الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 04:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة منصور عبدالله المفتاح(munswor almophtah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-24-2006, 01:06 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور



    الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب

    د.عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور
    [email protected]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة

    سيشهد تاريخ السودان حراكاً مهولاً في كافة جوانب الحياة. ويحدث هذا التحول واقعًا جديداً تتغير بموجبه أدوار المجموعات العرقية كافة. وصريح القول هو أن علاقة قوى المركز – كما اصطُلِح - المهيمن ثقافياً واقتصاديا وسياسياًً سوف تتغير سلباً وإيجاباً مع قوى ما يُسمى بالمناطق المهمشة. وقد عبر عن هذا التحول البيان الذي أصدرته الكنيسة اللوثرية السودانية في أغسطس عقب توقيع الاتفاق االإطارى في ميشاكوس في يوليو وجعلت عنوانه: حان الوقت للقوميات الأخرى لأن تحكم السودان[1]. ورغم أن المقال يشير إلى حق مشروع كفله الدستور لأي سوداني ذي أهليه فإنه يحمل أيضاً دلالات نفسية.

    وحتماً فإن التحول السياسي المرتقب سوف يفرز إسقاطات نفسية كبيرة تتطلب حكمة في السيطرة عليها بغية امتصاص وتذويب آثارها السلبية المهددة لبنيان النسيج الاجتماعي السوداني. وخير شاهد على هذا الزعم ما حدث في بان الثورة المهدية.

    إن مشكلة الهوية، وخاصة مكونها اللغوي ما انفكت واحدة من أعقد المعضلات التي استعصى حلها طوال تاريخنا السياسي. وما أكثر المعضلات في بلادنا!

    لقد بات عنصر اللغة مشكلاً لكثير من بلدان العالم ذات التركيبة العرقية المتعددة كالسودان. فالسودان الذي هو دولة قارة، وقطر يشكل أمة، تسكنه أمشاج بشرية مختلفة الألسن والملل والنحل. فضلاً عن ذلك فالسودان مختلف الأجواء والطبيعة. ولقد تولد من هذا الخليط ثقافات سودانية تمثل نسيجاً اجتماعياً معقداً، لكنه ليس فريداً ، فلهذه الحالة نماذج في الهند، وماليزيا، وجنوب إفريقيا، والولايات المتحدة، وسويسرا، وكندا، وأثيوبيا ونيجيريا. وفي بعض هذه الدول خلق التعدد اللغوي مشكلات أقعدتها عن التنمية، وأبطأت بها عن اللحاق بركب الدول المتقدمة. وقليل من الدول استطاعت أن ترسم خريطة لغوية مكنتها من إيجاد توازن اجتماعي. فما أصل المشكل اللغوي في بلادنا؟

    اللغة العربية سيادة ومشكلة

    يرى الناقمون على الوضع اللغوي الراهن أن الخريطة اللغوية كانت قسمتها ضيزى، تماماً كما الحقوق الأخرى. فقد أقصيت الألسن الأخرى. وطبعت كل القوميات باللسان العربي بغية تعريب كل السودان. ويرد المتحمسون للثقافة العربية بأن هذه السيادة اللغوية ما هي إلا إفراز طبيعي لتاريخ اجتماعي طويل، وظروف سياسية معينة، وواقع عرقي تعددي تمثل العربية القاسم المشترك فيه بحيث يستحيل اختيار سواها لغة أولى إذما رضي الجميع العيش في وطن واحد.

    ويرى أهل العصبيات الأخرى أن هذا الوضع المتميز للغة العربية نجم عنه عدم توازنية التركيب الاجتماعي. وبالتالي هيمنة القوى الناطقة بالعربية، وضآلة حظوظ غيرهم، الأمر الذي أوجد شعوراً بالدونية والتهميش لكثير من الجماعات السودانية، وخاصة تلك التي أطلق عليها جديثاً الأقاليم المهمشة marginalized regions. ولقد ترتب عن هذا الشعور بالدونية الثقافية رواسب نفسية عبرت عنها أقلام كثيرة وفي مناسبات مختلفة، وأسمت ذلك ورطة ثقافية.

    ومعلوم أن سيادة لغة معينة في أي مجتمع متعدد الأعراق يخلق عند غير متحدثيها بوصفها لغة أم مواقف سلببية negative attitudes تقود إلى كراهية تلك اللغة. ذكر M. S. Thirumalai جملة عوامل نفسية بها يكره المرء لغة ما منها:

    تمثل ديانة أخرى.

    تنتشر على حساب لغته الأم .

    قد تؤدي إلى عبوديته .

    يشعر بأنه سوف يفقد لغته الأم .

    إنها لغة مفروضة .

    لا يعترف متحدثو اللغة المهيمنة بعظمة لغته ويميلون إلى إلتقليل من شأنها.

    إنها لغة عنصر اجتماعي مغاير.

    إنها من أسرة لغوية لا تنتمي لها لغته .

    إن هذه اللغة المفروضة عليه تصنف من اللغات القديمة .

    إن هذه اللغة حظيت بوضع سياسي أكبر من ذلك الذي حظيت به لغته .

    إنها ذات صلة بلغة أخرى مكروهة لديه.

    إن هذه اللغة لغة عنصر وافد.

    إن فكر تلك اللغة وثقافتها لا يُحظى بقبول لديه[2] .

    إن كل هذه العوامل التي تؤدي إلى اتخاذ موقف سلبي تجاه العربية متوفرة عند الآخرين الذين ليست العربية لغتهم الآن. ولذا فإنهم (تمنوا ) وضعاً لغوياً جديداً يقلص دور العربية كما عند أقل الناقمين عداءاً ضد العربية ، أو به تمحى العربية من السودان كما يرى أكثرهم تطرفاً. وفي مقابل ذلك فإن مواقف المتحمسين للعربية تدعو لدور أكبر للعربية يتم بمقتضاه تعريب كل السودان .

    ولقد خلقت هذه المواقف السلبية والإيجابية نحو العربية صراعاً ما انفك قائماً منذ ميلاد الدولة السودانية ، وخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي، أقعدت الدولة عن النهضة والعمران ، فما مزاعم كل من الطرفين حول العربية؟ وما الفيصل في ما يزعمون ؟ وكيف الوصول إلى وضع لغوي مرضٍ للجميع؟

    رؤى متصارعة حول العربية وتفنيدها

    من المسلم به أن الصراع حول دور العربية في السودان قضية قديمة لم تحسم. والجدل حولها كان أشبه بحوار الصم؛ فليس ثمة طرف يُسمِعُ أو يَسمَعُ رأي الآخر، ومن ثم ظلت أمراً معلقاً.

    وبمراجعة عجلى لمواقف الجماعات العرقية في السودان وصراعها الفكري وغيرها في قضية الهوية نجد أنها تقف على طرفي نقيض فإذا بدأنا بأقصى درجات العصبية ضد العربية وثقافنها التي تمثلها فكرياً مدرسة السودانية الشكلية -كما نعتها الصاوي – فإنا نجد أن هذه المدرسة تمثل تياراً يقوم على تضخيم حقائق التنوع العرقي في البلاد[3] وتتجاهل دور الهوية العربية الإسلامية في تشكيل الهوية السودانية. وقد عبرت هذه النزعة عن نفسها عسكرياً في حرب ضروس استمرت عقوداً من الزمان خلفت ندوباً نفسية جمة في كافة الصُّعُد الاجتماعية. وينسب لقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان قوله: (إن العرب مكثوا في الأندلس أكثر مما مكثوا في السودان، وكما خرجوا من الأندلس سيخرجون من السودان)، وقوله: (العرب في الشمال لا يختلفون عن البيض في جنوب أفريقيا)[4].

    بل لقد جر هذا الموقف بعض العرقيات المسلمة الأخرى التي تدين بالإسلام وتتحدث لغة أخرى غير العربية للمطالبة بما أسمته حقا.ً فالنوبيون في الشمال دعوا إلى النوبية . وفي الشرق اعتمدت المعارضة المسلحة لغة البداويت لغةًَ للتعليم وأطلقت منظمة "اللجنة الدولية للإنقاذ" الأميركية، في احتفال رسمي في أسمرا، مشروع كتابة لغة" البداويت" التي يعود تاريخ ظهورها إلى أربعة آلاف سنة، بإصدار خمسة كتبٍ بهذه اللغة[5]. وفي الغرب تنشط دعوات استخدام لغات محلية. وقد حملت بعض الجماعات العرقية السلاح أسوة بالحركة الشعبية لتحرير السودان من أجل استعادة ذلك الحق. والذين لم يحملوه نشطوا بطرق مختلفة لإيجاد أدوار للغاتهم المحلية. ويجب أن نسجل هنا أن هذه المواقف لا تبدو بعيدة عن دعوات الإقليمية والإثنية التي انتظمت كثيراً من البلدان العربية التي بها أقليات عرقية تشكوا تهميشاً كما في جماعة الأرمن في سوريا، والأمازيغ، في المغرب العربي، والأكراد في العراق، والأقباط في مصر. ولن تقرأ هذه بعيداً عن الهجمة التي تطال العالم الإسلامي وبتخطيط غربي سافر تحت غطاء حقوق الإنسان.

    وفي الطرف الآخر فإن دعاة الأسلمة والتعريب يسعَون إلى تعريب بلاد السودان وإذابة كل الكيانات الأخرى في بوتقة عربية إسلامية. ويتمثل ذلك في " حركة الإسلام السياسي الحديثة وبدرجة أقل في القوى السياسية التقليدية ، حيث تحول الإسلام إلى عقيدة سياسية ألحقت بها العروبة كسلاح إضافي " [6]

    والسؤال الذي يفرض نفسه الآن، وتحاول هذه الدراسة الإجابة عنه: كيف تبنى سياسة لغوية توفيقية مثالية؟ يرى د. الحاج بلال عمر أن "المطلوب بلورة توجه أيديولوجي يُمكِّن من تحويل استغلال المنفعة إلى استغلال المصلحة للجميع"[7] وهذه لا غبار عليها بيد أن هذا الكلام يبدو نظرياً، أكثر من كونه واقعاً. يضاف إلى ذلك أن التوجه الأيديولوجي ذاته يبدو وسيلة أصعب من الغاية وهي اللغة الواحدة في هذه الحالة. فالاتفاق حول أيدويولوجية واحدة حلم لن يتحقق. والذين حاولوا أن يفرضوه في العالم فشلوا..والاتفاق على أيدويولوجية في السودان المتسم بتعدد الأعراق والملل والنحل يبدو مستحيلاً. بيد أن خيار التعايش والاتفاق على الوحدة القائمة على التنوع unity within diversity هو الأفضل. وهذا خيار له استحقاقاقته الاجتماعية والسياسية الثقافية (خصماً وإضافة ) على الأعراق جميعاً. فكيف يكون ذلك في اللغة التي هي محور هذه الدراسة ؟

    إن الأمر ليقتضي حكمة ودراسة وما ينبغي أولاً في قضية اللغة بث وعي جماهيري لإزالة بعض المفاهيم والارتباطات الخاطئة بين اللغة وغيرها من القضايا الاجتماعية. وفي حالة العربية فإن مما أخطأ فيه المتعصبون ضد العربية هو ربطها بالوضع الاجتماعي والسياسي للجماعات الناطقة بالعربية وسواها. فالمكانة الأساسية والاقتصادية والثقافية التي تتمتع بها بعض المجموعات العربية دفع الآخرين من غير متحدثيها إلى أن يقفوا موقفاً سلبياً تجاه اللغة العربية. والواقع أن كل قاطني التخوم الذي غبنوا من ما أسموه بسيادة المركز قد نقلوا ذلك الغبن إلى العربية.

    ولدحض هذه الارتباط الخاطئ فإنا نلفت هنا أولاً إلى أن متحدثي العربية بوصفها لغة أم في السودان ينقسمون لغوياً إلى فئتين (نستبعد هنا التقسيم التقليدي في علم الأنساب )، هما: عرب ومستعربون. والفئة الثانية هي التي يمكن بها وصف كل العرب خارج نطاق الجزيرة العربية القديمة مثل: المغرب العربي، ومصر، وأقصى شمال السودان، وشمال الشام، وتخوم العراق الشرقية والشمالية، وتخوم الصحراء العربية في إفريقيا.

    وتمثل فئة القبائل العربية قبائل الرشايدة، والزبيدية في الشرق، والكواهلة والتعايشة وكل البقارة في الغرب، ورفاعة، وكنانة في النيل الأزرق. وإذا نظرنا مرة أخرى نجد أن المجموعة الأخيرة _أي العرب - لم تقم لها كياناً سياسياً عبر تاريخ السودان. وليس لها دوراً سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافي يضاهي المجموعة الأخرى وذلك لكونها قبائل احترفت الرعي ولم يكتب لها الاستقرار .

    أما المجموعة الأولى فهي القبائل الفاعلة اجتماعيا وثقافياً وسياسياً وتمثلها القبائل التي قطنت ضفتي النيل وفروعه وأشهرها قبائل الجعليين بكل بطونها وأفخاذها. ولقد احترفت هذه الفئة الزراعة. ومن ثم جنت ثمار الاستقرار تشاركها تلك الفاعلية القبائل غير العربية في الشمال وهي قبائل الدناقلة بكل تنوعاتها العرقية.

    ويسجل التاريخ أن القبائل غير العربية قد أقامت دولاً إسلامية كبرى وكان لسانها اللغة العربية كما في سلطنة الفور، وتقلي، وسنار، والمسبعات وغيرها. إذن فالعربية براء من التفوق المزعوم ومن التخلف الاقتصادي والسياسي لبعض الجماعات العرقية .

    وثمة مفهوم يربط الثقافة العربية باللون كما فعل الباقر العفيف عندما تعرض لمسألة الهوية السودانية في ورقته الموسومة بـِ"قوم سود ذوو ثقافة بيضاء" في ربط غير موضوعي للعربية باللون على نسق مقولة فرانتس فانون Frantz Fanon: Black Skin White Masks عن ثقافة الزنوج المتأمركين . والحقيقة فإن الثقافة لا لون لها ، والعرب الذين وصفوا بأنهم بيض البشرة، ألوانهم السمرة والأدمة.[8] وعندما كتب الجاحظ فخر السودان على البيضان لم يك يعني العرب بالطبع وإنما يقصد سكان أوربا في ذلك الزمن ، وهم الروم الذين يشكلون مادة الجنس الأوربي.إن اللغة _ كالحضارة _ لا لون لها. ولئن كان - كما زعم بعضهم- فإن لون الإنجليز بعيد جد منا، ومن أولئك المتيمين بثقافتهم.

