لماذا اقتتلنا كل هذه السنين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-10-2003, 12:44 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا اقتتلنا كل هذه السنين

    هذا الموضوع أرسلته للأخ الزاكي منذ أكثر من شهر لينشره بمجلته ، لكن يبدو أن الزاكي لا يرغب في ذلك أو أن لديه إشكالات فنية ، وعلى كل حال فإن نشره هنا لا يلغي حق الزاكي في نشره هناك ،
    عامل نفسي مهم !!!!

    لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ؟
    كلما اقتربنا من إرساء أسس السلام ، وكلما اقتربنا من توقيع الاتفاق النهائي ، يزداد رسوخ هذا التساؤل في ذهني ، أعلم أن البعض يمكن أن يقول أنه تساؤل غريب وساذج ، لأن الكل يعرف مسببات هذه الحرب اللعينة التي عطلت مسيرة التنمية في الوطن لنصف قرن من الزمان . لكني في طرحي لهذا التساؤل لا أسعى أبدا للحصول على إجابة تعدّد لي مسببات الحرب ، سواء كانت هذه الأسباب تاريخية أو اجتماعية أو سياسية أو جغرافية . أنا فقط أتساءل ، لماذا ارتضينا الآن ما لم نرتضيه بالأمس ؟ لماذا توصلنا إلى هذا الحل الذي توصلنا إليه الآن ولم نتوصل إليه من سنين عديدة ؟ لماذا أجلنا هذا الحل كل هذه السنين ؟ ولماذا أصلا أوجدنا الفرصة لتراكم مسببات الحرب ؟ ولماذا عمقّنا جذور الفرقة إلى هذا الحد ؟
    لو أننا كنا جادين من البداية ، ولو أننا كنا وطنيين مخلصين ، ولو أننا لم نبتلى بالأنظمة العسكرية والشمولية ، لكانت هذه الحرب انتهت منذ أمد بعيد ، بل ربما لم تقم الحرب أصلا لو أننا أرسينا من البداية مجتمعا إنسانيا يرعى العدالة والحرية والمساواة . مجتمعا سودانيا يعامل أبناءه على أساس المواطنة . ونحن حاليا نعترف بأننا ظلمنا ، وبأننا قصّرنا ، وبأننا أخطأنا ، وبأننا نقضنا عهودنا ، وبأننا فشلنا في وضع لبنات المجتمع الذي نريده لنستمتع بالوطن الذي نريده ، نعترف الآن فقط بعد ما أحلنا وطننا إلى خراب .
    نحن طيلة السنين الماضية كنا نكابر ونغالط ، كنا نغالط أنفسنا ، ونغالط غيرنا ، كنا ندفن رؤوسنا في الرمال ، ونتهم المظلوم بأنه هو الظالم ، مرة أسميناه متمردا ، ومرة أسميناه قاطع طريق ، ومرة أسمينا عمله نهبا مسلحا ، لكن كل هذا لم يلغي الحقيقة ، والحقيقة أن العدالة منعدمة ، وأن الديمقراطية مغضوب عليها ، وأن المساواة ليست جزءا من تكويننا وأن العدل مفقود ..... مفقود .
    واجهنا كل حاملي السلاح بالسلاح ، وطحنّا بعضنا بالسلاح ، وأدرنا ظهرنا لكل الصامتين ، بل جعلناهم وقودا للحرب في كثير من الأوقات . كنا نتصور أن السلاح سيحل مشكلتنا ، كنا نأمل في إخافتهم ، وفي قهرهم ، وفي إسكاتهم ، وما عرفنا أبدا انهم حتى لو صمتوا فإن صمتهم سيكون صمتا مؤقتا . لكن الأيام أثبتت لنا أننا كنا على خطأ ، وأننا استمرأنا أخطاءنا ، وتقصيرنا ، واستمرأنا ظلمنا وإهمالنا . فالسلاح لم يحلّ لنا مشكلة ، والقهر لم يسكت المظلومين ، ونفخة أوداجنا لم تنجح في إخافة أحد . واتضح لنا أننا الهوة تتسع وتتعاظم وتخرج عن سيطرتنا كل يوم .
    الآن نحن وضعنا ورقة بيضاء أمام حاملي السلاح ، وقلنا لهم اكتبوا طلباتكم ، ونحن سنبصم عليها بالعشرة ، لكنا نسينا مرة أخرى أن نقدم نفس الورقة للمظلومين الذين لا يحملون سلاحا . ونحن نرى الظلم الذي يعيش تحته هؤلاء الصامتون ، وذلك لأننا ما زلنا نؤمل في استمرار صمتهم وركودهم ، ولا نتساءل إلى متى سيظل هذا البركان خامدا . هناك بؤر كثيرة في الوطن يمكن أن تنطلق منها شرارة الحرب ، ونحن اعتدنا أن لا نعالج أي خطأ إلا بعد أن يشهر أحد السلاح في وجهنا . وبالرغم من أن هذا قد تكرر كثيرا في تاريخ وطننا ، أي إشهار السلاح في وجهنا ، إلا أننا فقط ظللنا نسعى لأن نجد لكل تمرد الجديد اسما جديدا ، ثم نشرع في طحن بعضنا البعض ، وبعد أن تتساقط منا أرواح عديدة ، وتباد قرى وغابات وحيوانات ، ويهجّر منا الآلاف ، وبعد أن تهد جبال ، وتحطم طرق وجسور ، نرجع ونقول أننا أخطأنا ، وأننا ظلمنا ، وأننا قصّرنا . ثم نرجع بعد حين ، فنثوب إلى رشدنا ونتخلى عن غينا ، ونهجر مغالطاتنا ، ونرجع فنسمي من كان يرفع السلاح في وجهنا بأنه من أهلنا ، وبأنه وطني غيور ، وبأنه وحدوي ، وننسى بل نلحس كل ما قلناه بالأمس وكل ما رميناه به من إساءات ، ثم نجزم بأننا لن نعود لظلمنا ، ولن نعود لتقصيرنا ، ولن نعود لأخطائنا .
