|
Re: هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ....لابن سينا............................... (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
إلى الأحباب: خالد،الشقليني، حمدي،ندى، ماريل، بندرشاه، قارسيا، أبي جهينة، أحمد أمين، ناصر، ألفيا، عكود، المعتصمين و(إلى إشراق بالطبع)
وثْباً نحو القمم الألف!!!
(1) هذا الجَسَدُ، و هذا الجِسْرُ، وهذا الجوهَرْ. هذا الجَسَدُ، الجِسْرُ،الأرضُ، الأُنْثَى المِرْآةُ، المَرْأةْ. مزرعةُ الله الأولى، قنطَرَةٌ, تعْبُرُ ما قد كان إلى ما سوف يكونْ عَقْدُ قرانِ النشأةِ و الصيْرورَةِ رُوحِ القُدْسِ النُّورانيِّ بصلصالِ الحَمَإ المسنونْ. امتَزَجَا، اخْتَلَجَا، هاجا، ماجا، في جوفِ الصَّدَفِ الكَوْنِيِّ، الحافظِ سِرِّ الله المكنونْ, سِرّ الله الأعظَمِ, هذا النورِ الرّعَّاشِ الطينْ!
(2) يا آدمَ هذا العَصْر، مِنْ عَرْشِكَ يا جبروتَ المخلوقِ الخالِقِ يا جبّارَ النَّشْوَةِ, يا نَزَّاعَ الشَّهْوَةِ, يا وَقَّادَ الجُرْأةِ, يا آدمَ هذا العصْر, مِنْ أضلاعك خَلَقَ اللهُ المرْأةَ.
(3) هذا جسدي قنطرةٌ أخْرَى، شمْسٌ، رِدَّةْ. رِدَّةُ هذا النورِ إلى الأصلِ الطينْ! حُمَّى جسدي يشْعِلُ مِقْبَاسَ الرَّعْشةِ مِنْ حُمَّاكِ و قدْ أخَذَتْكِ الرَّعْدَة, كان العَرَقُ المُتَقَطِّرُ من نهديكِ لآلئَ طَلٍّ، تَتَجَمَّعُ مثلَ الدَّمعِ عَلَى كِمِّ الورْدَةْ. و النَفَسُ اللاَّهِثُ في إيقاعٍ يَتَسارَعُ خَفْقاً, كجناحَيْ رُخٍّ عملاقٍ عجلانْ يهوي بي لقرارٍ مَثْقوبٍ, لا قاعَ لَهُ، لا جدرانَ ولا شُطْآنْ.
(4) يعلو صدرُكِ يرفَعُنِي, نحو القمَمِ العصماءِ الفاتنةِ الوَحْشَةْ، اجْثُمُ في قمتِهَا وَحْدِي, رَبُّ الأربابِ “ زيوسُ “ على جبل الأولمبْ!
(5) نَحْلَةُ وَلَهِي الجامحِ تَشْتَارُ جَنَاكِ تَمْتَصُّ رحيقَكِ, في صَبْرِ النحلِ الظَّامِئِ, و الواثِقِ بالإمكانْ. بالصبرِ المُتَمَكِّنِ، و الممتلِئِ بذاكَ الشيْءِ المُبْهَمِ و الريَّانْ صَبْرِ الحُلُمِ النَّافِذِ و الكامِنِ منذ التكوينِ الأوَّلِ و المُتَجَذِّرِ في أعماقِ النَّحْلِ المخْبُوءِ بأرْدانِ الرَّيْحَانْ.
(6) وعلٌ برّيٌّ ها أنذا أرْعَى مَرْجَكِ أتَمَرَّغُ في أدْغالِكِ, حُرّاً أمْضِي في أحراشِكِ أسْعَى بين النَّحْرِ و بين الصدرْ. أرْكُضُ بين الصدر وبين الخصرْ. أصْعُدُ من حيث الخِصْرِ العاري و إلى حيث النَّحْرِ النادي أقْتاتُ الرمَّانْ, الرمَّان المُتَهَدِّلِ بِكْراً, عنقودَيْنِ رشيقَيْنِ, عصفورَيْنِ حبيسَيْنِ، طليقَيْن, يفِرَّانِ، و يرتعِدانِ، و يرتجِفَانْ. ينتفِضَانِ، يرِفّانِ، يعودانْ, يفرّانِ بلمسَةِ رفْقٍ حانيَةٍ مِنْ شفَتَيْ إنسانْ. أمْتَصُّ رحِيقَك,ِ أرْشُفُ ريقَكِ, أتلَمَّظُ شفتيكِ, لساني ألْفُ لسانٍ و لسانْ. مغمورٌ بالدهشاتِ، و مسحورٌ بالصمْتِ، و منْجَذِبٌ في ملكوتِ الحُسْن، و مُنْبَهِرٌ بالألوانْ!