    ويقف بعضهم من العربية موقفاً سلبياً لكونها وعاء الثقافة العربية. والحقيقة فالعلاقة بين اللغة والثقافة ليست علاقة ثابت بثابت وإنما هي علاقة متغير بثابت. فالثقافة متغير. واللغة ثابت (تستبعد التغيرات الدلالية والصوتية لأنها طارئة). فالثقافة العربية في العصر الجاهلي ليست كتلك التي تكونت بمجئ الإسلام. فالثقافة اختلفت وبقيت اللغة.

    وهذا يؤدي إلى القول بأن اللغة ليس من المهم أن تحمل الثقافة نفسها التي ولدت بها. إذن فأين ثقافة العصر الجاهلي من ثقافة عصر الإسلام؟ وأين ثقافة العصر العباسي من ثقافة العصر التركي؟ وهل ثقافة العرب في االأندلس هي مثل ثقافة العرب في الصحراء؟ إن اللغة وعاء حامل للثقافة، وليست هي الثقافة ذاتها. ولعل مقولة العربي الشهيرة في مدح الخليفة عندما كان جلفاً فقال:

    أنت كالكلب في وفائه وكالتيس في قراع الخطوب

    ومقاله عندما تمدين ولان جلده:

    عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

    لخير دليل على ذلك. فالشاعر هو هو . ولكن ثقفت نفسه وتغيرت تقاقته وتغير بالتالي سلوكه اللغوي.

    والذين يقفون من العربية موقفاً عدائياً لأنها لغة ديانة مخالفة لدينهم قد أخطأوا الربط أيضاص . فالعربية قد وجدت قبل الإسلام وإنما الإسلام اختارها لتحمل مفاهيمه. من منظور آخر فإن العربية التي هي لغة الإسلام هي كذلك لغة المسيحيين العرب. ومشاهير من علماء العربية مسيحيون. كذلك فإن هنالك لغات أخرى غير العربية أطلق عليها اللغات الإسلامية صارت حاملة للإسلام كالأردية والفارسية والملايوية والهوساوية والسواحيلية. بل أن الناطقين بلغة الملايو وحدها أكبر من المسلمين الناطقين بالعربية.

    من طرف آخر إن الذين يُغالون في حماسهم للعربية لغيرة إسلامية، أخطأوا أيضاً ؛ لكونهم قد ربطوا الغاية بالوسيلة. فالإسلام الذي يجب أن يكون غاية لا يستلزم معه إجادة العربية. ولذا فإن العربية لم تجعل من أركان الاسلام. وعدم معرفة العربية لم يقف حائلاً في نشر الإسلام.

    ويقول الإمام الشافعي: " فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك"[9]

    يقول ابن تيمية: " واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخُلْق والدين تأثيراً قوياً بيناً ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين. ومشابهتهم تزيد من العقل والدين والخلق وأيضاً فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بالعربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب "[10]

    ويفهم من كلامه أنه واجب عيني ويفهم ذلك من قوله "مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب كالصلاة لا تصح إلا بقراءة من القرآن العربي" وقيل إن تعلم العربية على الوجوب الكفائي إذ يجب أن يتعلم العربية من أهل كل لسان فرقة ثم يعلمونها قومهم.

    والمشاهد الآن أن من المسلمين من لا يتحدثون العربية. بل الملحوظ الآن أن الدول الإسلامية التي لا تتحدث العربية هي أكثر تطوراً من الدول الإسلامية الناطقة بالعربية (ماليزيا ، إندونيسيا ،باكستان ، إيران ، نيجريا).

    والذي يجب أن يُعلم هو أن الثقافة في السودان ليست عربية خالصة ولا أفريقية قحة. إنها سودانية فحسب. وليست كما يقول بعضهم إنها إفريقية بل إن ما يطلق عليه ثقافة إفريقية اسم لا مسمى له. فالأفارقة اتخذوا إفريقيا موطناً، ولا ثقافة تجمعهم إنها كيان سياسي وليس ثقافياً. وإذا سلمنا جدلاً بوجود الثقافة الواحدة ترتسم في الذهن عدة تساؤلات منطقية منها: ما لغة تلك الثقافة التي يتحدثها الأفارقة أجمعون؟ وهل ثقافة شعب البشمن تماثل ثقافة المغربي مثلاً ؟ أم تقارب ثقافة الدينكاوي؟ وهل يرقص المصري طرباً لطبول الماساي؟وما الجامع بين الصومالي والأمازيغي؟

    ربما يتطوع البعض ويشير إلى خطوط واهية تجمع بين المجتمعات آنفة الذكر. غير أنا نقول هنا: ولئن افترض وجود أية علاقة أو صلة ثقافية بين جماعتين متباعدتين فما ذلك إلا نوع من الإرث العالمي المشترك الذي تلتقي فيه كل الإنسانية. ولن يعجز المرء ذكر أي صلة ثقافية بين مجتمعين مهما تباعدا طقسا،ً وطقوساً، وطبيعة ولغة. فخيط من الشبه قد يوجد بين الإسكيمو القاطنين في زمهرير القطب الجنوبي ، وبين البدو الذي تلفحمهم حرارة الصحراء العربية. ولكنهم لا يشكلون ثقافة مشتركة. إن هذا الإرث المشترك يمثل آثاراً بقيت مما أشار إليه الحق تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) البقرة 213.

    سمات السياسة اللغوية الحكيمة

    إن الواقع السوداني والظروف العالمية لتحتم علينا أن نبني سياسة لغوية حكيمة تصهر الأمة السودانية في بوتقة الأمة المتماثلة ثقافياً. وهذه السياسة الحكيمة تؤمن بأن التعدد اللغوي من سنن الكون وبالتالي تحدد وضع اللغات كافة ثم تختار لغة تجمع عليها الأمة انطلاقاً من وظيفة تلك اللغة في المجتمع وتحدد هذه السيادة اللغوية الراشدة لغات التعليم.

    إن أول مبادئ حل المشكل اللغوي في السودان هو الاعتراف بأن التعدد اللغوي من سنن الكون .ودليل ذلك قوله تعالى في سورة الروم { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ } 22. وكون اختلاف الألسن سنة من سن الكون ؛ يعني أن اللغة حق من حقوق الفرد. وقد نصت على ذلك الفقرة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإتسان الذي أصدرته الامم المتحدة وتقرأ هذه المادة كالأتي " لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الإجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء"[11]. وقد ضمن ذلك الحق في دستور السودان 1998م البندين الثالث والسابع عشر. وهذا يفرض اتباع سياسة لغوية تعترف بالتعددية ؛ أي إعطاء كل جماعة عرقية حقها اللغوي، ولكن بقدر وتقدير. ويكون ذلك محكوماً بعوامل موضوعية منها: مكانة هذه اللغة عالمياً. ودورها الثقافي. ومدى حماس كل الجماعات التي تتحدثها. ومنها وهل هي مكتوبة؟ أم شفاهية؟

    وليس من ضير في ذلك. وليس فيه تهديداً لوحدة البلاد وقياساً على مقولة علماء الأصول ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وفي القاعدة الفقهية المستنبطة من الحديث الشريف "لا ضرر ولا ضرار". فما الأوجب من وحدة الأمة؟ وما الأضر من تمزقها؟

    إن اختلاف الألسن ليس عائقاً في سبيل وحدة الأمة ولا يمكن أن يكون ذلك لأن بسنن الله سبحانه وتعالى ينسجم الكون، وبغدو صالحاً للجياة البشرية ما لم يتدخل هوى الإنسان فالله سبحانه وتعالى خلق الكون متناغماً بيد أن الإنسان هو الذي يصنع الفساد، ومصداق ذلك قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم، 41. وفي موضوع اللغات فإن الألسن عرضة للتغيرات المنسابة انسيابا طبيعيا والمشهور في مقولات اللغويين أن اللغة كائن حي ولذا فهي عرضة للحوادث من موت وحياة وشيخوخة وشباب كما الإنسان. وهذه العوارض كلها من سنن الله سبحانه وتعالى فحدوثها نتيجة لعوامل طبيعية من صلاح الكون أما عندما يتدخل الإنسان مدفوعاً بعوامل ذاتية، أو فكرية، أو عنصرية من أجل تغيير الوضع اللغوي لقوم ما فهذا هو الفساد. ويتجلى هذا الإفساد اللغوي بجلاء في ما كان يسمى سابقاً بالاتحاد السوفيتي. ففي حقبة السطوة الماركسية حاولت الحكومة فرض اللسان الروسي ليكون لسان كل القوميات. وحاصل ذلك بناء أمة ما جمعها إلا القهر. إن الجبروت والطغيان لا يحل معضلة ما حلاً جذرياً، وإنما يقدم مسكنات ومهدئات تظهر بزوالها المشكلة بحجم أكبر وأعمق. . وقد كان ذلك ماثلاً في الدولة لدولة السوفياتية التي تفرقت أيدي سبأ حال ارتخاء تلك القبضة الحديدية.

    ويظهر ذلك أيضاً بجلاء في محاولات الاستعمار الأوربي الذي فرض اللغات الأوربية لتكون لغات شعوب مستعمراتهم. فصارت الإنجليزية لغات شعوب كثيرة في آسيا، وإفريقيا وغدت الفرنسية لغات شعوب كثيرة في إفريقيا، وبعض دول آسيا. كذلك الأمر للبرتقالية والأسبانية. والناظر في خارطة الدول التي تتحدث بغير لسانها القومي يجد أن معظمها دول فقيرة ومتخلفة؛ وما ذلك إلا لأنها فرضت عليها لغة لا تستطيع أن تعبر بها أو تتعلم بها فلا يكفي الإنسان أن يجيد لغة ما فقط. إن التوافق النفسي مع هذه اللغة أو متحدثيها عامل مهم في اتخاذ هذه اللغة أداة للمساهمة في بناء الأمة.

    إن الواقع العالمي الآن ليشير إلى أن "أغلب دول ومجتمعات العالم هي من نوع المجتمعات التعددية أى تلك التي تعيش فيها جنبا إلى جنب جماعات أولية مختلفة متنوعة ومتعددة "[12]. ومن النادر جداً وجود الدول المتجانسة. وحالة السودان ليست استثناءاً. وتشير الأرقام إلى أن بلدنا السودان التي بها أكثر من 300 لغة. وهذا التنوع اللغوي الهائل خلق وضعاً لغوياً مشابهاً لدولة الهند التي بها حوالي 1500 لغة ولهجة[13]. ورغم هذا الفرق الهائل بين السودان والهند في عدد اللغات نجد أن هذه الدولة أي الهند قد توصلت هذه الدولة إلى سياسة لغوية تعددية تعترف ب 22 من هذا التنوع اللغوي كلغة رسمية[14] .

    والذي يقارن بين وضع السودان وبين الهند يجد أن فرص التوحد اللغوي في السودان أكبر بكثير من الهند؛ وذلك لأن التعدد الديني فيه ليس بالتنوع المفرط الذي نجده في الهند. ففي الهند التي تعرف بأرض الأديان بها أديان كثيرة منها الهندوسية، الإسلام، والسيخية، والمسيحية، والبوذية، والحنيزية، والزاردشتية، وغير ذلك من أديان. بينما الأديان في السودان لا تعدو ثلاثة: الإسلام والمسيحية وأديان قبلية.

    تحديد دور اللغة

    لقد حدد ندا 1971 وظائف اللغة في الآتي :

    1 اتصال داخل المجموعة اللغوية الواحدة.

    2 الاتصال مع المجموعات اللغوية خارج مجتمع الفرد اللغوي (لغة عامة أو لغة وظيفية).

    اتصال يتطلب معلومات متخصصة (الإنجليزية مثلاً )[15].



    تحدد هذه المقولة ثلاث مجالات يتعامل معها الفرد لغوياً هي المجلات هي دائرة مجتمع القبيلة ، الاتصال البيني مع القبائل الاخرى التي لا تتحدث لغتهم ثم الاتصال بالعالم الخارجي . إذن هذه تمثل حقوقاً للفرد يجب أن توفرها له الدولة وتحميها. وتبدو هذه القضية سهلة وغير مشكلة في المجتمع أحادي الغة الأم كالسعودية مثلاً. أما في السودان فإن الأمر يتطلب وعياص ودراية بتحديد اللغة المناسبة لأي فرد.



    اللغة الواحدة ضرورة:

    حقاً إن التعدد اللغوي من سنن الكون. واللغة حق للفرد بل هي من مكونات شخصية الفرد. فإذا حرم المرء لغته حرم أهم المكونات الفطرية للشخصية. إذن فلا ضير أن تكون الأمة متعددة اللغات بيد أنه من اللازم للأمة أن يكون لها لسان واحد. وهذا اللسان الواحد به يتحقق التناغم الاجتماعي. فاللغة تشعر أفراد الأمة بانهم كيان واحد يقول كيلمان 1971:48 " إن اللغة الواحدة المشتركة تخلق قطراً متحداً ومترابطاً، بيد أن الحكمة مرجوة لتحديد ما هي تلك اللغة. فهذه اللغة الواحدة يجب أن تلبي رغبات وأشواق كل طيوف المجتمع"[16]. وكما يرى Vic Web أن هنالك ثلاثة خصائص يجب أن تمتاز بها السياسة اللغوية في مجتمع التعددية اللغوية،وهي:

    أن تعكس روح التعددية.

    أن تضع في الاعتبار الاختلافات الوظيفية لكل لغة.

    اتخاذ القرار بشأن السياسة اللغوية لا ينبغي أن يكون اعتباطياً أو عاطقياّ إذ لا بد من أن يكون عقلياً ومنظماً .

