|
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة (Re: Kostawi)
|
هذا هو مقال الأستاذ محبوب عبد السلام
فتح فيه بسم الله الرحمن الرحيم
إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِدءِ " المحبوب عبد السلام
منذ عقود ظل الشيخ الترابي يطرح رؤيته في تجديد الفكر الإسلامي وفق إطار كلي أصولي، أتاحته له ثقافته الفقهية الشاملة و تخصصه في القانون الدستوري المقارن و عمله السياسي الناشط في مجالاتها كآفة . فهو صاحب رؤية متكاملة في تجديد علم أصول الأحكام أو (أصول الفقه) كما يسميه الدارسون ، لم تكن تتيسر له لولا نشأته الخاصة و خبرته الواسعة و خلواته الممتدة في أغوار المحابس و السجون ، و هو أمر لم يتجدد في التاريخ الإسلامي منذ الإمام الشاطبي (صاحب الموافقات) ، إذ قدم أطروحته المتكاملة في الأصول منذ العام 1977 و ظل يعبر عنها في جملة مساهماته النظرية و العملية : ( قضايا الوحدة و الحرية 1980 ، تجديد أصول الفقه 1981 ، تجديد الفكر الإسلامي 1982 ، الأشكال الناظمة لدولة إسلامية معاصرة (قطر 1982) ، تجديد الدين 1984 ، منهجية التشريع 1987 ) و على ذات منهجه الذي يؤصل الشورى سبيلاً للعلم ، فقد بسط أطروحته في ( تجديد أصول فقه الأحكام ) على جملة من العلماء و المختصين إبان توليه منصب وزير العدل 1979 – 1983 ، و ظلت الحلقات تعقد بمكتبه بديوان النائب العام و تدير المداولة و الحوار حول المراجعة الشاملة للأصول التي حوتها 80 صفحة خرجت من سجن كوبر بعد سنوات الإطلاع و المدارسة و الحوار في الداخل.
و مهما تكن تلك الأطروحة ملتزمةٌ مناهج الأصول و مصطلحات الفقه و القانون فإن جذورها ممتدة في عبرة سيرة التاريخ الإسلامي و أصول دورة الإحياء و البعث ثم الخمول و الموت أو النهضة و الفترة ، التي توالت على المسلمين في الفكر و العمل منذ ميلاد الرسالة و حتى آخر أجيال المسلمين ، بل و تقارن ذلك إلى دورة تاريخ التجديد و البـِلـَى في سيرة مشهور الأديان الكتابية السماوية لاسيما عبرة تاريخ اليهود و النصارى على سنة القرآن الذي يكاثف ذكرها تصويباً لجليل موعظتها .
فالإجتهاد في الأصول - فضلاً عن الفروع - هو ما دعى إليه غالب علماء حركة الدعوة و البعث المعاصرة ، و صدرت عنهم بذلك كثير من المساهمات و الأطروحات ، و خصصت الأعداد الأولى من مجلة "المسلم المعاصر" التي إستهلت صدورها عام 1980 في الدعوة لهذا الهدف الكبير و جاءت الدعوة بأقلام أكبر الرموز ( يوسف القرضاوي ، جمال الدين عطية ، محي الدين عطية ، أحمد كمال أبو المجد ، عبد الحليم أحمد أبو شقة ... إلخ ) ، إلا أن الدكتور حسن الترابي ظل أكثرهم مقاربة لهذه الدعوة و أوسعهم شمولاً و تأصيلاً لمواضيعها .