(7) و أنْتِ ترْفُلينَ نحو مضجَعِي، مليكةً في مِهْرجانْ, على جبينها تاجٌ مُرَصَّعٌ لآلئاً من عَرَقٍ، و ألَقٍ، جُمانْ. و في يمينها يهْتَزُّ صَوْلَجانْ. تأوَّدَتْ قامَتُها، غُصَيْنَ بانْ. بصدرها الباذِخِ و الشامِخِ, و المُهْتزِّ كِبَراً، تَعَالِياً وعنفوانْ. قمقمان، قِمّتانْ. قمَّةٌ من بَهْرَجٍ و عسجَدٍ, و قمّةٌ زَبَرْجَدٌ و كهرمانْ. تَصَنْدَلَ المكانُ من حضورِها الطاغي, و مِنْ أريجِ مِسْكِهَا تَعَتَّقَ الزمانْ. ثَمِلْتُ، ليس من نبيذِ ثغْرِهَا، و ذُقْتُهُ, و مِتُّ و احْتَرَقْتُ، بين خصرها وصدرها ونحرها، علوْتُ, بَلْ هبَطْتُ، بل علوْتُ, ثُمَّ طِرْتُ, صِرْتُ ريشةً، هباءةً، و صخرةً, و حِمَمَاً تفورُ، زَبَداً، حديقَةً صاعِقَةً بُرْكانْ عنادِلاً، عناقداً و "بُرْتُكانْ" !
( يا أنَّةَ التوَجُّسِ الراهبِ و التمَنُّعِ الراغبِ و التمزُّقِ الرهيبْ. يا آهَةَ الأسى التوّاقِ و التعلُّقِ الجامحِ و التوازُنِ العجيبْ. يا صرخةَ التمرُّدِ المحرومِ و التوتُّرِ المكظومِ و التولِّهِ الجديبْ. أنْتِ على يَدَيَّ طينةٌ عجينةٌ في مَيْعَةِ الصِّبَا يلْهُو بها الخزّافُ في إسماحَةِ الحبيبْ. في براءة الدَّهشة، صانِعاً دُمْيَتَهُ، و غافلاً، و ليس ثَمَّ من رقيبْ. مُنْتَشِياً بها فلا يحسّ غيرَهَا و غارِقاً جذلانَ في انشغاله الدؤوبْ. حتى إذا دنا، ما كَلَّ أو وَنَى, لكِنَّهُ، إذْ خانَهُ في الوجد برقُهُ الكذوبْ هوى، مُجَرَّحاً، منهزماً, و في الفؤادِ من جراحِهِ نُدُوبْ! و في قميصِهِ مِنْ قُبُلٍ ثُقُوبْ !!
(9) بهرةٌ و ائتِلاقْ صُدْفةٌ و اتِّفاقْ صَوْلةُ الجهرِ في السِّرِّ، و السرُّ في الجهرِ، في نغمٍ مُفْعَمٍ، و اتِّساقْ. حتى إذا ما دنا النحرُ للنحر، و التأَمَ الثَّغْرُ بالثغر، و الْتَحَمَ الصدرُ بالصدرِ، و التصقَ الخصرُ بالخصرِ، و التفَّتِ الساقُ بالساقْ، فيا له مِنْ تلاقٍ, و يا له مِنْ مَساقْ!!
(10) غاب في وجْدِهِ الضَّارِعِ يغفو، فمالَهُ مِنْ فَوَاقْ. و مضى للسماواتِ روحٌ مُجَنٌَّّح، مشتاقْ. مُمْتَحَنُ الصبْرِ، يكْبُو, مُعَذَّبُ التَّوْقِ، يهفُو سكرانُ، لا يصحو ومدنِفٌ ما أفاق . و انْتَهَى حيثُ مُنْتَهَى كُلِّ روحٍ مُحَرَّراً مِنْ وَثَاقْ. و على الأرضِ بَعْدُ رمادٌ و آهةٌ، و شظايا و بقايا جَسَدٍ واحِدٍ مِنْ حبيبَيْنِ ما يستفيقانِ مِنْ ضرامِ العِناقْ !!
(أكتوبر-97)
|
|
|
|
|
|