    ولما كانت اللغة ذات وظيفة اجتماعية فإن بها الإنسان يتواصل مع أفراد مجتمعه. ولن يتحقق ذلك التواصل إلا بوجود رموز وعلامات ذات دلالات مشتركة بين أفراد المجتمع. وإذا فرض على مجتمع نظام لغوي ما لا يناسب جماعة لغوية معينة فإن هذه الجماعة تتخلف اقتصادياً وعلمياً لأن اللغة أصوات يغبر بها كل قوم عن أغراضهم كما ورد عن ابن جني.[17]

    فإذا كان المرء منتسباً لقوم لا يستخدمون لسانه فكيف يتفاعل مع ذلك المجتمع؟ إن عليه أن يتعلم تلك اللغة المفروضة وهي بالتالي تغدو لغة ثانية. ومن هذا فقد" اتفق اللغويون وعلماء النفس التربويون على أهمية جعل اللغة الأم هي لغة التعليم. وفي مقابل ذلك أكدوا جعل اللغة الأجنبية لغة للتعليم يخلق مشكلات تعليمة لا حصر لها، وأنها لا تؤدي إلى تعلم ناجح مطلقاً"[18]. المعلوم أن اللغة الثانية لا يستطيع بها المرء ان يعبر بها أو يتواصل بها كما اللغة الأم. إن الحل الأفضل هو أن يتعلم كل فرد بلغته الأم، إذ بها يحدث تحصيل علمي أفصل فالوظيفة النفسية والفكرية للغة الأمم تتمثل في قدرتها على الوفاء بالتعبير الدقيق والحي عن الحاجات النفسية والشعورية، وهذا ما لاتقدر عليه اللغة الثانية.

    ولقد أجريت تجربتان دعمتا ذلك الرأي. كانت التجربة الأولى في جنوب أفريقيا. أجريت هذه التجربة في الصف الثالث بإحدى المدارس الثانوية التي تدرس باللغة القومية فغيرت لغة التعليم إلى الإنجليزية، وقد لوحظ تدني مستوى التحصيل بصور واضحة. وعكس تلك التجربة كانت في تنزانيا حيث غيرت لغة التعليم من الإنجليزي إلى السواحيلية فأظهر الطلاب مستوى علمياً أرفع من مستواهم العلمي عندما كانوا يدرسون بالإنجليزية.[19]

    إذن وبناء على المعطيات السابقة فإن الوضع اللغوي – الخاص بالجنوب- الذي جاء في اتفاقية السلام الموقعة عام 1972م بين نظام مايو والأنينانيا 2 والذي بموجبه اعتتمدت الإنجليزية كلغة أساسية PRINCIPAL LANGAUGE في الجنوب السوداني تعلم وتدرس في مدارس الجنوب، وتكون أيضاً بمثابة لغة الإدارة هو أفضل الخيارات الممكنة. فبموجب الاتفاقية يدرس الطالب السنتين الأولين في المرحلة الابتدائية باللغة المحلية بينما يختار الطالب الإنجايزية أو العربية لتكون لغة الدراسة في المرحلة الثانوية المتوسطة. واللغة التي ليست بلغة تدريس تدرس كمادة فقط.

    ونتيجة لهذه الاتفاقية كان نصف طلاب المدارس المتوسطة في الإقليم الجنوبي في عام 1970م يدرس باللغة العربية، والنصف الآخر يدرس باللغة العربية. بيد أن استخدام اللغة العربية صار قضية سياسية لدى كثير من الجنوبيين الذين يعتبرونه من عناصر سيادة الشمال[20] .

    أما في بقية أقاليم السودان فإن اللغة العربية تعتمد لغة رئيسة؛ فتكون هي اللغة الرسمية، ولغة التعليم العام، والعلوم الإنسانية في معاهد التعليم العالي، بينما تعتمد اللغة الإنجليزية لتدريس العلوم التطبيقية. على أن يعطى للمتحدثين بلغة أم غير العربية في الشرق، وأقصى الشمال، وأقصى الغرب حق اختيار لغة التعليم في السنين الأولى (أولى ، وثانية وثالثة أبتدائي) من التعليم العام.



    الخلاصة

    من هذا العرض يتضح أن المشكلة اللغوية في السودان ظل عقبة كأداء تقف في طريق وحدته ومن ثم استقراره وتطوره. وكما وضح من الشواهد التي سيقت والواقع العالمي المعاش فإن هذه الحالة ليست يتيمة إذ لها أمثالها. وان حلها ليس مستحيلاً بيد أنه معقد، وذلك لتداخل قوى غير وطنية ذات أغراض واستراتيجيات معلومة.

    إن حل هذه المشكلة اللغوية يطَّلب حكمة وروية. وفي هذه الحالة فلا بد من الاعتراف بالحق اللغوي للجميع إذا ما أريد التعايش في وطن واحد يسع الجميع. وهذا يتطلب تنازلات لمستحقات جديدة. ولتوفير المناخ اللازم لهذا الواقع اللغوي الجديد فلا بد من بث ثقافة السلام والوعي بدوركل لغة في بناء السودان المتجانس المتحد.

    وترى الدراسة أن التعاطف يجب ألا يغمط اللغة العربية، لأنها العامل الأول الذي يجمع كل السودانيين باختلاف أعراقهم وأديانهم. كذلك ترى الدراسة أن اللغات المحلية يجب أن تعطى دوراً يناسب حجمها كماً وكيفاً.

    أما اللغة الإنجليزية فنسبة لدورها الحضاري ومكانتها في الجنوب فإن الدراسة توصي بأن تكون اللغة الرسمية في الجنوب والثانية في كل السودان على أن تكون لغة التعليم التطبيقي في الجامعات السودانية مع السعي الجاد نحو التعريب الممنهج لا المرتجل . والله الموفق.


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] جريدة الحرية 18/8/2002.

    [2] M. S. Thirumalai, Language: Pride, Prejudice, and Inferiority Complex A Panoramic View In Language In India Volume 2: 1 March 2002 Editor: M. S. Thirumalai, Ph.D. and Associate Editor: B. Mallikarjun, Phd. In
    http://www.languageinindia.com/march2002/langpride.html
    Viewed on 9/22/06
    [3] انظر قراءة في كتاب عبد العزيز الصازي السودان: حوارات الهوية والوحدة الوطنية : القاهرة مركز الدراسات السودانية ، 1994 . عرض وتعليق محمد علي جادين، مجلة محاور، العدد الأول يوليو 1998 م، ص 17 .

    [4] رسلان ، هانئ ، حق تقرير المصير لجنوب السودان جدلية المسار والتداعيات، كراسات استراتيجية -السنة الرابعة عشرة- العدد 138- أبريل 2004 م، مركز الدراست الاستراتيجية ، القاهرة.

    [5] المصدر قناة العربية الأحد 3/10/2004 ، في الموقع :

    http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6854

    تاريخ الزيارة ‏22‏/09‏/06

    [6] المرجع السابق ،ص 19.

    [7] عمر ، الحاج بلال " الهوية السودانية بين العروبية والإسلاموية والأفريقانية" في الهوية السودانية :المحددات الإشكالات ومقومات الوحدة ، مركز الدراسات الاستراتجية الخرطوم 1998م ص 37

    [8] قاسم ، عون الشريف ، الإسلم والعروبة في السودان :دراسات في الحصرة واللغة ، بيروت، دار الجيل 1995م، ص 371.

    [9] الشافعي، الإمام محمد بن إدريس، الرسالة، شرح وتعليق عبد اتلفتاح بن ظاهر كبارة، القاهرة ، دار النفائس ، 1992م 1/ 2.

    [10] المصدر السابق، 1/207

    [11] القانون العالمي لحقوق الإنسان الفقرة الثانية

    [12] الــتـنـــوع الـبـشـــــرى ، موسوعة الشباب السياسية في الموقغ

    http://www.ahram.org.eg/acpss/ahram/2001/1/1/YOUN35.HTM

    [13] المرجع السابق

    نظر بتاريخ ‏22‏/09‏/06

    [14] Languages of India

    http://www.ethnologue.com/show_country.asp?name=India

    نظر بتاريخ ‏22‏/09‏/06

    [15] Language Policy and Language Education pp 152-153

    [16] Kelman, H.C. 19971 “Language as an aid and barrier to involvement in the national system” , in Rubin and Jernud (eds) , 1971a pp.21-51,

    [17] ابن جني ، أبو الفتح عثمان ، الخصائص ، تحقيق محمد علي النجار، بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1995م، 1/23

    [18] عبدالله ، عادل الشيخ، تداعيات العولمة على الوضع اللغوي في إفريقيا" مجلة الدراسات الإفريقية. جامعة إفريقيا العالمية، الخرطوم ، العدد الثاني والثلاثون- السنة العشرون ذوالقعدة 1425هـ ديسمبر 2004م ص 75_101



    [19] Based on the reference document distributed at the Pan-African Seminar on the Problems and Prospects of the Use of African Languages in Education (Accra, 26-30 August 1996) entitled Synopsis of Research Findings on Languages of Instruction and their Implications for Education Policies in Africa by Okoth Okombo and Casimir M. Rubgumya in

    http://www.adeanet.org/newsletter/Vol8No4/en_n8v4_3.html

    [20] انظر

    http://countrystudies.us/sudan/36.htm
                  

09-24-2006, 01:15 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    شكرا للبحث
    ورمضان كريم.
                  

09-24-2006, 07:16 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    الله أكرم يا شهاب وربنا الدعاء وصالح لأعمال وليزداد قدر المعرفة فينا علينا طرق أبوابها المختلفه............................





    منصور
                  

09-24-2006, 08:00 AM

Asma Abdel Halim
<aAsma Abdel Halim
تاريخ التسجيل: 05-01-2006
مجموع المشاركات: 1028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    شكرا جزيلا يا منصور على هذا المقال الرائع ألذى يبين ضمن أشياء اخرى فداحة العنصرية التى تحول اللغة من أداة لخدمة الإنسان إلى شىء يستعبد الإنسان.
    من اطرف التشنجات التى تصيب الآباء والأمهات فى المهجر هى إجادة اطفالهم لغة المهجر اكثر من إجادتهم لغتهم الأم. أطفال الدينكا يجيدون اللهجة المصرية ولغات أخرى حسب مكان إقامتهم وأولاد الجعليين بوظوا أعصاب أهلهم بإجادتهم الانجليزية والسويدية.
    قلما نتذكر مهمة اللغة فى حياتنا ونربطها بالهويةونجعلها ركنا من أركان العنصرية.

    سالتنى احدى الأخوات من بلد عربى:
    - من أين أتى السودانيون بكلمة زول. كنت ساجيب باننا قوم ذوى لغات قديمة وقد تكون زول من هذه الكلمات (لم أرد الدخول فى معترك الأصل العربى الذى أشار إليه د عون الشريف) وحملتنى النعرة العنصرية للإجابة:
    أتوا بها من نفس المصدر الذى منحكم كلمة زلمى أو زلمة.
    على أى حال شكرا يا منصور
                  

09-24-2006, 09:20 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Asma Abdel Halim)

    المنصور .. والشيخ عبدالله/ كوالالمبور
    التحايا لكما ورمضان كريم ..

    أقرأ البحث وأستفيد وأعود ..
                  

09-24-2006, 10:33 PM

ديامي

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الأخ الدكتور عادل الشيخ له التحية والتقدير

    عهدناه باحث دقيق واكاديمي متميز
                  

09-25-2006, 01:54 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: ديامي)

    عهدناه باحث دقيق واكاديمي متميز


    الأخ ديامى السلام والرحمه والأمانى لك بالتوفيق والسداد ومعك نحي ذلك الباحث الأكاديمى.................................





    منصور
                  

09-25-2006, 01:20 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الأخ محمد رمضان كريم واعاده الله علينا ونحن فى حال يزيد غيرة الملوك علينا بلا ملك إلا إيماننا بمالك الملك ذو الجلال والإكرام


    أحسب أننا سنخرج من ذلك المأزق والخازوق بفعل الإجتهادات والتدافع الصادق (فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات يزكر فيها إسم الله كثيرا) أو كما قال جل فى علاه..............

    (إقرأ بسم ربك الذى خلق) وتعال بما يفتح الله عليك من أنواره علها تساهم فى حل اللغز الذى حارت منه حاملة الأمانه التى ناخت منها الجبال.............


    ولك صادق التحايا دحين عيدك بدون نوبات أنو أخو البصرى



    منصور
                  

10-14-2006, 09:24 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    أما في بقية أقاليم السودان فإن اللغة العربية تعتمد لغة رئيسة؛ فتكون هي اللغة الرسمية، ولغة التعليم العام، والعلوم الإنسانية في معاهد التعليم العالي، بينما تعتمد اللغة الإنجليزية لتدريس العلوم التطبيقية. على أن يعطى للمتحدثين بلغة أم غير العربية في الشرق، وأقصى الشمال، وأقصى الغرب حق اختيار لغة التعليم في السنين الأولى (أولى ، وثانية وثالثة أبتدائي) من التعليم العام.
                  

09-24-2006, 11:10 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Asma Abdel Halim)

    يا أسماء لك وعليك السلام

    اللغه كما ورد فى البحث تسلب وتعطى...تسلب حق من فرضت عليه وتعطى فارضهاعائدا بلا حدود فالفرنسيه التى صارت لغة أمم أفريقيه مازالت تسلبهم ثقافاتهم وتفرض تبعيتهم إليها وسوف يكون ذلك كذلك إلى يوم الدين تتضاءل الثقافات الموروثه لإندثار مفردات دلالاتها وتنشأ ثقافة يصعب معها تطور الإبداع الموروث بل تظل ظلا لثقافة أخرى ويظل هذا الظل مستهلكا غير منتج وتابع ليس براشد يدرى كنهه...فما زال بروفسير شينى عالم الأثار والمتخصص فى الحضاره النوبيه محتارا كيف إستطاعت اللغه العربيه أن تبتلع اللغات الكوشيه والنوبيه والمرويه فى ظرف وجيز وتفرض توابعها على ذلك المجتمع وتغير دياناته من المسيحيه إلى الإسلام فاللغه وسيله من وسائل الإسترقاق الفكرى والإستعباد الثقافى والذى تقوم به المراكز الثقافيه الأجنبيه كالمجلس البريطانى وجوته والمركز الفرنس من بث ثقافاتهم ولغاتهم لخلق بعد ثقافى يظل يحلق حولهم...ولوقت قريب كنا نقدس العسل الإنجليزى والقميص الإنجليزى والحديث بلغتهم ويأتوننا كالملائكه يؤسسون مؤسسات لكى ترتبط بهم إلى يوم الدين إسبير بارت وتدريب وتأهيل وهلم جرا...فاللغات واللهجات دعامات ومواعين لثقافات ينبغى الحفاظ عليها وتطويرها بالتدوين والبحث الدوؤب...أما الدلائل العمليه لأبناء المهجر وسلخهم عن ثقافاهم الأصل وإستيعابهم لثقافة دول ميلادهم أمر له فوائده وله أضراره ومن الأضرار ربما تنقطع الصله بالوطن الأم من الجيل الثانى ولكن قد يحقق الشخص نجاحات ما كان له الإستطاعه بتحقيقها فى وطنه الأم...فاللغه أخطر مفتاح للثقافه وأخطر مغلاق لها..............................