و إذ أن لكل فكرة سياقٌ و مناسبة يخل بها و يضرها أن تبتر عنه أو تجرد منه أو تؤخذ إلى سياق آخر ، فإن الأفكار الأصولية يسيئها و يخل بها مرض التنطع و التفريع و التجزئة الذي أصاب المسلمين - كما أصاب اليهود و النصارى - ، و تعرضت بوجه خاص - بوجه خاص – مساهمات الشيخ الترابي و إجتهاداته الكبيرة لكثير من التشويه بأسباب من هذه الأدواء ، التي قد تتوهم الخطر الأكبر في الصغائر و الفروع لإختلال فقه الأولويات عندها ، أو التي تتنطع بدوافع و نيات يشوبها في الغالب خطل عظيم ، إذ تخلط المواقف الإجتماعية و السياسية التي تميز بين المفكر الذي يبسط إجتهاده العلمي للمداولة الحرة و الرأي المسئول و بين قائد الحركة السياسية التي يلتزم مواقف حزبه كما يلتزمها سائر الأعضاء ، و لا تلزم آرائه الفكرية حزبه و لو كان حزباً إسلامياً يوحد السياسة إلى سائر شعاب الإيمان ، بل إن الحرب السياسية قد تدفع بدوائر الإستخبار المغلقة عن سعة حركة الفكر و الحوار و الإجتهاد الحر لِتـُخَلـِّط الأحاديث العلمية و لو مشفوعة بِأسماء منسوبة إلى المشيخة و العلم و لكنها مسكونة بالغيرة و الحسد و عقد النقص و شهوات الشهرة و الرئاسة و الجاه . كما محض الغزالي الإمام مجلده الأول في الإحياء لأمراض ( طبقة ) المُفتين و العلماء - شفاهم الله.
فقد نشر الشيخ الترابي إجتهاده حول عودة المسيح -عليه السلام- عام 1982 في بحث - أصولي كذلك – لقيَّ حظاً واسعاً من النشر داخل السودان و خارجه بعنوان (تجديد الدين) "قـُدم في المنتدى الفكري بجامعة الخرطوم و نشر في مجلة جماعة الفكر و الثقافة الإسلامية و ظل ينشر منذ ذلك التاريخ، يقول الترابي : " و في بعض التقاليد الدينية تصور عقدي بأن خط التاريخ الديني بعد عهد التأسيس الأول ينحدر بأمر الدين إنحطاطاً مضطرداً لا يرسم نمطاً دورياً ، و في ظل هذا الإعتقاد تتركز آمال الإصلاح أو التجديد نحو حدث معين مرجو في المستقبل يرد أمر الدين إلى حالته المثلى من جديد . و هذه عقيدة نشأت عند اليهود و إعترت النصارى ، و قوامها إنتظار المسيح يأتي أو يعود عندما يبلغ الإنحطاط ذروته بعهد الدجال قبل أن ينقلب الحال بذلك الظهور ، و لعلها تحريف للبشريات التي جاءت في الوحي القديم بمبعث عيسى ثم بمبعث محمد عليهما السلام .
و قد إنتقلت العقيدة بأثر من دفع الإسرائيليات إلى المسلمين ، و ما يزال جمهور من عامة المسلمين يعولون عليها في تجديد دينهم ، و فشوها هو الذي أغرى كثيرين من أدعياء المهدية أو العيسوية ، و بعضهم تحركه نية صادقة للإصلاح و التجديد لكنه بثقافته التقليدية و بتربية العامة الذين يخاطبهم لا يجد وجهاً لشرعية الخروج على القديم إلا بحجة المهدية النهائية . و لعل تلك العقيدة هي التي ألهت المسلمين عن القيام بعبء الإصلاح و أقعدتهم في كثير من حالات الإنحطاط المستفز ، مرجئة ينتظرون صاحب الوقت. و مهما يكن فإن منطق العقيدة القرآنية حول تاريخ الدين لا يتيح مجالاً بعد النبي الخاتم لإنتظار عاقبٍ يستأنف النبوة أو ينسخ من الشريعة السماحة التي تغري أهل الكتاب على المؤمنين ، بل هدي القرآن لخلف المؤمنين إن رأوا تغيراً أحالهم إلى فسادٍ و ذلٍ أن يردوا ذلك إلى تـَغَيـُر ما بأنفسهم فيتوبوا إلى الله فيتوب عليهم بالصلاح و العزِ ." إنتهى .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 12-28-05, 10:52 AM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 12-28-05, 12:07 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 05:24 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 05:39 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 05:55 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 06:24 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 06:25 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 06:52 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 06:55 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 08:37 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 08:39 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Sabri Elshareef | 02-28-06, 07:54 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 08:06 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 08:27 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 04-12-06, 03:36 PM |
|
|
|