اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-19-2024, 04:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2003, 09:30 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية

    سمير يجب والدته واخوته كثيرا ، ووالدته تعطف عليه واخوته غير مبالين تجاهه . ذلك أن سمير يحبهم بطريقته الخاصة ، ويؤكد حبه لهم قولا في تواصله معهم عبر الخطابات والهاتف ، ومن وقت لآخر يرسل تحويلا ماليا يحل بعض مشاكلهم . لكن اخوته يرون في صورته ذلك الذي سمى نفسه مجاهدا وأطلق لحيته وظل يطارد مظاهرات طلاب المدارس .
    سأل سمير والدته كيف تدبر أمورها المعيشية ، وعقب على عجل دون أن ينتظر إجابتها :
    شايفكم كويسين ما عندكم مشكلة .
    الحمد لله يا ولدي ، والله زينا زي غيرنا ، ما عندنا عوجة .
    يعني أنا شايف كل حاجة عندكم ، ما ناقصكم شئ .
    الحمد لله يا ولدي .
    كانت الحاجة قد بدأت استعداداتها لإجازة سمير منذ فترة ، فجهزت الكثير من المستلزمات الضرورية ، فأصلحت مدخل الدار وواجهتها ، وجددت بوية الأسرة والكراسـي الحديدية المورثة ، وأضافت منضدة جديدة لغرفة سمير ، فبدت الدار خليطا بين الشــعبية والأرستقراطية ، لكن الداخل إليها لابد أن يحس بتميزها عن غيرها من بيوت الأحياء الشعبية التي تمثل غالبية عظمى من بيوت المدينة . وقد بذلت الحاجة جهدا كبيرا واقتطعت جزءا من معيشة أولادها الصغار ، وأهملت ما يتعلق بها هي شخصيا ، لتتمكن من توفير المبلغ الذي يمكنها من تقديم الدار بهذا الشكل لابنها سمير . فقد عرفت الحاجة ابنها سميرا حساسا للغاية ، والتمست تكشيرة وجهه وعبوسه في مرات سابقة حين عاد من إجازته ولم يعجبه الحال .
    واصل سمير جديثه إلى أمه :
    بس شايفك طوالي بتشتري من بقالة عم ابراهيم بالقطاعي .
    آي والله يا ولدي عمك إبراهيم راجل طيب وبتعامل معانا كويس .
    أوعي تكوني بتديني منو ؟
    والله يا ولدي الراجل عمره ما كسفنا ، بقرش وللا بغير قرش دايما حاجتنا مقضية .
    بس يا حاجة الجرورة ما كويسة بتتعبك .
    كان علي أنا ما عندي مشكلة ، لكن يا سمير يا ولدي انت شايف اخوانك ديل .
    طيب المصاريف اللي بتصلكم ما بتكفيكم ؟
    صمتت الحاجة قليلا ، تنهدت ، ثم قالت :
    لا يا ولدي ربنا يديك العافية ، ما في عوجة .
    طيب إيه رأيك نمشي السوق ونشتري ليك حاجات كثيرة بالجملة تقعد ليك فترة طويلة ؟
    والله يا سمير ما في شئ ناقص .
    لا ، لا ، خلاص يللا قومي .
    وفي السوق لبس كل الناس عراريق وسراويل وطواقي ، فقط سمير هو الذي يلبس جلابية فضفاضة وعمة وشال ومركوب جديد لنج ، والحاجة تسير إلى جواره تلبس ثوبها بوقار فلا يبدو منها إلا الوجه واليدين ، لكن عمامة سمير ولفة شاله وانتفاخ جلابيته وعلو مركوبه ، جعلتها تبدو أقصر منه وأنحف .
    البائعون في السوق مهرة ومتمرسون ويعرفون صيدهم من أول وهلة ، وأصواتهم اختلطت وتداخلت لتخرج نشيدا طالما افتقده سمير . ورائحة البهارات تختلط بنكهات التمر ، واللالوب ، والنبق ، والقنقليس ، وتتداخل مع نسمة تأتيك من زنك اللحمة ، وأخرى من زنك الخضار ، فيقول لك هذا العبق :
    انتشي فأنت في الخرطوم .
    الكل عرف أن سمير لا يقيم بالسودان ، وأن تلك التي تسير إلى جواره هي أمه ، فتجمع بائعو الأكياس والنعناع والحمالون ، وآخرون يحملون ليمونات معدودات في أيديهم ، وكلهم من صغار السن ، الذين هجروا كراسي الدرس ليعيشوا على هامش حياة السوق ، يقتاتون منها هم وأسرهم ،. تجمع عدد من هؤلاء حول سمير ووالدته راغبين في أن يظفروا منهما بدولار يتقاسمونه فيما بينهم ليصرفونه على أم وأب أقصيا عن العمل للصالح العام.