    لك التقدير والإحترام والسلام



    منصور
                  

09-25-2006, 00:57 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    عزيزي الصديق المفتاح:
    شكرا على ايرادك لهذا الكلام المهم حول تعدد اللغات.
    وقد التقطت هذا الكلام ،
    في قراءتي المستعجلة:
    Quote: فلا بد من الاعتراف بالحق اللغوي للجميع إذا ما أريد التعايش في وطن واحد يسع الجميع


    و هذا الكلام له علاقة بالسياسات الثقافية،
    والذي تحدثنا عن بعض منه في بوستنا عن الغابة و الصحراء،
    فلا بد من كنايات ثقافية تناسب تعقيدنا الثقافي،
    و لذلك فكناية البوتقة ،
    لا تلائم هذا التعدد الثقافي السوداني الهائل.
    ولا بد من كنايات مختلفة عن البوتقة،
    مثل سلطة الفواكه،
    ولا اقول سلطة الخضروات،
    فهي تناسب التعدد،
    ولكن بشكل نسبي
    شكرا لك ،
    وسأعود بعد مزيد من القراءة المتفحصة.
    أرقد عافية
    المشاء
                  

09-25-2006, 03:11 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: osama elkhawad)

    الأخ أسامه الخواض السلام وخالص الدعاء لك والأسره

    تنوع اللغات فى المجتمع كسب وثراء له فالهند والإتحاد السوفيتى يضجان بأنهر من السن ويتفقان على لغات قوميه ولغات إقليميه والناتج عن ذلك تراكم إرث ثرى ثراء سلطة الفواكه بتنوع مذاقاتها وتنوع الوانها وإجتماعها فى سرويس واحد...فالإنصهار الذى يتم نتيجة لإستجابة الثقافات واللغات وتداخلها بالتى هى أحسن فى ظل ظروف عادله تتهيأ لها أسباب الإنصهار الإختيارى وإلا تظل الثقافات بلغاتها متنوعه كما فى أنفاس النوته الموسيقيه مجموعها يحدث الإطراب الجاذب أما فرض الإنصهار بمكر وصنعه يحدث ما نعانى منه الآن ونسعى بكل صدق من الخروج منه بحدود دنيا من الوفاق والإتفاق الذى يبقى لكل كيان كينونته ويبقى مساحات الإحترام والإلتزام الوطنى الواحد بتنوعه وتعدده الباهر................

    فالحمد لله نرى إجتهادات ومجاهدات فكريه صادقه تسعى بجديه فى المساهمه فى خلق أطر مسامحه تساعد فى نهوضنا إلى سقوف الأشواق الحضاريه دون أن يعترينا أى عتوه وتشويه مضر........................


    ولك فائق وجزيل الشكر على وقوفك بتلك الماده الهامه والمفيده.........



    منصور
                  

09-25-2006, 01:46 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    الأخ شهاب الفاتح عثمان لك التحيه ولك السلام ولك الأمانى فى قداسة هذا الشهر المبارك......................




    منصور
                  

09-25-2006, 03:24 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    عزيزي المفتاح
    أتفق معك تماما ،وهذا ما نقول به عن كنايات الانصهار،
    والتي اثبتت فشلها،
    اذ انها تقوم على القهر و القمع.
    وقد قلت عزيزي في نفس المقام حول "الانصهار":
    Quote: فالإنصهار الذى يتم نتيجة لإستجابة الثقافات واللغات وتداخلها بالتى هى أحسن فى ظل ظروف عادله تتهيأ لها أسباب الإنصهار الإختيارى وإلا تظل الثقافات بلغاتها متنوعه كما فى أنفاس النوته الموسيقيه مجموعها يحدث الإطراب الجاذب أما فرض الإنصهار بمكر وصنعه يحدث ما نعانى منه الآن ونسعى بكل صدق من الخروج منه بحدود دنيا من الوفاق والإتفاق الذى يبقى لكل كيان كينونته ويبقى مساحات الإحترام والإلتزام الوطنى الواحد بتنوعه وتعدده الباهر

    لك خالص محبتي
    المشاء
                  

09-25-2006, 08:23 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: osama elkhawad)

    اذ انها تقوم على القهر و القمع


    الأخ أسامه ليس بالقمع والقهر تحدث إذابه لثقافافات مختلفه فبعد ما يقارب القرن من سلطة الروس على الإتحاد السوفيتى ما زال غول القوميات جبار عنيد فالشيشان كمثال وجمهوريات البلطيق التى إنفصلت والتتر بتترستان وشعوب الأسبك وشعوب الأزرى وشعوب الطاجيك فخلق أطر تستوعب ثقافات الكل دون التعدى على أى منها يمكن من التعايش السلمى ويمكن من خلق التأثير الإيجابى...........................




    منصور
                  

09-26-2006, 00:37 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    يرى الناقمون على الوضع اللغوي الراهن أن الخريطة اللغوية كانت قسمتها ضيزى، تماماً كما الحقوق الأخرى. فقد أقصيت الألسن الأخرى. وطبعت كل القوميات باللسان العربي بغية تعريب كل السودان. ويرد المتحمسون للثقافة العربية بأن هذه السيادة اللغوية ما هي إلا إفراز طبيعي لتاريخ اجتماعي طويل، وظروف سياسية معينة، وواقع عرقي تعددي تمثل العربية القاسم المشترك فيه بحيث يستحيل اختيار سواها لغة أولى إذما رضي الجميع العيش في وطن واحد.

    ويرى أهل العصبيات الأخرى أن هذا الوضع المتميز للغة العربية نجم عنه عدم توازنية التركيب الاجتماعي. وبالتالي هيمنة القوى الناطقة بالعربية، وضآلة حظوظ غيرهم، الأمر الذي أوجد شعوراً بالدونية والتهميش لكثير من الجماعات السودانية، وخاصة تلك التي أطلق عليها جديثاً الأقاليم المهمشة marginalized regions. ولقد ترتب عن هذا الشعور بالدونية الثقافية رواسب نفسية عبرت عنها أقلام كثيرة وفي مناسبات مختلفة، وأسمت ذلك ورطة ثقافية.

    ومعلوم أن سيادة لغة معينة في أي مجتمع متعدد الأعراق يخلق عند غير متحدثيها بوصفها لغة أم مواقف سلببية negative attitudes تقود إلى كراهية تلك اللغة. ذكر M. S. Thirumalai جملة عوامل نفسية بها يكره المرء لغة ما منها:
                  

09-26-2006, 01:39 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    الاخ العزيز الاستاذ /منصور
    الشكر على رفدنا بهذا المقال الهام والذي يبدو ان له علاقة بما يدور من نقاش حول الهوية ساقرا المقال جيدا ثم اعود .
                  

09-26-2006, 02:49 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Agab Alfaya)

    عزيزي المفتاح:
    كناية البوتقة ،
    تنم عن قهر ثقافي ،يتم عن طريق اللغة ،
    و مناهج التدريس،
    وقد اخفقت التجربة الاولى ،
    وهي التجربة الامريكية الثقافية ،
    في فعل ذلك.
    و ما نشهده في السودان،عبر سياسات الدولة،
    في مختلف النظم ،
    انها تحاول ان تقمع الثقافات الاخرى ،
    غير العربية,
    و تحاول أن تمارس الأسلمة ،
    والتعريب القسري،
    في الجنوب ،
    وفي مناطق أخرى ،
    خارج البوتقة التي يدعيها العروبيون.
    محبتي
    ويمكن أن أعود ،
    كان الله
    هوّن
    المشاء
                  

09-26-2006, 07:02 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Agab Alfaya)

    ولك أنت من الشكر ما يرضيك...لمحت علاقته بذلك الحوار ولكن حاولت أن أثقل على ذاك البوست فهو متطور بذاتيه جذابه وأنا عنها لجد مبسوط....


    فلك يا أيها الفيا خالص الدعاء والود







    منصور
                  

09-26-2006, 07:22 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    الآخ أسامه فى لهجة الشارع أو الإسلانق فى كندا واميركا فإن الخلاسى أو الهجين يوصف بال Zebra والذى يلاحظ من ذلك بقاء الأصول كما هى...وفى ذلك سلبيه إحتجاجيه وسخريه لا تسمح بالإنصهار كما يوجد الملونين فى جنوب أفريقيا طبقة بين هولاء وهولاء وتتخلق ثقافتها وفقا لتلك الحواجز النفسيه الواضحه والتى يتعذر معها الإنصهار وفقا لتدرج التمييز السائد...........................





    منصور
                  

09-27-2006, 08:36 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    يقول ابن تيمية: " واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخُلْق والدين تأثيراً قوياً بيناً ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين. ومشابهتهم تزيد من العقل والدين والخلق وأيضاً فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بالعربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب "[10]

    ويفهم من كلامه أنه واجب عيني ويفهم ذلك من قوله "مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب كالصلاة لا تصح إلا بقراءة من القرآن العربي" وقيل إن تعلم العربية على الوجوب الكفائي إذ يجب أن يتعلم العربية من أهل كل لسان فرقة ثم يعلمونها قومهم.

    والمشاهد الآن أن من المسلمين من لا يتحدثون العربية. بل الملحوظ الآن أن الدول الإسلامية التي لا تتحدث العربية هي أكثر تطوراً من الدول الإسلامية الناطقة بالعربية (ماليزيا ، إندونيسيا ،باكستان ، إيران ، نيجريا).
                  

09-27-2006, 11:17 AM

عبدالمنعم خيرالله
<aعبدالمنعم خيرالله
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 688

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    الاستاذ منصور لك الود ورمضان كريم وربنا يتقبل منا ومنكم
    حقيقة الموضوع موضوع مهم جدا والبحث حقيقة قيم ,وخلص الى نتيجة شبه معقولة
    ولكن الموضوع يحتاج الى مزيد من البحث وتكامل فى الرؤى حوله حتى نجد توليفة
    حل تضع حد لهذا الاشكال الناجم عن مسالة الهوية فى السودان والتى عمقتها الممارسات
    السياسية التى اظهرت مسالب التعدد العرقى والاثنى اكثر من محاسنه عموما ان مثل هذه الدراسات
    ستوجه الابصار للاهتمام بهذه المسالة لانها تمثل اهمية خاصة فى المؤتمر الدستورى الذى لازلنا فى انتظاره
    لوضع حد لمشاكل السودان عموما والتحية للاخ الدكتور عادل الشيح على هذا الجهد المقدر فمزيدا من البحث
    ولكم محبتى
                  

09-28-2006, 00:53 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: عبدالمنعم خيرالله)

    الأخ عبدالمنعم لك من السلام والتحايا صادقها وخالصها ورمضان ربنا يتقبل قيامه وصيامه وسائر أعمالنا وافعالنا وأقوالنا فيه .... نعم أهمية الموضوع نابعه من الحاجه الملحه لحل الإشكال الذى نواجهه الآن بروز القبليات والأثنيات والجهويات كعقائد سياسيه خلافا على ما كان سائدا إنتماءت سياسيه موروثه ومكتسبه يتحلق حولها الناس بغض النظر عن بعدهم الأثنى ولكنها الرده التى أرجعت كل الوطن لمرحلة الأنثربولجيا التى تجاوزها بالتمدن وقوانينه الدستوريه والمدنيه والجنائيه والتى إستمدت من أعراف الناس وغالب معتقداتهم....الآن ينبغى علينا الإقرار بتلك المشكل ومعرفة جوانبها ودوافعها بالبحث الصادق حتى يتثنى لنا حلها............................



    ولك يا حاج عبدالمنعم الودوالشكر والسلام


    منصور
                  

09-28-2006, 02:11 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    عزيزنا الكاتب : المفتاح

    شكراً لك أن أوردت لنا هذه الوثيقة ،
    وهي مدخل لدراسة المسألة اللغوية وأثرها
    في التكوين الثقافي .

    لنتحدث في التفاصيل

    ربما لو رجعنا للتاريخ سنجد أن عام 1965 م
    هو عام بدأت فيه سياسة التعريب في مناهج الثانوي في السودان ،
    وكان ذلك أيام الديمقراطية الثانية بعد حكم عبود . لقد استطاع نفر
    من السودانيين بمبادرات شخصية وتوجهات ( عروبية)وليست لها مرجعيتها الحزبية من برنامج ودراسة !!
    في تغليب أمر تعريب مواد [الجغرافيا والعلوم ( الفيزياء والكيمياء والأحياء)
    والرياضيات ] جمعيها من اللغة الإنجليزية للعربية .

    وقد تم ذلك بدرجة عالية من القسر والهمجية لدرجة استجلاب كتب من مصر
    لتنفيذ المناهج بدون الرجوع لتجربة بخت الرضا الرائدة في تجريب المناهج .

    وتلك كانت بداية ما تسمى سيادة اللغة العربية في مناهج التعليم ،
    وليس منذ أيام نميري كما هو سائد عند معارف البعض !!

    تلك الخطوة أسهمت كثيراً في تخريج أجيال منذ أكثر من أربعين عاماً ،
    ضعيفة اللغة الإنجليزية في الثانويات ، وبدأ الانهيار في اللغة
    الإنجليزية !.

    بالرجوع لتاريخ التعايش بين الطلاب في جامعة الخرطوم كمثال
    بين طلاب جنوب الوطن والبقية ، قد تم اختلاله من بعد دخول الأجيال التي
    تم استعراب منهجها في الثانوية للجامعة ، وفقد الجميع سلاسة المعرفة
    باللغة من التعامل الاجتماعي بين طلاب جنوب الوطن والبقية ،
    وانعكس ذلك سلباً في تعميق الفوارق إضافة لما كان موجوداً بالأصل .

