|
إنهزام المثقفة لصالح مجتمع الحريم
|
لا شك أن المرأة في بلادنا تسير قدما ، ولا شك أن ذلك نتج عن تضحيات ونضال كبير من النساء والرجال معا ، والتعليم أيضا له دور بارز في تمليك المرأة أدوات التقدم إلى أخذ مكانتها ، وذلك حين أصبح التعليم حقا للنساء والرجال سواء بسواء ،، لكن المرأة ايضا تتخلف ، ليس تخلفا مطلقا ، لكن العديد من النساء يتراجعن ، ويقدمن تنازلات عن حقوقهن ،، هذه التنازلات قد تتم طوعا أو كرها ، لكن ما يهمنا هنا أنها تحدث ،، والتنازلات التي تتم طوعا – من وجهة نظري – هي فقط تتم طوعا من الناحية المظهرية ، لكن جوهر المسألة أن الإنسان إنما يتنازل عن حقوقه كلها كرها ، حتى وإن لم تكن الأسباب المكرهة واضحة للعيان ،، فضغوط المجتمع ، ونظراته ، ولوائحه ، وتفسيراته الدينية ، كلها تدفع إلى هذا التنازل الذي يعتبره البعض تنازلا طوعيا ،، أما التنازل القسري ، هو الذي يتم بضغط مباشر من الرجل أو من يقوم مقامه ممن يدخلون في مسمى ولي الأمر ،، ومن أوضح الأمثلة على هذا التنازل القسري ، هو تنازل المرأة عن بعض صداقاتها وبعض علاقاتها الاجتماعية بعد زواجها ،، ويمكن للعديد منكم \ منكن أن يراجعوا ذاكرتهم ويعودا إلى علاقات الدراسة والعمل أو علاقات الجيرة وحتى علاقات القرابة ،، ستلاحظون أن هناك انكماشا في علاقة المرأة بالرجل المنتمي للعلاقة السابقة ،، وقد يلاحظ بعضكم أن زميلته في الدراسة مثلا مرت قريبا منه ، لكنها لم تسلم عليه ، أو لم ترد على سلامه ، أو أنها قابلته ببرود ،، وإذا حاورت صديقا أو صديقة عن مثل هذا الحدث ، ستجد عنده \ عندها أخبارا طويلة عن أحداث مماثلة ،، ومن الناس من يبرر هذا بأنه أمر طبيعي لتحاشي الغيرة والشك ، ولعكس وجه امرأة خالية من أي علاقات سابقة ،، الزوج يريد هذا ، كثيرون يمكن أن يردوا هكذا ، لكن أليست الزوجة هي التي تستجيب أو لا تستجيب ،، وإذا تساءلنا عن الزوج لماذا هو يريد هذا ؟ هل نجد إجابة منطقية ومقنعة لهذه الرغبة ؟ هل يصدق الزوج أن زوجته فعلا يمكن أن لا تكون لها علاقات إنسانية سابقة إلا في حدود الأسرة ؟ هل يصدق أن زوجته لم تكلم أحدا في حياتها ؟ لم تصادق أحدا في حياتها ؟ لم تخرج مع أحد في حياتها ؟ لم تستجب لدعوة في حياتها ؟ لم تغازل أحدا في حياتها ؟ وهل اقتصرت علاقاته هو نفسه على الأسرة فقط ولم يصادق ، أو يكلم ، أو يرافق ، أو يخرج ، أو يغازل ؟ ونسأل الزوج ، هل سيحرم نفسه من علاقاته الإنسانية السابقة ؟ وهل سيبقى تماما كما زوجته ؟ ونسأل الزوجة ، أين حريتك ؟ أين إنسانيتك ؟ أين ثقافتك ؟ أين نتيجة نضالك ؟ أين رأيك السابق في مجتمع الحريم ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|