أنا وشلة البركس والعم ساتي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-11-2004, 10:45 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنا وشلة البركس والعم ساتي

    في العام 73 افتتحت السفرة الجديدة – آنذاك – وهي تقع غرب داخلية القرشي بمجموعة داخليات البركس . وكانت الشلة حلوة ، والرفقة طيبة .. فكانت المشاوير للسينما ، المسرح ، الحفلات ، الندوات ، والتسكع في أروقة وطرقات الجامعة ،،، ومن أهم المشاوير مشوار السفرة ، كانت الشلة تتيح لنا الاستمتاع الزائد بتناول الطعام ، إذ كنا نزور السفرة كمجموعة ، ونادرا ما يتخلف أحدنا خاصة في وجبة الغداء ،،
    العم ساتي كان رئيس العمال بالسفرة الجديدة ، كان يبدو عليه أنه تخطى الخمسين من العمر ، رجل نظيف البدن ، نظيف الثياب ، عليه لحية بيضاء خفيفة ، ومسبحته لا تفارق يده ،، لاحظ العم ساتي شلتنا ، وميلها لتناول الوجبة بصورة جماعية ، كنا نطلق عليها الفتة ،، والفتة تحتاج إناء واسعا ، وليس أمامنا إلا أن نطلب من العم ساتي صينية من تلك التي يستخدمها العمال لجمع الأواني الفارغة ،، ثم يتم تقطيع العيش ، ويصب فوقه الطبيخ والسلطة ، ثم تعصر كمية من الليمون وتضاف إليها الشطة والملح ، ويتم تقليب الجميع بواسطة صحن ،، وتنطلق الأيادي ، وتتحرك القواطع والأضراس ، وبالهنا والشفا ،،،
    كان الكثير من العمال ينظرون إلى الفتة أنها نوع من الفوضى ، لكن العم ساتي كان يستمتع بمراقبة تناولنا للفتة ، ويمدنا بمزيد من السلطة ، واللحم ، والطبيخ ،،، ويسعد كثيرا حين يرانا نشكو التخمة ،،، وكان يهتم بأفراد الشلة ويسأل عن غائبهم ،،،
    في كثير من أيام الاسبوع لم أكن اهتم بوجبة الفطور ، وقد بدأ هذا الأمر من مجرد كسل ، لكنه أصبح عادة ، وفي بعض المرات وتحت ظروف معينة ، قد يعرفها بعضكم ، كنت أصحو من النوم جائعا ،، لكن لسوء حظي ، غالبا ما أجد السفرة قد أغلقت أبوابها وانتهت فترة تقديم الطعام ،، فكنت أتوجه إلى الباب الخلفي ، وما أن يراني العم ساتي إلا ويقول :
    محمد يا ابني ، إنت ما فطرت وللا إيه ؟ فأجيب : والله كنت نايم يا عم ساتي ،،
    ثم يطلب مني أن آتيه من باب السفرة الرئيسي ، فيفتح لي الباب ، ويجلسني على الطاولة ، ثم يعد لي وجبة من الكبدة أو البيض ، ويأتيني ويقول لي : محمد يا أبني ده الأكل بتاع العيّانين ،، أتناول وجبتي ، وأخرج شاكرا حامدا ، وفي نفسي كثير من جميل تجاه العم ساتي ،،
    كان عم ساتي في كثير من الوجوه يذكرني بأبي ،، أحدهما من أقصى الشمال ، والآخر من الوسط ، كل منهما تشرّب ثقافة قومه ، لكنهما يتشابهان ،، السن ، اللحية ، المسبحة ، الطيبة ، العطف ، الأصالة ،، وأشياء عديدة ..
    وكان العم ساتي دائما يناديني بمحمد يا ابني ،، يقولها بلسانه النوبي ، فتخرج حلوة ، عذبة ، يتردد صداها في أذني حتى اليوم ،،،
    وفي مرة من مرات إفطاري من الأكل بتاع العيّانين ، جلس عم ساتي قبالتي ، وسألني :
    محمد يا ابني إنتو شيوعيين ؟
    فرددت عليه بسؤال : ليه يا عم ساتي ؟
    فقال : أنا عمري كلو شغال في الجامعة دي ، ما شفت طلبة بيصاحبوا العمال إلا الشيوعيين .
    قلت للعم ساتي أنّ بيننا شيوعيين وبيننا من لهم انتماءات أخرى ، وبيننا غير منتمين ،، لكن الصحبة جمعتنا ، وأصبحنا شلة واحدة ،،،
    مرّت أيامنا ، ومرّت أيام العم ساتي ، والتقيت أحد الزملاء ، فاجتررت معه الذكريات ، فقال لي أنه يعرف العم ساتي معرفة شخصية وأنه قريبه ،،، لكنه أفادني أن العم ساتي انتقل إلى رحمة مولاه ،، وذكر لي زميلي هذا أن العم ساتي رجل متدين ، ومتصوف ، وقد اشتهر بين أهله ومعارفه بطيبة القلب ورقة التعامل ،، لكن أغرب ما ذكره لي عن العم ساتي كان ما يلي :
    قال الزميل :
    تقاعد العم ساتي ، وسكن في منزله بالحاج يوسف ، و ذات صبح خرج العم ساتي لأداء صلاة الفجر في جماعة في المسجد القريب من بيته ،، فوجد شخصا يقف أمام باب داره ،، لكن العم ساتي لم يكلم ذلك الشخص ،، ومضى إلى المسجد ، ثم صلى ورجع إلى منزله ،، والشخص ذاك ما يزال يقف أمام الباب ،، فسأله العم ساتي عن ما الذي يجعله يقف أمام الباب ،، فرد الرجل : ما إنت يا أخي ماسكني من امبارح ،،
    فما كان من العم ساتي إلا أن قال له : خلاص امشي ، الله يهديك ، وتاني مرة ما تجي هنا ،،
    رحمة الله على العم ساتي ، وعلى جيله ، وعلى أيامنا تلك ..

    (عدل بواسطة ودقاسم on 12-12-2004, 00:31 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
أنا وشلة البركس والعم ساتي ودقاسم12-11-04, 10:45 PM
  Re: أنا وشلة البركس والعم ساتي حمزاوي12-11-04, 11:51 PM
    Re: أنا وشلة البركس والعم ساتي ودقاسم12-12-04, 01:56 AM
  Re: أنا وشلة البركس والعم ساتي خالد فضل12-12-04, 00:49 AM
    Re: أنا وشلة البركس والعم ساتي ودقاسم12-12-04, 11:02 PM
  allam sati abd alhameed12-12-04, 11:37 PM
    Re: allam sati ودقاسم12-13-04, 00:37 AM
  Re: أنا وشلة البركس والعم ساتي حمزاوي12-12-04, 11:56 PM
    Re: أنا وشلة البركس والعم ساتي ودقاسم12-13-04, 03:13 AM
  بين بركس عم ساتي .. وبركس صندوق "دعك" الطلاب ياسر خيري12-13-04, 01:24 AM
    Re: بين بركس عم ساتي .. وبركس صندوق "دعك" الطلاب ودقاسم12-13-04, 10:08 AM
  الشيخ ساتي abd alhameed12-13-04, 02:39 AM
    Re: الشيخ ساتي shammashi12-13-04, 03:08 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de