    انتشى سمير واستجاب لدعوة سوق الخرطوم ، وردد :
    الله أكبر ، الله أكبر
    إن سودان الإنقاذ أصبح كخلية النحل ، الكل فيه يعمل .
    لكزته والدته لتنبهه أنه وسط سوق شعبي ، وأن الإنقاذ لا يمكن تسويقها لهؤلاء الذين اكتووا بنيرانها .
    لكن يا حاجة بالله شوفي في زول قاعد ساكت ؟
    الوليدات ديل ياسمير يا ولدي خلوا القراية وجوا هنا يبيعوا الأكياس .
    طيب مالو ما إنتاج وتضحية ، جيل يضحي عشان جيل ثاني ، الله أكبر .
    باءت محاولات الحاجة بالفشل لإسكات سمير ومنعه من التكبير بصوت عال لسبب أو بدون سبب. لكن سمير انشغل فجأة بالتحدث إلى الباعة والسؤال عن الأسعار .
    ملوة التمر بكم يا حاج ؟
    بعشرين .
    عشرين جنيه ؟
    تبسمت الحاجة وقالت :
    عشرين ألف يا سمير .
    ضحك البائح وانتقلت الضحكة إلى جيرانه .
    وعلبة اللبن الون ثاوزاند إيت هاندرد 1800 دي بكم ؟
    شنو ؟
    غلبة اللبن دي ياحاج ؟
    دي المتوسطة ، عندنا واحدة أصغر منها ، وفي واحدة كمان أكبر منها ، في السوق موجودة بس أنا ما عندي .
    طيب المتوسطة دي بكم ؟
    دي والله نحن بنبيعها بخمسة وأربعين بس ليك انت ممكن ننزلها لحد أثنين وأربعين .
    أثنين وأربعين جنيه ؟
    يضحك البائعون ، وتداري الحاجة ضحكتها ، وتقول :
    يا سمير يا ولدي الشئ ده بالآلاف ، مو بالجنيه .
    بس يا حاجة الجماعة ديل أسعارهم غالية خالص .
    عاد يا ولدي ما ياها أسعار السوق ، الحاجات كلها زي النار .
    جمع سمير معلومات عديدة عن أسعار ما يرغب في شرائه لأمه ، لكنه اخترق السوق من أوله إلى آخره دون أن يشتري شيئا . وكانت الحاجة قد بدأت تشعر بالتعب ، فقالت لسمير :
    يا سمير ما ضروري نشتري حاجات كثيرة ، قدر قدرتك اشتري لينا يا ولدي ، نحن ما دايرين نعصر عليك.
    وجد سمير مخرجا ، فرد على عجل :
    خلاص نشتري بعض الحاجات ، وفي مرة ثانية نكمل .
    واشترى سمير بالقطاعي تماما كما تشتري الحاجة من بقالة عمه إبراهيم ، علبة لبن صغيرة ، رطل ويكة مطحونة ، نصف رطل بهارات مشكلة ، نصف ملوة تمر ، شوية قنقليس لزوم العصير ، وبرطمان تانج محلي ، ورطل بن لقهوة الحاجة ، وشوية زنجبيل . أما السكر والشاي فهي موجودة عند إبراهيم وبنفس الأسعار .
    عاد سمير مهموما من السوق ، وقد اتسخت ملابسه بصورة لم يعهدها من قبل ، وبدأ يشم رائحة عرقه التي افتقدها لفترة طويلة ، وشـعرت الحاجة بالتعب وعاودها الألم في ركبتها اليمنى . وتنهد سمير وهو يخلع ملابسه ويقذف بها بعيدا عنه ، ويوجه أحد إخوته بتسليمها لمن يغسلها . ثم توجه سمير إلى الحمام ليأخذ دشا يزيل به آثار العرق والتعب .
    وفي الحمام عاودت سمير أفكاره النيرة ، خاصة وأن الهيئة العامة لمياه المدن لم تخذله ، فكان الدش يصدر صريرا من قوة الماء ، هو ماء أغبش اللون ، إلا أنه موجود على كل حال :
    يا أخي والله نحن في الإستيتس ميتين بالكسل ، الواحد يقعد سـنين ما يطلع منو ولا شوية عرق . الحمد لله أن الإنقاذ حافظت على كل ما يجعل الإنسان صحيحا معافى . والله العرقة دي بالإستيتس كلها ، الله أكبر ، الله أكبر .