    وقد عمق ذلك القرار الهوة بين أبناء الوطن من الجنوب وغيرهم ، وقد كانت
    مناهجهم بالإنجليزية ، وأن التوازن الذي كان يتم بين اللغتين قد تم هدمه،
    بمجرد ( فعل رعوي ) تخفت من تحته رؤى ( عروبية ) ، أسهم
    من صاغوها وأجازوها في خدمة مشروع التفرقة .....

    تحية لك ،

    واعذرني لا أجد الوقت لدي لرصد تفاصيل ما أوضحت بأدلته .

                  

09-28-2006, 08:38 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: عبدالله الشقليني)

    الأستاذ الصحافى الأديب الشقلينى السلام والإحترام

    نعم كنا ومازلنا وسنظل حقلا للتجريب إلى يوم الدين...الشئ الذى يفرخ مسخا غير متناسق...وكأن هنالك أباليس من ثقلى الإنس تمارس تلك الهوايه بترو ودرايه...فليس هنالك روابط بين الأجيال...فلكل جيل تشكله وفقا للمنهج الذى فرض عليه...فتزداد الفوارق النفسيه بين أقرب الأقربين نتيجه لذلك...وتسؤ إلى درجة ليس بعدها درجة من السؤ مع أؤلئك الذين توجد فوارق ثقافيه ولغويه ومكانيه معهم...مما عمق أسباب الخلاف وخلق الشروخ فى جسد الوطن الواحد...فلا تربيه وطنيه مقننه ومدروسه تدرس بإستمرار تراعى التنوع الرائع وتستوعبه....ولاإستقرار فى المركز ينال القبول العام فيتجاوز الناس بعض صغائرالخاص...لا بل ظل المركز بمكره وبالا وخزى لا تنم أفعاله إلا لتمزيق كينونة هذا المجتمع المتسامح الصبور....فسياسات المركز الخرقاء هزت أركان صبره....وأشعلت النيران فى أرجائه....من ما أتاح للصقور المتوحشه والجائعه ان تحلق فوقه لتنهش ما بجوفه وما فوق إهابه...مستثمرة الخلاف الخلاق بين فئاته المختلفه فلا خروج عن ذلك إلا بعباقرة خلص وأهل هدايه نتهدى بهم............................



    فلك الشكر والسلام


    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 09-28-2006, 08:46 AM)

                  

09-28-2006, 09:27 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    Quote: مما عمق أسباب الخلاف وخلق الشروخ فى جسد الوطن الواحد...فلا تربيه وطنيه مقننه ومدروسه تدرس بإستمرار تراعى التنوع الرائع وتستوعبه....ولاإستقرار فى المركز ينال القبول العام فيتجاوز الناس بعض صغائرالخاص...لا بل ظل المركز بمكره وبالا وخزى لا تنم أفعاله إلا لتمزيق كينونة هذا المجتمع المتسامح الصبور


    رمضان كريم عليكم زوار بوست يناقش تفاصيل ما كان مسكوتاً عنه
    ويساهم في زيادة الغبن .. فالكلمة السواء تقتضي أرضية من
    العدل الذي يتيح لكل إقليم قدراً عادلاً من الموارد وحرية
    الاختيار لصياغة مؤسساته وفق رؤاه وأشواقه .. وإلا ..
    فالحرب .. وما الحرب إلا علمتم وذقتم .. وما هو عنها بالحديث
    المرجم.
                  

09-29-2006, 02:09 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    رمضان كريم عليكم زوار بوست يناقش تفاصيل ما كان مسكوتاً عنه
    ويساهم في زيادة الغبن .. فالكلمة السواء تقتضي أرضية من
    العدل الذي يتيح لكل إقليم قدراً عادلاً من الموارد وحرية
    الاختيار لصياغة مؤسساته وفق رؤاه وأشواقه .. وإلا ..
    فالحرب .. وما الحرب إلا علمتم وذقتم .. وما هو عنها بالحديث
    المرجم.


    محمد رمضان كريم وربنا يتقبل سائر أفعالنا وأقوالنا وأن يمكنا أن نجعلها لوجهه....إن الزلزله وإخراج أثقال الحقيقه المره هى الوحيده التى توقظ ثبات الأفيال والغيلان من دوماستها التى طالت وطال الإنتظار للخروج منها....ان الإثباتات العلميه تؤكد أن معرفة المشكل تساهم بفعالية فى معرفة العلاج...وأن الإحن والإبتلاءات التى نواجهها تحتاج إلى صدق وأريحيه شفافه فى التعامل معها بموضوعيه هادفه حتى نستأصل الشكوك وعدم الثقه التى إستشرت فينا فى العقود الأخيره التى نعيشها بتعاسة غير محموده....إن طرق الأبواب التى تقود للحل أحد واجبات المرحله مهما كانت الظروف وعليه فإن فروض العين الوطنيه دقت نواقيسها فلا أحد يتخلف عنها................................




    لك التحايا والدعاء



    منصور
                  

10-01-2006, 11:20 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    يتجدد ويتعمق الجدل حول إصطلاحات الأفريقيه والعروبيه وغيرها...ولكن بالنظر والتدقيق فى تلك الإصطلاحات...يترآى عدم الثبات فيها....فهى أشبه إلى المقوله الفلسفيه (إنك لا يمكن أن تدخل فى النهر مرتين) فليس هنالك ثبات لمصطلح الأفريقيه ولا العروبيه ولا غيرها ...وذلك لأنسياب مستجدات الواقع التى تحدث تغييرا للواقع وتغييرا فى تشكله بإيقاع الإنسياب...وهنالك الهزات العنيفه التى تزلزل المجتمعات كالحروب والآفات والجفاف التى تدفع بالمجتمعات إلى النزوح وإعادة إستيطانها...الشئ الذى يولد فيها قيما جديده تتماشى والواقع الجديد....وخير مثال لذلك حملات النزوح الكثيفه التى حدثت قبل 88 بالسودان...وجاءت بجيوش من أهل الباديه وبعض المجتمعات المستغرقه إلى قلب المدن وتخومها من الضواحى والأرياف...الشئ الذى غير فى السلوك لإجتماعى لتلك المجموعات من حيث نوع وطريقة الغذاء والملبس وطريقة الخطاب للتأثر بالسائد فى المدن...وقياسا على ذلك فقد تسودن عدد كبير من الجماعات التى جاءت بها الظروف من دول الجوار,...ويتفرنج أبناؤنا بدول المهاجر أو يتشكلون بثقافات تلك المهاجر...فقد جاءت لأفريقيا ثقافات ولغات توطدت سيادتها...وصارت جزءا من مكونها...فاللغه الفرنسيه والإنجليزيه والأسبانيه والبرتقاليه...والهولنديه التى صارت الأفريكانو بجنوب أفريقيا...ثم اللغه العربيه...والذى يثير الدهشة فى بعض من يتمردون على العروبيه ووسائلها يستخدمون اللغه العربية فى ذلك ومن ينادى بنقاء الأفريقيه يستخدم لغه ليست بأفريقيه كالأنجليزيه والفرنسيه وغيرها...وذلك كالذى أنكر الفلسفه يقول عليه أهل الفلسفة قد تفلسف...إن ذلك الحوار والعراك هو الذى تتجدد به اللغات ويزداد ثراؤها...ونتيجه لذلك يزداد وعى الإنسان بنفسه ووعيه بالغير...فإن الدعاوى السلفيه للتقوقع فى ذات غير موجوده تعد دعاوى مستحيله فى وجه أمواج بحار الإتصالات المستحدثه والمتطوره بصور مزهله...لتاتيك بالعالم أجمع فى غرف نومك وتبدد المفاهيم التى تسود فى زهن الفرد وزهن المجتمع عن تلك المجتمعات...بعد أن يتثنى لك معرفتها كفاحا...الشئ الذى يكسبك معرفة جديده...ربما تتأثر بها وتتغمصها وتصبح بذلك جزءا من الحراك العالمى...الذى ربما يوحد مفاهيم إنسانيه كنا نختلف عليها عندما كنا نتقوقع فى محار ذاتيتنا المحدود...وقت كنا فى مراحل الإستغراق الأنثربولجى...وقياسا على ذلك فاللغات ليست فى ثبات ولا نقاء...وإن كانت كذلك فمصيرها الفناء تموت كما ماتت السن كثر بتقوقعها..........................................................





    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-01-2006, 11:28 PM)
    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-01-2006, 11:33 PM)

                  

10-02-2006, 03:53 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    اخي منصور
    اسف جدا في تاخير الوفاء بوعدي للتعليق على هذا الموضوع الحيوي

    ارجو الاطلاع على هذا البحث الهام للاستاذ كمال الجزولي حول احلال الانجليزية محل العربية للتخاطب بين قبائل النوبة في الجبال

    وسوف اعود للتعليق على كلا البحثين http://www.arkamani.org/newcush_files/socioeconomic_issues/kamal_file.htm
                  

10-02-2006, 08:47 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Agab Alfaya)

    الأخ عبدالمنعم الناقد الحاذق والباحث الواثق لك من السلام أصدقه وأخلصه....طالعت كتابات كمال الجزولى بشغف عندما توالى إيداعها لصفحات سودانايل ودهشت من حجم البحث وعمقه ومعرفة وتدوين تلك اللهجات النوباويه والتى هى أجدر بأن تكون وسائلا للتدريس والتعليم وأفيد من إنجليزية كينيا والعربيه كالأكسجين يتنفسها الناس بتلقائيه رغم موروث لسانهم وذلك الذى إجتهد فيه كمال الجزولى ووثق له سيظل أكبر المراجع وأهمها للنهوض بتلك المنطقه إذا ما أولى قدرا من الإهتمام وقدرا من البحث الصادق.....



    فلك الشكر على إيراد ذلك المورد لمن لم يقف عليه بعد


    ولك السلام منصور
                  

10-03-2006, 10:29 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    تشكر اخي الاديب والباحث المتميز ، منصور ،
    حقيقة انه بحث يثير الاعجاب يقول الاستاذ كمال الجزولي في خاتمة البحث :

    "إذن، ولئن كانت اللغه تنتشر بفعل عوامل تاريخية شتى، كالدين مثلاً أو التجارة أو تبنيها من جانب الحكام أو ما إلى ذلك، فإن المعطى التاريخى العيانى الماثل والذى لا تجوز المكابرة فيه هو أن العربية، فصيحة أو عامية أو محورة، وبنموذج أم درمان أو جوبا أو الدلنج .. الخ، تكرست فى ما بيننا أداة للتواصل المطلوب، يقيناً، على رأس المقومات التى نحتاجها لتحقيق حلمنا بوطن ديمقراطي متنوع فى وحدته. وهى، من قبل ومن بعد، لغة أفريقية يتحدثها ما لا يقل عن 60% من سكان القارة. فما حاجتنا لإحلال الإنجليزية محلها أداةً لا تساعدنا على وصل ما بيننا، بل تفصم ما تبقى من عراه؟!

    (16/5) ومع ذلك فليت قرار الحركة اتجه لتدوين وتطوير لغات المجموعات النوباوية المختلفة لاستخدامها فى ازدهار ثقافاتها، وأداةً لتعليم أبنائها ولو خلال سنوات المرحلة الابتدائية، ولإحلال أكثرها انتشاراً محل العربية لغة للتخاطب فى ما بين مجموعات الجبال المختلفة، مع الابقاء على العربية، على ما هى عليه، لغة للتواصل بين هذه التكوينات مجتمعة وبين بقية التكوينات الاثنية السودانية. تلك على الأقل خطة أقرب للإرادة الشعبية التى أنتجت واستقبلت واستخدمت هذه اللغات، علاوة على كونها تدفع باتجاه أحد أنبل الأهداف الوطنية الديمقراطية: التمسك بالوحدة مع الإقرار بالحق فى التميز الثقافي. "
                  

10-04-2006, 10:04 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Agab Alfaya)

    الأخ عبدالمنعم لك السلام

    نعم ما جاء به كمال غايه فى الأهميه.... لأن اللغه ترتبط بوجدان الناس ويفصحون بها عن ما يجيش بخاطرهم بعمق يصعب الغوص إلى مداه بغيرها مهما زادت درجة التمكن فى إمتلاك ناصيتها لذا أرى أن تشجيع تعليم اللغات واللهجات المحليه حتى تساهم فى تدوين وحفظ التراث الذى يرتبط بشعبها سيساهم فى إثراء المجتمع ككل وتقريحه بمختلف الثقافات التى تظل كلا مجتمع فى وحدته ويكون بها وحدة فى تنوع




    منصور
                  

10-05-2006, 07:50 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    والذي يجب أن يُعلم هو أن الثقافة في السودان ليست عربية خالصة ولا أفريقية قحة. إنها سودانية فحسب. وليست كما يقول بعضهم إنها إفريقية بل إن ما يطلق عليه ثقافة إفريقية اسم لا مسمى له. فالأفارقة اتخذوا إفريقيا موطناً، ولا ثقافة تجمعهم إنها كيان سياسي وليس ثقافياً. وإذا سلمنا جدلاً بوجود الثقافة الواحدة ترتسم في الذهن عدة تساؤلات منطقية منها: ما لغة تلك الثقافة التي يتحدثها الأفارقة أجمعون؟ وهل ثقافة شعب البشمن تماثل ثقافة المغربي مثلاً ؟ أم تقارب ثقافة الدينكاوي؟ وهل يرقص المصري طرباً لطبول الماساي؟وما الجامع بين الصومالي والأمازيغي؟
                  

10-13-2006, 08:12 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    مطالعات في مناقرات الدكتور/ عمر شاع الدين

    د. خالد محمد فرح
    [email protected]



    أهداني مشكوراً أستاذنا الدكتور/ عمر محمد الحسن شاع الدين مؤخراً ، نسخة من كتابه القيم الموسوم ب " المناقرات: خلافات ومراجعات في العامية " ، وهو سفر يحتوي على عدد من المقالات التي ظل ينشرها هذا العالم الجهبذ المحقق ، و الإنسان المتواضع الخلوق ، حول تأثيل مفردات عربية أهل السودان بلهجاتها المختلفة في عدد من الصحف السودانية خلال ما يزيد على الثلاثة عقود من الزمان ، مصاولاً في ذلك كبار الرواد من الباحثين المحققين والعلماء المتخصصين في هذا المجال ، والمجالات الأخرى ذات الصلة ، مثل العلميْن الراحليْن: بروفيسور/ عبد الله الطيب ، وبروفيسور/ عون الشريف قاسم رحمهما الله تعالى ، وبروفيسور/ يوسف فضل حسن ، والأستاذ/ الطيب محمد الطيب أطال الله بقاءهما.

