هل ستصبح الحركة الشعبية قلادة تزين جيد الإنقاذ
هل ستصبح الحركة الشعبية قلادة تزين جيد الإنقاذ الحرب مضنية ، والبحث عن السلام مضن أكثر . الحرب مؤلمة ، لكن السلام لا يجب أن يكون أكثر إيلاما . يزعجني كثيرا وجود حرب استمرت لعشرين عاما في بلادي ، لكن البحث عن السلام أزعجني وأخافني مما حدا بي أن أوجه رسالتي المفتوحة عبر هذا المنبر للقائد جون قرنق أنبهه فيها إلى خطورة قبول دولة دينية على جزء من مساحة الوطن ، وفي اعتقادي أنها كانت رسالة واضحة عبرت عن مخاوف كل الذين ينظرون بعين ثاقبة إلى مستقبل السودان ، ويسعون لإيجاد سودان جديد تحل فيه الديمقراطية والتعددية والمدنية محل الديكتاتورية والشمولية والدولة الدينية . أقدر أن الحرب الطويلة قد أنهكت البلاد ، وأنهكت مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وحرمت أجيالا من العيش داخل السودان ، لكن السلام الذي يوصلنا إلى أقل القليل مما كنا نطلبه لن يكون إلا سلاما هشا غير دائم ز أقول ذلك وأنا أرى – ليس من خلال جولة قرنق \ طه الحالية – وإنما طيلة الجولات السابقة ، أن ما ظللنا نحلم به ، ونقاوم من أجله ، لن يتحقق عبر مفاوضات تنحصر في إيجاد وظيفة قيادية لقرنق ، وإذا كانت هذه الوظيفة من قبل مشغولة بطه ، فعلينا إيجاد وظيفة بديلة له . السودان يعاني منذ العام ثلاثة وثمانين مما أطلق عليه قوانين سبتمبر والتي يحلو للبعض تسميتها بقوانين الشريعة ، والسودان منذ اغتصاب الإنقاذ له يعاني من الديكتاتورية والشمولية وانقسامات الدولة الدينية ، أصبح السودان وطنا رغدا لفئة محددة ، وأصبح وطنا طاردا لكل فئة سواها . أصبح بلدا يعيش تحت حالة الطوارئ بسبب تكالب أعضاء الفئة الواحدة على كراسي السلطة وامتيازاتها ، أصبح مواطنه العادي يعيش تحت خط الفقر . هذه الشمولية ، وهذه الديكتاتورية ، وهذه الدولة الدينية ، هي مشاكل السودان ومهددات وحدته ، ومسببات تخلفه ، وهي التي يطالب الشعب السوداني بإزالتها لإحالة السودان إلى وطن موحد ، ديمقراطي، تعددي ، ومدني ، وهذه هي النقاط الأساسية التي يجب أن تكون نقاط حوار جاد . ليس المطلوب أن يوزع السودان ، سلطة وثروة ، على فئات عرقية أو سياسية أو جهوية بعينها، ولا أن توزع قيادته بين قيادات الإنقاذ وقيادات الحركة ، المطلوب هو التعرف على بؤر التخلف ، والاعتراف بها ، وإزالتها كليا لمصلحة بناء السودان الجديد ، لأن هذا السودان المطلوب لا يمكن بناؤه فوق أرضية رطبة وهشة . ومن هنا أرى أن السلام المطلوب لابد أن يفضي إلى : أولا : ذوبان كل من الإنقاذ والحركة وكل المجموعات المسلحة في خضم الشعب السوداني والعودة إلى العمل السياسي عن طريق تكوين أحزاب سياسية على الأسس الجديدة . ثانيا : قيام حكومة قومية مؤقتة لفترة يتفق عليها ، تدير البلاد وتعمل على انعقاد مؤتمر دستوري يفضي إلى وضع أسس دستورية وطنية يتم بموجبها إرساء أسس العمل الوطني والسياسي وتوزيع السلطة والثروة على أسس قومية ، لتصبح هاديا للعمل في مستقبل السودان الجديد . ثالثا : الإعداد لانتخابات عامة ، تنطلق من مقررات المؤتمر الدستوري ، توصلنا إلى ما يرتضيه الشعب السوداني في اختيار الحكومة التي يرغب بها . رابعا : في المرحلة الحالية يتم تحاشي الدخول في أي تفاصيل عن اقتسام الثروة أو السلطة أو توزيع الوظائف وترك ذلك للمؤتمر الدستوري . خامسا : التخلي كليا عن أجندة كل طرف أو ما يسمى بالثوابت لأن الوطن أكبر ومشكلته أعقد من مثل هذه الأجندة وهذه الثوابت ، والقبول التام بما يفضي إليه المؤتمر الدستوري . سادسا : إطلاق الحريات فورا وإرسال نداء لكل أبناء السودان في الشتات بالعودة للسودان للمشاركة في بناء السودان الجديد . وأرى ان أي سلام يأتينا بغير ما يحقق مطالب الشعب السوداني هذه فإنه سيكون سلاما محدودا ، ومحفوفا بالمخاطر ، وليس سلاما دائما ، وربما نتجت عنه عواقب أكبر من عواقب الحرب الحالية .

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]