    كان اخوة سمير يلعبون بالقرب من الحمام الذي أخذ ركنا قصيا من الحوش ، فقفزوا فجأة وتفرقوا ، وهم يسمعون صوت سمير يكبر داخل الحمام . ثم تجمعوا ثانية وبدءوا يرددون :
    الله أكبر ، يا هو دي
    دفاعنا الشعبي ، يا هو دي
    استلقى سمير قليلا ، وقبيل المغرب تمكنت الحاجة من إعداد الغداء ، فاجتمعت هي وسمير على مائدة واحدة ، وظلت تردد طلبها إلى سمير أن يأكل ، بالرغم من عدم تقصيره في هذا الجانب ، وبالرغم من أن الحاجة نفسها لا تأكل إلا لقيمات معدودات .
    قام الصبية برش الحوش ، وأخرجوا الأسرة في وسطه ، وأضاءوا لمبتي النيون المجددتين ، وأخرجوا التلفزيون ليصبح تحت أمر سمير .
    خرج سمير وجلس في وسط أحد الأسرة ، وجاءت أمه ، وجلس أخوته على سجادة وسط دائرة الأسرة ليشاهدوا ما يفرضه عليهم سمير من برامج التلفزيون . وفي هذا الأثناء سمعوا طرقا على الباب ،
    أمر سمير أحد اخوته بفتح الباب ، فإذا بالطارق ابن عمه الذي استقبله بالمطار .
    السلام عليكم .
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    ها يا سمير وين مشيت الليلة ؟
    والله مشينا السوق أنا والحاجة .
    بالله ، والله كويس ، يعني شفت سوقنا .
    والله قضينا وقت كويس أنا والحاجة .
    أها وشنو انطباعاتك عن سوقنا ، طيعا الغلا شديد ،
    لا ، والله ، الحقيقة كل حاجة موجودة ومتوفرة ، والله البقالات دي زي بقالات واشنطن ، أي حاجة فيها .
    بس غالية يا سمير ،
    لا هي مش غلا ، هي محاولة من الإنقاذ لمنع الصرف البذخي .
    كبف ؟ كيف ؟
    أيوة يا أخي ، السودانيين ديل عمرهم ما يعرفوا يوفروا ، عقليتهم الادخارية ضعيفة جدا .
    والإنقاذ قصدت تحسن العقلية الإدخارية بتاعتنا ، مش كده ؟ .
    أيوة يا أخي ، انت فاكر الإنقاذ دي ماشة ساكت كده بدون هدف ؟
    يعني ده كلو مخطط ومنظم ومقصود ؟
    أيوة يا أخي ، أخوانا ديل والله عندهم مخ يوزن بلد بخالها .
    باين ، باين .
    أها يا جماعة تصبحوا على خير ,
    يا أخي ما تتونس شوية .
    سمير ! انت دايرني أتونس وللا أنفجر .
    لا والله بس رؤيتكم فيها ضبابية شوية ، انتو ما شايفين الأمور بالمنظار السليم .
    فكبر ابن عمه وهلل لمنظار سـمير ، وسأل الله أن يعين والدته واخوته ويصبرهم على مصيبتهم .
                  

العنوان الكاتب Date
اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-20-03, 09:30 AM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية عزيز04-20-03, 10:08 AM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية سحلوب04-20-03, 02:01 PM
    Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية SAMIR IBRAHIM04-20-03, 02:11 PM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ABUHUSSEIN04-20-03, 02:28 PM
    Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية SAMIR IBRAHIM04-20-03, 02:36 PM
      Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ABUHUSSEIN04-20-03, 03:18 PM
        Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية SAMIR IBRAHIM04-20-03, 04:14 PM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية cantona_104-20-03, 02:37 PM
    Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية SAMIR IBRAHIM04-20-03, 02:49 PM
    Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية سحلوب04-20-03, 11:42 PM
      Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية kamalabas04-21-03, 02:25 AM
        Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-21-03, 10:00 AM
    Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-21-03, 09:58 AM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-20-03, 02:49 PM
    Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية امبدويات04-20-03, 04:17 PM
      Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-21-03, 06:49 PM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية kamalabas04-20-03, 04:03 PM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية Yassir7anna04-20-03, 04:54 PM
    Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-21-03, 10:03 AM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية SAMIR IBRAHIM04-20-03, 05:04 PM
    Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ABUHUSSEIN04-21-03, 07:29 PM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-21-03, 06:56 AM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-22-03, 07:00 AM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-23-03, 09:16 AM
  Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية sari_alail04-23-03, 08:48 PM
    Re: اليوم الثالث من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ودقاسم04-24-03, 07:06 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de