    نحن مصابون بداء اسمه الثوابت ، كل واحد منا له ثوابته ، كل نظام له ثوابته ، كل مجموعة لها ثوابتها ، وثوابت كل واحد منا تعتبر منطلقات ظلم عند الآخر . ونظل نخوض في هذه الثوابت متناسين أن هناك ثوابت محددة كان يجب أن تكون هي فقط ثوابتنا كلنا ، وأنها يجب أن تصبح أولويات للعمل في وطننا ، وما عداها يعتبر أمورا ثانوية ومتعلقة ببرامج لأفراد أو مجموعات أو منظمات تعمل داخل الأطر العامة . وثوابتنا يجب أن لا تخرج عن دائرة الدين لله والوطن للجميع ،وأن تتضمن التزامنا الصارم بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة ، ولا ثوابت تهم الوطن غير هذه ، وأي ثوابت أخرى هي ثوابت أفراد أو مجموعات وليست ثوابت الوطن .
    نحن ما زلنا نكابر ، وما زلنا نغالط ، وما زلنا نظلم ونقصّر ونخطئ . نحن لم نتعظ من هذه التجربة الطويلة ، والمملة ، والخاسرة ، يبدو أننا خرجنا منها دون أن نحقق نضجا ، ودون أن نبني وطنا ، ودون أن ننشئ المجتمع الذي طالما تمنيناه . ما زلنا نغمض عيوننا عن الثوابت السليمة التي هي ثوابت الوطن ، وما زلنا نتبنى ثوابتنا الخاصة ، التي هي ثوابت الأفراد وثوابت المجموعات . لابد أن نعي أن الظلم قد طال العديد من أجزاء وطننا ، والعديد من أبناء وطننا ، ولابد أن نعي أنه يجب علينا أن نبني المجتمع الذي لا يحترب ، وما ذلك إلا بأن نتخلى عن ثوابت الأفراد والمجموعات ، وننتقل إلى ثوابت الوطن ، ونمنح كل ذي حق حقه ، ونساوي بين مواطنينا جميعا ، ونساوي بين أجزاء وطننا جميعا ، ونمنح الفرصة للجميع ليعيشوا مستمتعين بوطنهم الموحد كما يريدونه ، ممارسين للديمقراطية في كنف العدالة والمساواة والحرية .
    والوطن ليس ملكا لأحد ، ولا ملكا لجماعة أو لحزب ، ومستقبل الوطن ملك لأجيال لم تولد بعد ، وهؤلاء وغيرهم سيصبون علينا لعناتهم إن سلمناهم وطنا ممزقا ، محتربا ، ومضطربا . والتخلي عن الأنانية الفردية أو الجماعية ضرورة قصوى لتحقيق إنجاز تاريخي ، فلا ينبغي أن نغلّب مصلحتنا الشخصية أو الحزبية على مصلحة الوطن ، وإذا وجدنا أننا نسعى لحماية أنفسنا من محاسبة أو من خسارة على المستوى الشخصي فإن من الأفضل لنا أن ننسحب من الحياة العامة وأن نعود إلى المكان الذي يناسب قدراتنا ، وأن نترك العمل العام لأشخاص يعرفون قيمته ويقدرونه حق قدره ، ويفهمون تضحياته ..
    إذا كنا قد بلغنا سن الرشد ، وإذا كنا قد استوعبنا تجاربنا وتجارب الإنسانية ، فإن الطريق ستكون واضحة أمامنا ، وإذا ظللنا نغالط ، ونكابر ، ونظلم بعضنا بعضا ، وإذا ظللنا نعيش في وهم مستمر بأن المظلوم يمكن أن يتحمل الظلم أبد الدهر فإننا لن نتمكن أبدا من تشييد الوطن الذي نريده ، وبالتالي ستدور دائرة الحرب بنا مرة أخرى ، ومرة أخرى لن ينقذنا منها إلا أن نبلغ رشدنا .

                  

العنوان الكاتب Date
لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ودقاسم12-10-03, 12:44 PM
  Re: لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ali othman12-10-03, 01:04 PM
    Re: لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ودقاسم12-10-03, 03:53 PM
  Re: لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ahmed saeed12-10-03, 02:29 PM
    Re: لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ودقاسم12-10-03, 04:32 PM
  Re: لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ali othman12-10-03, 04:19 PM
  Re: لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ودقاسم12-10-03, 05:59 PM
  Re: لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ali othman12-11-03, 10:17 AM
    Re: لماذا اقتتلنا كل هذه السنين ودقاسم12-12-03, 09:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de