    ولقد وجد هذا الباحث المثابر بعض التقدير الذي يليق به ، والذي هو به قمين ، أخيراً من داخل السودان ، إذ منحته لجنة جائزة الشهيد/ الزبير محمد صالح للإبداع والتميز العلمي ، وهي أرفع جائزة من نوعها في السودان ، منحته جائزة الشهيد الزبير في عام 2005 م ، تقديراً للجهد العلمي والإبداعي الذي بذله في تأليف هذا السفر العظيم الفائدة والمتعة في بابه الذي هو من صميم أبواب ثقافتنا الوطنية.

    ولما كان الأمر متعلقاً بالثقافة الوطنية للسودان ، فلعل من المناسب أن أشير هنا إلى أنً أستاذنا الدكتور/ عبد الله علي إبراهيم ، وحسبك به من " عصا وكرباج " في مضمار الثقافة السودانية ، إبداعاً ، وتأليفاً ، وتدريساً ، ونقداً ، وتنظيرا ، هو الذي قد تصدى بكل حماسة وأريحية لكي يكتب تقديماً ضافيا لهذا الكتاب الباذخ الثراء.

    ولقد سرني وأثلج صدري على المستوى الشخصي كذلك ، كون أن الدكتور عبد الله علي إبراهيم قد نوَّه في صدر تقديمه لهذا الكتاب ، وفي معرض تعريفه بالمؤلف وبيان ولعه بالعربية ، بأخي وصديقي الأديب الكبير الأستاذ/ الأمين البدوي كاكوم ، الذي كنت قد نشرت عنه قبل بضعة أشهر ، مقالاً نال حظاً لا بأس به من الذيوع. فقد قال الدكتور عبد الله في تقديمه للكتاب: " لا أعرف ذا ولع باللغة العربية في الجيل العاقب للشيخ الطيب السرَّاج ( 1893 – 1963 ) ، والدكتور عبد الله الطيب ، مثل الأستاذ الأمين البدوي وصاحب هذا الكتاب د. عمر محمد الحسن شاع الدين ... نهل البدوي علم العربية من شناقيط كردفان ، فتأمل. أما عمر فقد تشرب العربية من والده المرحوم محمد الحسن شاع الدين التاجر بأم روابة. " انتهى من الصفحة ( د ) من الكتاب.

    وزاد من إعجابي وتعلقي بهذا الكتاب ، أنَّ مؤلفه الذي ولد في أم درمان ، بيد أنه نشأ وترعرع وعاش شطراً صالحاً من عمره المديد بإذن الله بمدينة أم روابة حاضرة شرق كردفان وهي ديارنا ، قد خصَّ عربية أهل كردفان بعناية خاصة لمعرفته بها. ولا غرو في ذلك ، فإنَّ لهجة أهل كردفان ، بل قل لهجات أهل كردفان ، هي من أفصح اللهجات العربية في السودان ، وأقربها إلى اللغة الفصحى. وليس هذا من قبيل التعصب أو الشوفينية. ولقد حدثني أحد الأخوان عن الشيخ عبد الرحيم البرعي عليه رحمة الله أنه قال مرة إن الشيخ الطيب السراج ، وهو من هو ، قد قال مرةً كلاماً قريباً من هذا.

    فكثير من المفردات التي يرددها أهل كردفان في كلامهم ، موغلة جداً في الفصاحة بحيث أنك لا تكاد تجدها إلاً في المعاجم ، وأمهات كتب اللغة ، كما أنها نادرة ، إن لم تكن غير متداولة البتة في اللهجات العربية الأخرى داخل السودان ، ناهيك عن سائر اللهجات العربية المعاصرة الأخرى.

    فمما لاحظته على لهجات كردفان أنها تنحو نحو الاحتفاظ بالألفاظ العربية القديمة من غير ما محاولة منها للتغيير أو التبديل الدلالي أو الصوتي. فأهل كردفان مثلاً: يسمون الحبل الذي يربط على جانبي الجزء الخلفي من سرج الدابة ماراً تحت ذنبها: " التَّفَرْ " بتاء مشددة مفتوحة ، بعدها فاء مفتوحة ، تليها راء ساكنة. وهذا الحبل يطلق عليه في مناطق أخرى من وسط وشمال السودان اسم: " الضنَّاب ". فكأنهم قد نسوا اسمه الأصلي " الثفر " ، فاكتفوا بنسبته إلى " الضنب " فحسب ، وهو " الذنب " عندهم ، بصيرورة الذال ضاداً كما عند سائر أهل السودان. أما كلمة " التّفَرْ " التي تجئ في كلام أهل كردفان ، ففصيحها هو: " الثَفَرْ " بالثاء المثلثة ، وبذات المدلول كما في معاجم اللغة كلسان العرب لابن منظور ، والقاموس المحيط للفيروزابادي وغيرهما. وإنما قلبوا ثاءها تاءً على طريقة أهل السودان أجمعين في نطق صوت " الثاء ".

    وأهل كردفان أيضا ، يسمون الخرقة التي يمسح بها التنور أو الإناء الذي تصنع فيه الكسرة ، سواء كان " صاجاً أو دوكةً " ، يسمونها " التَّملة " بتاء مشددة مفتوحة ، بعدها ميم ولام مفتوحتين ، على وزن " السخلة ". والتملة كلمة فصيحة ، إذ أنَّ أصلها هو " الثّمَلة " بالثاء المثلثة عوضا عن التاء ، وهي خرقة تغمس في القطران لتمسح بها الإبل الجرباء. وإنما شبهوها بما وعته ذاكرتهم الجمعية عن شكل الثملة العربية بجامع السواد والدهن في كليهما. وقد جاء في القاموس المحيط: " الثملة: صوفة يُهْنأ بها البعير ويُدهن بها السقاء ". كما جاء في لسان العرب لابن منظور: " الثملة بتحريك الميم: الصوفة أو الخرقة التي تغمس في القطران ، ثم يُهنأ بها الجرب ويدهن بها السقاء.. قال الراجز ضمر بن عمير:



    ممغوثة أعراضهم ممرطلةٌ

    في كل ماء آجن وسملة

    كما تُلاثُ في الهناء الثملة .. " أ. هـ



    هذا ، وإنما تعرف هذه الخرقة عند معظم المتحدثين بالعربية في السودان باسم: " المعراكة " بضم العين ، فكأنهم قد اشتقوا هذا الاسم من الفعل " عرك " ، وهو الفعل الذي يدل على الحركة المناسبة لمسح " الصاج أو الدوكة ". وقد بلغني أنّ الشايقية يسمونها: " البسدِّيق " بباء وسين مفتوحتين ، ودال مشددة مكسورة. وأظن أن هذه الكلمة من أصل نوبي.

    قلت: وأمثال هذا كثير في عربية أهل كردفان.

    جاء هذا الكتاب الذي صدر عن هيئة رعاية الإبداع العلمي بالخرطوم في طبعته الأولى في ديسمبر 2005 م ، في 205 صفحة من القطع المتوسط. ويضم الكتاب إلى جانب مقدمة المؤلف ، وتقديم الدكتور/ عبد الله علي إبراهيم ، المواد التالي ذكرها:

    خلاف لقاموس اللهجة العامية في السودان لبروفيسور عون الشريف.

    مناقرات حول قاموس اللهجة العامية في السودان ، الطبعة الثانية.

    مراجعات لمعجم عامية الإمارات.

    مراجعة تحقيق طبقات ود ضيف الله لبروفيسور يوسف فضل.

    مراجعة تحقيقات بروفيسور عبد الله الطيب للعامية.



    والآن فلندلف إلى مطالعاتنا في مناقرات د. عمر شاع الدين ، قاصدين بذلك إغناء النقاش ، وتعميم الفائدة ببعض الإضافات والاستدراكات:



    يشير المؤلف في صفحة ( 3 ) من كتابه إلى ما جاء في صفحة ( 126 ) من قاموس اللهجة العامية في السودان للدكتور عون الشريف قاسم عن الجذر " جَعَصَ " ، قال: " الجعيص ( عامية سودانية ): الرجل الغني ذو الطول والقوة ومنها الجعاصة ، وهي القدرة والتباهي ، وهي آرامية إذ الكلمة مستعملة في الشام بمعنى جلس واتكأ وتكبَّر.. "

    يقول د. شاع الدين: " قلت: الكلمة فصيحة: كتاب الفائق: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئك بأهل النار كل جظٍّ جعظٍ مستكبر. قلت: ما الجظ ؟ قال: الضخم ، قلت ما الجعظ ؟ قال العظيم في نفسه.

    قال الزمخشري: قيل للمتعظم الجعظ لذهابه بنفسه من أجعظ الرجل إذا هرب. قلت: عندي أقرب جعلنا الظاء صاداً من جعل الكلمة أرامية. " انتهى كلام المؤلف.

    أما أنا ، فأؤيد ما ذهب إليه د. شاع الدين من تأكيد عروبة " جعيص " السودانية ، وعدم احتياجها للأخذ من الأرامية كما أثبت العلامة الراحل عون الشريف. ذلك بأنّ الجذر " جَعَصَ " وأقاربه في اللفظ والمعنى مثل: " قَعَسَ " ، و" قَعَدَ " ، و " قَعَزَ " تفيد جميعها معنى الجلوس الحسي ، كما تفيد معنى الجاه والعز والكبرياء.

    يدلك على ذلك قولهم في " قعس ": تقاعس عن الأمر: أي تقاعد عنه وتراخى وتكاسل .. ولم يقم به ، والقيام هو بالطبع عكس القعود أو الجلوس. وفي المقابل نجد أنّ قولهم: " عزة قعساء " معناها: عزة موطّدة الأركان وراسخة ، أي كأنها قاعدة أو " موهّطة " كما نقول بكلامنا. اما القعود الحسي فمعناه واضح ، ولكن قول السودانيين في عاميتهم " راجل مقَّعَدْ " و " مرة مَقَعّدة " ، بميم وقاف مفتوحتين ، وعين مشددة مفتوحة ، يوحي بالأنفة والتكبُّر. أما الجذر " قَعَزَ " بالزاي المنقوطة في آخره ، فأعتقد أننا نجده في قول الليبيين المعاصرين في عاميتهم " قَعْمِزْ " بمعى " اجلسْ ". وإنما زادوا الميم لتأكيد المعنى. فكأنّ أصل اللفظ هو " قعز " بمعنى " قعد " بصيرورة الدال زاياً وهذا جائز. هذا ، والجذر " جعص " الذي منه جعيص السودانية ، ليس وقفاً في استخدامه بهذه الدلالة على العامية السودانية وحدها ، ففي العامية المصرية لا يندر أن تسمع أحدهم وهو يقول: " لإينا( لقينا) حسن آعد ( قاعد ) مجعوص في الأهوة ( القهوة ) مع اصحابه " . كما تجد ذات اللفظ بدلالته المعنوية في قولهم " مستعد اتحدى أجعص واحد في البلد دي !! ". وكنت قد حاولت استقصاء مدلولات هذا الجذر في مقال لي نشر قبل بضعة أعوام خلت بصحيفة " العرب الدولية " اللندنية جاء تحت عنوان: " عن قعمز وأخواتها: محاولة في التأثل اللهجي ".



    ص ( 4 ) يناقش فيها المؤلف ما ورد في صفحة ( 235 ) من قاموس اللهجة العامية في السودان عن كلمة " دَزَّ " ، بدال مفتوحة تليها زاي مشددة مفتوحة ، بمعنى دَفَعَ ، او ساق أمامه. وقد نقل عن عون الشريف بشأنها ما نصه: " دزَّ ( غرب ) ساق أمامه ". ثم علَّق قائلاً: " قلت: جعلها المؤلف عامية سودانية ، والكلمة حقيقة فصيحة: انظر: جمهرة اللغة: دظَّه يدظه دظاً ، إذا دفعه دفعاً عنيفا زعموا ".

    وبدوري أقول أيضاً ، إنني أؤيد ما ذهب إليه المؤلف في تأكيد فصاحة هذه اللفظة " دَزَّ " لتشابهها لفظاً ومعنى مع " دظَّ " التي استخرجها د. شاع الدين من كتاب " جمهرة اللغة " ، كما أقرُّ صاحب كتاب قاموس اللهجة على إشارته على أنّ اللفظة خاصة بغرب السودان ، حيث أنه رمز إلى ذلك بكلمة ( غرب ) المكتوبة أمامها.

    فالواقع هو أنّ مناطق السودان الأخرى تشيع فيها كلمتا " لَزَّ " باللام ، و " دَفَرَ " بالدال والفاء المفتوحتين بذات الدلالة. على أنَّ ( دَزَّ ) بمعنى دفع أو أرسل ، مستعملة بهذه الدلالة نفسها في العامية العراقية المعاصرة.



    صفحة ( 9 ): اعتقد أن المؤلف قد أصاب عندما قال إنّ الفعل ( طقَّ ) بطاء مفتوحة بعدها قاف مشددة بمعنى ( ضرب ) مشتق من صوت الضرب نفسه. قلت ومن ذلك قول الناس في السودان: " العود كان ما فوقو شق ما بقول طق ". هذا ، وقد لاحظت أنّ الفعل ( طقَّ ) بمعنى ( ضرب ) وكذلك الفعل ( دَقَّ ) هما أكثر استعمالاً في كلام أهل غرب السودان عموماً من استخدام الفعل ( ضرب ) الذي هو أكثر شيوعاً في عربية وسط وشمال السودان. وبالمناسبة فإنَّ الفعل ( طَقَّ ) موجود ومستخدم بنفس هذا المدلول في العامية العراقية المعاصرة.

    صفحة ( 13 ) يتحفنا المؤلف بفائدة عظيمة عندما خرَّج كلمة ( خاش ) التي تأتي في قول بعضهم شاتماً أو مازحاً: " انعل خاشك " ، بأنَّ " خاش " هو تحريف لكلمة " خاج " التي تعني ( الصليب ) في اللغة التركية. فكأن " يلعن خاشك " هي: " يلعن صليبك " ذاتها ، وإنما استخدمت اللفظة التركية كنايةً ، أو من قبيل ما يسمى في الإنجليزية بال Euphemism ، لتخفيف وقع هذا السباب الذي يستهدف أحد الرموز الدينية ، وخصوصاً في سياق ديني تعددي تكون اللغة العربية فيه هي لغة التواصل الوحيدة ، كما هو الحال في كثير من البلدان العربية.

    صفحة ( 18 ) يؤكد المؤلف التشابه المدهش بين عامية أهل السودان وعامية أهل العراق في ألفاظ كنا نعدها شديدة الخصوصية و ( السودانوية ) ، مثل كلمة: " دَنْقَرْ " بمعنى أحنى رأسه وطأطأه ، حيث قال إنها شائعة في العراق ، إذ أنها ذكرت في كتاب الألفاظ العامية الموصلية.

    صفحة ( 21 ) قال المؤلف إنَّ ( الدَّلَمْ ) بدال مشددة مفتوحة ، تليها لام مفتوحة ، بعدها ميم ساكنة ، على وزن ( الألم ) ، هو ( القُراد ). فليسمح لي أستاذنا د. شاع الدين ان أختلف معه ههنا. الدَّلم وواحدته " دَلَمَهْ " على وزن " حَلَمَهْ " ، حشرات بنية اللون ، تأوي إلى معاطن الإبل ومرابط الحمير ، وأصول أشجار العضاه مثل السيال والحراز التي تكون بالقرب من موارد المياه ، أو داخل القرى ، وخصوصا في أماكن اجتماع الناس والدواب كالأسواق الريفية الأسبوعية كأسواق: " أم دم " و " أم صميمة " و" أم بركات " و " جريجخ " مثلا. وحشرات الدلم هي في شكل البراغيث " المرقوت " ، إلاَ أنها أكبر قليلاً ،و تفضل الالتصاق بأرجل الدواب والبشر أحيانا لفترة محددة لكي تمتص دماءهم لتتغذى عليها ثم تتركهم. أما القرادة ، فحشرة رمادية إلى سوداء اللون ، ذات شكل شبه بيضاوي ، وجلد أرق نسبياً من جلد الدلمة ، وأكثر منها حساسية للمؤثرات الخارجية من ضرب ووخز. وهي مملوءة أبداً دماً أحمر قانئ مائل إلى السواد. اما التصاق القراد بأجسام الحيوانات كالإبل والكلاب خاصة ، فهو أكثر استدامة من التصاق الدلم. وللقرادة خبر طريف مع الجمل. قالوا: سألوا الجمل يوماً: " يا الجمل كنت وين المدة دي كلها ؟ فانبرت قرادة لازقة بمؤخرته قائلة: مشينا جبنا العيش من القضارف !! ".

    هذا ‘ ولقد كنت في صغري اتخيل أنَّ " بنت المطر " ، تلك الحشرة الحمراء الجميلة الحريرية الملمس ، التي تظهر غب نزول المطر مباشرة ، إنما هي في الأصل " دلمة " حقيرة ، منَّ الله عليها بالغيث فكساها ذلك الإهاب المخملي الجميل ، إنّ الله على ما يشاء قدير.

    صفحة ( 24 ) رجَّح المؤلف أن تكون كلمة " بسطونة " بمعنى نوع معين من العصي من الألفاظ الدخيلة على العربية. ولكن الفعل " بَسَطَ " بمعنى " ضرب " موجود في الفصحى ، ومن ذلك قوله تعالى: " والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم " الآية 93 من سورة الأنعام. والفعل " بسط " بمعنى ضرب موجود أيضاً في العامية العراقية. فعندهم: " المدرس بسط التلميذ " معناها: جلده أو ضربه بسوط أو نحوه. وهي كما ترى بعكس ما في سائر اللهجات العربية المعاصرة الأخرى التي يجيء فيها الفعل " بسط " بمعنى " سرَّ " و " أفرح ". ولما كانت البسطونة هي أداة " البسط " أي الضرب كما تقدم ، فليس من المستبعد أن تكون مشتقة من الجذر " بسط " ، وعليه ربما كانت بعض الألفاظ الأجنبية الدالة على الضرب مثل: Baton الفرنسية بمعنى " عصا " ، والاسم Bastonnade ، مأخوذة من هذا الجذر العربي ، والله أعلم.

    صفحة 26 ، في تعليقه على قول عون الشريف في صفحة 399 من كتابه قاموس اللهجة: " شرقاني ( عامية ) ضرب من الخوص المنسوج ، قال المؤلف: هي الشرقانية ، أصلها من الشرق إذ منه تأتي الشمس ، وهم يتوقون منها بالخوص المنسوج ساتراً يضعونه من ناحية الشرق ، وقد عمَّ الاستعمال وانفرد ، وصار لكل جهة يقال. أ. هـ

    قلت: واضح أنَّ د. شاع الدين قد استخدم هنا ثقافته الغرباوية ، فاللفظة " شرقانية " موحية بأجواء " سوق أب جهل " بالأبيض ، وسوق " أم دفسو " بنيالا. أما تخريجه للفظة فوجيه ، وأود أن أضيف إليه أنهم ربما اشتقوا اسم " الشرقانية " من ( الشرق ) بمعنى أشعة الشمس التي تتخلل ما يعترضها من الأجسام التي تسمح بنفاذ الضوء ، وهو المذكور في قول المتنبئ في قصيدة " شعب بوان ":



    وألقى الشرق منها في ثيابي دنانيراً تفرُّ من البنان



    ذلك بأنَّ الشرقانية بها فتحات تسمح بنفاذ أشعة الشمس من خلالها ، وهي ما يسميها الناس في كردفان ب ( الخلال ) بفتح الخاء على وزن ( الدلال ) ، بينما تشيع تسميته في مناطق أخرى من السودان ب ( الرقْراق ).



    أطربني توصيف المؤلف في صفحة 41 ل " التِنْدِلْ " بتاء مجرورة ، تليها نون ساكنة ، بعدها دال مجرورة ، ثم لام ساكنة في آخره ، وبيان الفرق بينه وبين الكوشة. وذلك حين يقول: " التندل خلاف الكوشة. فهو متماسك ، أكثره رماد وتراب وفحم ، ولذا نقول: اتندل نام ، ومتندل نائم. والكوشة أخلاط ورق وصفيح وزجاج وأحذية ... فهي أقرب لأوساخ الحضارة " أ. هـ .

    قلت: هذا وصف دقيق والله ، والكوشة أيضاً تلقى فيها بقايا الطعام ، فلذلك تكون مأوى مفضلاً للقطط ، والمعزى ، والكلاب. أما التندل ، فليس عند أهل القرى حيث تكون التنادل بقايا طعام أصلاً لكي يطرحوه فيه ، فهو جاف ونظيف نسبياً ، وأكثر ما ترتاده الحمير لتتعفر و تتمرغ فيه. ونواصل إن شاء الله

                  

10-13-2006, 11:49 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    الف شكر اخي منصور على تزويدنا بمقال الباحث المحقق الدكتور الدبلوماسي ابن كردفان / خالد فرح وهو كان قدامنا بدفعتين بخورطقت والجامعة وكان المعيا من ايام الثانوية حيث كان رئيسا لجمعية اللغة الانجليزية .
    والامين البدوي الذي نوه اليه الدكتور عبد الله ابراهيم هو ايضا دفعتي بخورطقت وخريج اداب الخرطوم ومن تلاميذ عبدالله الطيب المقربين جدا ،هو شاعر وراوية للشعر والدوبيت وصاحب ملح ونوادر . والاثنيين من ابناء شرق كردفان .

    فالتحية لهم والتحية لاستاذنا عمر شاع الدين الذي نشأ وترعرع ونهل من لغة اهل ام روابة بشرق كردفان .
                  

10-14-2006, 08:45 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: Agab Alfaya)

    (لئلاف قريش)

    ذلك الأمين البدوى معجزة أخرى متشرب لثقافة البداوه وبداوة ثقافتها بمستوى لا يضاهى ولا يماثل فهو كالبلدى بالرشوش تكحل التمدن فيه وتمسك البداوة من قرنيها فى سوحه ورحابة فكره وشاعريته والهامه وإهتتمامه الذى خلق إليه فهو فى ذلك فرد كتفرد أستاذه عبدالله الطيب فى معارفه وتفرد الطيب محمدالطيب فى حكاويه وتفرد الكاشف الكروان فى معطون رطب شدوه فى عسل موسيقاه...فيا عزيزى الفيا لك ولود البدوى الذى إستحق النسب إلى أبيه وصفته التى فاقها وفاض فيها أى البدويه ولشاع الدين الذى أشع علما ومعرفه ولزميلك الدوبلماسى الذى أطربنا خالص وصادق التحاياوالسلام...........................




    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-14-2006, 08:55 AM)
    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-14-2006, 08:57 AM)
    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-14-2006, 09:21 PM)

                  

10-16-2006, 07:35 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    اللغه هى وسيله للخطاب وللتدوين والبحث ومن زاوية فنون الإداره التى برع فيها الأوربين الإنجليزر والفرنسيين على وجه التحديد فهى أكبر وسيله للإستلاب فالوجود الإستيطانى يفرض ثقافة الكيان الوافد وينزع الثقافة وقيم الموروث من أهل الوطن الحقيقين وقد يكون ذلك بصورة غير مقصوده وبذلك يمكن إضافة لغات أخر....................






    منصور
                  

10-18-2006, 03:04 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    إن الأمر ليقتضي حكمة ودراسة وما ينبغي أولاً في قضية اللغة بث وعي جماهيري لإزالة بعض المفاهيم والارتباطات الخاطئة بين اللغة وغيرها من القضايا الاجتماعية. وفي حالة العربية فإن مما أخطأ فيه المتعصبون ضد العربية هو ربطها بالوضع الاجتماعي والسياسي للجماعات الناطقة بالعربية وسواها. فالمكانة الأساسية والاقتصادية والثقافية التي تتمتع بها بعض المجموعات العربية دفع الآخرين من غير متحدثيها إلى أن يقفوا موقفاً سلبياً تجاه اللغة العربية. والواقع أن كل قاطني التخوم الذي غبنوا من ما أسموه بسيادة المركز قد نقلوا ذلك الغبن إلى العربية.
                  

10-28-2006, 00:27 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    مطالعات في مناقرات الدكتور/ عمر شاع الدين 2/2

    د. خالد محمد فرح
    [email protected]

    صفحة 29: ناقش فيها د. عمر شاع الدين قول بروفيسور عون الشريف في صفحة 284 من كتابه " قاموس اللهجة العامية في السودان ": " المردوم ( غرب ) ضرب من الرقص والغناء ويكثر عند الحمر ". ولقد ناقش د. شاع الدين المسألة لغوياً وأجاد، ولكنه فات عليه أن يصوِّب بروفيسور عون فولكلورياً عندما قال إنَّ المردوم يكثر عند الحمر. والحقيقة هي أنه ضرب من الإيقاع الذي اشتهرت به قبائل البقارة في كردفان ، مثل المسيرية والحوازمة بصفة خاصة ، إلاّ أن يكون البروف عون رحمه الله قد عنى " الحُمُر " وهم بطن من بطون المسيرية ، ولكن هذا بعيد ، إذ أنهم ليسو الوحيدين الذين ينتشر بينهم هذا الإيقاع. أما " الحَمَر " بفتح الحاء والميم ، فلا يعرفون المردوم ، وإنما تكثر عندهم إيقاعات أخرى مثل الجراري ، والتوية ، والهسيس الخ. هذا، والمردوع بالعين في آخره ، هي أيضاَ لغة في المردوم.

    صفحة 34/35: ذهب المؤلف إلى أن تكون لعبة " ضالَّة " مأخوذة من " ضامة " اللعبة الشبيهة بالشطرنج ، والتي أخذها الترك عن الفرنسيين ، وأخذناها نحن من الترك. وقال إنّ ذلك اجتهاد منه لا يوثِّقه. ثم عاد ليقول: ربما لأنَّها تلهي لاعبها عن عمله وواجبه ، أي تضله ، فهي ( ضالة ) من الملاهي.

    قلت: التخريج الأخير شائع جدا ، ولكنه لا يعدو أن يكون عندي سوى كونه مما يسمى بتخريجات العوام ، أو ال Folk Etymology . إذ لماذا خصُّوا ( ضالة ) وحدها كلعبة بالضلال ، ولم يطلقوا هذا الاسم على ( السيجة ) مثلا ، وهي لا تقل عنها إلهاءً وإضلالاً بأي حال من الأحوال. وفي الحقيقة أنّ تخريج ( ضالة ) هذه قد ظل يؤرقني منذ أن وعيت هذا الاسم. فهل هو مشتق يا ترى من شجر ( الضال ) ، الذي يأتي في كتب اللغة الفصحى بمعنى " السدر البري " ، بخلاف " العُبري " على وزن " كُبري " الذي هو " السدر الذي ينمو على شواطئ الأنهار ؟. والقرينة التي اقترحها ههنا هي أنه ربما كانت أعواد " ضالة " تصنع من أغصان شجر الضال لأول العهد بها ، ثم صار الاسم ( ماركة مسجلة ) من بعد يطلق على أعواد هذه اللعبة باختلاف الأشجار التي تصنع منها. مثلما كان يقال في السابق لأي نوع من انواع الدقيق البالغ النعومة أو ( الفينو ) : " دقيق استرالي " حتى ولو كان مطحوناً في " قوز كبَّرو ".

    صفحة 38: نقل المؤلف عن عون الشريف قوله في صفحة 454 من كتابه: " ضبضوب ( عامية ) ورم في جفن العين ، ويقولون ( عامية ) ابو ضبضوب .. ثم أضاف عمر شاع الدين: " قلت: ورم جفن العين عندنا: ضبيضب لا غير ، وأصل اللفظ من الحشرة التي كالنحل تلسع العين فتورمها ". أ. هـ

    قلت أنا: قول د. عمر: ورم جفن العين عندنا: ضبيضب " يعني به أهل كردفان بلا ريب. وهذا صحيح ، غير أني سمعت بعضهم يسبقها بلفظة " أب " فيقولون: " أب ضبيضِبْ ". وهم يطلقونها على كلا الحشرة التي وصفها المؤلف ، والورم الذي يصيب جفن العين. وفي كتب اللغة الفصحى كالقاموس المحيط ولسان العرب وغيرهما: ( الظُبْظُبْ ) بالظاء المضمومة تليها باء ساكنة بعدها ظاء مضمومة أخرى هو: بثر يظهر في جفن العين ، فاللفظة إذاً فصيحة ، فتأمَّلْ !.

    علَّق المؤلف على ما جاء في قاموس اللهجة العامية لعون الشريف حول كلمة " زابى " بما يلي: " قال: زابى ( عامية ) فاخر ونافس. المزابي ( عامية ) المنافس والمفاخر. ص 489 ". ثم مضى د. شاع الدين ليقول: " قلت: الكلمة فصيحة ، قالوا في اللغة تزابى فلان: تكبَّر وترفّع " أ. هـ

    أما انا فأقول إنّ المعنى الذي أثبته البروفيسور عون ل ( المزاباة ) نقلاً عن العامية السودانية ، أي بمعنى المفاخرة والتنافس ، فمعنى أصيل وعريق في اللغة الفصحى. وهو يجيء في العامية السودانية في مثل قولهم في الأغنية الشعبية:



    يا عزّابة ما تتزابو

    اجردوا البنكِ شوفوا حسابو

    حيْ ... يا نارنا..... الخ



    وإنما اعترى اللفظة الأصلية تغيير صوتي طفيف لم يؤثر على بنيتها ، بينما احتفظت بمدلولها نفسه. فلفظة " زابى " السودانية بمعنى: نافس وفاخر ليست مساوية فحسب لقولهم في الفصيح " تزابى " بمعنى تكبّر وترفّع كما ذهب إلى ذلك الدكتور شاع الدين ، وإنما تطابقها لفظاً ومعنىً كلمة " سامى " بميم مفتوحة وألف مقصورة ، بمعنى: بارى ونافس كما في الفصيح ، وذلك بصيرورة سينها زاياً ، وميمها باء في العامية السودانية ، وهي أصوات متقاربة كثيراً ما يقع بينها التبادل والتعاقب. وقد جاء في بعض كتب اللغة ، وأحسب أنه " المزهر " للسيوطي ، أنّ إعرابياً قيل له: أتقول الصقر أم السقر لهذا الطائر ؟ قال بل " الزقر ". ولذلك مشابه في العامية السودانية التي يقول فيها بعضهم " سقاه موية " ، وبعضهم يقول " زقاه موية " . وفي كردفان يقولون " زرخ " بالزاي في صرخ الفصيحة وسرخ العامية على التوالي.

    وقد ورد في لسان العرب لابن منظور في هذه المادة ما نصه: " ساماهُ .. وتسامَوْا أي تباروْا .. وفي حديث عائشة الذي روي في أهل الإفك: إنه لم يكن في نساء النبي صلى الله عليه وسلم امرأة تساميها غير زينب فعصمها الله تعالى. ومعنى تساميها أي تباريها وتفاخرها. وقال أبو عمرو: المساماة المفاخرة " أ. هـ من لسان العرب ، مادة ( سما ). وبهذا تكون المساماة هي ( المزاباة ) ذاتها يا فتى !.

    صفحة 57: جاء فيها تعليق المؤلف على تفسير صاحب قاموس اللهجة العامية على مادة " قَمَز " ما نصه: " قال: قمز ( عامية عاميات عربية ) قفز. ثم أضاف شاع الدين: لعل فصيحها بالصاد: قمص ، اللسان. والقَمَصان الوثب. قَمَصَ يقْمُصُ ويقْمِصُ ".

    قلت: وفي الفصيح أيضاً تأتي لفظة " جَمَزَ " بالجيم والزاي ، بمعنى ( قفز ونطّ ). وهي لعمري أقرب ل " قمز " السودانية من قمص التي رجّحها د. شاع الدين. على أنّ تواطؤ معاني: قمز وجمز وقمص وقفز ، تعضد مذهبي في تبيان أخوات " قعمز " ، ألا وهي: قعس ، وقعد ، وجعص ، وقعز.

    صفحة 66/67: أراني ميّالاً لتأييد ما ذهب إليه المؤلف في تخريج كلمة ( الشرافة ) بمعنى: تزيين دارس القرآن الكريم للوحه وزخرفته بعد وصوله في الحفظ إلى سور بعينها ، بأنها مأخوذة من ( الشرف ) الذي يأتي في بعض كتب اللغة بمعنى: " الطين الأحمر أو المغرة " ، بخلاف ما رجَّحه كل من عبد الله الطيب والطيب محمد الطيب على التوالي ، من أنها مأخوذة من العلو والرفعة. وقد أورد د. شاع الدين النص التالي لتعضيد وجهة نظره: " الشرف: طين أحمر. وثوب مشرَّف: مصبوغ بالشرف ، ويقال شرف ، وشرف للمغرة. اللسان 11/76 ".

    قلت: وهذا الصنيع المعجِب من د. شاع الدين ، والذي ينم عن الجرأة العلمية والاستقلال الفكري ، هو من قبيل ( مناقرة ) الفحول ومصاولتهم كما أسلفنا.

    صفحة 91: أخذ المؤلف على بروفيسور عون الشريف إرجاعه للفظتي ( كَلَعْ ) و ( كَلَعات ) المستخدمة في شمال السودان بمعنى " خُصي " و " خصيات " على التوالي إلى اللهجة اليمنية ، واستشهاده باسم " ذو الكلاع الحميري ". وأنا أعتقد أنَّ بروفيسور عون الشريف محق في إرجاع هذا اللفظ إلى اللهجة اليمنية القديمة ، ولا ينبغي أن يكون ذلك مستغربا. ولعله قد فات على د. شاع الدين أنّ لفظتي " قَلَقْ " و " قَلَقات " الشائعة في بعض مناطق كردفان وخصوصاً بين قبائل البقارة ، وهي قبائل يمنية الأصل كما يقول النسابة الوطنيون ، تطلق على الخصي بذات الدلالة. ولاحظ التقارب اللفظي بين ( كلع وكلعات ) و ( قلق وقلقات ). أما قول المؤلف إنّ كلع هي مقلوب ( كعل ) الذي هو الوسخ الذي يتجمع بخصي الكباش ، فهو تخريج بعيد في نظري.

    صفحة 167: في معرض مراجعة المؤلف لتحقيق البروفيسور يوسف فضل حسن لكتاب " الطبقات " لود ضيف الله ، قال في تخريج عبارة: " يا زعمْ " ، التي أوردها ود ضيف الله في ترجمة الشيخ/ إسماعيل بن جابر فيما نصه: " يا زعم ولد فاطمة ما بلغ " أ. هـ .. قال بعد استشهادات مطولة: " أذهب يقيناً أنّ ( يا زعم ) هي من الفصيح لغة: وزَعِمَ كفَرِحَ طمع زَعَماً وزَعْما: تاج العروس: 317/16 " أ.هـ

    قلت: وأنا كذلك أرى أنّ ( يا زعم ) ههانا معناها: " أتزعمون أن ولد فاطمة ما بلغ ؟ " بمعنى: " إنتو قايلين ولد فاطمة ما بلغ ؟ ". ونظير هذا قولهم في العامية الليبية المعاصرة: " زعْما " بالألف في آخره بدون تنوين ، ويعنون بها أيضاً " أتزعم ".



    * الصفحات 191 – 205: أفرد المؤلف فصلاً كاملاً لمراجعة تحقيقات العلاَّمة بروفيسور عبد الله الطيب عليه رحمة الله للعامية. وجاء في مقدمة ذلك الفصل بقلم المؤلف ما يلي: " أول ما دفعني للاعتناء بالعامية كان ما وجدته من إشارات متناثرة في كتابات البروفيسور الراحل عبد الله الطيب – طيّب الله ثراه - وكان ذلك في ستينات القرن الماضي. وقد انشغلت بها ، وجمعت منها الكثير ، الذي أراه مادة خصبة ثرَّة للدارسين ، عسى أسعى لنشرها لاحقا " أ. هـ من صفحة 191.

    والحق هو أن عبد الله الطيب كان أعجوبة في تفسير كلام أهل السودان ، بل كلام العرب أجمعين قديماً وحديثا. ولكن هذا التقدير والإعجاب اللذين يكنهما المؤلف لمذهب عبد الله الطيب في تفسير الكلم السوداني والعربي والمقابلة بينهما ، لم يثنياه عن انتقاد بعض ما خطته يد العلامة الراحل ، أو تفوه به في هذا المضمار ، أو الاستدراك عليه.

    وقد مضت الإشارة إلى انتقاد عمر شاع الدين لعبد الله الطيب والطيب محمد الطيب لتخريجهما لكلمة " شرافة " بمعنى زخرفة ألواح القرآن ، بأنها مشتقة من الشرف بمعنى العلو والارتفاع. فعنده – وأنا اوافقه عليه – أنها مشتقة من ( الشرف ) بمعنى: الطين الأحمر أو المغرة.

    كما إنني أوافق المؤلف على ما أورده في صفحة 196 من أنَّ لفظة " الصُفاح " بصاد مضمومة ، بمعنى عقد القران ، و( بنت فلان صافحوها ) ، بمعنى: تمّ عقد قرانها ، مأخوذ من فعل المصافحة الذي يكون بين وكيل الزوج ووكيل الزوجة أثناء عملية العقد ، وليس من تخريج البروف الذي أرى أنه قد أبعد فيه النجعة ، والذي تساءل بمقتضاه قائلاً: " هل فرُّوا من النكاح إلى السفاح وقلبوا سينها صاداً وضموها ؟ ". على أنَّ هذا التفسير لا يخلو من روح الدعابة التي اشتهر بها عبد الله الطيب.

    وبهذه المناسبة: كنت ضمن جماعة جالسين في حضرة البروف بمكتبه بمجمع اللغة العربية قبيل مرضه الذي أقعده قبل وفاته ، وجرى ذكر الشجر في السودان ، وطفق يحدثنا في هذا الباب حديثاً ممتعاً مفيدا. فكان مما وعيته منه أنَّ " الحراز " هذا الشجر المشهور في السودان ، اسمه مشتق من اسم واد بالحجاز كان يكثر فيه هذا النوع من الشجر. غير أني أخذت عليه يومها ، ولم أناقشه القول تأدُّباً معه ، أنه يرى أن اسم " الهشاب " الذي يطلق على هذا الشجر المعروف في السودان بأنتاج أحسن أنواع الصمغ ، إنما هو تحريف لكلمة " خشب " بصيرورة الخاء هاء ، نتيجة عجمة كان يرتضخها أهل المناطق التي يكون فيها الهشاب. فكأنهم كانوا يقولون في خشب " هشب " ، ثم أشبعوا فتحة الشين فجعلوها ألفا فصارت هشاب. قلت: هذا تأويل بعيد آخر من البروف. إذ لماذا خصوا الهشاب وحده من دون سائر الشجر أو الخشب بهذا الاسم. والرأي الراجح عندي ، هو أنَّ كلمة " هشاب " هي كلمة فصيحة جدا ، وهي كما أرى مأخوذة من اللون " الأشهب " أي اللون الفضي أو الرمادي المائل للبياض ، وهو بالضبط لون شجرة الهشاب خلال موسم الصيف أو الجفاف. وإنما قدموا هاءها على شينها فقالوا في الأشهب: ( الأهشب .. الهشب .. الهشاب ). ولا ينبغي أن يكون ذلك مستغربا. فأهل كردفان وخصوصاً جنوبها ، يعرفون من الأشجار " الصَّهَبْ " على وزن الذهب ، وهي دوح ذات ألوان ذهبية وحمراء أي صهباء جميلة. والصهبة كما في الفصيح هي: الحمرة كلمةً واحدة. ومنه وصف الخمراء بالصهباء.



    صفحة 203: في معرض مناقشته لتفسير عبد الله الطيب لعبارة " اركع ديس " التي كان يقولها صولات العقاب والمدرسون للطلبة في كلية غردون ، كما جاء في سيرة عبد الله الطيب الذاتية " من حقيبة الذكريات " ، والذي جاء فيه بحسب رأي البروف أن " ديس " مأخوذة من الفرنسية Dix بمعنى الرقم عشرة ، أي اركع لمدة عشر دقائق ، زعم المؤلف أنّ وصول الفرنسية عبر مصر قليل في عاميتنا. والراجح عندي أن معظم الألفاظ الفرنسية الأصل – وهي ليست بالقليلة كما يشي بذلك ظاهر عبارة د. شاع الدين – إنما جاْءتنا عن طريق العامية المصرية. ومن ذلك قولنا: أسانسير للمصعد الكهربائي ، وإنما هو عند الإنجليز lift وعند الأمريكيين elevator ، وكوافير لمحل تصفيف الشعر ، وكلوش وهو نوع من الفاستين النسائية يكون واسعاً وفضفاضاً من أسفله ، وإنما أسموه ( كلوش ) لأنه يشبه الجرس الذي يسمى بالفرنسية cloche ، والكرِبْ وهو نوع من القماش الفرنسي الصنع ، وأشهر من ذلك كله قولنا " تلفزيون " مجارة للنطق الفرنسي لهذا الاسم بدلاً من الاسم الانجليزي " تلفيشن " . وفي عالم لعبة الورق أو " الكوتشينة " نجد حتى أن باحثاً محققا مثل بروفيسور عون الشريف قد اضطرب في بيان أصل عبارة: " سمبهار " كما لاحظ أستاذنا الشاعر السفير محمد المكي إبراهيم في محادثة لي معه جرت قبل أعوام ، حيث رجّح محمد المكي أن يكون سبب ذلك الاضطراب هو عدم بصر الشيخ الشريف عون الكافي بالكوتشينة. ويرى محمد المكي ، وأنا أؤيده في ذلك أن عبارة " سمبهار " إنما هي تحريف لقولهم بالفرنسية sans voir بمعنى: " دون أن يرى ". ذلك بأن هذه العبارة تقال لللاعب الذي يسحب ورقة من " الصندوق " قبل أن يلقي اللاعب الخصم " البايظ " ، أي دون أن يراه. ومثل هذه الأمثلة للألفاظ والعبارات ذات الأصل الفرنسي في العامية السودانية كثيرة ، ولكن لا يتسع المجال هنا لاستقصائها كلها.

    هذا ، والتحية مجددا للدكتور عمر محمد الحسن شاع الدين على إخراج هذا السفر القيم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    --------------------------------------------------------------------------------




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de