريادة في قيادة وتوجيه حركة المجتمع الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية . ولا يمكن أن نجهل الدور الذي قامت به هذه التنظيمات في مرحلة التحرر الوطني ومعركة البناء ثم دورها في دعم المد الثوري وفي كل التغييرات السياسية التي حدثت خلال مسيرة الحكم الوطني .
وهناك الدور الهام للنقابات والمنظمات السياسية والاجتماعية في وقوفها كممثل يطالب بحقوق الفئة المنضوية تحتها ، وانتزاع حقوق هذه الفئة من يد السلطة القائمة بصرف النظر عن أن هذه السلطة سلطة ديمقراطية أم ديكتاتورية ، وفي حالة السلطة الديكتاتورية يكون الأمر أكثر وجوبا .
وقد قامت سلطة الإنقاذ العسكرية بحل النقابات والأحزاب وأبدلتها بما يناسبها من تنظيمات لا تمثل فئات الشعب ولا تجمعاته السياسية أو الاجتماعية أو المهنية ، لكن هذه المسرحية التي أخرجتها الإنقاذ لم تجعل شعبنا يتوقف عن ممارسة العمل العام ، فانتقلت النقابات والأحزاب لممارسة نشاطها في السر داخل السودان ، وفي العلن كلما سمحت ظروف البلد المضيف للذين يعيشون في الخارج . كما ظلت تنظيمات الإنقاذ المدجنة معزولة وبعيدة عن قضايا الشعب ولا تمثل إلا السلطة مكرسة لإتاواتها وظلمها الذي طال كل أفراد الشعب .
وقد دفع الفقر المفروض على شعبنا ، والظلم السياسي الواقع عليه ، دفعا أبناء شعبنا إلى ارتياد المنافي والتشتت في كل بلاد الدنيا . لكن يد السلطة امتدت إليهم حتى في هذه المنافي البعيدة ، ففرضت عليهم الضرائب والرسوم الباهظة ، وفرضت عليهم الزكاة المبتدعة من شرع الإنقاذ ، وفرضت عليهم الغياب الطويل أو المستمر عن الوطن ، ومارست ضدهم المطاردة والاقتناص ، وجردتهم من كل حقوق المواطنة . وأكثر من ذلك امتدت يد السلطة لأبناء المغتربين فحرمتهم من التعليم الجامعي وفرضت عليهم الرسوم الباهظة كما ظلت تدفعهم للدراسة على حسابهم ، إضافة إلى أنها ظلت تتعامل مع شهاداتهم على أنها متدنية في مستواها الأكاديمي ولم تراع في ذلك تقييم المختصين السودانيين لهذه الشهادات ، كما لم تراع علاقتها مع الدول التي منحت هؤلاء الطلاب تلك الشهادات إذ ظلت تسيء علنا إلى قصور المناهج وطرق التدريس المتبعة وهيئات التدريس في تلك الدول ، ضاربة عرض الحائط ما ظلت تقدمه هذه الدول لطلابها من نظام تعليمي متطور ومدارس حديثة ومكتملة وكتاب مدرسي تم إعداده بواسطة مستشارين دوليين ، إضافة إلى طرق التدريس المطورة بواسطة معلمين من العديد من البلدان العربية وقد أتيح لهم التدريب المستمر .
وقد شهدت تجمعات الغربة محاولات عديدة لتنظيم الأفراد في جماعة تخدم أهدافهم وترعى مصالحهم ، وتجعل منهم مواطنين متساوين مع مواطنيهم في الداخل من حيث الحقوق والواجبات ، لكن مطاردات السلطة وتخويفها وتهديدها بالويل والثبور لكل من يشارك في مثل هذه التنظيمات جعل المشاركة ضعيفة خاصة وأن هناك الكثير من الممارسات التعسفية التي مورست ضد كثير من الناشطين من المغتربين ، كما أن بعض هؤلاء ظل محروما من زيارة أهله طيلة سنوات حكم الإنقاذ . في المقابل فقد أقامت السلطة عبر عضوية حزبها تنظيمات تدعم توجهاتها وتهتف باسمها دون أن تهتم باحتياجات المغتربين ورعاية حقوقهم . فضاعت الحقوق وأصبح المغتربون يواجهون مشاكلهم بصفة فردية ( كل واحد يأكل ناره ) وبذلك تحقق هدف السلطة في إنهاء أي شكل من أشكال الضغط عليها أو محاولة انتزاع أي حقوق منها لأنها أصلا لا تؤمن بوجود هذه الحقوق ، وتعتقد أنها فقط تقدم منحا وعطايا للمواطنين .
ويلاحظ أن كل الاتفاقيات التي وقعت أو تلك التي يمكن توقيعها في المستقبل لم تتعرض مطلقا لحقوق المغتربين ، أي أتهم فئة مغيبة في كل الحلول التي تطرحها الحكومة للخروج من أزمتها ، وما ذلك إلا نتيجة منطقية لتشتت المغتربين وعدم تنظيمهم لأنفسهم وعدم انخراطهم في التنظيمات السياسية المختلفة المتاحة لهم في مغتربهم . وحتى الناشطين منهم اكتفوا بمشاركة هامشية بصفتهم الشخصية لكنهم أبدا لم يبذلوا جهدا لتجميع المغتربين أو حثهم للالتحاق بالتنظيمات الوطنية القائمة .
ومن المعلوم أن بعض البلدان المضيفة لا تسمح بقيام مثل هذه التنظيمات ، لكن العديد من البلدان تسمح بقيام الجمعيات الاجتماعية والجهوية ، كما أن الكثير من البلدان تسمح بالعمل السياسي العلني وتعتبره حقا لكل البشر . وبالتالي لا شيء يجعل المغتربين على هذا الحال من التشتت والركون إلى السعي الفردي لحل مشاكلهم ، عليهم أن ينظموا أنفسهم في منظمات تتحدث باسمهم وتقاتل من أجل انتزاع حقوقهم وحقوق أبنائهم وأسرهم ، وعلى الناشطين والمثقفين أن يقوموا بالدور الطليعي المتوقع منهم لتنظيم الندوات ومخاطبة التجمعات وتكوين اللجان التمهيدية لتحقيق هذا البناء ، ويمكن مستقبلا أن يتطور هذا العمل عن طريق التنسيق بين التنظيمات القائمة في بلدان مختلفة لتكوين اتحاد جامع لكل المغتربين السودانيين في كل فجاج الشتات .
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-26-03, 09:33 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-27-03, 10:31 AM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-29-03, 11:28 AM |
 Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | Yasir Elsharif | 07-29-03, 04:22 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-29-03, 04:53 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | عشة بت فاطنة | 07-29-03, 05:08 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-29-03, 05:29 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | نصار | 07-29-03, 06:04 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | Amjad ibrahim | 07-29-03, 07:04 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-29-03, 08:05 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-29-03, 10:10 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | abuguta | 07-30-03, 01:40 AM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ابو جهينة | 07-30-03, 08:33 AM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-30-03, 09:11 AM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | حمزاوي | 07-30-03, 09:18 AM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-30-03, 09:44 AM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-30-03, 12:48 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | نصار | 07-30-03, 06:22 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | مهيرة | 07-30-03, 09:18 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 07-31-03, 09:17 AM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | نصار | 08-01-03, 11:15 PM |
| Re: يا مغتربي السودان ... نظموا أنفسكم | ودقاسم | 08-02-03, 11:18 AM |
|
| |
ودقاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست