بالطبع لا مانع من أن يلعب حزب الأمة القومي دوره كاملاً في إجراء التحالفات التي تناسبه ونحن على ثقة من أن حزب الأمة يؤثر ولا يتأثر ونتوقع على الدوام أن يؤدي جهده السياسي وكسبه إلى تحقيق الأجندة الوطنية التي ينشدها الشرفاء من شعب السودان.
التحفظ الوحيد لي على هـذا التحالف هو وجود المؤتمر الشعبي فيه فهو الحزب الذي يتزعمه الترابي أس البلايا ومنظر المصائب التي حلت بشعبنا منذ انقلاب الثلاثين من يونيو ولا أدل في ذلك من أن ينحدر الرجل المتشيخ لحضيض طالما برئت منه مشايخ الدين في بلادنا وهو أن يتنكر له تلاميذه الذين جندهم وهم أيفاع وسقاهم مشاربه العكرة.
وجود المؤتمر الشعبي يسلب هذا التحالف الجديد الأبعاد الأخلاقية التي يتطلبها أي عمل جبهوي ويجعله يبدو تحالفاً انتهازياً لا يليق بجماهير وشباب حزب الأمـة الذين ما فتئوا منحازين لقضايا شعبهم وجماهيرهـم.
كان من الممكن أن يقبل التجمع الوطني ضـم المؤتمر الشعبي رغم الحاحاته المستمرة منذ طرده من سدة الحكم ومطالباته المستمرة في كل المنابر في أريتريا والقاهرة ولندن وقبوله الإجتماع والتفاوض مع كافة احزاب التجمع بما فيها الحزب الشيوعي والحركة الشعبية والذين كان قادة الشعبي يستنكفون عن مجرد الاعتراف بهــم.
رغم ذلك فعلينا أن نتسآءل عن التغيير الذي أحدثه حزب الأمــة والتحالف على حزب المؤتمر الشعبي, باعتبار أن باب التوبــة مفتوح وباستصحاب أن هؤلاء هم الذين تآمروا على حكم حزب الأمــة وأراقوا دماء جماهيره وتآمروا على الديمقراطية وأججـوا نيران الحرب في الجنوب وفي الغرب ورفضوا توقيع ميثاق الدفاع عن الديمقراطية ومواثيق الانتفاضة قبل ذلك.
فهل حصل حزب الأمــة على إقرارات واضحــة ومكتوبة يبديها لجماهير الشعب السوداني تفيد بتحــول الأفعى .
هــذا مـا ننتظــر الكشـف عنـه, وعندها يكون لكل حادث حديــث,
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة