|
حالة احتفاء بالجسد المسجى في خارطة الأحلام
|
ذاك الجسد المسجى تحت ظل شجرة الطلح الأبدية ، يتدثر بثوبه الشفّاف دوما ، ويدعوني لعناق الإلفة في وضح النهار ،، أنا أشتهيه شهوة عارمة ، لكن لا حيلة لي ، أقعدني الدهر ولؤم الغربة ، والأيام السوداء تمر من فوقي بأرجلها الغليظة ، فتزهق روحي كل ساعة مرور ،، نادم أنا على استطالتي بشرا سويا ،، أعود كل ليلة ولا أجد إلا أشواقي ،، تقبع هناك في ركن لا هو ببارد ولا دفيء ،، جسد بطول نخلة ، ظلها وريف ، تغشاها نسمات الصبح فتنفث فيها حملا خفيفا ، يخرج ثمارا يانعة ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ،، أمد يدي ، شفتاي ، أهمس في أذني أن لا فائدة ، فأنت عقيم ،، شوقي يستطيل ، يتمدد ، ليوازي تلك النخلة ،، ذاك التوازي يحول بيني وبين الالتقاء ،، آه منه ، ذاك الجسد الشهي يجرجرني إلى أعماق الثمرة ،، لكني أتثاقل ، أتثاءب ،، أهذي وأعود إلى حالة التوازي ،، يغشاني النعاس أمنة ، تأخذني غفوة ، أتمدد كالمجنون على خارطة همومي ،، فتمد النخلة يدها ، فيها ماء ، وثمر ، وسعف ، تسقي شوقي ، تطعمه ، تنفث في حلمي روحا من جسد يتلوى شوقا للقيا ،، تتداعى أشواقي ، تنداح كلبن مسكوب ، أبكيه ولا يأتي ،، تتلاشى أشواقي بين الحلم وخيبة أملي ،، ينتفض الجسد المسجى عند الصبح الماكر ، ينجب ملأ يأتمرون بخوفي ، أطفال ونساء ورجال ، أعمار شتى ، سحنات شتى ، آمال شتى ، والجسد المسجى ليلة عيد الفسق يتأسى بعذابات الشوق ،،محروس ذاك الجسد بعذريته الممتدة في تاريخ نسيجي ،، عشقا لا يخفي شيئا عن خائنة الأعين ،، الجيد يداني هامات جبل مرة ، والصدر يماثل هرمين بجراويين ، والشعر الحريري امتدت إليه يد التصفيف فقصته كما أحلم ، بنطلون الجينز الأزرق مصبوغ بصبغة ثوب جدتي الذي كان مصدرا وحيدا للدفء في طفولتي ، والبلوزة ، تلك المقلمة طوليا تزغلل بصري ، فيرتد حسيرا ،، وترتد إليّ نوازع شرّي ، اغتاب الجسد المسجى في سري ،، لا ينفع أن أهمس في أذن الدهر بكلام لا يسمع ، كل كلامي محسوب ، كل حديثي ممنوع ، كل أحلامي محرّمة ، وحراس الجسد المسجى في حلمي ، قد غرسوا رمح الخيبة في خاصرتي ،، أشواقي تنتحب ، تغالب موتا حتميا ،، أذرف دمعا ، أشكو خيبة أملي لعيون الشمس المختبئة في ظل الغيم الممطر ، أتوشح برق الليل ورعد الصبح ، فتتساوى عندي كل الكلمات . الصمت حديث ، والعقم ولادة ، والخير عميم يمتد بطول الجسد المسجى في مستقبل أيامي .. يختلط الحابل بالنابل ،، أتوشح بالصبر المر ، فيؤوب الجسد المسجى يسترخي فوق فراش الحب اللاهث ، ينتظر زمانا لا خوف فيه ولا خلة ، لا خيبة فيه ولا علة ،، فأقول لنفسي : أمر الله غالب .
|
|
|
|
|
|
|
|
|